ياويلي ع الاعتراف ياويلي

2.5K 212 24
                                    

في اليوم السابق للمأدبة ، كانت ندى وجينغ شين يتناولان العشاء معاً ، بعد انتهائهم وبينما جينغ شين يشرب كوباً من الشاي
تحدث جينغ شين فجأة
:" مينغ يان _"
ندى وهي تحثه على الحديث :" هممم "
جينغ شين :" في الواقع ، لا أعلم كيف أطرح هذا ولكن .. "
ندى :" ما الأمر ، هل هو عن استخدامي لمصالحك مجدداً ؟"
جينغ شين :" لا .. أريد سؤالك .. بعد الإنتهاء من جميع تلك الأشياء ، هل أنتي على استعداد لأن تكوني معي ؟ اعني .. هل تتزوجيني ؟"
ندى :"**_**"
جينغ شين :" أعلم انكي متفاجئة من طرح هذا السؤال فجأة ، ولكني حقاً أريدك أن تكوني زوجتي ، أريد أن أكون مسؤولاً عنكي إلى الأبد "
ندى :" ج جينغ شين ، أنا .. انا لا أعلم ما الذي جعلك تطرح هذا فجأة ، ولكن .. انا لست من هذه البلاد ، سأعود يوما ما إلى موطني "
جينغ شين :" لماذا ؟ الطبيب ليو يتجول حول العالم ، ولا يوجد احد للعودة إليه، لماذا تريدين العودة ؟"
ندى :" لم أخبرك كل شئ عني بعد !"
جينغ شين :" لقد سألت الطبيب ليو بالفعل ، أنتي حفيدته الوحيدة ، أنتي عائلته وهو عائلتك ، أعلم بأنكي تشعرين بالخوف دائماً بسبب ما مررتي به منذ مجيئك ولكني هذه المرة حقاً أعدك ، يمكنني حمايتكي دائماً ، لن أسمح لأحد بالتنمر عليكي أيا كان من هو "
ندى :" لماذا ، لماذا فجأة ؟"
جينغ شين :" أنا لا أعلم ، أنا حقاً لا أعلم ، منذ اللحظة الأولى التي رأيتكي بها ، ومنذ أخذي لكي إلى قصري وتفاعلي معك وقد قررت بأنني أريدك ان تكوني معي إلى الأبد ، لا أعلم لماذا ، ولا أستطيع رؤية سبب لمشاعري تجاهكي أيضا ، فقط أعلم بأنني سأشعر بالخوف دائماً إذا تعرضتي لشئ سيئ ، سأشعر بالقلق والذنب إذا استخدمتكي لمصالحي الخاصة ، رغم أنني اضمن ببقاؤكي آمنة ، ولكن شعور القلق لا يزول ، أنتي .. شكلك .. شخصيتك .. كل شئ يخصك .. هو بالضبط ما أريده "
ندى :" جينغ شين ، لقد مر أربعة أشهر فقط على بقائي معك ، لم يحدث الكثير بيننا ، أيضا ، لم أفكر أبدا بك ، انا آسفة، أنا حقاً سأضطر للعودة إلى دياري عاجلاً أم آجلاً "
جينغ شين :" .. إذا كان هذا هو قراركي الاخير ، فسأترك لكي حرية الاختيار ، لكن إذا قررتي العودة يوماً ما إلى هنا ، فأنا سأكون هنا من أجلك دائماً "
نظرت إليه ندى بصمت .. كانت مصدومة ومتفاجئة بحق ، قام جينغ شين ليرحل وهي جالسة في مكانها تفكر
'متى حدث هذا ؟ كيف تطورت مشاعره تجاهها فجأة؟ هي حقاً لم تفكر في أي شئ سوى إنهاء مهمتها ورحيلها من هنا ، فور صعود جينغ شين إلى العرش سترحل ، لكن .. الإمبراطور لم يتوفى بعد ، كانت ستتحمل أي مدة وترحل ، لكن الان.. عليها الرحيل في أقرب وقت ممكن حقاً !'

أمسكت ندى بقلادتها لتستدعي كيرين
ندى :" كيرين ، هل أنت هنا ؟"
كيرين :" نعم ، ما الخطب ؟ ما بال صوتك تعيس فجأة ؟"
ندى :" هل حقاً ؟ .. لا تهتم ، فقط أريد أن اسأل ، جينغ شين أصبح ولي العهد ، متى يمكنني العودة ؟"
كيرين :" لقد سألتيني عن هذا من قبل ، أخبرتك بأنه بعد اعتلائه العرش ستنتهي صلاحية التعويذة بالفعل وسيتوجب علي إعادتك "
ندى :" إذا ، متى سيكون جينغ شين الإمبراطور ؟ هل علي الانتظار حتى وفاة والده "
كيرين :" ليس تماماً ، يمكن للامبراطور التنازل عن العرش لجينغ شين في أي وقت ، لكن لماذا صوتك تعيس للغاية ؟ لا تريدين العودة ؟"
ندى :" لا ، اريد العودة بالطبع لكن .. جينغ شين طرح علي الزواج "
كيرين بصراخ مفاجئ :" ماذا ؟؟؟ "
ندى :" لا تصرخ !"
كيرين بصدمة :" أعني ، أقصد...كيف ، هل أصبح أعمى ؟"
ندى :" أنت الأعمى هنا !"
كيرين :" حسناً حسناً أمزح ، هذا شئ طبيعي ، انتي الفتاة الوحيدة إلى جانبه هنا ، كما أن لقائكما كان غريباً ،ناهيكي عن جمالك ، شخصيتك غريبة وملفتة للانتباه ، لكن هذه ليست أسباب ، كما يقولون ، المشاعر متمردة والحب أعمى "
ندى :" حتى لو .. لا يمكنني الموافقة ، سأتركه يوماً ما ، كما أنني لم أفكر أبدا به بهذا الشكل !"
كيرين :" أنا أعلم ، أنتي لم تعطي لقلبك هذه الفرصة من الأصل ، كل ما كنتي تشعرين به هو القلق طوال الوقت ، لكن .. يمكنكي إعطاء قلبك فرصة ، على أية حال أنتي هنا لفترة لا تعلمين مدتها "
ندى بحزن :" حتى لو أعطيت قلبي هذه الفرصة ، فسأرحل في النهاية ، ليس هناك أمل لهذه العلاقة !"
كيرين :" لماذا تقومين بتعقيد الأمور ؟"
ندى :" لأنها الحقيقة ، لا يمكن لجينغ شين أن يكون معي ، لن يتنازل أبدا عن نمط حياته من أجلي ، التنازل عن السلطة بإسم الحب ليس خياراً متاحاً ، كل ما في تفكيره هو الانتقام من الإمبراطورة ، وتولي الحكم في المستقبل ،في قلبه أنا لا أقارن بهما ! أيهما أكثر أهمية .. أنا أم السلطة ، بالطبع الإجابة واضحة !"
كيرين :" حسناً ،دعيني أسألك ، هل حياتك مريحة في عالمك ؟"
ندى :" نوعاً ما .."
كيرين :" نوعاً ما ! هل تريدين مني سرد تفاصيل ما مررتي به ؟ هل اهتم بكي أحدا يوماً ما ؟ من الذي اهتم بكي حينما مرضتي في عالمك ؟ هنا .. جينغ شين اهتم بكي كثيراً ، انتي تعلمين جيداً ما مررتي به من سوء معاملة ، لا اصدقاء ، لا عائلة تعاملك جيداً ، ما الشئ الثمين الذي لديك لتفقديه في عالمك ؟"
صمتت ندى قليلاً لتقل :" لكن ، في النهاية .. هم عائلتي ، حينما اخرج من المنزل .. أعلم بأنني أينما ذهبت فهناك منزل أعود إليه في النهاية .. إذا فعلت شيئاً جيداً وثميناً لهم سيسعدون ، إذا اختفيت فجأة سيشعرون بالقلق ، لأنني في النهاية ابنتهم، حتى إذا عاملوني سيئاً وارغموني على أشياء لا أريدها .. مهما قاسيت منهم فأنا لا أعلم ماهية شعوري نحوهم ، إذا تضرر أحد منهم فسأكون خائفة حتى الموت ! نعم .. لقد كنت أكره قسوتهم يوما ما ، لكن حينما نضجت .. معاملتهم تحولت تدريجياً .. رغم أنها ليست جيدة لكنها عادية ، يكفي أنني لم أعد أتعرض للضرب على أي شئ ، يمكن القول بأن هذا لأنني أصبحت اهتم بشأن نفسي ، اعتززت بنفسي أكثر من أي أحد ، لكن هم عائلتي .. لن استطيع أن أكون أنانية واجعلهم يشعرون بالقلق بينما أعيش بسعادة هنا ! أنت لا تعلم كم أتوق للعودة حقاً ، إذا اخترت .. فلا اريد أن آتي إلى هنا ، لقد كنت أخشى أن يقع أحدهم بحبي هنا منذ البداية ، والآن تحقق ما كنت أخاف منه ، لا أريد أن أكون مدينة لأحد هنا بشيئ !"
كيرين :" مشاعر جينغ شين نحوك لا تحتاج لامتنانكي بها ، لقد وقع بحبكي بكامل إرادته ، تفكيركي صحيح ولكن ، أعتقد بأنه يجب أن تعطي نفسكي فرصة أيضا ، كل ما يمكنني قوله .. اعتزّي بكل لحظة تعيشيها هنا ، أعطي نفسكي فرصة الوقوع في الحب ، بما انكي لا تعلمين متى سيعتلي جينغ شين العرش ، إذا ..عيشي هذه الأيام كأنها آخر أيام لكي في الحياة ، ألقي قلقك وخوفك جانباً وانتهزي فرصتك "
ندى :" هل حقاً استطيع فعل ذلك !؟"
كيرين :" حاولي ، لا ضرر في المحاولة ، اعتبريها تجربة كاملة للعديد من الأشياء التي لم تمري بها من قبل "
صمتت ندى بعض الوقت لتفكر في كلام كيرين ، لتتفق معه في النهاية
ندى :" حسناً ، سأسير وراء كلماتك "
كيرين :" جيد "

______

في تلك الليلة ، لم تستطع ندى النوم ، بقيت تفكر في كل ما مرت به خلال تلك الأشهر ، وكل مامرت به سابقاً ، كان كيرين محقاً ، بخلاف جينغ شين .. لم يهتم بها أحد ! منذ اليوم الذي أنقذها بها من المتحرشين ، وأخذه لها إلى القصر دون أن يعلم هويتها ، اخذها إلى ذلك النهر لتكون بحال أفضل ، اهتمامه بإعطائها الكثير من الأشياء الضرورية التي تحتاجها ، قد أصبحت تشعر نحوه بشئ ما بالفعل ، لقد كانت تظن بأنه مجرد امتنان وشكر له ، لكن تلك اللحظات القصيرة تركت أثرا عميقا له في قلبها ، فقط خوفها وقلقها كانا مسيطران على تفكيرها ومشاعرها ، هي لم تعطي نفسها فرصة لأنها تعلم في النهاية أنها سترحل ، لكن ما قاله كيرين منطقي أيضا ، لا ضرر في المحاولة ، بما أن مشاعرهم متبادلة ، فستعيش هذه الأيام بسعادة مع جينغ شين ،
ربما حقا تستطيع العيش بسعادة معه ؟!
نامت ندى وهي تفكر في كل هذا وتتسائل ، هل تستطيع ؟..

______

رحلة إلى امبراطورية تشوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن