الجزءالثامن

226 9 0
                                    

تزكرت ماقاله المتنبي ،ماذا علي ان افعل ؟أعزريني فأنا لم اتعلم في المدرسة كيف أواجه الكاتو ؟أولًا يجب أن الصورة التي رسمتها في خيالك أنت أو البشر عن طبيعة عالمنا وقوته خاطئة ،الكاتو لايمتلكون قوة مادية ولايستطيعون تعذيبك أو قتلك أو نقلك من مكان إلى آخر .
وعليه فإن الخوف من عالمنا مبني علي الصورة الغبيه التي رسمها خيالكم علي مر السنين ،نحن عاجزون عن بناء القصور لكم وهدمها في دقايق ،ولن يخرج أحدنا من مصباح يومًا ،ولكن لابأس ان استمتعتم بأفكارهم الساذجة الشجاعة.
فقد وجدت ان خوفي لامبرر له ،برزت عضلاتي وعادت إلى من عدو لايملك إلى الوهم والخيال.
حبيبتي قرأت أفكاري فعلقت ساخرة:جميل إنك استعدت شجاعتك بعد ان شعرت بضعف خصمك ،واتمنى ان تحافظ علي هذه الشجاعة ،ولكن عليك ان تفهم ان الكاتو لايعتمدون في حروبهم علي المادة حينما يخوضونها ضد إنسي إنما يخوضونها عبر أفكاركم.
والجنون اسلوبهم المفضل أو مع البشر .
صحيح أن الكاتو لايستطيع ان يقتلك ولكنه يستطيع ان يحملك علي قتل نفسك بإرادتك .
وهم بارعون بشل تفكيرك إن تمكنوا منك فستكون نهايتك وبعدها إلهامك بأي فكرة.!!!!أو نهايتي أفهمت ياحبيبي ؟
لم افهم كل ماقالته غاده وقتها ولكن كونت فكرة لابأس بها عن اسلوب في القضاء علي البشر ،فمادام الجن لايستطيع اصلا ،الجن او الكاتو كما كنت اتخيل ان يحرقني او يقتلنى او حتى ان يعلقني من شعري ،فهو لايستحق ان اخافه او حتى ان افكر فيه .
سرني أنهم اضعف مما كنت اتخيل وسألتها:انتي ياغادة ماذا سيفعلون بك بعد ان خرقتي قوانينهم ؟الكثير الكثير ياحسن سأكشف هذا لاحقا ،فلكل مخالفة عقابها الخاص ،حاليًا ستسلب حريتي بالكامل واشك في ان اختي ستتدخل في هذه المرة لإنقاذي ،خاصة بعد ان تجاوزت الخطوط الحمر بعلاقتي بإنسي والتخطيط بالارتباط به .
فاجأتني بضحكة مجنونه مليئة بالتحدي والشجاعة ثم قالت:انا ياحبيبي لم اترك قانونًا إلا وخرقته ،وليحدث ماحدث ،فلن يهمني شي قلبي لم يصنع من منطقهم حتى يحب وفق اهوائهم.
غاده لماذا لم يعاقبوكي حتى الآن ان عرفوا عنك كل شي ؟لن تصدق.!!ماهو الشئء الذي لن اصدقه ياغادة ؟انا صغيرة ولايجيز القانون عقابي حتى أبلغ السن القانونية سينتظرون ذلك بشوق انتي صغيرة ؟!!!
نعم انا صغيرة ياحسن .كم عمرك ياغادة ؟مقارنة بأعماركم ،أبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا.خمسة وعشرين عامًا وتقولين صغيرة ؟!نعم في عالمنا مالزلت في سن المراهقة .
كم يجب ان يكون عمرك حتى يستطيع الجن عقابك ياغادة ؟أبلغ السن القانونية فور زواجي او حينما يصبح عمري ثلاثون عامًا .
هل افهم ان سلطة الجن ستنتظر خمسة سنوات؟اذا لم تتزوجيني حتى يستطيعوا عقابك ؟كلا لن ينتظرو خمسة سنوات ولاحتى سنه واحدة ،الكاتو لديهم مائة طريقه لتحايل علي قوانين عالمنا ،ولن يعجزو عن ايجاد طريقه لإيقاعي في شركهم ،ومهما عرفت عن طرقهم وأساليبهم فلن اعرف إلا القليل ،وبزواجي منك ياحسن أكون قد بلغت السن القانونية أو الكاتو ان يفرق بيننا وهذا معناه نهايتي ونهايتك .
لاتخشى شيء ياحبيبتي فلن يفرق بيننا أحد ،ثقي بأنني قادر علي خلق المثل الحقيقي لهزيمتهم ،ولاداعي للخوف منهم او التفكير بهم .
تمهل ياحبيبي لاتنجرف بسقتك حد الغرور .صحيح انني لا ولكنني ايضا لااريد ان تستهتر بقوتهم ،اريد ان تخاف من الكاتو .
غاده ياحياتي لقد علمت عن الجن مايكفيني لأتمكن من مواجهتهم ولن يخيفوني بعد اليوم .
أنعقد أنهم سيعجزون عن إخافتك ؟نعم لن يخيفوني .
لم يتلاشى صدى كلماتي حتى أهتزت الأرض من تحتي ،وأخذ كل ماحولي يتأرجح ويسقط علي الارض .فقدت توازني وتساءلت إن كان زلزال ضرب البيت ؟أم إن بركانًا ؟أخذت أركد نحو الباب لأنجو بحياتي ،أنفجر تحت دون ان أجده ،شل الخوف حركتي ،ظننت إنني هالك لا محالة .
لحظات وأختفي كل شي وكأنه لم يكن .أخذت غاده تضحك وتطمئنني فسألتها:ماذا حدث ؟هل خفت مماحدث ؟أنتابتني سخريتها فرددت عليها غاضبا بإستفزاز:كيف لاأخاف وانا أرى البيت ينهدم فوق رأسي ورأس أهلي ،هل كان علي ان أرقص من الفرح ؟فقالت بسخرية:إن كنت تجيد الرقص لما لا دعني أرى.!ياإلهي كم أستفزتني بنت الجن هذه .
ضبطت أعصابي وسألتها :من فعل هذا ياغادة ؟ودون مبالاة قالت :انا ياحبيبي أمازحك فقط
ياإلهي إن كان هذا مزاحًا فكيف يكون الجد .غاده حبيبتي ألم تخبريني أن الجن يعجز عن إلحاق الأذى بالبشر لأنهم لايملكون الخواص المادية لذلك ؟ألاتلاحظ إنك تتصرف كالأطفال ؟أنظر حولك هل حدث شي لك وأفقدك القدرة علي ملموس يستدعي منك هذا الخوف الذي تمل التفكير .
هل تهدم البيت فعلاً ؟هل تحرك شي من مكانه ؟انا فقط غزيت اوهامك وضخمتها ،وعقلك تكفل بالباقي ،ليكن هذا درسا صغيرًا لك ،ان استطعته ان تفهمه تكون قد تعلمت سرا آخر من أسرار الكاتو الذي لن يعجز ان يعزز اوهامك ،ويجعلك تظن ان العالم سينهار فوق رأسك .
حبيبي هذه خدعه صغيرة فقط تعلمتها من اختي وانا صغيره فلاتستهتر بقدرة خصمك ولاتستهن به .فالكاو قادر علي إغراقك بأنواع الوهم كافة ومعركتك معه ستكون من اصعب المعارك .
والان ياحبيبي سأتركك وعليك ان تتوقع كل شي قبل حدوثه والسيطره علي مخاوفك ،وألا تسمح لها ان حيازا في عقلك حتى لاتغرق وتغرقني معك .
سأعود قريبا لنكمل عهد الارتباط إلا إن كنت قد غيرت رأيك ،وحينها سأتفهم ذلك ،إلى اللقاء ياحبيبي.
أختفت غاده بعد ان لقنتني درسآ لن انساه طول عمري فقد ادهشني من قدرة الجن علي فهم عقولنا نحن البشر،وتساءلت:ماذا كان سيحدث لوإننا توقفنا عن إكتشاف القمر والنجوم وركزنا علي فهم عقولنا أولا ؟كم هي عظيمة حبيبتي .أعشق هدوءها وجنونها وسخريتها ومنطقها.
كيف ستكون حياتي من دونها ؟مرة لحظات علي رحيلها وانا أكاد أجن إشتياقا لها ،خيم علي الخوف من ألا تعود .فإن حدث ذلك فسأغرق في عتمة لن تنيرها شموس الكون .كم دقيقه سأعد في إنتظار عودتها ،أعلم إن الثواني ستتباطأ ،وهذا ماحدث فعلاً .
فقد مر إسبوع وانا في انتظارها كألف شهر ،يالسعادتي وفرحتي وشوفي علي الرغم من قسوة الإنتظار ،هل هناك من ان تحصي لحظات إنتظار الحبيب وعودة الروح لتسكن الجسد ،سمعت طرقات خفيفة علي باب غرفتي فعلمت إنها أمي تنبهني قبل الاقتحام ،أقتربت وجلست إلى جانبي وقالت :ألا تلاحظ إنك قد بالغت بإختلائك لنفسك وإمتناعك عن تناول الدواء .
من هذه التي أشغلتك ؟حدثني عنها ،ما الذي سيسرك لأحدثك عنه ياأمي ،التمكنت من سرقة قلبك وعقلك ،صفها لي لابد إنها جميلة جداً ياحسن.تساءلت إن كانت أمي هيي الآخرى قد تعلمت قراءة الأفكار فمازحتها:إنها القمر ،أبتسمت وعرضت علي ان تحضر لي ماأشربه ،فعلمت إنني تورطت وإنها لن تعتقني قبل أن أصفها لها وأحكي لها عن تاريخ عائلتها ،سترهقني بلعبة التخمين ،فقررت أن أتراجع قبل أغرق واغرقها في الاكازيب .
كان واضحًا إنها أعددته مسبقا ،لحظات وعادت تحمل كأس عصير ناولتني إياه قائلة إشرب بالهنا والشفاء ياحبيبي ،قربته من شفتي وقلت لها:يسلموا يديك ياست الحبايب سيكون فيه الشفا ،لم اقصد بماقلت إلا مجاملتها ،ولكنها فاجأتني حين سحبت الكأس من يدي وألقت به أرضًا ،وأخذت تبكي فسألتها:ماذا أصابك ياأمي ؟هل انتي مريضة ؟انا خائفه عليك ياحسن .سألتها عن سر خوفها ،فصعقني ردها :من الجنية التي لاتفارقك ياحسن ؟!!
أذهلني سؤالها وكانت المفاجأة:!!
من فضلك أدعمني بكلمة (تم)وشكرًا-يتبع

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن