الجزء الاول

2.7K 60 19
                                    

ماذا يحدث عندما يتحدي الأنسى عالم الجن ويتزوج بجنيه...
هل يتمكن الأنس من التغلب على قوي الجن التي تعترض على هذا الزواج..؟اول قصه حقيقية تروى على لسان صاحبها اللذي عاش التجربه.عشق جنيه ذات مساء،وبالضبط مساء يوم الاحد،وبينما كنت
ارنو إلى الفضاء اللذي تعانق مع نخلةالسجن،شدني منظر النخله وابهتها وكبرياؤها اللذي يعانق السماء،تأملتها بكلتا حدقتي ،وفتحت المجال للتصورات والخيال ان يحل علي شريط طويل سريع،يطبع في حجرات عيني الحلم الغريب والافراج المنتظر وصور الاصدقاء والاهل.كل ذلك كان يمر في ومضات سريعه،وفي وقت زمني قصير لايسمح ببقائه طويلا لان الفكرة تركض ورا الفكرة،والصورةتطرد الصورة،فالخيال واسع وشريط الذاكرة سريع،وفجأه وبينما كنت اطلق لخيالي العنان...تجسدت بجانب النخله أمام عيني فتاه...لم اصدق ما ارى ،ففكرت عيني ،إزداد جمالها في نظري...انها حقاً آيه في الجمال يعجز قلم ابلغ الشعراء عن رسمها بالكلمات...ذات ردا اخضرربيعي ،وزاد من جمالها في شلال شعرهاالاسودالمتموج اللذي تدلى مسترسلا حتى تعدي الخاصره ...أما الوجه فكان لوحه في غاية الخلق والجمال...سبحان اللذي أبدعه وأبدع رسم العينين في محجريهما ...هزة النخله بيديها،وراحت تمارس لعبة الدوران حول جذعها برشاقةالغزال..رفعت رأسها لتلتقي عيناي بعينيها السوداويين الواسعتين.رمقتني بنظراتها فأنسابت سحرا خفق له قلبي بين الضلوع.وانفرجت شفتاهاراسمه ابتسامه ملائكيه عذبه ،دخلت قلبي فملكته،وتغلغلت في ثنايا دماغي،ففعلت به مايفعل الخمر بعقل شاربه،ومره أخرى وفي لمح البصر وقبل ان يرتد طرفي استدارت نحو النخله واختفت..بقيت في مكاني انظرالى نفس المكان،متسمراً شارد الفكر ينتابني الذهول،وبقيت علي حالي هذه حتى أرخى الليل سدوله وتعزرت الرؤيا وحجب الظلام النخله،ولم يعد في استطاعتي ان أرا شيئاً .تحركت من مكاني ،تحسست نفسي جيدا فخلت انني إنما كنت في حلم جميل،وحاولت ان اقنع نفسي ان ماحدث لا يتعدى الحلم والذي لم يعد له في حياتي وحتى في خيالي أي اثر أو تأثير ..الا انني احببت الجلوس بجانب النافذة،استمتع بالبحث عن فتاه حلمي علها تظهر ثانيه.وبين الحين والآخر،كنت اسرق من الانتظار لحظات حنين للأهل والاصدقاء...بقيت على حالي هذه سته أيام ،وفي اليوم السابع وعندما مالت الشمس نحو الغروب وفي نفس الموعدونفس اللحظةظهرت بجانب النخله...نعم انها هي ،ذات الرداءالاخضر،ذاتها،لكنها جلست هذه المره في حضن الأرض بجانب النخله،وكأنها زهرة الهيه في معبد الجمال.تسارعت دقات قلبي،كنت لحظتها لا اسمع سوى صوت أنفاسي المتعاقبهالساخنه،ضغطت باتجاه اسكات تلك الأنفاس الحارقة،وماهي الا لحظه حتى رمقتني بنظرتها الساحره والابتسامةعلي شفتيها كانت أنشودة عشق عذبه،انتظرها القلب طويلاً ليروي منها الظمأ،لتبعث فيه الحياة...ولكنها سرعان ماختفت ثانيه،وكأنما كانت تخشى عتمةالليل ووحشةالسجن وهول الزنازين ..عدت إلى واقعي سجن وسجان،اخوة أصدقاء ورفاق خلف القضبان،كنت احاول ان ابعدها عن تفكيري،وان لا اجعلها تسيطر عليه،وتكرر انتظاري لها.ومشاهدتها كل يوم احد من أيام الأسبوع لعدة ثوان أو لحظات،وفي كل مرةكنت أخلو فيها إلى نفسي كنت اتساءل!هل جئت إلى هذا المكان حتى اعشق حلماً أو خيالاً؟؟وهل سجنت لاعشق من خلف القضبان ؟فتاه تظهروكأنها سراب؟استسلمت لأسس العلم وفلسفةالعلماء،وأقنعت نفسي ان ما راودني ان هو الا خيال،وما صاحبة الرداءالاخضرهذه الا وهم بعيد المنال،غيرخاضع حتى لمجرد التفكير فيه،وان وجودها لا يخضع لأي احتمال، ومع هذا وفي لحظات الجد كان فكري وخيالي يسرح فيها ارى كنت لا أصحو على نفسي الا وأنا اكتب إشعارا لها،وارسم لعينيهاما رق من الكلام،حتى وجدت نفسي في نهاية المطاف انظم عواطفي في خيوط من نور جمالهاالاخاذ،وأصبحت اسير محبةفتاةحلمي،فأحببتها حباً لا يعرفه الا من هزت جدران قلبه اشعةالحب وسحره اللذي لاينضب...حاولت من جديد ان امنع نفسي من التفكير فيها فلم اجد إلى ذلك سبيلا،وكنت أساور نفسي واعيش معها لحظات في حلمي الجميل،اخشى ان يوقظني صوت بعوضه من بعوض حمام السجن ،ويقطع علي حبل الأحلام والاسترسال في تصور جمال عينيها وروعةابتسامتها التي ارتسمت في مخيلتي،بل في عيوني،توالت الأيام،وأصبح املي الوحيد في هذه الحياة ان تطل علي من عند النخله،انقضى نصف عام من عمر الزمن،وأمضيت مدة حكمي في السجن،وجاء يوم الإفراج ،يوم الحرية اللذي تتعطش له كل نفس أسيره من وراء قضبان السجن...أصبحت حراً،فما اجمل ان يكون الإنسان حراً طليقا كالفراشة،يشاهد مايشاء ،يجالس الأهل والخلان بفرح يغمر القلوب،وحب الأهل اللذي لأتعرفهً الا طيور الحب ،وروح كل اسير مازال يعاني من وطأه السجان ..الحب هنا والوفا في هذه الأرض ينتثر مع الهواء،وكل واحد يأخذ منه مااستطاع .وفجأه عصف بقلبي هاجس سريع ،وراودني شعورغريب،ملئ بالأسى والمراره،شعرت وكأن أوراق الزهر في عز الربيع تساقطت انقبضت نفسي،تذكرت الفتاة والنخله شعرت بألم ومراره كمن فقد اعز شئ في حياته،بل اكثر من ذلك،كمن فقد حياته كلها،تذكرت حياتي داخل السجن حتى غرقت في بحر موجاته من الأسى والسعادة والعذاب والألم،تسمرت في مكاني.ارفض العوده للمنزل والأهل والأصدقاء ..الجميع يحثني الصعود إلى السيارة التي تنطلق عايده إلى البلدة ارتسمت علي الوجوه علامات التعجب!وكأنما هم يتساءلون،فيما بينهم ما اللذي حدث؟ومابال الرجل؟اهو في وضع غير طبيعي!؟بدأت أتمالك نفسي ..احسست بشعورهم تجاهي ..صعدت إلى السيارة جسدا بلا روح...وبينما كنا في طريق العوده،كانت السيارة بعجلاتها تنهب الطريق وتلتهم المسافات أمتارا وراء أمتار،أمي تجلس إلى جانبي مرحه سعيدة،وشقيقتي غارقه في ضحكاتها ..أما أنا فكنت لا ادري أين أنا...بدأت الملم افكاري واستجمع قواي اكلم نفسي.ان كفاني إلى هذا الحد جنونا...كفى احلاما..كفو احلاما...تصارعت الأفكار ،بدأت اشتم واسب نفسي،وتولد لدي شعور أني اريد ان اصرخ،كفى أحلاماً كفى أحلام...صراع بيني وبين نفسي،تعرق له جسدي،صراع دار في رأسي،وكأن بي رغبه شديده لتحطيم شيء،وفجأه صحوت على صوت أمي الملائكي:مالك باحسن ،ماذا جرى لك يابني،هل أنت مريض؟!ربما تغير عليك الجو...لماذا أنت حزين ومهموم هكذا ياحسن ؟ابتسمت بمرارة...انها أمي الحنون...نهر العطاءوخيمة الحنان...قلت لها:أنا لست مريضاً سالمي ،وكل مافي الأمر أني تأثرت قليلا لفراق أصدقاء السجن.فامسكت بالحديث،وبدات لتجاذب أطراف الحديث مع أمي وشقيقتي،حتى وصلنا من رحلة السفرالى بيت الطفولة...وما ان دلفت عتبة البيت ،حتى ازدحم المهنئون يعبرون عن فرحتهم وسعادتهم بعودتي سالماًمعافى،الأمر اللذي لم يدع لي مجالاً لان اسرع أو افكر في شيء آخر...المهنئون يزدحمون في بيتنا على مدار اليوم والأسبوع والساعة،حتى مرت الأيام دون ان اشعر بها،وبدأت أتغلب على مشاعري واسيطر مجددا على نفسي اقنعها ان الحلم لابد ان ينتهي وان ماعشته داخل السجن إنما هو حلم يقظه،والعلم يؤكد.ان مر إنسان بتجربه كتجربتي فانها تكون بداية مرض نفسي عنده،وعليه ان يخضع للعلاج ،وخصوصاًاذا وصل به الأمر درجة الإفراط في التخيل والتصورات...ومن أسباب هذه الظاهره المرضية احساس الشخص في المجتمعات التسلطيه والسلطوية بالحرمان والانقياد والقهروالعجز....خلقت الحياة لتستمر لا لتتحنط أو تحفظ في تلاجة الموتى ،بهذا كنت أواسي نفسي فأحاول أشقالها بكل شيء حتى لا اترك لنفسي مجالا أوثقره يتسرب منها ذلك المرض اللعين اليها...مضى على خروجي من السجن حوالي عشره أيام ،استطعت خلالها التأقلم ضمن نمط حياة أقاربي وأصدقائي والناس في بلدتي،ذات يوم وبينما كان جميع من في البيت مدعوين إلى حفل زفاف قررت ان لا اذهب إلى الحفل مع بقية اهلي بسبب خلاف قديم كان نشب بيني. وبين قريبي صاحب الحفل. فضلت الانفراد بنفسي على الخروج بصحبة الأهل ،حاولت قراءة بعض الكتب،لم اشعر بمرور الوقت الا عندما بدأت خيوط الشمس تتسلل من النافذه تاركه وراءها ظلاً لطيفاً مشوبا ببروده ناعمة،نظرت من النافذة وإذا بقرص الشمس يوشك ان يتوارى في الأفق البعيد وراء الجبال فساحت روحي في فضاء الحرية والانعتاق ،وإذا بي اسمع همساً ناعما هادئا لا إرادياً ،التفت بنظري نحومصدره،اضطرب مني القلب وارتعش الجسد،طرحت الكتاب جانبا يا الهي...هاله ضوئيه نورها يشبهها تماماً.عيون سوداء واسعه والابتسامة العذبة الناعمة والشعر الأسود الطويل،انها صاحبة الرداء الأخضر،تسمرت في مكاني،تسارعت أنفاسي ،وجاء وقع الكلمات...كيف حالك ياحسن؟أعزرني لان ظروفي لم تسمح لي بالمجيء مبكرا لزيارتك لأهنئك...نعم انها هي،ارتعدت كل خليه في جسدي،وكأني أمام ثوره إعصار هائج،كلماتها كانت تخترق أذني،ابتسامتها الساحره تخترق الصدر لتستقر في اعماق نفسي متفاعلهً مع كل خلجة من خلجات قلبي...لا املك الا السكوت،تاركاً عيني تهيم في محاريب جمالها،كم هي جميله يا الهي..!!! كلم نفسي...من تكون؟عشرات الأسئلة بل المئات لقد عدت إلى نفس الدوامه،إلى نفس الأحلام والخيالات،من هي ومن تكون يا الهي؟!!اهي انس أم جن...عيناي مازالتا محدقتين،بها،ما اللذي جاء بها،لا اريد ان ترف وموشي أمامها،لا اريد ان يرتد إلي طرف في حضرتها،ولا اريد ان تفارقها ..هاجسًً أو عز إلى بانهاً ستختفي وتتركني....ان فعلت ذلك،ماذا سيحل بي...وماهي آلا لحظات حتى قالت آخر كلماتها بنغم انساب في أذني...الوقت تاخر وأنا لازم اروح ياحسن.وقبل ان تصل اخر كلماتها وتر السمع في أذني ،انشقت الأرض وابتلعتها ولم يعد لها وجود.....لقد اختفت وإذ بباب البيت يفتح لتدخل منه والدتي وشقيقتي وهما تضحكان،تكلمت مع ذاتي :أين اختفت وكيف دخلت وكيف خرجت؟هل أصبت بالجنون؟أم أني مريض ب...؟قاطعتني أمي :مابك ياحسن(ليش أنت مشدوه)؟
يتبــــــــع /اعمل متابع أو اكتب تم #

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن