دفعني إشتياقي الى أمي ان أسأل عن سر تأخرها ،فأخبرتني ان أمنا متعبه قليلا وترقد في المشقى.
ياإلهي لماذا لم تخبريني منذ لحظه وصولي ؟لاتقلق إنها بخير سنذهب معا لزيارتها ،ولكن أرجوك ان تحلق ذقنك ودعني أساعدك في إخفاء الشيب حتى لاتتفاجأ برؤيتك علي هذا الحال .لم أكن قادر علي أهدار الوقت لكي ألاقي ست الحبايب أمي لأطمئن عليها .ولكن سروة أختي لن تتنازل علي أمرها فكان لها ماأرادت ،توجهنا إلى مشفى قريب بسيارة أحد اقاربي ،الذي أمطرني بعشرات الأسئلة حول غيابي ،وأخذ في لومي وتحميلي المسؤولية لما حدث لأمي ،وصلنا المشفى ،ركضت بإتجاه الغرفة التي ترقد فيها أمي
قبلتها وأمسكت يدها ،فتحت عينيها وفجأة قعدت تصرخ وتطالبني بالإبتعاد عنها ،وهنا أبعدتني سروة عنها ،وأخبرتني إنها فقدت القدرة علي السير وتعاني منذ فترة من هلوسات.
إلا ان الطبيب أكد ان الفحوصات لم تظهر أي سبب لعلتها وأن بإمكانها العودة إلى البيت في أي وقت تشاء ،لكن المشكلة ترفض العودة إلى البيت ،تمكنت بعد جهد من التواصل معها وعلمت ان أحد الشيوخ أخبرها ان الجان خطفني وان كل من يحاول ان يعيدني يصاب بالشلل ،وأمي المسكينة تصدق اي شي يصدر من صاحب لحيه طويلة .أثارت جنوني بهلوثاتها ،فتارة تحضني وتبكي وتاره تحمد الله علي عودتي سالمًا ،وتاره تطلب مني ان ابتعد لأنني لست من البشر ،سألتني سروة:ألا تستطيع غاده ان تساعد أمي ؟مسكينه غاده فمصيبتها أكبر من مصائبنا.ولكن حينما أراها سأسألها .
لم أكترث ان كانت سروة جادة ام تسخر مني ،في المساء خرجت إلى الحديقة لعلي أستطيع الأتصال بغادة بالطريقة التي علمتني إياها
وبعد عدة محاولات حضرت وأقتربت مني قائلة:أنا أسفه لما أصاب أمك ،هل بإمكانك ان تفعلي شئاً لها ؟تعال معي حتى أرى ماذا يمكن ان أفعل !دخلنا قرفتها ،أقتربت من أمي وطلبت ان أوقظها وأن أتحدث معها ففعلت:واثناء حديثي مع أمي وضعت يدها بلطف علي جبين أمي ،لا أدري ان كانت أمي شعرت بها ام لا .سألت غاده ماذا فعل الجن بأمي ؟ماأصاب أمك من صنع البشر ،فقد زرعوا في رأسها أفكارُ غبيه تمثلها عقلها فأصيبت بالهزيان والهالوس
الأمر الذي تسبب في إصابتها بشلل وهمي ،ليتني كنت أملك الخبرة لمعالجتها ،لكنني سأحاول ان أتسلل إلى عالمي لعلي أجد طريقه ما لعلاجها.كيف تتسللين إلى عالمك والكاتو يتربص بك ؟نعم إنها مخاطرة ولكن مارأيك ان أعلمك طريقه أتواصل عبرها معك
بحيث يمكنك ان تراقبني أثناء تسللي ،ولكن يجب ان تكون منتبهًا
فبهذهي الطريقة أترك مصيري بين يديك ،شرحت لي بالتفصيل الممل طريقه مراقبتها وعلى الرغم من خوفي عليها فلم يكن أمامي خيار آخر.إختفت غاده بعد ان أتفقنا علي الوقت المحدد للتواصل ،أيقظت سروة من نومها وأخبرتها:زارتني غاده وأكدت ان لاعلاقة للجن بما أصاب أمي ،لماذا لاتساعدها وتشفيها؟أليست جنيه ؟إذا الجن يختلفون من حيث المعرفة مثلنا نحن البشر ،وكونه غاده جنيه فهذا لا يعني إنها ملمه بالطب والعلاج كأطباء الجن أو أطباء البشر كما إنها مازالت صغيرة أما معرفتها فاكتسبتها بالتنصت علي أفراد عائلتها.
لم أفهم شيئا ولا أريد ان أفهم ،مايهمني أريدها ان تساعد أمي وعندها سأترك لك الجن وأكتفي بغرائب البشر ،إلا إذا كان لغادة أخ وسيم ،ففي هذه الحاله سأتزوجه وتكون عائلة جميلة ،ضحكنا وذهبت لأخذ قسط من النوم في إنتظار موعدي مع غاده كنت أعلم ان هذا لن يكون سهلا ،لأنني سأحتاج إلى الكثير من التركيز والأراده والإيمان بما سأقوم به.ساعات من كانت كافية لأستعيد طاقتي ،وساعه من التدرب قبل الموعد جعلتني واثقا من نفسي
حان الوقت أغلقت باب غرفتي وعزلت نفسي عن كل صوت قد يسبب تشتيت تركيزي ،تمددت علي الأرض وبدأت أسترخي
وأطرد مختلف الأفكار من رأسي ،ثم أخذت بالتفكير في غاده
وتركت روحي تطوف بحثا ،أغمضت عيني عنها ،لم يكن الأمر في بدايته سهلا ربما لأنني لم أكن مؤمنا بما فيه الكفاية بنجاحي ،لكن أسترجاعي لكل ذكره جميلة مع غاده ساعدني علي التركيز أكثر ،عندها شعرت بأني أحدق في عينيها وأطوف حولها
بدأت أراها تدريجيا ،ماأحسست بقربها ثم كانت تجلس وسط نافورة بطريقة غريبة ومضحكة في نفس الوقت ،أعتقدت بأن لهذا الماء خاصية تمنع رصدها.درت حولها دون ان تراني ،وفجاة ألتفتت ألى وغمزتني وأشارت ان أتبعها ففعلت:أقتربنا من قلعة تشبه قلاع البشر
ألى ان حجارتها يغلب عليها اللون الأخضر وفيها الكثير من الأبواب كلها مشرعة علي مصراعيها ،تسللت غاده وانا خلفها حتى وصلنا إلى أقرب باب فمرت منه بسهولة تبعتها ولكنني شعرت بأن هناك زجاجا لينا يمنعني من المرور ،خرجت علي الفور تبعتها وعلمت إنها تبحث عن الباب الذي قد أتمكن عبرة من المرور .ومن باب إلى آخر فشلت كل محاولاتنا عندها أشارت ان أتبعها إلى نافورة الماء وهناك عادت لنجلس قربها مرة آخرى ،وكأنها تسعى إلى مسح أثرها بعد دقايق طلبت عبر الإشارة ان أحدق في عينيها ففعلت فأخذت أسمع صوت أفكارها .أبق قرب النافورة وراقيني من بعيد ،وحزرني ان شعرت بأي أمر مريب .لم أفهم قصدك كيف أميز الأمر الغريب وكل ماأراه حاليا يثير ريبتي ،أعتمد علي حواسك الآن راقبني .في لحظه تشعر بأنك قد فقدت السيطرة علي نفسك فما عليك الا ان تلمس ماء النافورة وتستيقظ علي الفور.أقتربت من القلعة وولجت إحدى أبوابها بسهولة ثم مرة عبر عدة سراديب وصعدت الكثير من الأدراج إلى ان وصلت إلى صالة مليئة بالكتب ،أخذت تجول بينها وكلما أخذت كتاب تحول إلى لوح يشع نورا ،ومن كتاب الى آخر أخذت تتجول بسرعة فائقة وعلى الرغم من سرعتها الرهيبة فقد كنت قادرا علي مجاراتها ،لم تتوقف عن الحركة وأخذت تتلفت حولها حائرة.أيقنت إنها لم تنجح في الوصول إلى مبتغاها .مر زمن قبل ان تخرج من حيرتها وتنطلق باتجاه مجموعة من الكتب وأخذت تغير أماكنها ،كررت العملية عشرات المرات ،لم أجد ماتعرفه منطقيا ،أنتقلت بسرعة إلا ان كان هدفها أحداث فوضى في المكان ،وفجاة كالبرق اثارت فيها الفزع من الكتب التي أخذت تمسك منها الواحد تلو الآخر ملغية علي كل منها نظرة خاطفة ،قبل ان تعيدها إلى مكانها.تكررت العملية عدة مرات قبل ان تسرع بإتجاه الأدراج التي أوصلتها إلى مجموعة كتب أخرى ،كل الكتب متشابهة ويستحيل التميز بينها ،شعرت بالملل نظرت الى يميني فلم أرى سوى الفراغ،أيقنت بعد بره ان كل شي يتحول إلى فراغ في اللحظة التي أبعد عيني عنها ،وفجاة رأيت خيطا من نور يتحرك كالأفعى وينتقل من مكان إلى آخر حتى وصل غاده وأخذ يلتف حولها ،شعرت بالإختناق فصرخت بأعلى صوتي وفجاة بدأت أصقط في هوة عميقة مظلمة ،أخذت أصرخ دون صوت وانا أهوي ،يكاد قلبي يتوقف وانا أترقب اللحظة التي سأرتطم فيها بقعر هذه الهوة لم أعد قادرا به ،سقوط سريع وفزع شديد ما قدرت علي التنفس من شدة الإرتطام ،شعرت بيد تمسكني وترفعني ببطء شديد ،بصعوبة بالغه فتحت عيني ولكن ماذا وجدت ؟أنتظروني في الجزء ال14....يتبع (تم)
أنت تقرأ
رواية زوجتي من الجن
Misterio / Suspensoقصه واقعيه وشيقه تحتوي علي 132 جزءاً ان شاءالله كل يوم نكتب لكم جزء أو جزءين