الجزء الخامس

333 15 8
                                    

لامست براحتيها الناعمتين جبيني ورأسي ارتعش وسرت في عروقي رعشة لحقها تيار غريب جميل تمنيت ان يدوم طوال العمر دنت بشفتيها مني وكأنها تريد تقبيلي حاولت عدة مرات ان ارفع رأسي عن الوسادة لالثم شفتيها الوردتين ًنفد صبري وانا احاول تقبيلها ًوخلال انتظاري ان تقبلني
داعبت شعري بأناملها ومسحت براحتيها حبات العرق اللتي تصببت من جبيني ونظرت في عيني فقدت قدرتي على التركيز ثم طلبت ان أردد خلفها عدة كلمات من بينها أسمها ـ
عجزت عن الكلام ولكنها الحت ًحاولت ثم حاولت الى ان نجحت ـ
غادة ...رددت أسمها عدة مرات فشعرت بالطاقة تتدفق في جسدي.طلبت ان انهض بهدوء ثم اغسل وجهي واعود الى السرير ففعلت.ثم قالت أنها ستغادر لتعود لاحقًا.
بعد دقايق ًايقنت بأنني في غرفة بأحد المشافي ،فقررت الا اجهد نفسي في التفكير والتحليل لتفسير ما يحدث.هاانا انتظر لاعرف.
تقدم احدالاطباء مني ووجه الى العديد من الاسئلة.ومن خلال اسئلته أدركت انني كنت في غيبوبة في المشفى منز اسابيع.ففقدت هدوئي ولم أعد قادرًا على ضبط انفعالاتي.
ومع هذا فقد كان كل مايشغل بال الطبيب كيف استطاع جسدي ان يعود إلى الحركة بعد اسابيع من السكون ،اما انا فلم يستوعب عقلي مايقوله الطبيب ،كيف حدث هذا دون ان أحس بأي شيءٍ ؟شعور عميق يلفه الصمت ،عاصفة من الحيرة اخزت تطيحني.
عدت الي البيت وبقيت أيامًا محاطا بالاقارب والاصدقاء والاسئلة ،وأنا لا أملك الاجابة عن أي سؤال ،لكن اكثر ماكان يؤلمني هو ماسببته لاهلي من عذاب ،شعرت بأنني سبب شقاء هذه العائلة ،وإنني عبء عليها ،ليتني لم افق من الغيبوبة او مت ،ماذا فعلت ليحدث لي كل هذا ؟اتذكر غادة...ويعتريني شعورك الغضب نحوها.فمنذ عرفتها والمصايب تحل على واحدة تلو الاخرى ،فهي سبب قلقي وعذابي ،ولكني احبها بجنون ،ولكن لماذا تخلت عني وانا في أمس الحاجه اليها ؟لماذا لم تأتي لتساعدني وهي تملك القدرة على ذلك ،لماذا يا غادة ؟وسط دوامه التفكير والهم والغم ،ظهرت غادة وجلست الي حافة السرير ،وما ان رأيتها حتي امتزجت مشاعر السعادة بالغضب ،فقالت.
مابك ياحسن ؟لم اعتد رؤيتك هكذا.
لاشيء ياغادة
قرأت أفكاري ،فتلاشت ابتسامتها ،ولم تتكلم ،فلم اتمالك نفسي فعبرت عن غضبي ،وقلت لها:
انت قادرة على قراءة افكاري ،وبالتالي تعلمين مدى عشقي لك!لماذا فعلت بي كل هذا وانا الذي احببتك ،بل عبدتك ،ايحصل لي كل هذا لانني تهورت وسألتك بضع اسئله غبيه سخيفه ؟نظرت الي بعمق دون ان تجيب ،كان صمتها يستفزني اكثر فاكثر ،فقلت لها::
هل تشعرين بالسعادة الان ؟هل نلت عقابي المناسب ؟
استفزها ماقلت فخرجت عن صمتها::
أي أحمق انت ،ماذنبي فيما حدث لك ؟لماذا تصر على ايلامي دائما ؟هل على ان اندم لعودتي لمساعدتك ،حقاً أنتم البشر من اضعف المخلوقات ولكم طريقتكم الغريبة في تفسير الامور ،يالبراعتكم في إلقاء اللوم على الاخرين ،يبدو انه حان الوقت لتواجه نفسك الضعيفه ،الحقيقة التي لن تسرك.
بحركه سريعه ومفاجئة اقتربت ووضعت يدها على رأسي وضغطت بإبهاميها على جبهتي ،فشعرت بأن حر الدنيا بدأ يخرج من رأسي ،وبصوت هادئ متقطع قالت:
انظر في عيني ،اتركني اخذك الي البداية ،انظر في عيني فقط.
فقدت قدرتي على التركيز ولم اعد اشعر بأي شيء ،تم رأيت حديقة منزلنا ،رأيت شخصا ملغي على الارض ،انه انا ،نعم أنا ،رأيت نفسي ثم أمي تقترب محاولة ايقاظي ،تصرخ حسن ،حساب.تلحق بها سروة ،يحملني الجيران!انقل في سياره الي المشفى ،اطباء ،ممرضات ،اجهزة فحوص...اري كل شيء بوضوح ،منز لحظه وجودي في الحديقة وحتى صحوي من الغيبوبة ،كيف كنت اري نفسي ومن حولي لا اعلم ؟والأهم إنني كنت في اعماقي أرفض ان استيقظ ،وكأنني اريد ان ابقى في غيبوبة الي الابد.
هل علمت الان ماذا حدث لك ؟ومن المسؤول عن ذلك ؟لم اتخلى عنك على الرغم من سخافتك ،ولكنني مهما بلغت من القدرة على التغلغل في أعماقك فلن استطيع ان ادفعك الي القيام بشيء لا ترغب فيه.غرقت في الحيرة ،كيف فعلت ذلك ؟ماهي القوة التي تملكها لتعيدني الي الماضي لاحياء لحظه بلحظة ،لقد سمعت كل كلمه قيلت وتذكرت التفاصيل الدقيقة التي لاتستطيع ذاكرتي ان تحفظها ،فسألتها كيف فعلت هذا ؟هل عشقي لك هو ماادخلني في هذه الحاله ؟لاداعي لإرهاق تفكيرك ،كفاك ماعرفت اليوم.
غادة.استحلفك بحبي لك وانت اعلم مني به.ان تجيبي عن سؤالي.

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن