الجزءالسادس

256 16 0
                                    

غادة استحلفك بحبي لك وانتي اعلم مني به،ان تجيبي عن سؤالي؟
لوكنت اشك في حبك ماعدت ابدآ،عشقك لي لم يكن سبب غيبوبتك،هناك اسباب اخرى لاتريد انت الاقراربها،سأجيبك عن السؤال الاهم ،هناك طريقتان للعودةللماضي كل انسان سليم العقل يستطيع العودة للماضي متى شاء الاصوات اللتي سمعها والصور اللتي رآها يستطيع العودة إليها كلها لكنكم حتى الآن لن تستطيعوا إكتشاف الطريقة الصحيحة إلى ذلك ريما يكون ذلك أفضل لكم الان المئات منكم استطاعوا العودة إلي الماضي فعلقو في اللحظة التي احتاجو إليها
سألتها =
كيف شاهدت الماضي وعينان مغمضتان؟
الطيف=
إذا كان لدي الإنسان القدرةعلى العودةالى الماضي فهل لديه القدره على الذهاب الى المستقبل؟ضحكت واشارةبيدهاساخره حان موعدنومك ياحبيبي ونسنكمل حديثنا لاحقاً .
غابت كلمح البصر ومع غيابها توشح الافق بخيوط الشفق معلناً بزوغ الصباح .
القيت نفسي على الفراش ألقط في نوم هاني.
لم اصح منه إلا في ساعات الظهيرة؛بعد إلحاح امي علي ان استيقظ لتناول الافطار والدواء وأستعيد نشاطي واجلس مع قريباتها اللواتي قدمن لزيارتنا لتقديم التهاني لخروجي من المشفى .غسلت وجهي واستبدلت ملبسي وخرجت
بدأ الحديث بالسؤال عن صحتي وانتهى بآخر اخبار فلانه وعلانه.خالةامي ام محمد اللتي لم ارها سوى مرتين في حياتي .
بدأت تروي لنا بعض القصص عن الجن ومع ان حديثها لم يكن يخلو من السذاجه فإني كنت اكثر منهاسخفاً حينما سألتها عت علاقة الجن بالبشر ؛وحين انتهى اللقاء علي خير استفردت امي بي لتسألني عن سر هذا الاهتمام بقصص الجن ؟فقلت لها اني كنت اجامل خالتي .ولكن هيهات لجهاز الرصد المسمى (الالم)ان يمر على هذه الهفوة مرور الكرام .انقضت الساعات وتجاوز الوقت منتصف الليل حينها راودني احساس جميل بأن حبيبتي تناديني.فركضت مسرعًا لغرفتي لاختصر تلك المسافه القصيرة ،وكلي أمل اني سألقاها ،غمرتني السعادة حينما رأيتها تقف متكئه إلى حافة النافذة تراقب النجوم ،شعرها الأسود وثوبها الأبيض ونور القمر اجتمن معاً في لوحة يعجز كبار الفنانين عن رسمها
تسمرت في مكاني لأعيش اللحظة ،تمنيت لو ضممتها إلى صدري لتسمع دقات قلبي .لكنني لم أجرؤ ،ودون ان تلتفت الي قالت:تعال الي جانبي ياحسن ،أغلقت الباب واغتربت منها وانا اردد قول الشاعر دون وعي ،(جاءت معزبتي من غياب الغسق ""كأنها الكوكب الدري في الأفق)امتدت أصابعي لتغوص بين أمواج شعرها الناعم ،فتسارعت دقات قلبي ،كم اتوق الي ضمها ،لم اجرؤ.
استدارة نحوي وعيناها تحثاني علي ان اتجرأ،ابتعدت عدة خطوات وقالت:تبدو أفضل حالا اليوم ياحسن ،مادمت اراكي ياغادة فسأكون بخير ،ولكنك قبل ايام لم تكن كذلك ؟دعيني من الأمس والماضي ،ولنحيا الحاضر والمستقبل !...
المستقبل يتحول إلى ماضي كل لحظة ،ولا مستقبل دون ان يحدد الماضي معالمه ،وهروبك من الماضي لن يأخذك إلى المستقبل ،حتى لا يفكر في غيرك ،دعيني امنح عقلي هذه الليله اجازة .
ستفكر في غاده المستقبل ام غاده الماضي ؟انت الحب والأمل والمستقبل والنور والحياة انت كل شئ ياحبيبتي ،بعد مغادرتي سأتحول إلى ماضي فهل تفكر في الماضي ؟انت الحاضر والمستقبل لن يسبقك الزمن ابدا .واذ لم اكن فيه ياحسن ؟غاده ارجوك دعينا من هذا النقاش الذي يغص البال.،أرأيت كيف تهرب من المستقبل ؟إذا كنت تهرب من الماضي لانه لايحوي ماتريد ،وتهرب من المستقبل ،فإلى اين ستهرب ياحسن ؟السعادة ياحبيبتي ،لحظات تقتنصها من الحياة وتتلاشا فور التفكير بأنها ستتلاشى ،حسن انا خايفه عليك من الغد قال ادري ان كنت سأكون فيه ام لا ،ولا اريد ان أكون سببًا في ايذاءك ،غاده ماذا يجول في خاطرك والا اي شئ تمهدين ؟انا لا امهد لأي شي ولكن كلما افكر ت بك بأن من الأفضل ان تنتهي علاقتنا عندهذا الحد ،احبك ياغادة اعشقك ولا اريد ان احيا من دونك انا ايضا احبك ياحسن ،ياالهي مااجمل كلمة احبك حين تنطقينها!!!
اعيديها مرة ولتنتهي حياتي .ألححت عليها فضحكت وهي تقول:!لكنني لااريد ان تنتهي حياتك ياحسن .نعم انا احبك ولكن هذا شي لن يغير من الواقع ،هذا الحب لن يجلب لنا سوى العذاب والالم ،ولن يجمع بين عالمين يستحيل لقاءهما .
لمعت لي فكرة فنطقها لساني فورا .غاده حبيبتي لماذا لاتتزوج ؟اخذت تضحك حتى خشيت ان يغمي عليها من شدة الضحك ومع هذا تمنيت ان تستمر ضحكاتها إلى الابد ثم قالت:هل تعي ماتقوله ياحسن ؟نعم لماذا لاتتزوج ياغادة ؟صمتت واخذت ترمقني بنظرات امتزج فيها التحدي والسخرية بالفضول والاستكشاف ،ثم قالت:انت مجنون ياحسن ،مجنون في حبك ياغادة .
شردت بخيالها واطلقت العنان لاناملها تداعب ثنايا ثوبها الحريري تارة وتعبث بخصلات شعرها المنثور علي ثوبها تارة اخرى ،وبصوت هادي جدي قالت:هذه الفكرة تتجاوز حد ود الجنون ،اهلا بالجنوب مادمتى انتي فيهوا ياغادة ،كيف ستتزوجني ؟اتزوجك مثل الناس كلهم ،ولكن لست من الناس!!!
اتزوجك علي طريقة الجن ،ولكنك لست من عالمي ،لماذا تعقدين الامور ياغادة ؟انت من يعقد الامور بجنونك انا قد اوافق علي ان اواصل التسلل إلى عالمك ولن أعارض ان تطورت الامور أكثر ولكن بعيدا جنون الارتباط الذي يخالف المنطق غاده ولكني اريدك ان تبقي معي دائما ،او تظن انك لو تزوجتي فإني سأبقى معك دوما ،
ولما لا ياغادة ؟حسن انا لست انسيه لتمتلكها ؛انا احبك وزواجي منك لا يعني ان امتلككي ،ماذا يعني ذلك ياحسن ؟اذا بصراحة ياحبيبتي لا اجد الكلمات المناسبة لأعبر بها عن مشاعري.
وأفقي علي الزواج مني وسامحتك كل لحظة من حياتي!!!!!
كيف سيتم الزواج ؟هنا تاهت الكلمات مني فأنا اعرف ان الزواج عندنا نحن البشر عقد بين ديانة وديانة أخرى وعندنا شهود وحفل ومراسم تختلف كثيرا عن الجن فكيف لي ان اعرف ؟استغرقت غاده في التفكير قليلا وقالت :والابتسامة تزين شفتيها .اتعلم ياحسن ان افكارك المجنونة ،فرحت كثيرا من كلامها وشعرت بأن موافقة مبدأيه .انتي موافقة ؟رمقتني بنظرة حادة تزامنت مع ابتسامة ساحرة لا تخلوا من بعض الخبث وبصوت ممزوج بالسعادة والتحدي قالت:مغامرة فيها تحدي وجنون ربما افكر يومًا ان اخوضها لاغيظ اهلي ،ارجوك الفظي هذه الحروف م و ا ف ق ة ؟دعيها تمر من بين شفتيكي
انا م و ا ف ق ة علي هذه المغامرة واشك في ان نهايتها ستكون سعيدة ،وما ان تحررت الحروف من بين شفتيها وارتد صداها حتى اقتربت منها وامسكت يدها وقلت:حبيبتي هل انتي حقا موافقة ؟نعم انا موافقة ولن افوت فرصة لأثير جنون اختي وامي ،هل انتي جادة ؟جادة والان ماذا سنفعل ياحسن ؟صمتت وراحت ترمقني بنظرات خبيثة والابتسامة لا تفارق شفتيها مستمتعه بالحيرة التي غمرتني ،ماذا عساي ان افعل الان!!!!!؟ما املكه من افكار مقرون بعالم البشر لم اتمالك نفسي من الضحك حينما تخيلت اني أطلب من والدتي ان تذهب إلى اهل غاده من الجن لطلب يدها ..تخيلت حماتي الجنية وياسلام حينما تغضب مني ماذا سافعل!!!!؟
اكتب كلمة (تم)او دوس علي الاعجاب من فضلك

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن