الجزء 19

111 6 0
                                    

وبعد دقايق قالت بصرامة وهدوء: ستقتله ياحسن.
طريقتها في إلقاء الأوامر هزت أعماقي وأشعرتني كم انا ضعيف
فحاولت ان أتظاهر بالهدوء والقوة معاً : وأذا لم أقتله ؟ ستكون قد نجحت في أحضاره لي ، أقتربت مني وأخذت تداعب شعري ، ثم همست في أذني : أما ان تحضره أو تقتله ، ولايوجد في قاموسي كلمة لاأستطيع ، لم أتعلمها ياحبيبي . وهل لمثلك ان يعرف معنى الحب ؟ فاجأتني بجديه: نعم ، ولهذا سأحبك يازوج أختي
إذا كنت تعرفين الحب فكيف تخططين لقتل إنسان بريء ؟ أين يكمن الحب فيكي ، في قلبك الخبيث ام في ضميرك الميت ؟؟ أنت من سيقتل ياحسن ؟ من قال إنني سأقتل أحد ؟ ولماذا لم تقتلينه انت ، أيها الجنية الخارقة ؟ لأني لست همجيه مثلك ، ولو حاولت الإنحدار إلى هذا المستوى ، فإني لا أملك القوة المادية لإنهاء حياة أحد ، ولهذا ستقوم بالمهمه .  صرخت بأعلى صوتي كمن باغتته نوبة جنون :
لن أقتل أحدًا لن أقتل إنسانًا بريئاً إرضاء لنزواتك إذهبي إلى الجحيم انت والكاتو وخذو معكم البشر.
سأرسم الخطه المناسبة اليوم سأذودك بعنوان الغريب ، لإحضاره غدا وبعد غدًا سأذهب إلى الجحيم ، أتفقنا . والآن إلى اللقاء .
أختفت كلمح البصر ، وعادت مع العنوان الذي سأجده فيه ، ثم أختفت ، ثقتها جعلتني عاجزًا كطفل ضاع من أمه ، بعد دقايق لمعت في رأسي فكرة فتحركت فورا وماهي الا ساعات حتى وصلت إلى العنوان المطلوب ، طرقت الباب ، ففتحته طفلة صغيره . سألتها عن الشخص المطلوب فنادت عليه : بابا أحدهم يسأل عنك ، جاء الرجل
فطلبت ان نجلس علي إنفراد ، رحب بي فأدخلني إلى بيته .....
لم تكن هناك حاجه إلى مقدمات : الأمر الذي جئت من أجله لايستدعي التأخير ، أعلم إنك قادر علي قراءة أفكاري ، لذلك أحذرك من ان الكاتو أكتشفوا أمرك ، ويعرفون مكانك ، لقد طلبو مني ان أقتلك ، ولكني لا أريد قتلك ، فهل بإمكانك ان تساعدني في إنقاذ زوجتي غاده من قبة النور ؟ بقى الرجل صامتا وهو ينظر إلى كمن يتفحص شيئًا غريبًا . ماذا تريد بالضبط ؟ جئت أحذرك وأطلب منك المساعدة . تحزرني من أي شيءٍ ؟ من الجن والكاتو. هل تمزح ؟
لو كنت أمازحك فكيف عرفت إنك الجني البشري ؟ جن يجننك ، أأنت مجنون ؟ هل هذا جزائي لتحزيرك بدل ان أقتلك ؟ أذهب للبحث عن مجنون لديه الوقت لجنونك
فتح باب المنزل وأخرجني بطريقة مهينة . عدت الى البيت حانقا من إستهزاءه بي ، ندمت حينها لأنني لم أسمع كلام مرح وأساعدها في قتله بدلًا من إنقاذه ، مر إسبوع كامل قبل ان تظهر سحابة الدخان التي تسبق ظهور المغرورة ، وحين تلاشت أطلت مرح برداء سيماوي اللون وعبقة غرفتي برائحة زكية بعثت في نفسي الراحة . فاجأتني هذه المرة بإقترابها مني وتطويق عنقي بيديها ، قبل ان تهمس في أذني : الحياة تسير ولن يستطيع أحد إيقافها ، مافشلت في إنجازه اليوم أتركه للغد ، تركت أناملها تعبث بشعري ودفعت جسدها ليلامس جسدي لتثير شهوتي إلى جسدها الفاتن ، لكني سرعان ماكبحت جماح شهوتي بعد ان بدأ لي طيف حبيبتي غاده ، فما كنت لأخونها حتى في أفكاري....
تراجعت إلى الوراء عدة خطوات فسألتني: مابك ياحسن ؟ لماذا أبتعدت عني ؟ لاشئ يامرح ، ألا تشتهيني ؟ ربما للحظة ولكنني لن أنسى يومًا حبيبتي غاده وانت يجب ألا تنسي أنك أختها. نظرت إلى نظرة مليئة بالشهوه ثم قالت: هل أختي أجمل مني ؟ في نظري هي أجمل نساء الكون ولن أحب غيرها . انا لم أطلب منك ان تحبني
وماذا تريدين إذًا ؟ أنت شيء جديد أرغب في تجربته ، لهذا أريدك.
انا لا أريدك يامرح . ما أراه في عينيك يخالف ماتقول فلا تكابر.
كيف تقبلين علي نفسك ان تكوني مع حبيب أختك ؟ انا لم أنتزعك من أحضانها لأمتلكك بدلًا منها ، وماذا تسمين محاولتك هذه ؟ رغبت في ان أعبث معك قليلا ، وحينما تريد مرح شيئًا تحصل عليه ، انا لست شيئًا لتحصلي عليه . بالنسبة لي كلكم أشياء ........
والان بصراحة ما الذي يثيرك فيها أكثر مني ؟ ضحكت من أعماق قلبي وقلت: لكن الفرق بينكم شاسع ، فأنت تفتغرين إلى ، ربما تشبهينها جسدا الحب والعطاء والحنان والبراءة والرقه ، ولو أجتمعن نساء العالمين معاً فلن يستطيعاً ان يمتلكن قلبي ، فقد أمتلكته غاده بل إبتسامة غاده . أتحبها كل هذا الحب وتضحي بنفسك مت أجل إبتسامة واحدة منها. ورفضت ان تضحي بنكره كان فرصتك الوحيدة لأنقاذها من عذابها وألامها ، فكيف أصدقك ؟ صدقت يامرح ، لا أحد يستحق دمعة واحدة من غاده ، . أقتربت مرح وأمسكت يدي : يومًا ما قد أصدق أنك تحبها....
والآن هل تعدني وتقسم بحياة كادتنا ألا تخونني مرة أخرى ؟ أقسم بحياة كادتنا ، ولكنني أرجوك ان تكون معي صادقه وألا تخفي عني شيئًا حتى لا يتكرر معي ماحدث مع عمر.
حسناً الصفقة التي عقدتها مع الكاتو تنص علي ان يطلق سراح كادتنا فور القبض علي الغريب ، وانت جزء من الصفقة ، ومن أجل هذا لم يؤذك الكاتو ، وإذا فشلنا فلا انا ولا أنت ولا كادتنا سيكون لنا وجود
هذه فرصتنا ، حاليًا فركز فقط في القبض علي الغريب وإحضاره ، وسأرسم لك خطه لتتعرف عليه دون تأثير شكوكه. ولكنه عرفني ، وعرف كل شيء ، ضحكت مرح وقالت: لا تهتم من أرسلتك إليه لم يكن الشخص المطلوب ، من ستذهب إليه إنك تشكل خطرا به ، لن يتوانى عن قتلك ان شعر بك فهو قادر علي قراءة أفكارك بسهولة ، وبالنسبة له ما انت الا مخلوق بشري لا أكثر ، إذًا سيكتشفني فورًا ،
هذا صحيح ولكني سأعلمك كيف تخدعه......
أعدك ان أبذل جهدي كله من أجل إحضار ذلك الغريب إلى المكان الذي تريدينه ، ليتسنى لك السيطرة عليه ، ولكن ماذا يجب ان أفعل الآن ؟ خاصة إننا نتعامل مع شخص فريد من نوعه ، قدراته تفوق قدراتنا أضف إلى ذلك الأذى الذي يستطيع ان يلحقه بنا ان أكتشف أمرنا.
سأعدك الى هذه المهمة جيدًا ، فدعنا أولًا ننفذ الخطوة الأولى ، وبعدها أستطيع ان أعرف مدى القوة التي وصل إليها ، وبناءًا عليه سنجد الطريقة التي بإمكاننا ان نجعله عبرها يأتي إلى (رأس المثلث) حتى نسيطر عليه فيه .
أثار ذكرها (رأس المثلث) فضولي فسألتها: ماهو رأس المثلث ؟ وأين يقع ؟  هناك ثلاثه عشر موقعها في الأرض تقع فيها رؤوس المثلثات ،  وقد يكون رأس المثلث في البحر أو البر ، ولهذه المواقع خواصها.....
أقرب هذه المواقع يقع علي رأس جبل لا يبعد عنك سوى بضع أميال
سألتها عشرات الأسئلة ، فحدثتني عن عجائب هذه المواقع ، ومع ذلك لم أجد القدرة علي تصديق أغلب ماقالته . لكزتني وهي تبتسم ثم قالت:  لماذا لاتصدق ماأقول ؟ كنت أعلم إنها ستقرأ أفكاري ولم يكن هناك مجال للمجامله فقلت: كيف أصدق إنك تهدرين وقتك الثمين لتشرحي لي مثل هذا الأمر ؟ وقد كنت تبخلين علي بمعرفة أبسط الأمور .  معك حق فاعلم ان كل شيء أقوم به له علاقه  بما أريده انا
لا أنت. وهذا ليس سرا لا وقت لدى لأهدره في أختراع لأخفيه وفعلا الأكاذيب أو إثارة إعجابك .
ودوما لمرح هدف، لا تنسي هذا ياحسن ، أبتسمت وغمزتني بطرف عينها ثم قالت: سأصحبك الى هناك قريبًا. لماذا لا نذهب الآن ؟ الوقت تأخر ، وحتى نصل الى هناك تكون الشمس قد أشرقت .
ولماذا لا تفعلين مثل غاده وتنقلينني بلمح البصر ؟ .......
يتبع!!!!!!!&&&&

رواية زوجتي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن