الجزءال 11

155 9 0
                                    

فقد بدأ جسدها يتمرد ويتحدى صبري ويدعوني إلى الكف عن المقدمات لكن شوقي الحبيس منذ سنوات دفعني دفعني إلى ان اطيل الضم والعناق تاركا تواقيع الحب والشوق علي عنقها وصدرها إلى ان خطت بأظفارها نهاية اللقاء
أفقت علي زقزقة العصافير وكأنها تعزف لحن الخلود مددت يدي باحثا عن حبيبتي فلم أجدها نظرت حولي فرأيتها تخرج من الماء كحوريه ،تركت لشعرها الطويل المبتل مهمة إخفاء محاسن جسدها العاري ،أقتربت مني ثم قبلتني فقالت:هذا يومك الأول ياحبيبي فهل انت سعيد ؟ضممتها بقوة وأخذت أقبلها باحثا عن كلمات كل حرف فيها بحجم نجمه لأصف لها سعادتي ،أرخيت ذراعي لأحررها من عناق لا اريد ان ينتهي.
أستلفت بجانبي وأخذنا نتأمل معا سحر الطبيعه علي أنغام العصافير
وخرير الماء ،عدنا للهو والضحك واكتشاف مايحيط بجنتنا الصغيرة
مر اليوم الأول والثاني كلمح البصر في اليوم الثالث أبتعدنا عن البحيرة لأكتشاف كل جديد أنشقلت حبيبتي بمطاردة أرنب أبيض
إلى ان امسكت به ،فجاءتني به مسرعه والسعادة تسبقها ،فقدمت الأرنب لي.
فتهيأت لوجبة لزيزه من الشواء ،فركضت به وحين قرأة غاده أفكاري أحمرت وجنتاها وتفجر الغضب من عينيها ثم سألتني:ماذا تنوي ان تفعل بالأرنب ؟أيقنت إنني أرتكبت خطأً ما فقلت لا شي ،
ضمت الأرنب إلى صدرها وصرخت في وجهي:أنت متوحش وكاذب كبقية البشر ،ألم تكتفي بكل الثمار ؟ألم تكتف بهذا الثمار .لماذا تريد ان تنهي حياة هذا الأرنب المسكين ؟تفاجأت بردة فعلها ،فصمت تركت الأرنب يذهب في حال سبيله .
أقتربت مني وألقت رأسها علي صدري وطوقتني بذراعيها وقالت:
حبيبي أرجو ألا تكون سببًا في إنهاء حياة كائن.أرجوك....
أستغربت في ردة فعلها .فقد كنت وعلى الرغم من إنني أعتقدت بأنني بالغت كثيرا .
حرصت علي ألا أ سمح لهذا الأرنب يفسد سعادتنا .
وبهدوء حاولت إن أوضح لها إن الإنسان يأكل الأرانب والطيور والأبقار والجمال........
ولم أكن أتوقع أن تبريري لها قد يفجر غضبها مرة أخرى فقد بدأت تشتم البشر بمختلف أنواع الشتائم دون ان تنسي ان تصفهم بأقبح الصفات .
ألا يكفيكم أيها البشر ماتنبت الأرض ؟لماذا تفترسون الكائنات الأخرى ؟بعد ان تنقرض ماذا ستفعلون ؟هل ستأكلون بعضكم البعض ؟أي وحوش أنتم ؟راودني شعور سئ تجاه هذه المخلوقه الصغيرة .تساءلت لماذا تحمل في داخلها كل هذا الحقد علي البشر ؟لماذا أحبتني وانا منهم ؟ألتقت عيوننا فأشاحت وجهها ،ثم أحنت رأسها خجلاً ،وكأنها شعرت بحجم الأهانات التي وجهتها لي.وفجأة أخذت تبكي وهي تقول:انا آسفة ..اسفة..اسفة .حضنتها لأخفف عنها.
محاولا ان أتناسى كلماتها الجارحة وماتركته من أثر في نفسي ثم سألتها:لماذا تكرهون البشر وتحتقرونهم إلى هذه الدرجة ؟حاولت ان تتهرب من الإجابة ،ومع إصراري أجابت:وانما نكره أسلوب حياتهم لاتلومن علي ذلك.نحن لا نكره البشر أرجوك أنتم أعتدتم قتل كل ماهو جميل ولن تتوقفوا حتى تقتلو روح هذه الأرض.
أقتربت وقبلتني ورجتني ان أسامحها علي نوبة غضبها
دون ان تدري ان قلبي بات أسير حبها وألا خيار أمامه الا ان يرضخ لهذا المالك .أمسكت يدها وأخذنا نتمشى بين الأشجار أحضنها ،أقبلها ،أداعبها ،تمازحني وتلقي نحوي الثمار تهرب فألاحقها وأمسكها ،نضحك ونلهو والوقت يسير بسرعة الساعه تصبح دقيقه والدقيقة تصبح ثانية .ونسير والسعادة تغمرنا ،أثناء تنقلنا لفت إنتباهي قط أسود يرمقني بنظرات أثارت فضولي وأضحكتني في الوقت نفسه .أمسكت غاده وهي منشقله بشم رائحة وردة .ألفت أنتباهها إلى القط ونظراته السخيفه فالتفتت والأبتسامه تعلو شفتيها .
وما ان رأت القط الأسود حتى أنفلب حالها ودب فيها الذعر ،أمسكت ذراعي وأخذت تركض وتسحبني ،هي ترتجف كطفلة صغيره فاجأها مسخ.فجاريتها واخذت أركض معها ،حتى أستنفدت طاقتي
فصرخت فيها:كفى ياغادة...كفى ،أخبريني مما نهرب ؟نظرت خلفي فرأيت القط يسير خلفنا ثم رأيت قطا آخر وآخر وآخر ،الأعداد تتذايد واللون الأسود يجمعها......
هنا دب الرعب في قلبي ولم انتظر إجابتها وشددتها وأخذت أركض
وكلما نظرت إلى الخلف رأيت أعداد القطط تتذايد ،حتى غاب اللون الأسود علي الأرض والأشجار آلاف بل عشرات الآلاف من القطط السود تحيط بنا من كل جانب .أكتسى كل شئ باللون الأسود ،وصلنا إلى بحيرتنا سحبتني غاده من يدي وحثتني علي الغوص إلا إنني ترددت خشية الغرق ،لكن خوفي دفعني للغوص معها ،غصت معها وبعد دقيقه شعرت بالإختناق .
أقتربت وقبلتني لتمدني بالهواء ثم أخذت تسحبني من نفق ألى آخر
بقينا علي هذا الحال وقتًا في عمق البحيرة .كانت تعرف طريقها جيدا إلى ان أخذنا نصعد من جديد عبر فجوة ضيقة وما ان خرجت حتى أدركت اننا داخل كهف فاستلقيت علي أرضه فألقت رأسها علي صدري .أخذت أداعب شعرها وأنا أسألها :ماذا حدث ياغادة ؟إنهم الكاتو ياحسن لقد أكتشفوا مكاننا ،وجاؤوا للقبض علينا ،القطط السود ماهي إلى عيون تساعدهم في كل شئ ،إين ماوجدت دلت علي وجودهم.لماذا غصنا في البحيرة ؟غصنا في البحيرة عن طريق العودة وأبعدنا كثيرا وأدخلنا إلى موقع يتداخل فيه عالم البشر مع عالم الجن الرقعة التي كنا فيها تقع بين عالمينا ،وقد تمكن الكاتو من الوصول إلينا عبر إقتفاء أثري.
ماذا سنفعل ؟علينا العودة سريعا إلى الكهف الذي تركتك فيه
وكيف تركتني فيه ؟وألا سيحدث ،لايهم ماقلته المهم ان نصل إلى الكهف برسعه قبل ان يحدث مالا نحمد عقباه.،يجب ان نجد طريقنا إلى الكهف لأعيدك إلى عالم البشر ،فهناك سيصعب علي الكاتو النيل منك ،أما في هذا المكان المتداخل فيسهل عليهم السيطرة عليك ليكون مصيرك مثل مصير آلاف الأرواح التي ضلت طريقها في عالمي.
وما مصيرك إنتي ياحبيبتي بعد عودتي ؟لقد أخترت مصيري بنفسي فلست نادمه ،لاتخف فقد فشلوا في إيجادي وانا صغيره ،فسأستمتع بالهرب قدر ماأستطيع ،وحينما يقبضون علي سأكون فخورة لأني لم أخضع لأحد .
غاده حبيبتي لا حياة لي من دونك .لقد قضيت حياتي هاربا من ألا شئ واليوم وجدت ما يستحق الهرب من أجله ،دعينا نستمتع بالهرب معا .لا تتعجل ياحبيبي فالكاتو سيطاردك الى الأبد وهدفي ان أصعب عليهم الأمور .في عالمك لن نخضع لقوانينهم ،ربما سنجد طريقة لخلاصك منهم.وجودك معي سيضاعف فرص القبض علينا .أبتسمت غاده إبتسامة حزينة وقالت:إن تمكنوا منك فلن يبقى ما أهرب من أجله .هيا لنتحرك بسرعة فأمامنا مسافات طويلة لنقطعها لأعيدك إلى عالمك قبل ان تقتفي القطط السود أثرك
أخذنا نشق طريقنا في باطن الأرض .مررنا عبر كهوف معتمه وكهوف وجد النور طريقه إليها ،مررنا بأرض منبسطة تتجاوز مساحتها عشرات من الأميال .الأشجار والنباتات والورود لم أرى مثيلا لها .نمت،ومشينا وفي طريقنا عبرنا بنهرا تحيطه الأشجار
لم يكن بضخامة الأنهار التي نعرفها .لم أتفاجأ حينما وصلنا الى أرض قاحلة ،سرنا فيها ساعات ومع كل خطوة نقطعها كانت درجات الحرارة ترتفع حتى ماعدت قادر .طلبت منها ان تبحث عن طرق بديله ،ولكنها طلبت ان احتمل ،مشيره إلى ان جسدي سيعتاد هذه الحرارة ،ومؤكده إنه لم يبقى الكثير حتى نصل الى جيوب الهواء البارد .أخبرتني إن إختيارنا اي طريق آخر سيتسبب في إهدار وقت لا نملكه.جاريتها ،وبعد أقل من ساعة هب هواء بارد
من بين شقوق الصخور ثم أخذنا نسير علي رمل يغرى بأن يسير المرء عليه حافي القدمين.
أستلقيت علي بساط من الرمال الناعمة الدافئة ومن فوقي تيار هوائي منعش جعلني أغط في نومٍ عميق لأجد غاده توقظني وتطعمني ثمارًا شهيا لم أذق منها في حياتي .ضحكت ثم سألتني:هل تريد ان تضيف سببا آخر ليطاردك الكاتو من أجله ؟ضحكت بدوري وقلت لها:وهل سيكون هناك فارق ان اذداد عدد القطط قطا إضافيًا ،تعال لأعرفك علي المدمر الذي كان أحد أهم أسباب عداءه ؟إذا سلطة عالمي علي البشر ؟هيا حاول ان تتحمل الحرارة بضع دقايق ،أمسك بثوبي لأننا سنمر من طرق ضيقة معتمه .عدنا إلى الخلف مئات الأمتار ثم دخلنا كهفا واسعا ومنه إلى كهف ضيق الصخور عبرنا أضيق الصخور يكاد جسدي ان يعبر بها تسلقنا عدد من الأنفاق .بدأت أشعر بأن جلدي قد جف وعظمي قد ذاب من شدة الحرارة ،حتى تجاوزنا ذلك الممر اللعين وصلنا إلى الأعلى ،وعندها شعرت بأن الحياة دبت في من جديد ،فقد أنخفدت درجات الحرارة قليلا.
كنا نقف فوق منحدر صخري ،وخلفي واد سحيق ،عن يمناي جدار من الصخور وعن يسراي السحر بعينه ،نور متوهج أحتجت دقايق حتى تمكنت عيناي من التأقلم مع شدة السطوع.رأيت قناة علي إمتداد البصر يجري فيها صهار أصفر لزج فأدركت إنه يتحرك ببطء.
ابتسمت بسخرية:انت تفكر ان تهبط إليه وتعرف منه القليل أليس كذلك ؟للأسف هذا مستحيل في وضعك الحالي .كما إنك لم تحتمل شدة الحرارة .أو لا لكنت تركتك تفعلها وارحت الكاتو من مطاردتك
وأشارت نحو القناة قائلة:هذا هو ساحر عقول البشر تسمونه الذهب ونحن نسميه المدمر ياإلهي....!!!!!
يتبع (تم)

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن