الجزءالتاسع

196 8 0
                                    

أذهلني سؤالها وكانت المفاجأة حين أخبرتني أنها تعرفت علي إمرأه مؤخرا وإن لها إبناً بعمري سكنته جنيه وأصابته بالجنون حتى وجدت الطريق لعلاجه ،حينها أدركت أمي أن هناك تشابها بين حالتي وحالت إبنها ،فلما علمت تلك المرأة بما أصابني تطوعت أن تحضر العلاج الشافي لتسقيني منه ،لكن قلب الأم دفعها في اللحظة الاخيرة لمنعي من شربه .
لم أرغب في أن أطيل الحديث حتى لاأثير قلقها ،ربما كانت هذه المرأة من الكاتو ،وربما هي مجرد جاهلة اخرى .
تساءلت ماذا كان سيحدث لي إن شربت العصير .لم انتظر عدت مرة اخرى أعد الدقايق طويلًا هذه المرة حتى أطلت واستحوذت علي ،فلا شي بوجودها يشقلني ،لم أسألها عما حدث قبل دقايق مع أمي ولكنها بادرت وتفاجأت أيضًا لا استطيع الجزم مثلك ان كان لقد كنتي موجودة ،هذا من فعل الكاتو أم مصادفة فقط واكن لاغرابه ان يستخدم الكاتو البشر لنيل منك فهذه مسألة متوقعة وطرقهم كثيرة جداً لسيطرة علي البشر ،انا سعيدة لأن ماحدث لم يترك تأثيرا كما كان يحدث في السابق ،وهذا مؤشر علي أستيعابك لكل جديد قد يفاجئك به الكاتو في المستقبل.
نظرت إلى ونظرت إليها ،وفي اللحظة نفسها نطقنا بالكلمات نفسها .!!!
لن نجعلهم يفسدون علينا هذا اليوم .ضحكنا حتى ننسى مخاوفنا ثم قالت:حبيبي بعد ساعات سنكون قد أقتربنا من تحقيق أجمل فكرة مجنونه في عالمينا ،سننطق معا عهد الإرتباط وننثر حروفه علي الحد الذي يلتقي فيه اليوم بالغد وبالإمس ،فيه الماضي الحاضر .وبعدها سأخذك إلى حديقتي السريه التي أعتدت الهرب إليها في طفولتي ولم ابح سرها لأي كان ،انت فقط من ستشاركني إياها والآن أسرع لنصل إلى المكان الذي منه فقط بإمكاني أن اصحبك معي ،أطلعتني علي الموقع الذي سألاقيها عنده ،والمده التي سأقضيها بصحبتها .
أختفت وانشغلت في البحث عن طريقه أبرر فيها غيابي لأهلي حتى لاأثير قلقهم .أدعيت إني سأرافق أصدقائي في رحلة لعدة أيام ،لم يخف علي إن كذبت علي أمي ولكن فجأة لم تصدق ان أمي ذهبت للنوم وحمدت الله إني كنت في ورطه.
انطلقت في طريقي ولم يكن الوصول إلى نقطة اللقاء بلأمر الهين.
حين وصلت كان المكان موحشا ،وماكنت لآتي إليه في مثل هذه الساعة من الليل إلى سبب كان.أطلقت لخيالي العنان ،وبدأت روحي بالهيام ،شعرت باغتا لرؤيتها حتى إني رأيتها في خيالي ترتدي ثوبًا لونه مزيج من الأحمر والزهري والأصفر والأرجواني ،او أنه لون آخر لم أعهده من قبل ،ثم ظهرت وأمتزج الخيال بالواقع أقتربت وامسكت يدي ،ثم أخذنا نسير ونحن نراقب النجوم ،حتى وصلنا إلى كهف كأنه ظهر فجأة من العدم ،وقبل ان أسألها ضحكت وقالت:لاتتفاجأ فهذا النوع من الكهوف لايراه البشر بسهولة ،حتى انا ماكنت لأراه ،ولكنني تسللت إلى مكتبة أختي ووجدت الخرائط التي تقود اليه .
وعبره فقط بإمكاني ان أصحبك إلى حديقتي ،ان شعرت بالنعاس فبإمكانك ان تنام فيه بأمان ،ضحكت في سري وقلت:بوجودك لن يزورني النعاس ابدا ،أشارت إلى الفمر ثم سألتني علي إرتباطنا.
هل هناك ماهو أجمل منه ليكون شاهدًا ؟وجه حبيبتي أجمل .أنظر إلى النجوم واختار من بينهم نجمه .وهل سنصعد إليها ياحبيبتي ؟
ضحكت وضربتني بكفها مداعبة ثم قالت:لحبنا وإرتباطنا أطلق عليها إسم .هيا أختر نجمه لتكون رمزًا للحب ،بحثت بين النجوم واأخترت واحدة قد أتمكن من تميزها بسهولة ،فأشرت إليها وقلت:
سأسميها غاده.وبعد ان ضحكت قالت:عليك ان تختار للنجمة إسما غير إسمينا ،أخترت إسما آخر فلم يرضيها ،أخذت أفكر ثم اقترحت عليها ان نطلق علي نجمتنا اسم مرح.
فضحكت بسعادة وقالت:لقد أخترت أحب الأسماء إلى قلبي ،آه لو تعرف صاحبة الاسم ما انا فاعلة الآن .سألتها من تكون ؟وماذا ستفعل ؟هي اختي الكبرى .لن تؤذيني ولكنها ستجرني من شعري فقط ،اما انت ستطعمك لسمك البحر ،والان تذكر موقع نجمتنا لتساعدك مستقبلا علي الإتصال بي ،خلعت سوارا من قماش غاية في البساطة نقشت عليه ،خلعته من يدها اليسرى مكتوب فيه عدة أحرف وارقام غريبة ،وقدمتها لي وطلبت ان اضعها حول يدي اليسرى ،ثم وضعت سوارًا مشابهًا حول يدها اليمنى .ثم سرنا نحو الكهف دون ان تنشغل عيني عنها ،اقتربت وتركت خطوة واحدة تفصل بيننا ،طلبت ان انظر في عينيها السوداويين اللتين لم أرى أجمل منهما ،ولم أراهما بمثل هذا الجمال من قبل.
دار بيننا حوار صامت فقدت علي أثره الشعور بجسدي وكل ما حولي ،وخاطبتني بعينيها :لقد حان موعد لقاء اليوم ،بالغد سننتظر لحظه ونتلو مع بعض عهد الارتباط الذي سيحولنا إلى واحد والأحرف التي سننسج بها عهدنا هذا ان لم تنبع من أعماقك ممزوجة بالحب النقي فلن يكون لها معنى ،والآن حانت اللحظة لنطلق العنان لأرواحنا لننطق :انا غاده بنت نازك ،بنت الجن .
انا حسن بن صفيه بن الإنس ،بشهادة القمر أقسم .بشهادة القمر أقسم .بروحي وخيالي وجسدي .بروحي وخيالي وجسدي.جلا معاني الإرتباط مدركًا.جلا معاني الارتباط مدركًا ،أعاهد حسن إبن الإنس .أعاهد غاده بنت الجن .أن أكون له روح جسده.أن أكون لها روح جسدها.ولهيب ناره.ولهيب نارها.البداية والنهاية.البداية والنهاية.أضئ له الحياة إذا أقترب ليلها .وأظله إذا سطعت شمسها .أضئ لها الحياة إذا أقترب ليلها.وأظلها إذا سطعت شمسها.أزيل الغم وأجلب السرور وأكون له ثمر الروح .واحبه حبآ لايزول .حب الأرض للمطر.والعتمة للقمر .أزيل الغم وأجلب السرور وأكون لها ثمر الروح.وأحبها حباً لايزول.حب الأرض للمطر.والعتمة للقمر.أهبه جسدي وروحي متى شاء كيف شاء إلى أبد الآبدين .أضع يدي اليسرى .أضع يدي اليمنى.بيدك اليمنى وهذا عهدي لن أنقضه .انا زائلة والعهد باقي .انا زائل والعهد باقي .
وبعينيها السوداويين الممتلئين بالسعادة خاطبتني :انا لك حبيبي مثلما أنت لي ،أترك روحك تعانق روحي وتعال لنتزوق معاً طعم قبلتنا الأولى.
ضممتها إلى صدري وكانت القبله ،ومعها فقدت الأرض جاذبيتها وحلقت روحي وطافت ،وليت الزمن تجمد لأعيش تلك القبله إلى الابد.أفقت من ثمالتي لأجد نفسي في مكان لم أرى له مثيلا ،حتى في الخيال وزادته روعة تلك الشفتان اللتان لم أرتوي منهما ،وقبل ان أسأل أجابت:نحن ياحبيبي في روضتنا الجميلة .سبحان الله ما أجمل هذا المكان ،سبحان من سواه ،جميل في صنعه بديع في خلقه ،أخذت أتفحص المكان مفتونًا بأشجاره الخضراء الباسقة وجذوره الضخمة العتيقة الموغلة في عمق الزمن ،كل ما أراه يسحر العقل ،الماء والورد والشجر والأغصان التي تشابكت تاركة فتحات تطل منها النجوم وكأنها وكأنها تسكن قممها.
لم اصح من دهشتي إلا بصوت حبيبتي :تعال ياحبيبي لأريك مالم تره في حياتك كلها ،تشابكت يدانا ثم سرنا ،ومع كل خطوة كنت أشاهد مايذهل العقل .كل شي أتخيله غمرتني روعته حتى إني شكيت ان هذا سيشقلني عن حبيبتي ،توقفت غاده وطلبت ان اغمض عيني وأهيئ نفسي لمفاجأة .
امسكتني من يدي بعد ان اغمضت عيني ،وسارت بي بعد ان توقفت لامست شفتاها شفتي قبل ان تطلب مني ان افتح عيني :ياإلهي أيعقل ان تكون هذه الجنه التي وعد الله بها عبادة الصالحين:!!!؟

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن