الجزء 16

106 7 0
                                    

أي أحمق انت ؟تعتقد إنك رجلًا ،بشقف ان هناك أمرأه تقبل وهي تكرهه ،واصلت أختي تأنيبي وخرجت مسرعا أبحث عن عمر لا أريد سوى ان أهدئ ضميري بتأكيداته ،أين أنت ياعمر ؟ظهر فجاة وقال :انا هنا في إنتظارك ياحسن.! لقد نجحت بما فشلت فيه .لم أتوقع تسير الأمور بهذه السرعة ياحسن.ماذاتقصد ؟،ارتسمت علي شفتيه أبتسامه نصر خبيثه :القبض علي كادتنا لم يكن بالأمر السهل
هذه الصغيرة تمتلك موهبة فريدة في التملص ،لاتنتظر ان نشكرك علي ماقدمته من مساعدة ،انصحك ان تختصر الطريق وتبحث عن وسيلة مناسبة لإلتهاء عذابك .
من تكون ؟من تكون ؟ضحك عمر ضحكه مجنونه حتى خيل ان اهل الأرض جميعًا لي قد سمعوها .تحن من لم يصمد أمامنا أحد ،نحن الكاتو ياابن البشر !أختفى كلمح البصر وأخذت بدوري أضحك بشكل هستيري.مرت أسابيع ،بأت أمي وانا ،وانا عاجز عن فعل اي شي إلى ان أعتلت صحتي وذهبوا بي إلى المشعوزين لإنقاذي من السحر ،أما سروة فقد أقنعتني أنه حان الوقت لتعامل مع الواقع
فلايمكن ان تعود عجلة الزمن إلى الوراء ،وان البكاء والندم لن يوفي شيئا ،وان هذه مشيئة الله .اراد ان ينتهي حبكما علي هذه الحال
الحكمة لا تعرفها ،عدت إلى أسرتي واصدقائي وعملي وحياتي مثل بقية البشر .لا اسمح للزكريات ان تتسرب من جديد ..........
بعد عدة شهور أستطاعت أمي ان تقنعني بفكرة الزواج لأحقق حلمها برؤية أحفادها ،لم يكن يهمني من سأتزوجها ،أخذت تعرض لي أسماء فتيات تمنت ان تكون واحدة منهن زوجة لي دون ان أبالي
وأخيرًا ألحت علي ان أتقدم لخطبة إحدى قريباتها ،وإسمها أمينة ولم تنس الإلحاح الشديد ،ووصفتها بجميع الأوصاف وأضافة إلى هذه الأوصاف ميزة جديدة ،وهي ان طباع هذه الفتاه تشبه طباعنا ،ولن يكون هناك أي خلاف بينكما كونكما نشأتما في البيئة نفسها.
وماأن وافقت وأعطيتها الضو الأخضر ،ذهبت إلى أم الفتاة وفاتحتها بالموضوع ،وبعد ان أخذنا للقاء العروس وقراءة الفاتحة وتحديد الموعد حسب العادات في بلدنا ،حددنا موعدًا إيذانًا بإنطلاق قطار الزواج حين أخبرتني أمي ان قراءة الفاتحة في اليوم الثاني ،أي العقد. شعرت بأن الأمر بات جديًا ،فخيم علي قلق كبير وتأنيب ضمير خاصة ان فكرة الزواج أعادت ذكريات زواجي من غاده ،فأشتعل صدري شوقًا إليها ،عبثًا حاولت ان أطرد الماضي
خاصة ان قصة حبنا أنتهت نهاية مأساوية ،فهل سأعيش حياتي واقفًا علي الأطلال
رافقت أمي وأختي في المساء إلى بيت العروس ،فاستقبلنا والديها وأخوها وعمها وخالها ، فوجئت بأن أكثر من ثلاثين شخصا اصطفوا لإستقبالنا مع ان الموضوع لا فيه قراءة الفاتحه ولا يحتاج إلى هذا الحشد ،بدأنا نتحدث في أمور سخيفه لاعلاقة لها بموضوع اللقاء ،وهذه عاده من عادات بلدنا ، أيضًا تسبق المشروبات دخول العروس وتقدم للعريس وزويه ،حتى تلك اللحظة لم أكن قد رأيت العروس إلا من خلال عيني أمي بعد ان عجزت عن وصف جمالها
أكدت ان جمالها يفوق جمال صبحه .
أجمل فتاة في المنطقة ،والمضحك إنني لم أرى صبحه حتى أقارن جمالها بجمال أمينة. وبينما أنتظر ظهور عروس المستقبل وهي تحمل المشروبات لأتفحصها كما هي العادة .همست في أذن أمي أثر تأخرها .هل يعقل ان تكون العروس قد ماتت من الفرحه ؟ أكيد إنها تتزين لك ،وماهي الا لحظات حتى ظهرت العروس .شقت طريقها برشاقة وهي ترتدي ثوبًا تراثيًا مطرز اً بخيوط من الفضه والذهب يتوسطه حزام عريض أصفر اللون ليظهر ضمور خصرها وتناسق جسدها وإمتلاء ثديها ،إلا إنها كما درجت العادة أيضًا غطت شعرها بشال لم يظهر شئ من شعرها ،أقتربت مني والخجل يبدو علي ملامحها ،ممدت يدي لتناول كأس العصير ،لكنني لم أمنع أطراف أصابعي من ملامسة كفها ،طأطأت رأسها خجلًا وكأنها تحاول ان تهرب من عيني .
عادت أدراجها بعد ان أبتسمت إبتسامه خجولة ،وضعت الصينيه علي الطاولة أمامي .نظرت حولي فرأيت الجميع ينظرون إلى باستغراب .لكزتني أمي وعضت علي أسنانها وهي تهمس:ماذا تفعل ؟هل تسعى إلى إحراجي بجنونك ؟ العروس غاية في الجمال ياأمي ،لا تفضحنا اااااااااا
نظرت إلى الطاولة فلم أجد العصير .فتساءلت ببساطة ان كان أحد أخذ العصير،رأيت الحشد ينظر إلى بطريقة أمتزجت فيها الدهشة بالسخرية ،من بين نظراتهم أطلت الحسناء مرة ثانية ،كانت مغمضة العينين ،أقتربت مني إلى درجة أرتبكت معها ،فاجأتني بجلوسها علي ركبتي ،بدأت تداعب خصلات شعري وتقبلني بخفه غير آبهه لنظرات الجميع ،حاولت ان أبعدها ان أنخلص من الإرباك الذي سببته لي ،لكنها طوقت عنقي بذراعيها وتمسكت بي بقوة ،وأخذت تضحك وتضحك لامست أذني بشفتيها وهمست:هل تشتهيني مثل ماأشتهيك ياحسن ؟ياإلهي صوتها يشبه صوت غاده .تركتني وعادت لتقف خلف الحشد ،وقد خيم عليه الصمت ،فقلت حتى أخفف حدة الإرتباك:جميل ان يتصرف الإنسان علي طبيعته .لكزتني أمي وقد أحمر وجهها ،فأخذت سروة زمام المبادرة ،وبدأت تشرح للحاضرين إنتي أحب المزاح فضحك الجميع وضحكت معهم .أنتقلت سروة لتجلس إلى جانبي وهمست:هل جننت ؟ألا تستطيع ان تضيط نفسك وتتوقف عن هذيانك قليلًا ؟لست الملام علي تصرفات أبنتهم .عن أي إبنة تتحدث ؟ هنا أدركت ان ماحدث له علاقه بالجن ،وان كل الحاضرين أدركوا إنني مجنون ،في هذه اللحظة تمنيت لو ان الأرض أنشقت وابتلعتني ، ومع هذا كان في داخلي فرحه لاأستطيع تفسيرها ، ولم أرى عينيها وشعرها أما الملابس التي أرتدتها فقد أخفت الكثير من جسدها ومع هذا راودني شعور بأن فيها الكثير من غاده .ألتزم الجميع الصمت وهم يدعون الله ان تمر هذه الليله بسلام .
طلبت أمي من أم العروس  ان تحثها علي الحضور بحجة إنها تشعر بوعكة صحيه .ماهي الا لحظات حتى دخلت العروس ، جلست بجانب أمها بخجل ، حينما رأيتها تسمرت في مكاني ولكنني تمالكت أعصابي .نظرت حولي لأتكد ان كل شئ علي مايرام وان الحاضرون يرون ماأرى ،ام ان ماأراه وهم آخر .
همست في أذن أختي: هل هذه هي العروس ؟ أكدت أختي ان من أراها هي العروس ، كنت أتمنى ان تخبرني أنها من نسج خيالي ،كاد يغمي علي من هول الصدمة ،ياإلهي يعجز قاموس القباحة عن وصفها. القرد غاية في الجمال مقارنة بها ، يالي من غبي ، كان يجب ان أخمن هذا من رؤيتي لأمها التي تشبه سيارة الخنفساء بعد تصادمها مع سيارة أخرى ،وأبيها الذي يشبه برميل الزفت ، إذًا من الطبيعي ان تكون إبنتهم غوريلا ترتدي فستانًا
أختلست نظره عابرة نحو العروس وأمها وهما تتهامسان ،سبحان الله  هذه هي الحلقة المفقودة التي كان يبحث عنها إدروين.
الحمدلله ، ان أمي لم تزوجني صبحه وأختارت أمينة ، علي اي حال من حسن حظي ان أهل العروس قرروا  عقب اللقاء أنهم بحاجة إلى وقت للتفكير قبل قراءة الفاتحة أو العقد ، الأمر الذي لم يرق لأمي  اللتي ماأنفكت طوال الطريق تلومني علي ماحدث. أما سروة فاستغلت أنسحاب أمي بعد وصولنا إلى البيت لتسألني عن سر تصرفاتي الغريبة ،أخرجت من حقيبتها صورة وقالت: أنظر إلى صاحبة الصورة أليست جميلة ؟ أنها جميلة جداً. لماذا شبهتها بالغوريلا إذًا ؟ وقفت مشدوهاً ،تركتني سروة وذهبت لتواسي أمي
علي الرغم مما حدث فقد كنت في غاية السعادة ،راودني إحساس ان لغادة علاقه بما حدث . ياإلهي ، كم إشتاق إليها ، سأدفع نصف عمري لأحضنها مرة واحدة والنصف الثاني من أجل قبله من شفتيها ، أين أنتي ياحبيبتي ؟......................
نمت تلك الليلة علي أمل ان تزورني في حلمي ،وانا أتمثل قول الشاعر:ناوي الهوى النوم في غير حينه ، لعلي لقائي في المنام تكون تحققت أمنيتي ، زارتني صاحبة الجسد المتناسق والشعر الأسود الطويل ،إلا إنها هذه المرة كانت ترتدي ثوبًا خمرياً من الحرير ذادها جمالًا علي جمال . غاده هل عدتي ياحبيبتي ؟ وقفت صامتة دون أي حركة ، لقد أذدادت جمالًا منذ رأيتها آخر مرة . آه كم أتوق إلى ان أبحر في عينيها ، أذداد جمالها جمالًا .
حاولت الأقتراب منها الا شيئًا ما صدني ، اعلم أنني أحلم ولكنني لا أريد ان أفيق من هذا الحلم ، سأبذل جهدي كي لا أصحو قبل ان أخطف من شفتيها قبله أنظر في عينيها وفجأة أسألها : من سرق البراءة من عينيك ياحبيبتي ؟ وماهذا البريق الشرس الذي يطل منهما ؟ هل انت حبيبتي ام ان حلمي يخدعني ؟ لست حبيبتك! هل انت غاده ؟ ام ان حلمي غادني الى فتاة أخرى ؟ لست هي وانت لا تحلم ، أستيقظ أيها الحثاله وانظر الي جيدا!!!!
يتبع........من فضلك لايك

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن