كانت نظرته عليها غريبة بالنسبة لها.... لم يسبق لأحد أن نظر لها هكذا!!هل هذا طبيعي؟! تساءلت بداخلها وهي تبادله التحديق قبل أن يقطع تواصلهما البصري ويعود للتركيز على الأوراق من جديد.
وهذا جعلها بالذات تتنهد باكتئاب من جديد وهي تبدل نظرها للأكوام التي على مكتبه حيث أنها كلما انتهت أحضر مساعده الذي لا تعرف اسمه للآن فهو يضعهن ويرحل المزيد لذا نهضت عن الأريكة وأردفت بملل: حسناً لا خطر عليك الآن.... سأذهب للتجول في القصر قليلاً.... اعتني بنفسك جيداً!!
أنهت كلامها متجهة للباب وهي تلوح له مودعة ثُــمَّ خرجت بسرعة دون أن تلقي نظرة واحدة.... صحيحٌ أنَّ مكتبه مليء بالكتب لكنها للأسف ليست من محبي القراءة بتاتاً.... ومن الكتب المكدسة على الرفوف يبدو أنه يحب قراءة الكتب!!!
فور أن خرجت من مكتبه نظرت للطابق الثالث بفضول.... أخبرها كاليوس عندما سألته عنه أنه طابق مخصص للضيوف الذين يريدون الإقامة هنا لفترة....
ما يثير استغرابها هو أنَّ قاعة العرش وقاعة الحفلات على غير المتوقع بالأسفل لكن الطابق الثالث مخصص للضيوف بأكمله؟! إذا كان لا يحب أن يمشي في قصره لدرجة جعله الطابق الأول شبه كامل لكل شيء لماذا جعل الضيوف بالأعلى مثلاً؟! يستحيل أنَّه وضعه بعشوائية لذا هي يجب أن تذهب وتحقق بالموضوع!!!
هزَّت رأسها بإيجاب موافقة على أفكارها وقبل أن تتحرك سمعت ضجة غير متوقعة بالأسفل.... بالعادة الخادمات هادئات للغاية لكن الآن وفجأة أصواتهن عالية؟!
نقلت نظرها بين الطابق الثالث والطابق الأول.... هل تصعد أم تنزل؟! الطابق الثالث لن يختفي صحيح؟! وهي تريد معرفة سبب هذه الضجة الغريبة بالأول ثُــمَّ ستعود للمغامرة هنا!!
فور أن استقرت على هذه الفكرة نزلت للأسفل بخطوات كبيرة متحمسة لتردف بحيوية: ماذا يحصل هنا يا رفاق؟!
كنَّ الخادمات بأكملهن مجتمعات حول أحد ما ويتبادلن الحديث معه لكن عندما سمعن صوتها توقفن عن الكلام وألقين نظرة عليها.... كلامها الغير مهذب وكيف كانت تنزل عن الدرج بإهمال وطريقة لا تنسب إلَّا للأطفال حتى الأطفال لن يفعلوا ما تفعل....
ربما متشردي العامة يفعلون هكذا.... فكرن جميعهن هكذا وبصعوبة منعن نظراتهن المتقززة منها لتردف أحدهن: انضمت خادمة جديدة لنا.
وصلت إليهن لتردف بحيرة: حسناً وما المثير في الأمر كي تجتمعن هكذا؟!
خادمة ما بضجر: أنتِ لن تفهمي الأمر لذا لا تهتمي!!
الفتاة بلطف: لماذا تتكلمين معها هكذا؟! لا بأس بأن أتعرف عليها... هل بإمكانكن أن تبتعدن عني قليلاً؟!
خادمة أخرى بهمس لها: احذري من أن تسيئي لها.... صحيحٌ أنها همجية ومتخلفة وتصرفاتها لا تمت للفتيات بصلة لكن الملك كاد يقتل ثلاثة خادمات منَّا لأجلها!!!
أنت تقرأ
لعبة الزمن
Historical Fiction".... وهكذا نسج القدر مبتغاه إلى نهايته المحتومة... " صوت دكتور المحاضرة تردد بهدوء في أنحاء القاعة حيث كان أغلبهم نائمين عداها.... نظرها مركز عليه تدون كل كلمة يقولها في عقلها فالذي يتكلم عنه الدكتور قدوتها وبطلها.... ذلك الملك الذي حكم العديد من...