الفصل السادس والثلاثون
يدا بيد .. نحو الشمس
لم تستوعب منى ما يحصل لحظة أطبقت شفتا عادل على شفتيها .. أخذتها مشاعرها.. شوقها الشديد .. ارتعد جسدها لتملكه العنيف .. للألم اللذيذ الذي حفرته أسنانه على شفتيها .. بدا وكأنه يعاقبها ... على تخليه هو عنها ..
تمكن الغضب من تحريرها من سطوة مشاعرها .. تذكرت فجأة كل ما فعله بها .. وجودها في منزل والديها .. على بعد باب مغلق في ظروف غريبة عنهما .. فتمكنت من دفعه بيديها الاثنتين بقوة جعلته يتعثر إلى الخلف .. وكما قبلها بدون إنذار .. رفعت يدها .. وصفعته بشراسة على وجنته بدون إنذار ..
أخذت تتنفس بعنف وانفعال وهي تنظر إلى وجنته التي اصطبغت بحمرة رسمت ملامح كفها .. بينما أدار وجهه نحوها من جديد ببطء وهو يزمجر قائلا :- أهذا كل ما لديك ؟
سؤاله الذي حمل بين طياته الغضب والانفعال والرغبة الجامحة .. جعلها تفقد أعصابها .. وتنهال عليه بقبضتيها ضربا على صدره العريض وهي تصرخ بجنون :- لماذا جئت ؟ .. لماذا .. ؟ لتتابع تدميري .. لتحطم ما تبقى من حياتي .. أنا أكرهك .. أكرهك ولا أريد أن أراك مجددا
أمسك قبضتيها بصعوبة إذ أن منى لم تكن يوما ضعيفة البنية .. وارتكازه على ساقه الضعيفةدون الاستعانة بعصاه المرمية على الأرض بدأ يسبب له الألم .. قاومت أصابعه بشراسة بينما هتف بها غاضبا :- وأنا ما كنت لأريك وجهي لو لم تهدري تضحيتي لأجل لا شيء .. لن أدمر ما سبق وبدأت تدميره بيديك ..
توقفت عن محاولة ضربه .. وبدأت تحاول سحب معصميها من بين اصابعه القاسية .. مدركة تماما لتأثير قربه منها عليها ..هتفت باستنكار :- ما الذي تتحدث عنه ؟
قال بغلظة :- تتركين عملك .. تعملين مع والدك .. ترتبطين بطبيب متحذلق تعرفين تماما مدى زيفه .. وتتهمينني أنا بتدمير حياتك .. لم يكن هذا ما تركتك لأجله .. ظننت بأنني أمنحك فرصة إيجاد السعادة ..
تحررت منه أخيرا وابتعدت مرتعدة .. كان إحساسها بدفء جسده يثير جنونها .. يشوش تفكيرها .. بقدر ما ارادت ضربه حتى الموت .. بقدر ما تاقت لدفن وجهها بين طيات قميصه .. والبكاء أثناء استنشاقها لرائحة عطره المألوفة .. كمن طال غيابه عن بيته فأضناه الشعور بالغربة .. لقد اكتفت من الغربة .. أسابيع طويلة اكتوت خلالها بنارها .. إلا أنها ما كانت مستعدة للاستسلام لضعفها .. ليست منى الشاطر من تفعل .. ما تبقى من كبرياءها أنقذها من الانهيار .. هتفت باستنكار :- من أنت لتقرر عني ما أريده لحياتي .. وبأي حق تأتي لتحاسبني على ترك عملي ؟ .. ثم من أين أتيت بحق الله بحكاية عملي مع والدي ؟
قال من بين أسنانه :- أنا لا أصدق بأنك قد خضعت له أخيرا ..لطالما أخبرتني بأن عملك معه يعني أن تتخلي عن هويتك .. وأن تصبحي ظلا للابنة المثالية التي أرادك أن تكوني عليها دائما.. أنت لست منى التي عرفتها منذ كانت طفلة صغيرة متمردة تفعل ما يناسبها فقط .. أنت نسخة أنثوية أكثر غباءا من فوزي الشاطر .
رفعت يدها لتصفعه مجددا ردا على إهانته .. إلا أنها لم تفاجئه هذه المرة .. أمسك بمعصمها على بعد سنتيمترات من وجهه .. والتقت أعينهما بصلابة أجفلتها .. بينما كانت أصابعه تضغط على معصمها بقسوة .. كانت هي تفكر ذاهلة بالرجل الواقف أمامها .. إنه عادل .. إنما عادل آخر مختلف .. ولكنها عاجزة عن وضع يدها على موضع الاختلاف ..
قال ببرود :- لم يكن هذا ما رحلت لأجله ..
رمقها بازدراء من رأسها حتى أخمص قدميها مما جعلها تنتفض خزيا وهي تتذكر ما تبدو عليه .. شحوب وجهها .. التعاسة في ملامحها .. إهمالها لشعرها ولملابسها .. قال بخفوت .. إنما بقسوة :- إن كنت ستتعسين نفسك على أي حال .. فمن الأفضل أن أكون انا سببا لتعاستك .. مهما كان اعتراض والدك علي .. أنت لن تعملي لديه بعد الآن .. ولن تقتربي أبدا من ذلك الرجل حسان .. من الآن فصاعدا .. أنا هو المسؤول عنك .. أنا فقط
حدقت به مبهورة .. متساءلة عما حدث له .. عما مزق جدار الضعف والتخاذل و أخرج هذا الرجل القوي الصارم .. إنه لا يشبه عادل .. عادل حبيبها المكتئب دائما .. الحزين دائما .. رمشت بعينيها قائلة بارتباك :- أنا .. انا لا أعمل مع والدي
ارتخت قبضته وهو يسألها متوترا :- ماذا ؟
قالت بعصبية :- أنا لا أعمل مع والدي ولن أفعل .. من الذي ادخل هذه الفكرة إلى رأسك ؟ .. كما أنني لم أر الدكتور حسان منذ رفضت الزواج به قبل أشهر .. الأمر لا يعنيك على أي حال .. لا تستطيع افتراض أشياء غريبة كهذه ثم تعود لتقتحم حياتي متقمصا هيئة الفارس المغوار .. خدماتك غير مطلوبة
ترك يدها تماما وهو يقول جازا على أسنانه :- ولماذا قد تختلق والدتك هذا ؟ .. لقد أخبرتني هي بهذه المعلومات هذا المساء .. إحداكما كاذبة بالتاكيد ..
اشتعلت عيناها بالغضب وهي تهتف :- إياك أن تتهم أمي ....
توقفت عن الكلام وهي تحدق مذهولة بنظراته المدركة .. التفت الاثنان نحو الباب المغلق .. واستغرقا عدة لحظات لاستيعاب الحقيقة .. قالت باضطراب :- لقد كذبت امي عليك
قال هو متوترا :- ووالدك شريك لها إذ عرف بأنني سآتي لمواجهته كالمجنون بعد زيارتها لأمي في المستشفى .. لقد فتح لي الباب وقد بدا متوقعا لحضوري ..
تراجعت وهي تحس بالدوار هامسة :- لماذا أرادا إحضارك إلى هنا ؟ ليزيدا من عذابي .. هل ظنا بأن رؤيتي لك غاضبا ومسعورا بهذه الطريقة قد تزيد من كرهي لك ؟
قال بفضول وقد انحسر غضبه بعد أن عرف زيف أسبابه :- وهل نجحا في هذا ؟
قال بدون تفكير بشيء من الاستنكار :- بالطبع لا .. هل لديك فكرة عن السنوات التي انتظرت فيها أن تخلع عباءة الضعف المثيرة للاشمئزاز التي كنت ترتديها دائما .. لقد كدت ...
بترت كلماتها وهي تحدق به مذعورة .. بينما ابتسم هو مستمتعا وهو يقول :- أهذا يعني أنك قد أحببتني أكثر الآن .. بعد أن اقتحمت بيتك كالمجنون .. متحديا أبيك كفارس يحمل عصاه بيده ..
احمر وجهها وهي تهتف به حانقة :- أنا لا أحبك ..أنا لا أطيقك على الإطلاق .. أخرج من هنا .
اتجهت نحو الباب بخطوات واسعة .. ثم توقفت بعد أن كادت تدير المقبض جامدة للحظات .. قبل أن تستدير نحوه عابسة وهي تسأله :- ما الذي عنيته بأن تضحيتك قد ذهبت لأجل لا شيء ؟ .. ما الذي اتفقت به مع أبي فأعادك بعد أن أخل به ..
هرب اللون من وجهه .. واختفت التسلية تماما من عينيه .. بينما قسا فمه الرفيع بتعبير تعرفه منى جيدا .. قالت بتوتر :- ما الذي تخفيه عني يا عادل ؟
الإشارات توالت داخل رأسها .. والصورة الشاملة بدت واضحة جدا لها فجأة .. شحب وجهها وهي تهمس مرتعشة :- هل .. هل طلب منك أبي الرحيل ؟.. هل هو من دفعك لإبعادي بهذه الطريقة ؟
قال محتفظا بتعابير وجهه الغريبة :- لقد فعل هذا لأجلك .. أرادك سعيدة .. وقد عرف بأنني عاجز عن تقديم ما تحتاجين له إليك .. لقد أيقظني فقط .. وجعلني أدرك بأنني أبدا لن أكون اهلا لك .. أنا أبدا لن أتمكن من منحك الحياة المرفهة التي اعتدت عليها .. سأثقلك دائما بهموم عائلتي .. ومشاكل عقدي التي لا تنتهي .. لن أكون أبدا رجلا كاملا في نظر من حولك .. وسينتهي بك الحال لكراهيتي .. وكراهية حياتك معي بعد أن يفوت الأوان فتعجزين عن العودة إلى الوراء.
رمشت بعينيها مذهولة وهي تقول :- وهل صدقت حقا بأنني سخيفة وسطحية بهذا الشكل كي أبالي بالرفاهة والمال أو حتى بنظرات الآخرين ؟.. هل قمت ولو لمرة خلال السنوات السابقة بأي عمل جعلك تشك ولو للحظة بمقدار حبي لعائلتك واهتمامي بها ؟ .. أنت تعرف بأنني أحب والدتك .. وتعرف بأنني أعشق لندا ..
قال ببرود :- نعم .. هذا صحيح .. والدليل على هذا وجودك إلى جانبهما خلال الأسابيع القاسية السابقة التي احتاجتا فيها بضراوة إلى وجودك معهما ..
هتفت بشرسة من بين أسنانها :- ما كنت لأبتعد لولا طردك إياي من حياتك .. علاقتي بهما كانت الثمن الذي اضطررت لدفعه مقابل ألا أراك مجددا ..
قال بلهجة لاذعة :- وقد كان ثمنا رخيصا جدا إذ لا يبدو عليك التأثر إطلاقا لفراقهما ..
شدت قبضتيها بغضب مانعة نفسها بصعوبة من ضربه مجددا .. أخفض رأسه .. ونظر مباشرة إلى عينيها السوداوين .. وسألها بجفاف :- هل عذبك فراقهما حقا يا منى ؟ .. هل فكرت بهما .. وتساءلت عن حالهما .. ولعنتني ألف مرة لأنني كنت السبب في إبعادك عنهما
هتفت شبه صارخة :- نعم .. نعم .. لقد كرهتك كما لم أكره إنسانا في حياتي لأنك قد حرمتني منهما ..
قال بصرامة :- وكنت لتكرهينني ألف مرة لو أنني فعلت المثل بك وبوالديك .. انت ابنتهما الوحيدة .. وارتباطك بي كان ليحرمهما من السبب الوحيد لسعادتهما .. كان هذا ليتعسك .. ويذبلك .. وفي النهاية .. ستتمنين لو أنك ما عرفتني يوما لأنني قد أبعدتك عنهما ..
نظرت إليه للحظات متوترة .. قبل أن تقول :- هل كانت هذه هي وسيلة أبي للتفرقة بيننا يا عادل ؟ هل تمكن من خداعك وإيهامك بأنه قادر على التخلي عن ابنته الوحيدة .. ؟ فقط بسبب ارتباطها برجل رغم اعتراضه عليه .. فهو عاجز عن إثبات سوءه أو عدم أهليته لها ؟.. هل تصدق حقا بأنه قادر على التبرؤ مني وطردي من حياته ؟
قال متوترا :- لم أشأ المجازفة .. انت أهم شيء حدث في حياتي .. وإن كانت سعادتك تعني أن أعيش تعسا إلى آخر يوم في عمري فليكن ..
تراجعت إلى الوراء .. وهي تشيح بوجهها عنه .. شعرها الكثيف يتدلى على جانبيها مخفيا ملامحها عنه .. أسندت نفسها إلى الباب المغلق .. وظلت للحظات ساكنة .. بينما كان هو يراقبها متوترا .. قلقا .. حتى سمعها تقول بلهجة مرتعشة :- هل ظننت حقا بأنني سأكون سعيدة بأي شكل كان بعيدا عنك ؟
ارتجف قلبه .. للألم الذي غلف نيرة صوتها الضعيف .. همس :- منى
شهقت قائلة :- لا أصدق أنك قد تركتني .. تخليت عني بهذه البساطة .. أي عذر .. أي سبب لن يكون كافيا ليشفع لك يا عادل ..
اقترب منها خطوة وهو يقول بعاطفة :- حبيبتي ..
تشنج جسدها عندما أحس بقربه .. فتوقف على الفور .. تمتمت بصوت ميت :- اذهب يا عادل .. أرجوك .. اذهب ..
قال غير مصدق :- هل تظنينني قادر على الرحيل وقد جئت إلى هنا بقدمي ؟
رفعت رأسها فرأى الدموع الشفافة تبلل وجنتيها الناعمتين وهي تقول بألم :- ما الذي تغير يا عادل ؟ .. أبي ما يزال رافضا لك .. وأنت .. أنت مازلت أضعف من أن تحارب لأجلي ..
هتف بعنف :- ليس بعد الآن
أجفلت عندما قطع الطريق نحوها .. وأمسك كتفيها بقوة كاد يرفعها بها عن الأرض .. نظر إلى عينيها هاتفا بغضب :- لقد خسرتك لأسابيع كانت كالجحيم بالنسبة إلي .. وهاقد رأيتك مجددا .. أحسست بقربك .. شعرت بملمسك .. أبدا أبدا لن أتخلى عنك ..
هتفت بمرارة :- حقا.. وماذا لو أنني أنا ما عدت أريدك ؟
قال بغيظ :- سيكون علي إقناعك باللين .. أو بالقوة إن اضطررت
مال نحوها .. فشهقت مبعدة رأسها بذعر :- لا ... والداي
شتم هاتفا :- أنا لا أهتم .. ولن أفعل مجددا .. أنت ستخرجين من هذا البيت الآن وحالا برفقتي .. وسنتزوج صباح الغد .. وسيكون على عائلتك أن تأتي إلى بيتي الحقير والمتواضع كلما رغبت برؤيتك ..
أمام نظراتها المذهولة .. أزاحها عن طريقه .. وفتح باب الغرفة بعنف .. ليتسمر مكانه وهو يرى الدكتور فوزي .. وزوجته .. جالسين باسترخاء على مقعدين أثريين في الصالة .. يتحدثان بخفوت وقد تقارب رأساهما .. اعتدلا عندما فتح الباب .. نظرة عمته كانت مألوفة .. ذلك الغرور .. مع الثقة المفرطة ... الدكتور فوزي كان باردا كالعادة وهو يقول :- لقد أخذ الأمر وقتا أكثر مما توقعت ..
زمجر عادل عاجزا عن فهم ما يرمي إليه .. وقال بفظاظة :- أنا لا أفهم بالضبط ما ترمي إليه بألاعيبك هذه .. إلا أنك لن تتمكن من التفرقة بيننا مجددا .. أنا ومنى سنتزوج صباح الغد .. وإن شئت الاحتفاظ بابنتك في حياتك .. فأنت مرحب بك كوكيل للعروس وإلا فإنها امرأة ناضجة وتستطيع تزويج نفسها بنفسها.
صدرت شهقة خافتة من منى الواقفة وراءه .. بينما وقف الدكتور فوزي بقامته المديدة مواجها عادل المشحون بالغضب .. والغافل عن عصاه المرمية على بعد أمتار منه .. وعن الاعتدال الغريب في مشيته تحت تأثير ثورته
قال الدكتور فوزي ببرود :- هذا لن يحصل إلا على جثتي
التقت العينان .. للشاب الذي لم يكن يوما أكثر عنادا و تصميما .. وللرجل الأكبر سنا .. الواثق من نفسه معتمدا على مركزه ومكانته كسيد للمكان .. قطب عادل .. وأطبق فمه بقسوة من يكتم غضبا مجنونا .. بينما قال الدكتور فوزي بنفس البرود :- لن تخرج ابنتي من منزلي إلا بعرس لائق .. لن أرضى أبدا أن يثرثر الناس عن زواجها خلسة كالمذنبين ..
أكملت زوجته عنه .. :- وانت ... ستعود غدا مساءا .. كأي عريس محترم .. وتطلب يدها من والدها مع باقة من الأزهار وعلبة غالية الثمن من الحلوى .. أظن ابنتي تستحق هذا النوع نم التقدير على الأقل
حدق بهما عادل مذهولا .. ثم التفت إلى منى التي كانت صامتة تماما في ذهول مماثل .. قال الدكتور فوزي بحزم :- منى هي ابنتي الوحيدة .. وإن كنت عاجزا عن حملها على اتباع خطواتي .. وتحقيق أحلامي الخاصة .. فعلى الأقل أستطيع مساعدتها هي في تحقيق أحلامها ..
ساد الصمت مجددا .. فقالت السيدة هناء بصوت مختنق :- ما الذي يعنيه إنجاب طفل سليم معافى .. ذكي وجميل ومثالي كمنى .. ؟ إن كنت سأخسره بكبريائي ... قد لا تكون العريس الذي حلمت به لابنتي الوحيدة .. إلا أنك تجعلها سعيدة .. وأنا لا أطيق رؤيتها لحظة واحدة بالبؤس الذي كانت عليه خلال الأسابيع السابقة
هتفت منى بحنق :- أمي
نظر عادل إليها .. وقد شوشه موقف والديها .. إلا أنه كان غارقا في تخيله لحزن حبيبته الذي كان هو سببا له .. همس متأثرا :- منى
تراجعت غاضبة .. ونقلت أنظارها بين الأشخاص الثلاثة المحدقين بها .. وهتفت بغضب كلله إحساسها بالخزي والعار :- هل تخططون لحياتي مجددا دون استشارتي ؟ .. هل تتفقون أخيرا حول الأفضل لي وكأنني طفل عاجز عن اتخاذ قراراته بنفسه .. حسنا يا والدي العظيم . ويا والدتي الغالية .. أنا لن أتزوج هذا الرجل .. حتى لو توسلتم إلي أن أفعل ..