الفصل السادس عشر

3.6K 119 9
                                    

الفصل السادس عشر





عبثا كانت يارا تحاول التركيز فيما كان وليد يقوله لها عندما سمعت صوت عصام الصارم يقول :- يارا .... أحتاجك لدقيقة في مكتبي ..

التفتت إليه تحدق في عينيه الداكنتين العاصفتين بغضب صامت وهي تشعر باضطراب لم يتركها منذ وقع بصرها عليه عند خروجه من مكتبه برفقة أمل ... لم تكن قد أفاقت بعد من مواجهتها لهاني .. لم تكن مستوعبة لنجاحها في الخروج من قبضته مع البنتين بأمان بعد أن تهجم عليها وكاد يعتدي عليها .. كانت فخورة بنفسها وفي الوقت نفسه ترتجف من رأسها حتى أخمص قدميها خوفا مما كاد يحدث لو لم تصل زوجة هاني في الوقت المناسب .. لقد تماسكت بقوة لم تتخيل أنها قد امتلكتها يوما حتى وصلت ببناتها إلى هنا .. ثم بنظرة واحدة إلى عصام .. انهار كل تماسكها مرة واحدة ..

عندما لم تستجب لأمره مباشرة قال بصوت منخفض إنما بنبرة محذرة :- الآن ... يارا

هزت رأسها موافقة وهي تعتذر لوليد متمتمة بدون وضوح وتسير أمام عصام إلى مكتبه ملقية نظرة عابرة نحو لين وحنين تتأكد من خلالها بأن الفتاتين بخير .. دخلت إلى الغرفة الصغيرة .. وانتظرت حتى لحق بها عصام فقالت باضطراب وهي تلتفت إليه :- آسفة لأنني أحضرت الصغيرتين معي ... لم أرغب بإعادتهما إلى المنزل قبل أن تشغلا عقلهما بشيء آخر غير لقائهما مع والدهما .. لن أبقيهما هنا طويلا ... دقائق أخرى بعـ ...

لم تتح لها الفرصة لإنهاء العبارة إذ أن عصام الذي أغلق الباب وراءه فور دخوله كان قد قطع المسافة الفاصلة بينهما بخطوة واحدة ساحبا إياها بين ذراعيه بحركة خاطفة كاتما شهقتها بشفتيه ..

انتفضت مصدومة وقبلته الحارقة .. القاسية .. الفياضة المشاعر .. العنيفة ... والتي بدا وكأنه يعاقبها بها .. تهز جسدها هزا .... توقظه من سباته .. وتذكره بأنه جسد امرأة .. تشتاق للإحساس بشوق وعاطفة رجل ..... لا .... ليس أي رجل .... عصام ... عصام وحده هو القادر على بث مشاعر كهذه داخلها بعد كل الخيبة والألم الذين أحستهما على يد هاني خلال سنوات .. يده تخللت شعرها تعبث بعقدته الضعيفة فتحله مرة واحدة .. بينما تضمها يده الأخرى إليه بشيء من القسوة التي أخافتها فجأة .. وذكرتها بأنها لا تعرف الكثير عن هذا الرجل الغامض ... عن علاقته الغير مفهومة بأمان .. عن الجزء المحجوب من نفسه .. بأنها الآن تضيع بين يدي رجل غريب ..... رجل غريب غاضب .. كما كان هاني قبل أقل من ساعة فقط

تدفقت الدموع مرة واحدة من عينيها عندما ونشيج مكتوم يصدر عنها فيدفعه دفعا لإطلاق سراح شفتيها وهو يتنفس بصعوبة مدركا ما كان يفعله ... هاتفا :- يا إلهي ... أنا آسف ... انا آسف يارا ... لم أقصد أبدا أن أؤذيك .. رباه .. أنا لم أكن افكر .. أنا آسف حبيبتي ..

ازداد نحيبها قوة مع مناداته لها بكلمة حبيبتي فضمها إليه بقوة متوقعا أن تدفعه عنها وتنفر من لمسته بعد فعلته إلا أنها لصدمته لم تفعل ... بل تشبثت بأطراف قميصه وهي تدس وجهها بين طياته وتبكي بقوة .. وكأنها تستمد الأمان من قربه .... وكأنها تؤكد لنفسها بأن الأمر هذه المرة مختلفة ... بأن عصام مختلف ... وأنه يهتم لأمرها حقا .... ولا يحاول إثبات وجهة نظر .... أو يعاقبها كما كان هاني يحاول أن يفعل ...

تبكيكِ أوراقُ الخريف(الجزء الرابع من سلسلة للعشق فصول)مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن