ولماذا لاتفعلين مثل غاده وتنقلينني كلمح البصر ؟ انا بحاجة إلى ان تذهب إلى هناك بمفردك جسدًا وروحًا لتتمكن من العودة لاحقا ، وسأدلك علي المكان لتلاقيني فيه غدًا ، ولمعلوماتك لا أحد يستطيع نقل جسد مادي من مكان إلى آخر ، أما كادتنا فقد كانت تنقل طيفك لا جسدك أيها الأحمق. أنقلي طيفي ، فلا فرق مادمت سأزور ذلك المكان . ضحكت بأعلى صوتها وقالت: انا مرح ، ماكنت لأفعل شيئًا لإشباع فضول أحد . حب كادتنا أعماها ودفعها إلى عمل أي شيء لإرضاءك ، ولأزيد من سرورك سأخبرك ان كل دقيقه تواصلت معك فيها ونقلتك خلالها إلى عالمها كانت تدفع ثمنها أيامًا من العذاب ليتعافى جسدها ، دون ان تعلم بمعاناتها ، وألا لما سمحت لها ان تعاني من أجلي ،. لا لم أكن أعلم ذلك ، كفى كلما سنحت لك الفرصة تهب إلى ذيادة عذابي ، والآن أعطني العنوان: إلى اللقاء ياحسن.
رحلت الجنية مرح وتركتني غارقًا في التفكير بها أكثر من ذلك المكان الذي ستأخذني إليه هذه اللعينة ، تحرص علي ان تتميز في كل شيء في ثيابها وابتسامتها وغضبها وثورتها وهدوئها وظهورها واختفائها وثقتها وصراحتها ووقاحتها . أنتظرت حتى صباح الغد ، وكلي شوق إلى أنقضاء هذه الليلة للذهاب إلى ذلك المكان الغريب .
أنطلقت من البيت في ساعات الظهر بعد ان أخذت قسطا من النوم
توجهت الى المكان الذي وصفته لي وصلت وقت الغروب ، أنتظرها حيث طلبت مني ، كان الجو شديد البرودة ، عاصفًا بالغبار ، والجبال التي تحيط به قاحلة ، أو ربما هذا ماكنت أراه ، وماهي الا دقايق ، حتى ظهر علي الجبل المقابل حيث كنت أقف ، شبح أبيض
يشير إلى بيده ، لم أخف سرت نحوه لعلمي المسبق ان الشبح ليس سوى مرح ، وحين وصلت إلى القمة وجدتها في إنتظاري تدير ظهرها وتنظر إلى الإتجاه الآخر ، أقتربت منها فلم تلتف نحوي ، ناديت عليها: مرح مرح مرح ، تجاهلتني ، أقتربت أكثر فأكثر ومددت يدي وأمسكت بكتفها وسألتها: لماذا تتجاهليني ؟ ودون ان تلتفت قالت: تركتك لتتأمل روعة المكان ، أخذت أتأمله فلم أرى سوى السخور ، أمعنت النظر فيه فلم أجد مايستحق التأمل فسألتها: أين التميز يامرح ؟ فأشارت بأصبعها نحو حجر وقالت: جرب ان تتحدث معه . وسيخبرك بماتحتاج ان تعرف . هل جننت ؟ كيف أتحدث مع حجر ؟ جرب فقط وستكتشف النتيجة وحدك.
وماذا سأخسر ان فعلتها !. ألتفت إلى الحجر وخاطبته: مرحبا ياحجر ، هل تخبرني ما الذي يميز هذا المكان ؟ لم أنه جملتي حتى ضحكت مرح وأضحكتني معها ثم قالت: لا أظنك مجنونًا ، أنت بالفعل كذلك ، حتى في عالم الجن الحجارة لا تتكلم .....
والآن ركز وحاول ان تتواصل مع هذا المكان كما فعلت حينما تسللت كادتنا الى مكتبة الحكماء وتابع كل كلمه أقولها .:...
في هذا الموقع يمكن لأي كان من عالمنا أو عالمكم أن يلتقوا من دون أي تعقيدات.! لهذا المكان ميزات كثيرة جداً يكون هناك متسع من الوقت لزكرها. ولو نظرت إلى القمر لرأيته أكثر وضوحًا من أي مكان آخر ، وأنه يتغير كل لحظه بسبب التداخل الذي يحدث بين عالمينا ، في هذا المكان ستشعر بأنعدام ثقل جسدك ، وسيصل ذهنك الى صفاء لا يمكن بلوغه في أي مكان آخر ، واصلت الكشف عن العديد من أسرار هذا المكان ومن بينها قدرته علي شفاء الجسد والذاكرة ، كشفت عن أسرار لا يستوعبها عقل ، ومع ذلك فقد ساعدني صفاء ذهني علي ان أدرك أنها تسعى من خلالي للوصول إلى هدف أكبر ،. بدأت أشعر حقيقة بميزات هذا المكان ، بدأت أتفحص المكان وفجأة فقد أختفى أدنى شعور الإرهاق من الرحلة التي قطعتها ، كما لم أعد أشعر بحاجتي إلى أي شيء وحين نظرت إلى القمر رأيته بوضوح لم أعهده من قبل ، كان قريبًا جداً ، لكزتني مرح بيدها وقالت: لا تحدق كثيرًا في هذا المكان حتى لا يسرقك وتصاب بالجنون ، سر في هذا الإتجاه عدة خطوات ، ماهي الا خطوات شعرت بالبرد وأحسست إنني أنتقلت إلى عالم آخر ، نظرت بفضول الى القمر فوجدته قد أبتعد عن موقعه السابق بعدًا كبيرًا ، نظرت إلى حيث كانت تقف مرح ، فرأيت هال
ه نور تحيط بالمكان الذي وقفت فيه ، سرت نحو الهاله عدة خطوات فقط فشعرت بأني تركت جسدي خارجًا ، ياإلهي ، كم هو عجيب هذا المكان ، أليست هذه خدعه أخرى من خدعك الكثيره؟ كلا فأنت تعلم إنك في كامل وعيك ، واذا لم يشعر الإنسان بوجود هذا المكان في صحوته ، فإنه سيجده مثل أي مكان آخر ، .....
في هذا المكان تستطيع ان تفكر وتخطط للحصول علي أي شيء ، هل سأحصل علي ما أريد لأنني فكرت فيه ؟ هنا تجد الفكرة والطريقة التي ستساعدك علي بلوغها ويتبقى عليك العمل لتنفيذها
هنا سآخذ معي الأحلام فقط ، إذًا ان وجدت الفكرة والطريق بتحقيقها فلن تكون حلمًا. هل أستطيع العودة إلى هنا في أي وقت أريده ؟ نعم تستطيع ، ولكني أنصحك ألا تفعل ذلك لعدة أسباب لا أستطيع ان أشرحها لك . والآن قبل ان نعود معاً إلى الواقع سأتركك عدة دقائق حتى تفكر بالطريقة المثلى لتواصل مع هذا الشخص الذي ستجزبه إلى هنا ، شكرتها في سري ، فهذا المكان لاهمني بالكثير من الأفكار والخطط اللتي حرصت علي ألا تعرفها ، خرجنا من ذلك الموضع
وأخذنا نسير معاً ، لم أرى القمر بذلك البهاء سابقًا ، كانت مرح تسبقني بين الحين والآخر وتترك شعرها الطويل يلامس وجهي كلما إلتفتت إلى ، وصلنا إلى موضع خالٍ تفوح منه رائحة الموت والخوف من المجهول ، أخذنا نخطو فوق أوراق شجر جف منذ سنين ، فيما زاد ضوء القمر المكان غموضًا ، ونسمات الهواء التي تهب بين الحين والآخر تحرك الأوراق اليابسة عازفه لحناً جنائزياً
تخر أمامه أشجع النفوس صاغره أما الأحجار المبعثرة هنا وهناك
فبدت كقبور أصطفت لتثير القشعريرة في جسدي ، جلست فوق صخرة رمادية مسطحة فأظهر ثوبها الأبيض الشفاف مفاتن جسدها
فيما أمتزج شعرها الأسود الطويل بضوء القمر والصخرة الرمادية المسطحة ووحشة ذلك المكان فتحول ثوبها الى لون شهواني زادها أنوثه وإثارة. أخذت تلتفط الأوراق الناشئة وتفركها بكفيها وكأنها تغسلها بنور القمر وتنثرها بعد ذلك فوق جسدها الذي أستفزني بشهوانيته الشرهة وتحديه رغباتي البشرية فحاولت ان أشقل فكري عن جسدها بأجواء الغموض ورائحة الموت التي تحيط بي لعلي أستطيع كبت شهوتي ، وانا أرى الأوراق اليابسة تشتهيها وتداعب شعرها وطيات ثوبها ، أستلقت علي مصطبة الصخر الرمادية ، وأخذت تداعب جسدها بحركات شهوانية وكأنها تدعوا القمر إلى أختبار جسدها الساحر الشيطاني ، رمتني بنظرة تنقد شيقًا وشهوه
وبخطوات مترددة أقتربت منها ، فمدت يدها وجذبتني إلى جسدها الفاتن وأخذت تداعب وجهي بأناملها ، أحاطت عنقي بذراعيها وهمست بنعومة كلمات كأنها موسيقى ، لا أفهم معنها ....
أخذت أعبث بجسدها بجنون لتسقط عن المصطبة الرمادية إلى الأرض ، عندها أمتزج جسدها بالأوراق اليابسة التي كانت تغطي المكان ، خيم جنون الإمتزاج علي المكان ، حبات تراب ، رائحة علقت بقطرات العرق ، وحرارة القبلات تدفع رطوبة الأرض بعيدًا ،
وجنون الشهوه وضوء القمر ، شكلًا مزيجًا سرق عقلي أكثر
———__يتبع &&&&&&
أنت تقرأ
رواية زوجتي من الجن
Mystery / Thrillerقصه واقعيه وشيقه تحتوي علي 132 جزءاً ان شاءالله كل يوم نكتب لكم جزء أو جزءين