الجزء 3

560 18 2
                                    

عجيب امر غادة،هذا ماكان يراودني وكل ما كنت افكرفيه كانت تقوله...وأخيراً نطقت ..نعم من أنت؟وقبل ان اكمل جملتي،جلجلت في أذني ضحكة ساحرة.كانت تضحك حتى اعتقدت انني قلت نكته،بدأت أشاركها الضحك ،ولما تلاشت امواج الضحك ..قالت أترى،ان الأمر بسيط،من أنا...ها أنت تتحدث جيداً،أنا ياحسن من عالم غير عالمكم..اهذا يعني انك من الجن..؟ضحكت ضحكة شقت امواج الأثير لتستقر في نفسي،انتشت روحي لعذوبتها وقالت:أنا لست من عالمكم ،فلا ابي ولا أمي من البشر،ولاني ابنتهم هذا يعني أني كذلك لست من البشر...احترت في امرها ومن تهربها من الإجابة على السؤال،ثم سألتها وكان في سؤالي شيء من الإصرار ..أجيبي فقط هل أنت جنية؟وكيف تستطيعين قراءة افكاري ؟أجابت باختصار وبنبرةساخرة:أنا لست أنسية ياحسن .احترت بجوابها اكثر،وغصت في بحر مليء بالحيرة والأسئلة ..صمتت،وكان في صمتها شيء مريب.وعادت لتقول:بكل سهوله ياحسن ،أستطيع معرفة كل مايجول في خاطرك دون جهد أو عناء،أستطيع ذلك مادمت تفكر في،وبما انني جزء من افكارك،فهذا ليس بالأمر الصعب علي...حتى انت يمكنك ان تقرأ افكار غيرك مادام الشخص الآخر يفكر فيك ،وهذه هي عملية الاتصال بين الأفكار،نحن نختلف عنكم بأننا نثق بقدراتنا ونترجم الافكار بسرعه وسهوله،أما انتم ،فالأمر ليس بالسهل بل نادر جداً وبصعوبة بالغة يستطيع بعضكم ان يترجم ماتحسون به لانكم خطاؤون وتخشون الوقوع في الخطأ،الأمر الًذي يحد من قدرتكم على فهم كل شيء أما ما يميزكم عنا هو خوفكم المستمر من كل شيء حتى من انفسكم ،وإذا ما رغبت ياحسن ،سأعلمك كيف يمكنك قراءة افكار غيرك...عدت لنفس السؤال لا شعورياً :من انت؟ومن أين اتيت؟ومن تكونين؟ردت وكانت كلماتها ممزوجة بنغمة فيها شيء من السخرية حاولت ان تخفيها بشيءمن المزاح في كلامها لتجيب:اسمي غادة،ولست من الأنس واطلق على انتمائي ماشئت من المسميات.وابتسمت ابتسامة ساحرة أشعرتني وكأنني طفل صغيريحتار في اختيار الأسئلة ويشعر بالخجل حيال أسئلتة التي يعتقد انها لاتخلو من الحماقه والسخف...إذن هي جنية ولكن ما السبب الًذي يكمن وراء عدم بوحها عن جنسها وعن العالم الًذي هي منه ..؟رتبت افكاري،استعدت ذاكرتي وغادة لاتزال تحملق بي..قلت في نفسي:هي الآن تعرف اللذي افكر فيه،يا الله كم أبدو سخيفاً وضعيفاًامامها...قالت:انت لا تبدو سخيفاً ياحسن .ضحكت وقلت لها:أرجو ان تراعي الوضع الذي انا فيه الان .وامتزج كلامي بشيء من الضحك ،ولم استطع السيطرة على إحساسي...فضحكت وضحكت هي كذلك ..اسمعيني،والله ماعدت افهم شيئاً كلما جئت بسؤال يأتيني الجواب حاملاً الي المزيد من الجيرة...حتى لا احتار وتحيريني معك ساعديني على فهم ماذا يحدث ؟ابتسمت وقالت:تفضل ماذا تريد ان تفهم..؟هل انا في حلم جميل ساصحو منه بعد ان تغادري ؟وهل انا في نوم عميق؟أم تراني قد مسني الجنون؟هل انت جنية..؟وماذا كنت تفعلين في سجن عسقلان..كيف يكون ذلك؟وكيف تظهرين فجأة وتختفي؟ اسمع ياحسن،إذا كنت تريد ان أجيبك ،أبداً بسؤال واحد،وبعد ان أجيبك اطرح السؤال الثاني.اذاً دعينا نبدأ ياغادة هكذا ...هل انا الان احلم؟انك لا تحلم وإذا أردت التأكد قم وقف على قدميك ..امتثلت لأوامرها وأنا اضحك من نفسي وقفت وقالت:اجلس ...فجلست ..ثم وقفت وجلست ،ولو ان أحداً شاهدني وأنا افعل ماافعل لظن أني أصبت بنوبة هستيريا ..نعم غادة من انت؟ومن أين ومتى جئت...ألخ..ضحكت من تصرفي وامتنعت عن الكلام،فضحكت لضحكتها ...ياحسن اتفقنا قبل قليل ان تسأل سؤالاً واحداً.فماذا دهاك؟هل تنسى بهذه السرعة؟انت تريد معرفة كل شيء مرة واحدة،ماذا تريد ان تعرف ؟..من انا وهل رأيتني ام لم ترني في السجن ام ماذا ياحسن...؟!اسلوبها كان يضفي علي اللقاء جمالاً وسحراً ونوراً على نور ..طيب.رجعنا من حيث بدأنا حقك علي ،هل رايتك في سجن عسقلان؟نعم لأني انا أردت ان تراني ،ولي هناك قصة طويله وحكاية غريبه عشتها منز الطفوله ،لا اريد ان اشرحها الان وسأقصها عليك فيما بعدعندما يحين الوقت ،وبالمختصر المفيد .وللنخله في نفسي معزة خاصة لم تنقطع زيارتي لها منز كنت طفلة،كنت آتيها بين الحين والآخر دون ان اعبر أي اهتمام بما يحيط بها حتى جاء ذلك اليوم الًذي كنت اقوم فيه بزيارة النخلة،شعرت بشريك جديد يشاطرني بنظراته الى النخلة تعلقى بها ،كانت نظراتك للنخلة متواصلة ثاقبة حتى اعتقدت انك تراني ...وفي المره الثانية عدت لأراك وكأنك مازلت في مكانك ،نفس الجلسه ،ونفس النظره الغريبه اللتي كانت الحافز الفضولي لمعرفة السر الكامن وراء تلك النظرات ..قررت ان اقرأ افكارك ...تكررت زيارتي ،واستمرت جلستك،وتعددت المحاولات وحين نجحت في الاتصال بأفكارك ،علمت ان للنخلة مكانه خاصة في قلبك .وانك تحبها كثيراً،واغتبطت نفسي بالسعادة لان هناك من يشاطرني حب النخله التي اعتبرتها جزءاً مني،وكلما كنت ازور النخلة كنت اراك،فكرت فيك آلى ان جاء ذلك اليوم الذي شاهدتني فيه ،في تلك اللحظه نسيت نفسي وبقرار لا إرادي وسريع اتخذته،اتصلت بأفكارك وكانت الفرصة مؤاتية فظهرت لك لتراني ...وحاولت منع نفسي الظهور لك مرة أخرى ولكن..عندما يكون التصرف من منطقة اللاشعور ،كنت اجد نفسي مجذوبة تجاهك ،كنت أجيء واذهب مرات عديدة دون ان تراني ،في كل مرة كنت أجيء فيها كانت نفسي تتوجع لشعور داخلي هو انني مجرد حلم في حياتك ،لقد كنت عاجزه ،القيود تكبلني فلم استطع عمل شيء وبعد خروجك من السجن حالت المصاعب دون الوصول إليك،وفي اللحظة المناسبه استطعت الخروج وأقدمت على زيارتك في بيتك كان ذلك في اول مرة .ثم تلتها عدة زيارات كانت تتصف بطابعها السريع وقتها القصير الذي حال دون إجابتي على كل ماتريد الاستفسار عنه.سكتت فليلاً عن الكلام وابتسمت ابتسامه جميلة ضمتها روحي في أحضانها..وقالت:الآن اعتقد انك بدأت تستوعب الأمور ياحسن ها انا عدت لاوفي بوعدي الذي وعدتك به في زيارتي الأخيرة.وامل ان أخرجك من سبات الحيرة الذي انت فيه..هل فهمت الآن ياحسن؟تنهدت منهية حديثها..بصراحة لم افهم منها شيئاً وبدلاً من ادراك الأمور اتسعت فجوة الحيرة اللتي مازلت فيها..وازدادت الأسئلة افهم من كلامك ياغادة ان حبي للنخلة هو الحافز اللذي دفعك للظهور امامي ،وأنك استطعت الاتصال بأفكاري وهي تمتد الى النخلة وادعيت كذلك ان قصتك مع النخله بدأت منز الطفوله ..!!أليس غريباً ياغادة ان أكون انا الوحيد الذي لفت انتباهك من بين مئات السجناء الذين دخلو وخرجو من هذا السجن؟لقد كانو يطوفون حول النخلة كل يوم ؟لابد ان هناك من احبها اكثر مني ،وليس هذا فقط،بل الجميع أحبوها ومن بينهم العشرات اللذين يؤمنون بوجود العفاريت والخرافات التي قصصها لا تنتهي ..لماذا لاتظهري لأي واحد منهم واخترتي الظهور لي وأنا الذي لايؤمن بالجن ولا حتى بالعفاريت؟...777 أنتظروني وماتنسو الإعجاب والمتابعة للصفحة .#يتبع#

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن