الجزء14

142 7 0
                                    

شعرت بيد تمسكني وترفعني ببطء شديد ،بصعوبة بالغه فتحت عيني لأجد غاده ،!!!! تجلس قربي وتمسح جبيني بكفها الناعم ،وتحثني بهمس ان أتنفس ببطء .أحتجت عدة دقايق حتى تألغمت مع نور غرفتي ،كنت أتصبب عرقًا وغاده تمسح جبيني وتهمس بكلمات تصف لي فيها حديقة منزلنا وكأنها تسعى إلى ان تعيد إلى توازني
وهنا تساءلت هل يعقل إنني غفوت ؟وهل كان ماحدث مجرد كابوس ؟فأجابت دون ان أسألها :ماحدث يشبه الحلم لكنه واقع ،مارأيك ان نكرر التجربة مرة آخرى ؟لن أسمح لك ان تكررها بالطريقة نفسها ،لقد كانت هذه المرة الأولى والأخيرة.لقد كانت مغامرة رائعة ،لن أتردد في تكرار هذه التجربة ولن أنسى هذه الدقايق ماحييت ،علي الرغم من ذلك السقوط اللعين ،أي نوع من الأحلام هذا ياغادة ؟لم تكن مغامرة رائعة ،لقد مخاطرة غبيه قمنا بها عن جهل ،كنت سأخسرك إلى الأبد ،انا المذنبه. كان علي ان ادرك سلفا أنك قد تفقد السيطرة ولن تتزكر كيف تستيقظ ،الدقائق في تلك الهوة تساوي ساعات ،لو لم انجح في إيقاظك لبقيت هناك إلى الأبد
غاده انا كنت أراكي بوضوح ،وكأني كنت معك لحظه بلحظة ،كيف حدث ذلك ؟هذا ليس بالأمر الصعب ياحسن ،ان تم بالطريقة الصحيحة ،إنها أروع تجربة خضتها في حياتي فعلاً ولن أتوانى عن تكرارها ألف مرة علي الرغم من انني لا أجد تفسير لهذه الدقائق ولا لخيط النور وكل مارأيته ،الزمن خارج الجسد لايقاس بالدقائق او الساعات ،مع التجربة التي خضتها بسيطة جداً ،أنتم البشر لن تكتشفو سر قوتكم أبدًا هذا فهي معقدة إلى الدرجة التي يصعب شرحها .لم يكن هدفي منها إلا ان تحزرني من الكاتو دون ان يلحق بك أي ضرر ،فالطريقة التي رافقتني فيها تسمح لك برؤيتهم دون ان يتمكنوا من رؤيتك ومع هذا فلم اكن ان أتوقع ان أنجو منهم ،أكتشاف مصيدة الكاتو أشبه بالمستحيل ،المعدة لاصطياد المتسللين أهم مواقعهم لقد اعطاني أمالا بقدرتي علي مواجهتهم مستقبلًا.والآن أخبرني ما الذي رأيته بالضبط ؟رأيت خيط نور لطيفًا يدور حولك كالأفعى ،ويكاد يطبق عليكي .لم أجد نفسي إلا مختنقا وأصرخ ،علي الرغم من ان مارأيته سر ناظري ،وكان بإمكاني ان أنظر إليه شهورا دون ان أشعر بالملل.
ان سقطت أسطورة مصيدة الكاتو فلن يصعب علينا هزيمتهم.سأدخل إلى عالمي وأخرج متى أشاء دون ان ابالي بهم .سألقنهم درسا لن ينسوه ابدا ،وسأثير جنون والدتي ،وسأدفع أختي لتطاردني ياللروعه.وأخيرا بإمكاني هزيمتها حتى تقر بأنني أتفوق عليها ،في شي لن أتردد في قراءته تلك الكتب اللعينة التي سأحتاج إلى ألف عام حتى يسمح لي بالأقتراب منها ،وبعد ذلك سأقتحم قلاعهم واحدة واحدة ،سأثبت لهم إنني لست الصغيرة المدللة التي تحميها والدتها وتختبئ في ظل أختها ،سأجعل أبي فخورًا بي ،كانت مبتهجه لن تتوقف عن الثرثرة ،لم أفهم السر وراء هذا الإنقلاب السريع في مزاجها.هل بإمكانك ان تبسطي لي الأمر ؟حبيبي سأعلمك كل شي ،ومعا سنسير جنونهم ،الكاتو ليس أسطوريين إنهم مجرد أفراد أوهمونا أنهم قادرون علي كل شئ .هذه الصغيرة ستثير جنوني قبل ان تثير جنون الكاتو ،وحاليا لايشقل بالي إلا علاج أمي ،هل وجدت علاجًا لأمي في مكتبة الجن ؟لقد بحثت في عشرات الكتب دون ان أجد شيئا قد يساعد ،ولكنني أطلعت علي عدة طرق سريعة تمكننا من السيطرة علي أذهان البشر ،وبالإمكان تجربتها علي أمك.
هل سنجري التجارب علي أمي ؟لاتخف ياحبيبي لاشي مما سأقوم به قد يسبب الأذى لأمك .وإنما الأفكار الغبيه المزروعة في عقولكم.علاج أمك لن يكون بالأدوية في رأسها ،ولن يتم ذلك الا بالتواصل مع عقلها الباطن أو ان نتركها علي حالها حتى تستطيع العودة إلى الواقع.ولكن هذا قد يحتاج وقتاً طويلا ،فلا أحد يستطيع ان يحكم.غاده كيف سنفعل هذا ؟لن يكون الأمر سهلا في وضع أمك الحالي لهذا سنعمل علي أختبار الفرصة المناسبة لتواصل معها ،ومسح جزء من ذاكرتها ،والآن علي ان أتركك فبقائي في مكان واحد مدة طويلة يساعد الكاتو علي تتبع أثري.ونحن بحاجة إلى الوقت لنستعد لمواجهتهم .متى ستعودين ؟سأعود في الوقت المناسب .لم تمر ساعة حتى فاجأتني بعودتها ،طلبت ان أصحبها إلى أمي وان أوقظها .أخذت أحدث أمي ،وأعيد علي مسامعها كل كلمه تلقنني إياها غاده ،أخذت أصف لها غاده لأدفعها إلى رسم صورة لها في خيالها حتى تتمكن من التواصل معها ،ويبدو إنني نجحت في ذلك
أقتربت غاده بلطف من أمي ،أمسكت يديها وبدأت تتحدث معها بهدوء ،ثم صمتت دقيقه ،عادت لتهمس في أذنها وتلامس جبينها ،طلبت منها ان تغلق عينيها وأن تعود إلى النوم.وقبل ان تغادر حزرتني من ان هناك فترة زمنية ماعاد لها وجود في ذاكرة أمي ،ويجب ان نتعامل معها بحذر ونخلق لها المبررات حتى لا يسبب ذلك لها صدمة .أختفت غاده فذهبت إلى سروة وشرحت لها ماحدث ،وعلى الرغم من شكها في النتيجة فقد جارتني علي أمل ان ما أقوله صحيح .
أتفقنا علي خطه لمواجهة الموقف ،وبدأنا ترتيب البيت كما كان قبل مرضها ،أنتظرنا حتى أستيقظت أمي وسارت علي قدميها وكأنها لم تستطيع الوقوف .فمجرد ان رأتني حتى قالت:ألم تذهب في رحلة مع أصدقائك ؟لقد غيرت رأي ولن أذهب.تحايلنا عليها وأوضحنا لها إنها كانت في غيبوبة عدة أيام ،وفي خلال إسبوع حتى عادت الأمور إلى طبيعتها والحمد لله.أما سروة فصارحتني إنها في البداية لم تصدق الكثير مما رويته عن الجن ،ولكنها كانت مطرة إلى مجاراتي خشيه علي.لم تنقطع غاده عني وماكنت لأنسى لما بذلته من جهد لمساعدة أمي.مرت أسابيع والساعات القليلة التي كنت أقضيها بصحبة حبيبتي تساوي عندي العام كله.وماعاد الكاتو يشقل بالي .علمتني غاده الكثير عن طرق الجن في قراءة أفكار البشر وصنع الوهم ،أما أنا فعلمتها الكثير مما تجهله عن البشر .ومعاً خضنا مغامرات صغيره لأجزاء من الدقيقة ،كانت خلالها تتسلل إلى عالمها برفقتي دون ان ينتقل جسدي خارج الغرفة ،ولكنها لم تكن تسمح ان تكرر ماحدث في التجربة الأولى حتى وصلت إلى قناعه أني قادر علي السيطرة علي نفسي ،لاححت عليها ان توريني البيت الذي ترعرعت فيه فوعدتني أنها ستفعل ذلك يومًا ما ،مرت الأيام وجاء من يفسد علي حياتي ويسرق أحلامي.شاءت الصدف ان أكون جالسًا في حديقة بيتي المطله علي الطريق ،شارد الذهن غارقا في غموض العالم وأسراره ،ليمر قربي عجوز تجاوز السبعين ،بدأت عليه أثار البؤس والحزن الشديد ،أقترب من سور الحديقة وسألتي عن أقرب طريق يوصله الى قرية مجاورة فدللته علي الطريق وشكرني وتابع طريقه
قسمات وجه العجوز فيه شبه لوالدي الراحل ،شدني ذلك إليه ولحقت به ودعوته لتناول الطعام ووعدته أنتي سأتكفل بمن يوصله إلى غايته
رغرقت عيناه بالدموع ،ياإلهي كم هو مؤلم ان ترى الدموع في عيون الكبار ،شكرني ومازلت قادرا فلحقت به وألححت عليه :ياوالدي ،ياجدي ،أمنحني شرف قبولك لدعوتي .
لم يلبي دعوتي ولكنه جلس تحت ظل شجرة قريبة وأخذ يردد :ياوالدي ،ياوالدي ،فسألني:كم عمر والدك ؟كان سيبلغ الستين لو كان حياً.رحمه الله ،كم تعتقد إني أبلغ من العمر ؟في أواخر الستينات.هل يسهل عليك ان تصدق إنني لم أبلغ الثلاثين عامًا.جاريته دون ان أصدقه علي الرغم من ان نبرة صوته دلت علي صدقه.أنا عمر ،وانا حسن ،ماقصتك ياعمر ؟هل ستصدقني ان رويت لك قصتي ام ستظنني مجنونًا ؟تحدث فنبرت صوتك وحزنك يوحيان بصدقك...............يتبع لايك من فضلك

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن