الجزء الرابع

427 19 4
                                    

يبدو انني خربطت في الكلام ،انعقدلساني لم انبس بحرف واحد،انقلب كيان غادةوللمرة الأولى أراها والابتسامةتتلاشى عن تغرها،تجهم وجهها وبدت عليه علامات الحزن والألم ،ترقرقت الدموع في مقلتيهاوتيبست،حملقت في عينيها،واذا بالدموع تأبى الخروج من مقلتيها بعد ان تفجرت في داخلها كالبراكين...شخصت عيناها وهي تنظرللاشيء وقالت والحزن يمزق جفنيها ويخترق شغاف قلبي:
ليس لاحد قدرة على رؤيتي الا إذا أردت انا ذلك :ثم أشاحت بوجههاعني كي لأ ارى الدموع في عينيها،واضافت:
انا من يقرر متى يراني أي إنسان ،إياك ان تفكر ان ظهوري فيه متعه لي ، أو انه مجرد تسليه،لا الأمر اصعب من هذا بكثير لان من يظهر منا لأي ،يعرض نفسه لمخالفه عقائديه في عالمنا،مما يترتب عليها عقاب عسير لا يتصوره عقلك أو عقل احدمن البشر،ان احدا منكم لايتصور مدى هول ذلك العقاب وألمه :
سكتت عن الكلام وحركت رأسها للجهةالمعاكسه لي بخفه وسرعة، تموج شعرها الناعم وطار فوق رأسها ، فماج بدلال وسرى سريان الموجة اللتي امتدت يدها اليه، رفعته عن وجهها لينسدل على ظهرها وكتفيها. بالفطرة ادركت انها قامت بهذه الحركة لتمسح دمعه من عينيها سقطت على خدها رغم ما اطهرتة امامي من صبر وتجلد، انتصبت وكأنها تريداخفاءمابها من ضعف فقالت بنبره كلها جديه كأنها تريد الثأر لكبريائها:
لا تعتقد ان الاتصال مع الأنس بالنسبة لنا امر سهل ، واعلم انه من اصعب الأمور واعقدها ، ويا ويل من يحاول ذلك منا، وأضف إلى معلوماتك ياحسن ان من اسخف الأمور عندنا هي الاتصال بالإنسان . وتأكد ياحسن يا ابن المدارس ، يامتعلم ، يافيلسوف زمانك وياصاحب الخبرة في الحياة انك اكثر من غيرك ايمانا بوجود عالم آخر أو مانسميه بالخرافة ، وتجهد فكرك في خلق المبررات والتفسيرات والتحليلات ، التي تقنع نفسك بها ظنا منك انها استنتاجات فقط لارضاء غرورك اللذي لاحد له....!
اختلفت لهجتها وازدادت حدة لتقول: كفاك غرورا .. ان هؤلاءاللذين في نظرك اغبياء يؤمنون بالخرافات فهم لايجهدون أنفسهم ولايضيعون وقتهم وهم يتفننون في خلق المسميات والتفسيرات، فكفاك مكابرة، أما انا فلا انكر انني ارتكبت حماقة وسخافه سأدفع ثمنها غاليا ، وقد بدأت من الان ادفع ذلك الثمن لأني اتصلت مع أنسى ، نعم لقد اتصلت بك ياحسن: على كل حال انتهى وقتي ويجب المغادرهً. غادة انا اسف، لم اقصد الإساءة لك أو ان اجرحك بحرف مما قلت ....
ترقرق الدمع في مقلتيها مرة أخرى وقالت بصوت متهدج.
انا اللتي يجب ان تتأسف ياحسن.....'
حاولت ان امد يدي تجاهها ، لكن شيئا ما فيه قوة خفيه منعني ان افعل ذلك....
غادةًارجوك ان تسامحيني ، لا ادري ماذا جرى لي ، لم اقصد.....
حملقت عيناها في عينيً وإذا بدمعة وكأنها لؤلؤه ثمينه تلقفها صحن خدها فاستقرت عليه واختفت...
غادة...غادة...غادة...
ناديت كمن يستحضر الاموات من القبور وليس من مستجيب...اختفت غادة واختفى معها ضوء. القمر. وقلبي يتفطر اسى وحزنا على فراقها، لقد كانت دمعتها الاخيرةاشبة بخنجر استل واغمد في احشائي،ذهبت وتركت لي عذاب الضمير يجثم على انفاسي ،ياالله ما اسخفني وما احمقني ،كنت جلفا معها إلى ابعد حدودالقسوة ايعقل ان يكون لي قلب وكيف سمحت لنفسي ان اسئ لها وان اجرح شعورها المرهف.
انا لا استحق منها نظره واحدة ولا استحق من عينيها الجميلتين دمعه واحدة.... اعترف انني بكيت وكانت هذة المرة الأولى اللتي ابكي بها في حياتي بكاء صادقا.ذرفت دموعا من اعماق القلب.دموع حرارتها من نار عذاب الضمير... ابكي هذه المرة بصدق اناشد بصدق ... اتوسل بصدق... واطلب المغفرة بصدق اعترف الان ان قوتي انهارت وفلسفتي ألغيت وتحطم عنادي وأنا ساجدفي محراب جمالها.
فتحت عيوني بتثاقل فلم آر شيئا ، اغمضتها وفتحتهامرة أخرى وكانت الغشاوة من امامي قد انقشعت لأجد نفسي في احدي الغرف كل مافيهاً من اثاث ابيض، ومجموعة من الأشباح تحيط بي وهي ترتدي الملابس البيضاء ، وكل واحد من الأشباح يتمتم مع الآخر ، خبأت عيوني.... اغمضتها ،،، أية كوابيس واية أحلام هذة؟.... استسلمت لهواجسي حتى كاد رأسي ينفجر.... هل انا في الفضاء؟! لا، ربما في عالم الجن...؟ هل هؤلاء اللزين يحيطون بي هم شرموخ ، ونجوف، زليخة، وشعشوع؟ بما يتمتمون،؟ هل يقولون لبعضهم البعض هذا إبن ادم اللذي جرح كبرياءابنتنا.... حسنا، ماذا سيفعلون بي؟ هل سيعلقونني من شعري في الفضاء؟ لا، لا،
ربما سيضعونني في طنجرةكبيرة... أو يحدث معي مثل ما يحدث في حكايات الف ليلة وليلة. ويسحروني على هيئة قرد أو يمسخونني على هيئة كلب أو حمار وربما على شكل دجاجة...!
اغمض عيني ... انام ثم استيقظ .. ثم انام ثم استيقظ والأحلام ماتزال تراودني، والكوابيس تلاحقني ثم انام واستيقظ ولا اقوي على الحراك . افتح عيوني أتفحص الغرفة ، اجد أمي جالسة امامي، انها نائمة على الكرسي بجانبي يعاودني السؤال أين انا؟!... ماذا يحدث؟ اتذكر الحديقة غادة.... دموع... نعم اذكر، لقد كنت في الحديقة وكانت معي غادة ، حدثتها وحدثتني أغضبتها حزنت لزهابها.... نعم لقد تركتني ولكن أين انا؟...
زاحمت الأفكار في مخيلتي ، ومن وسط زحام الأفكار ظهر وجهه غادة الجميل ... انهاغادةً كما عهدتها ، بنظراتها وابتساماتها الساحرة، اقتربت مني تسير بدلال وأنفه ، ونظرات عينيها لاتخلو من بريق الحزن والشفقة ، دنت وجلست على حافة السرير بجانبي حاولت النهوض ... لم استطع الحراك ولم اقو على الكلام ... كل شئ شل في جسدي ماعدا التفكير والنظر . انظر اليها ترفع يديها تمتد نحوي تميل جسدها المتناسق وصدرها المكتنز باتجاهي ، ينسدل شعرها الأسود كالشلال يتدلى على صدرها ليلامس صدري ليفصل بيننا تبعده بيدها برقه ودلال تزدادًزاويه ميلها وكان بها شوق ولهفه لا حتضاني تسارعت دقات قلبي ... حاولت تحريك يديً ولم افلح، يخالجني شوق دفين أتمنى ان أضمها بعنف إلى صدري ولكنني لا أستطيع لا اقوي على فعل ذلك.... لايك من فضلك

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن