كاليوس ببرود: لا.... لستِ كذلك!!
زفرت نيرمين براحة لتردف: حقاً؟!.... هذا جيد للغاية.... أتعلم ماذا؟! ليس فقط لون عيناي المريب بل أملك أيضاً خصلة شعر لونها فضية تذكر فضية وليست بيضاء.... اممم هي الآن مصبوغة لك عاجلاً أم آجلاً ستظهر.... ربما إن بقيت هنا!!!
كان يستمع إليها كاليوس باهتمام كالعادة متظاهراً بعدم المبالاة من خلال انشغاله بالأوراق التي بيديه لكن عندما تفوهت بجملة "ربما إن بقيت هنا!!!"
من دون وعي منه وضع الأوراق على المكتب ليردف بحدة: ماذا تقصدين؟!
نيرمين: أعني لن أبقى هنا طوال حياتي..... لديَّ عالم آخر ينتظرني... عائلتي المسالمة... صديقتي الوحيدة... دراستي التي قاربت على الانتهاء منها!!!
كاليوس بصوت ساخر خافت وهو يتذكر كلماتها البارحة عن عائلتها التي ظنتها وحش أيضاً: عائلة هاه؟!
نيرمين بقوة: أجل!!! مع أنَّ لدي ثلاثة إخوة مزعجين!!
أعاد كاليوس تركيزه على أوراقه بينما نيرمين بعد لحظات من الهدوء شعرت بملل شديد من هذا الصمت لتنهض عن الأريكة وتنطق وهي تتجول في مكتبه الممل والمليء بالكتب والأوراق المكدسة: كاليوس؟!
همهم لها بإيجاب دون أن يرفع رأسه عن الأوراق وهذا جعلها تكمل: هل تذكر الفتاة الريفية صاحبة الكوخ تلك التي تعينت خادمة هنا منذ مدة قصيرة؟!
كاليوس بلا اهتمام: أجل... ما بها؟!
توقفت عنِ الحركة في الأرجاء مديرة بصرها إليه لتردف بجدية: تبدو مصطنعة بشكل كبير.... حقيقةً لستُ مرتاحة لها بتاتاً.... أعتقد مِنَ الأفضل أن أراقبها لمدة.... ما رأيك؟!
توقف عن الكتابة ليرفع رأسه عن الأوراق وينظر إليها هو الآخر وبكل برود نطق: إن كانَ كلامك لأجل أن تجدي مخرجاً للهروب من هنا بما أنها تخرج للسوق كل أسبوع كي تحضر الخضار فأنا أنصحك بأن لا تحلمي بالأمر كثيراً لأنه مستحيل.
قطبت حاجبيها بانزعاج لتنطق بضيق: لستُ أخبرك لأجلِ الهروب أيها العبقري!!! هل رأيتني أحاول الهروب من الأساس؟! أنا أشكُّ بها فإذا انتبهت جيداً على تصرفاتها وحسب حدسي في التحقيق إنها مزيفة للغاية لذا أريد مراقبتها لفترة معينة.
كاليوس ببرود: حسناً أنا أعطيكِ صلاحية فعل ما تريدين لكن بدورك ما الدليل الذي سيجعلني أصدق بأنك لن تهربي ؟!!
قاومت تقليب عينيها بملل أمامه.... فهي لو أرادت الهرب لهربت منذُ زمن أو بالأحرى عادت لزمنها فوجودها هنا لأجله فقط لكنها ولأنَّ مهمتها أطول مما تبدو عليه أن تبقى إلى أن تنتهي... حسناً حسب ما تذكر البرهان لعدم هروبها هو الوعد حيثُ لهم أشبه بالقسم و....
أخرجت تلك السلسلة الذهبية من عنقها والتي يتوسطها حجر ألماسي دمويَّ اللون لتقف أمام مكتبه وتضعها عليه.... أجل عليها أن تعده وتضع شيئاً ثميناً لها وهكذا سيصدقها....
هي في الحقيقة تستطيع التخفي واللحاق بها دون أن تخبره لكنَّها تعلم أنَّ اختفاءها الغريب والمفاجئ سيضعها محل شك وشبهة لديه وهي تريد أن تكسب ثقته ولو بنسبة بسيطة كما أنَّه يكره أن يعمل أحد شيء بدون علمه ولو كان سخيفاً هذا ما لاحظته أثناء فترة مكوثها هنا.
أوقفت سلسلة تفكيرها عن سبب مجيئها وهي ترى تحديقه الغريب بها لتردف بهدوء عكس داخلها المنزعج من تحديقه الذي لم يتوقف رغم أنها انتبهت له: بالحقيقة هذه القلادة هدية من جدتي لي.... إنها إرث مهم قديم في عائلتنا..... وحسب خرافات جدتي فالقلادة تختار صاحبتها من بين فتيات العائلة.
توقفت عنِ الكلام لتذكرها ذلك اليوم المضجر حيث قضته مع فتيات العائلة المدللات والمملات للغاية.... وبعد كل ذلك التجمع السخيف تمَّ اختيارها هي.... حسناً المشكلة ليست في اختيارها بل بمعرفة جدتها أنَّهُ لها منذُ ولادتها فهو قد أضاء يومها كما تزعم فمن غير المعقول أن تضيء قلادة غبية صحيح؟!
ولأنَّ جدتها العزيزة رغبت برؤية حفيداتها الجميلات فهي اضطرت لتحمل آلام الرأس والإعاقات السمعية التي أصابتها من صوتهن الودود المصطنع والمرقق بشكل مزعج هذا غير تصرفاتهن البلهاء والمتملقة لنيل احترام جدتهن عكسها حيثُ جلست طوال الوقت على هاتفها وعندما أمرتها جدتها بترك الهاتف هي أجبرت لفعل ذلك وبتذمر لرؤية كل تلك الأحداث المريعة!!
والآن بربكم هل ستعجز عن تمييز تفاهة فتاة مثلها؟! بالطبع هي لن....
عادت للواقع على حمحمة كاليوس كي تكمل كلامها فهي قد شردت طويلاً في الفراغ لذا هي كمشت ملامحها باستياء وتابعت: عليك معرفة أنَّ هذه القلادة مهمة جداً لي لأنَّ جدتي العزيزة إن لم ترها على عنقي عندما أعود ستقطع رأسي... وهذا سبب كافي لأبقى هنا وسأستعيدها عندما أنتهي... بالإضافة إلى أنني أعدك بأنني إذا أردتُ المغادرة سأخبرك مباشرة.
أومأ لها بإيجاب وهو يقاوم رغبته في منعها حتى لو لن تهرب.... ربما لوجودها شبه الدائم حوله أو لشعوره شعوراً غريباً يصعب عليه فهمه لأول مرة في حياته.... تلك الصخرة الموجودة يسار صدره نبضت بقوة وأخيراً!!!
سؤال غريب طرأ في باله لينطق من دون وعي: ماذا أنا بالنسبة لك؟!
شكل القلادة ❤😁
_ البارت بأكمله ١٢٤٥ كلمة 😁✨.
_ استمتعوا بالقراءة ❤💋.
أنت تقرأ
لعبة الزمن
Historical Fiction".... وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى نهايته المحتومة... " صوت دكتور المحاضرة تردد بهدوء في أنحاء القاعة حيث كان أغلبهم نائمين عداها.... نظرها مركز عليه تدون كل كلمة يقولها في عقلها فالذي يتكلم عنه الدكتور قدوتها وبطلها.... ذلك الملك الذي حكم العديد من...