أختفت مرح كعادتها بعد ان شرحت لي خطتها الجهنمية ، ولكن هل ستسير الخطه كما تريد ؟ حضر نور الى بيتنا ، وما أن أحتسى القهوة ، حتى بدأ يختلق القصص لإقناعي بالذهاب معه انا وأختي الى موقع الحجارة ، وقدم لي أسبابًا مقنعة ، فرافقته مع سروة حتى وصلنا إلى ذلك الموقع ، أخذت سروة تتفحص الموقع كي تتزكر أين وجدت الحجارة ؟ كان الغريب يراغبها والفرحة تقفذ من عينيه كما لو أنه مقبل علي لقاء حبيبه طال فراقها ، لكن أمله خاب حين لم تتمكن من تزكر الموقع ، حاول ان ينعش ذاكرتها حتى شعر باليأس ، فعدنا أدراجنا . وفي طريق العودة تذكرت سروة الموقع ، وأشارت إلى جبل قريب ، فأسرع نور كالملهوف نحو الجبل وكأنه سيهرب منه ، كنت أراغب خطواته المتسارعة فشعرت بالأسى والحزن علي مصيره حتى كاد ضميري يدفعني إلى تحذيره ، فهذا الرجل لم يقدم علي شيء ليستحق هذا الخداع . لم أدرك أن للأفكار صوتًا أعلى من الصراخ ، وفجأة تثمر الرجل مكانه ثم أخذ يسير نحوي والشرر يتطاير من عينيه . أدركت ان أفكاري وصلت إليه
وتذكرت كلام مرح عن خطورته ، لم أدري كيف أتصرف.....
لقد دب الرعب في قلبي وأيقنت أنه سيقتلني إن عرف أنني غدرت به
فاستجمعت قواي وحاولت السيطرة علي نفسي حتى لا يقرأ أفكاري
أقترب مني وقال لي : دعنا نرجع إلى البيت . طوال الطريق لم يتفوه بكلمة ، كان شارد الذهن ، ولكنه كان يرمقني بين الحين والأخرى
بنظرة تدب الرعب في قلبي ، تساءلت هل أستطاع ان يقرأ أفكاري ؟ ما أغبى هذا السؤال بالطبع ، بالطبع لا ماعرف مايجول في خاطري
وما سبب كل هذا الغضب ؟ ولكن ماسر هذا الصمت المريب والغضب المتأجج ، لماذا لم يقتلني فورًا ؟ هل سيقتلني ؟إذا وصلنا إلى البيت دون أن ينطق بكلمة ، فطلب أن أجلس معه في الحديقة : هيا تكلم ، ولا تحاول أن تخفي شيئًا . ماذا تقصد ؟ لقد صبرت طوال الطريق حتى تصل إلى بيتك ، وتشعر بالأمان وسط أحضان أسرتك
الآن لا داعي للحذلقه ، تكلم. حاولت أن أظهر علامات الدهشة والأستغراب من أسئلته وتصرفه . أسمع ياولد لقد نجحت في خداعي منذ البداية ، وبما أنك لم تستطيع الأستمرار في خدعتك حتى اللحظة الأخيرة ، فلا داعي للتظاهر بالغباء . ماهي حكايتك ؟ وماذا تعرف عني ؟ ولماذا أردت إستدراجي ؟ إن عرفت الحقيقة فماذا ستفعل بي ؟ لقد عرفت الحقيقة في اللحظة التي أنبك فيها ضميرك ومع ذلك لم أفعل لك شيئًا حتى الآن. مادمت قد عرفت فلماذا تسألني إذًا ؟ لأنني بحاجة إلى التفاصيل ......
حسنًا سأخبرك بكل ماتريد ولكن قبل ذلك عليك أن تصدقني. هل أنت فعلاً جني بشري تمرد علي سلطة الجن وهرب منهم واندمج مع إنسي ؟ أنت تتحدث كالأطفال ، انا أشعر بالخجل لأن غبياً مثلك تمكن من خداعي طوال هذا الوقت !. أنظر ألا ترى أني إنسي مثلك ؟ لماذا توجهت إلى ذلك الجبل ؟ وكيف أستطعت أن تقرأ أفكاري ؟ وماذا يريد الجن منك ؟ فقال مشفقًا علي حالي: كيف تورطت في كل هذا ياحسن ؟ إذًا أدركت ان لا مجال للشك ان هذا الرجل يمتلك قدره مميزة ، وماعاد هناك شيء لأخسره ، فمرح لن ترحمني لإفساد خططها ، وربما من الأفضل إستماله هذا الرجل ، فرويت له حكايتي من البداية إلى النهاية ، لاحظت ان شيئًا لم يشده في حكايتي المؤلمة سوى حديثي عن مرح . بعد ان أنهيت حديثي
رأيت أنه أستغرق في التفكير . هل تعرف مرح ؟ ومن لايعرفها ياحسن ؟ إنها أشهر من ان تعرف ، بصرف النظر عن الإسم الذي تحمله ففي كل يوم لها إسم جديد وقصه جديدة ، كان يجب ان أعرف منذ البداية أن هذا التخطيط الدقيق لا يمكن ان يقف وراءه إلا تلك الداهيه الكبيرة .
سألته بشغف: هل تعرف أختها غاده ؟ لا أعرف من تكون ، وأشك في ان تكون لتلك الداهيه أخت بهذه المواصفات . ولكن ربما يكون لها أخت صغيره لم يسبق لي ان عرفتها ، الشيئ الذي أشك فيه هو ان هناك من سيجرؤ علي معاقبة أخت المسماة مرح . نعم هناك قوانين تتوعد من يتصل بالبشر بأشد العقاب ، ولكن ماكان الأمر ليصل إلى حد السجن في قبة النور. أرى إنك ملم بعالم الجن
لابد إنك واحد منهم ، فهل ستساعدني علي أنقاذ غاده والخلاص من مرح ومصائبها ، إن تصدق أو لا تصدق انا حاليًا إنسي، لا أنكر إني كنت واحدًا يومًا ما من الكونيين ، لا تسألني كيف يحدث ذلك ، فهذا أمرُ يصعب شرحه ، الكوني يستطيع الظهور في أي زمان وأي مكان ، ولكنه لايستطيع الظهور أمام أكثر من إنسي ، وأن حدث ذلك فلا يكون لأكثر من دقائق معدودة ، وأنت واحد كما تراني أجلس في حديقتك وبين أهلك ، أما فيما يتعلق بالكونية التي تزوجتها فأنصحك ان تنسي أمرها ، أما مرح ، فهي مشكلة كبيرة ، يبدو أنك لا تعي حجم الورطة التي أنت فيها ، فمن تختاره تلك الداهيه لتعبث معه لا ينجو من شباكها بسهولة. ولكن ربما وجدنا طريقه إن فهمت السر
وراء حاجتها إليك ، ما الفرق بين عالم الكونيين وعالم الجن ؟ لا تشقل بالك بالمسميات ، أنصحك أن تكون أسئلتك من الآن فصاعدا
عن سبيل النجاه مما ورطت نفسك فيه ، والآن تعالا لنكتشف السر وراء حاجتها إليك ، السر واضح إنها تريد مساعدتي للقبض عليك
وإنقاذ أختها ، لا شك في إنها ستنتقم مني لاحقًا وخاصة بعد ماحدث بيننا ، مرح ليست بحاجة إلى مساعدتك ، هناك أمر أكبر تخطط له
أنت تتحدث عن مرح وكأنك تتحدث عن معجزة يستحيل هزيمتها أو الخلاص منها أو مواجهتها ، والغريب إنها حينما تتحدث عنك تصورك علي إنك كائن خارق ، يمتلك قوة تفوق قوة الإنس والجن معاً. ماعدت قادرًا علي التميز من منكما الصادق ؟ لماذا يخشى أي أحدكما الآخر إلى هذه الدرجة ؟ لا أستبعد تعاونكما لخداعي لغاية لا يعلمها الا الله ، ربت علي كتفي وابتسم: عزيزي حسن ، السيطرة عليك لا تحتاج إلى تخطيط من مرح ، وانا لم أقل ان مرح معجزة لا فكاك منها ، فالخلاص منها ممكن ولكنه ليس سهلًا ، بإمكاني مساعدتك إن رغبت في ذلك . لا شيء أريده في هذا الوجود أكثر من إستعاده حبيبتي غاده والخلاص من أختها . أرتسمت علي شفتيه إبتسامة خبيثة ، فسألته: هل تشك في صدق مشاعري ؟ لقد وقعت في حب مرح ياحسن ، أنت تحبها وتحاول ان تقنع نفسك بعكس ذلك. انا أحب المغرورة مرح؟!!! هذا مستحيل أنت مخطئ ، ربما أشتاق إلى رؤيتها ، ولكن السبب في ذلك إنها تذكرني بأختها . انا أحيانا لا أحب مرح ، ولا يمكن ان أحبها . صحيح أنني عبثت معها ، ولا أنكر أنها أستطاعت إغرائي بجسدها الفاتن ، ولكن هذا لايعني أنني أحببتها ،
انا من البشر ، والبشر خطاءون ولو كنت من البشر لفهمت أنه يستحيل علي ان أحب مرح ، انت لا تعرف كم أحب غاده ، فكيف أحب أختها ؟ عزيزي حسن ، لماذا تشعر بأنك بحاجة إلى كل هذه التبريرات لتؤكد إنك لا تحبها ، هذا ليس بالأمر المهم ، علي أي حال أنت في مأزق كبير ، إن رغبت فسأعلمك كيف تنجو من مرح ، لا أعدك ان ذلك سيكون أمرًا سهلًا ، لماذا تصور لي مرح علي إنها شيء مخيف ، ولماذا تخشاها ؟ انا لا أخشاها ، علي العكس انا مستعد للقائها إن وافقت ، مع إنني لا أظن إنها ستوافق . سأذهب الآن ونلتقي لاحقا ، غادر نور وتركني في حيره من أمري ، أخذت أحدث نفسي ، إنه من البشر ولا يشبه الجن في شيء ومع ذلك لم ينفي إنه منهم ، بل يتحدث عنهم كأنه أحدهم . حينما سألته عن غاده
أكد إنه لايعرفها ، وأنها ربما تكون من الجيل الجديد ، هل هذا يعني إنه من الجيل القديم ، ليكن من يكون ، مادام له عنوان فيمكنني الوصول إليه دون أن يختفي كلمح البصر ، أخذت أتساءل عن سر علاقته بمرح ، أتذكرها وأضحك ، شر البلية مايضحك ، ماذا ستفعل بي أن أفشلت مخططها في القبض علي الغريب ؟ لابد إنها ستنتقم مني شر إنتقام ، الأعمار بيد الله ، والإنسان يموت مرةً واحدة ، إلا الجبان ، فإنه يموت ألف مرة في اليوم ، تذكرت قول الشاعر: ( هل يدفع الدرع الحصين منيه) ( يومًا أذا حضرت لوقت مماتي) ، فلتذهب مرح إلى الجحيم هي وعالم الجن معها ، مرت ثلاثه أسابيع
وانا أنتظر إنتقامها ، لم تظهر ونفد صبري ، فقررت أن أذهب الى نور لأسأله عن سر إختفاءها .................
يتبع لايك من فضلك
أنت تقرأ
رواية زوجتي من الجن
Mystery / Thrillerقصه واقعيه وشيقه تحتوي علي 132 جزءاً ان شاءالله كل يوم نكتب لكم جزء أو جزءين