الجزء12

156 7 0
                                    

هذا هوساحر عقول البشر تسمونه الذهب أما نحن نسميه المدمر
هذه القناة التي تراها تجري فيها صهاره الذهب هي واحدة من عدة قنوات تشق طريقها في جوف الأرض ،كلما ألتقت قناة بأخرى تصتدمان وينتج عن ذلك أنفجارا هائلًا. ويومًا ما سيجد الذهب طريقه إلى الأعلى حينها سترتفع حرارة الأرض وبرودتها في الوقت نفسه .وعلماء عالمنا يتنبؤون بإنه في المائه عام المقبلة إذا بلغ عددها الثلاثين  ستتلاقى القنوات ويتدمر عالمنا وعالمكم
من أين لك بهذه المعلومات كلها ؟عليك ان تتعرف إلى أفراد عائلتي لتعرف كيف قضيت طفولتي وسط أحاديثهم الممله .لايشقل بالي دمار العالم بعد مائة عام ،كما لم تسحرني حمم بركانية لونها ذهبي
لكن ما رأيته وما قد أراه شدني أكثر ....وعبر النفق أنزلقنا إلى الأسفل لنعود أدراجنا وننطلق من جديد في رحلة العودة.لفتت إنتباهي صخرة متحركة توازي بحجمها بيتًا إرتفاعه ثلاثة أمتار ،تسلفتها غاده دون اي صعوبة ،ومدت إلى يدها فجاريتها وتسلقت الصخرية .
وفجأة أطل من كهف بالصخرة رأس غريب الشكل ،تملكني الرعب
لكن غاده أخذت تضحك بعد لحظات أدركت أنني تسلقت ظهر سلحفاة عملاقة ،وفجاة أشارت إلى غاده ان أصمت وقالت:هل تسمع ؟أصغيت بإنتباه فأني خيل إلى أسمع حيوانًا ما ينادي علي بإسمي .وغاده كعادتها لم تعجز عن قراءة أفكاري ،فابتسمت وهي تقول:حبيبي الحيوانات لا تتكلم أطمأن ،فلن تصادف هنا حمارا يناديك بإسمك ويسألك عن حالك وصحتك ،لكنك قد ترى بعض الحيوانات التي لم ترى مثلها من قبل كل ماستقوم به هو أفتراسك لترى ان كان طعم لحمك لذيذًا.
ضحكت غاده وأبتسمت وانا ألتفت حولي ،فلا ينقصني ان أتحول إلى وليمة لحيوان أجهل كيف يكون شكله ،وحاليا يكفيني الجن الذي يطاردني والقط الأسود الذي يلاحقني ،واصلنا السير ساعات طويلة وأثناء سيرنا توقفت غاده فجاة وابتسمت ثم قالت ساخرة:أتحب ان ترى أحد الحيوانات التي يسعدها ان تأكلك لوكنت في وضع آخر؟ولما لا فانا يسعدني ان أتشرف بمعرفتها ولكن ماذا تقصدين بوضع آخر ؟لا تهتم بما أقوله تعال ورائي.
سلكت طريقا جانبيًا ،سرنا فيه قليلا ثم وقفت وقالت:أنظر إلى الأسفل
نظرت إلى الأسفل لكنني لم أرى شيئًا .كنت أسمع أصواتا رهيبه دبت القشعريرة في جسدي ،أمسكت يدي وسارت بحذر أكثر من خمسين مترا ،حينها بدأت أرى بوضوح حيوانًا يشبه الحرزون دون مجال للمقارنة به طبعا ،ولا أبالغ ان قلت ان حجمه يوازي بنايه من خمسة طوابق ،وأنني لم أكن سوى مجرد لقمة صغيره بالنسبة له ،قالت غاده:هذا أضخم الحيوانات في باطن الأرض ،ونحن نطلق عليه إسم (ربدا)هذا الحيوان غبي جداً لدرجة تجعله يلتهم أبناءه ظنًا منه إنها حيوانات أخرى.وأحيانا يطعم أبناءه لحيوانات أخري ظنًا منه إنها صغاره ،ومن شدة غبائه ينقض علي ذيله وبعد ان يغرص فيه أنيابه يصرخ من شدة الألم .
في عالمي حينما يكرر أحدنا الخطأ نفسه يهزأ منه الآخرون ويطلقون عليه إسم (ربدا)من العبارات الشائعة في عالمنا.
شدني حديث غاده عن (ربدا)وتساءلت هل سيكون إسمي مستقبلا ؟بعد ساعه من المسير غادرتنا المتعه وأخذنا نشق طريقنا إلى الأعلى بصعوبة ،إنتابني الإرهاق مجددا ونفد صبري ،خاصة إننا كلما قطعنا مسافة نحو الأعلى أشتد الظلام أكثر.وكنت أعتقد كلما واصلنا الصعود اذدادة الإضاءة
كدت أعلن إستسلامي ،فشدت غاده من عزيمتي وطمأنتي إلى اننا إقتربنا من الوصول ،تركتني أرتاح قليلا ثم عدنا لمواصلة السير حتى وصلنا إلى شق صخري معتم.يتجاوز إرتفاعه مائة متر ،يستحيل تسلقه ،وهنا شعرت بأننا وصلنا إلى طريق مسدود
وإننا نطر إلى العودة لنبحث عن طريق بديله
هذا الشعور كان كافيا لإحباطي ،أكتشفت ان نتسلق ذلك الشق أسهل مما توقعت ،ومنه وصلنا إلى كهف عميق ،سرنا فيه مئات الأمتار ثم أخذ الكهف يضيف تدريجيا ،عندها طلبت أن أغمض عيني ،ففعلت وسرت خلفها ،طلبت ان أجلس بجانبها ،وان أحضنها ففعلت:أخذت تداعب شعري حتى غلبني النعاس وغفوت ،وحين أفقت شعرت بإرهاق شديد بحيث لم أكن قادرًا علي الحركة.
هدأت من روعي وقالت إن ماأصابني سببه الإرهاق ،ساعدتني علي الوقوف وطلبت ان أغلق عيني وأفتحهما تدريجيًا حتى لا تؤذيهما حرارة الشمس ،فشعرت بالطمأنينة بعدما رأيت السماء والشمس مجددًا ،نظرت إلى غاده ففجئت بالحزن مخيم عليها .أقتربت منها وضممتها إلى صدري وأنا ألوم نفسي علي شعوري بالراحة لإنتهاء رحلة العودة ،فمع إنتهائها إدركت ان حبيبتي فقدت الإستقرار والأمان وحكمت علي نفسها ان تبقي مطاردة وحيدة حذينه ،أما أشد ما ألمني فهو عجزي عن مساعدتها ،وبكلمات هادئة وحزينة قالت:
لا عليك ياحسن سأتدبر أمري أرجوك ان تهتم بنفسك جيدا
كانت الشمس في كبد السماء حثتي علي المغادرة علي عجل وهي لا تزال تشد علي يدي وكأنها لا تريد ان تتركني ،حضنتها بقوة وانا أشعر بأن روحي ستفارقني ان أفلتها .بقيت علي هذا الحال ساعات حتى حسمت غاده الموقف وقالت بنبرة حزينة:أذهب أرجوك سألقي طريقه لزيارتك قريبا ،أذهب هيا ،أمسكت يدها بقوة دون ان أستطيع نطق كلمه واحدة ،سحبت يدها وأشاحت وجهها وبكت فحرقت دموعها قلبي قبل ان تختفي ،انا أتركها وأتساءل ان كنت أراها مرة أخرى.هل ستعود إلى الإختباء وحيدة في تلك الكهوف الباردة ؟
أي حماقة أرتكبتها هذه المخلوقه الرقيقة حتى ترتبط بي وأي ثمن ستدفعه لاحقًا.
مرت ساعات علي فراق حبيبتي  ومع مرورها وصلت إلى البيت أستقبلتني سروة أختي مصدومة دون ان تنطلق بحرف .
جلست علي الأريكة لأرتاح قليلا فغطت في نوم عميق ،وحين أفقت وجدت ان أختي أعدت ملابس نظيفة وطلبت مني ان أستحم علي الفور لأتخلص من الروائح الكريهة والقاذورات التي علقت بي
لم أكن بحاجة لأكثر من ذلك ،حين نظرت إلى المرآة في الحمام
ألتقيت بنفسي بعد طول غياب ،كنت شاحبا والشيب قد غذ رأسي
سألت عن أمي فعلمت إنها ستعود قريبا ،لم تتوقف أختي عن مراقبتي وتأملي بغرابة وما ان انهيت طعامي حتى سألتني بحنان:لماذا توقفت عن تناول دواؤك ؟وماذا حدث لك ؟أين أختفيت هذا الأسبوع ؟لقد أخبرتك سابقا انني ذاهب في رحلة وسأغيب يومين ،اليومان صارا أسبوع ياحسن.،بدأت أستعيد ماحدث معي منز لحظه خروجي مع غاده ،ومع هذا لم أكن متفاجئا بتا ،ان أكون قد قضيت معها أسبوعًا أو عامًا .فهذا لا يقارن بما رأيت وسمعت في عالم غاده.هل سبقت شعرك ام لديك نفس آخر ؟أخذت أضحك وأضحك ورغبتي في البكاء تذداد علي معرفة ماحدث لي ؟هل انت مصرة ؟نعم انا مصرة أعرف المأزق الذي أوقعت نفسك فيه ؟كم كنت بحاجة إلى ان يسمعنى حتى لو ظن انني مجنون .
لقد تزوجت جنيه إسمها غاده وقضينا شهر العسل علي أطراف عالمها ،لم تظهر عليها أي ردت فعل علي العكس ،شعرت أنها تصغى بإهتمام ثم ساورني الشك علي أنها تتعامل معي كحالة مرضية ،لتطبق ماتعلمته في الجامعه وبهدوء قالت:حدثني عن زوجتك الجنية ياحسن.!أتسخرين مني ؟كلا ياحسن انا أختك ماكنت لأسخر منك يومًا أرجوك قص علي قصتك
شجعني دفء صوتها فرويت لها قصة عشقي وزواجي والمصير المجهول الذي ننتظره ،أغرقت عيناها بالدموع وأخذت تسألني عن غاده ،فلم استطع ان أمنع نفسي من البكاء حينما تخيلتها تجلس وحيدة
في أحد الكهوف المعتمه تشاركنا انا وأختي الدموع ،لا أعرف ان كانت قد تأثرت بقصتي ام انها تبكي لأنني جننت ،ومع هذا فقد شعرت بالراحة بعد ان نفست مابداخلي ،دفعني إشتياقي الى أمي ان أسأل عن سر تأخرها ،ولكن كانت المفاجأة
يتبع.......(تم)

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن