الفصل التاسع والعشرين والأخير
خالية أخيرا ...
نظر حوله إلى أنحاء الشقة ذات الأثاث الخشبي البسيط ... فلم يتمالك إحساسه بالحزن والأسف على ما راح .. من المفترض به أن يكون سعيدا ... راضيا ... لأنه قد تمكن أخيرا من مساعدة كل منهن في متابعة حياتها .. إلا أن هذا تركه في النهاية وحيدا ... خاويا ... كهذه الشقة ..
كان هناك بضعة آثار متبقية من سكانها السابقين ... كتيب صغير لقصة رومانسية من تلك التي اعتادت غادة قرائتها كانت ملقاة جانبا ... الستائر التي حاكتها هديل عند وصولها للشقة قبل أكثر من سنتين رافضة السماح لأعين غريبة بالتلصص عليهن عبر النافذة كانت مسدلة .. وصامتة .. وكأنها ترثي رحيل صاحبتها .. قطعة قماش فوق منضدة القهوة ... لم يكتمل تطريزها ..
سار بحذر .. حريصا على عدم تنبيه آلام جسده الخامدة حتى وصل إليها ... جلس على الأريكة أمامها وهو يلتقطها بين أصابعه .. يتحسس التطريز المتقن .. يتحسر على المساحات الفارغة فيها .. هناك قطع قماش يقدر لها أن تنتهي إلى أشياء رائعة .. وأخرى لا يقدر لها قط أن تكتمل ..
أحس بحركة عند الباب المفتوح ... فرفع رأسه ليراها واقفة هناك ...
كم مر من الزمن منذ رآها آخر مرة ؟؟؟ منذ حادث محاولة اغتيال أمان .. منذ شهرين تقريبا .. عندما تركها واعدا إياها باللقاء فرفضت أن تراه .. لماذا جاءت ؟؟ لماذا الآن ؟؟ وكأنه لا يحمل في قلبه ما يكفي من الألم والوحدة ..
كانت تبدو كما يذكرها ... شعرها الأسود الكثيف أكثر طولا بعض الشيء .. ملابسها ذات الأناقة العفوية كانت تظهر قوامها الرشيق والشديد الانوثة .. كانت كما يذكرها بالضبط ... لا .. لقد كانت أكثر جمالا مما يذكر
قلبه خفق بقوة شوقا ولهفة إليها .. إلا أنه احتفظ بهدوئه وهو يقول :- اقتربي ... تعرفين بأنني لن أفترسك ..
ابتسمت بشحوب وهي تخطو إلى داخل الشقة .. بينما يعود ليقف مانحا إياها فرصة ملاحظة تفاصيله المألوفة .. كان يبدو شاحبا .. أكثر نحولا .. يبدو سليما معافى رغم آثار الجروح الملتئمة في جانب جبينه .. إلا أنها تعرف بأنه قد عانى من الكثير من الإصابات الداخلية التي تطلبت عدة عمليات جراحية بعد الحادث الذي تعرض له مع أمل .. تعرف بأنها إن بحثت خلف أزرار قميصه فسترى آثارا لجروح لم تندمل تماما بعد ... تعرف بأنه لم يغادر المستشفى حقا إلا منذ أيام قليلة .. وبأنه كما يتألم عاطفيا في هذه اللحظة فإنه يتألم جسديا أيضا ... تعرف بأنها ما عادت قادرة على منحه مزيدا من الوقت قبل أن تأتي لرؤيته ... وبأنها تتماسك الآن بمعجزة وهي تدرك إلى أي حد تحبه وتريده .. وبأنها ما كانت لتسامح نفسها لو لم تمنح كلاهما هذه الفرصة الأخيرة
نظرت حولها إلى الشقة الفارغة وهي تقول :- يبدو المكان موحشا للغاية
نظر هو الآخر إلى أنحاء الشقة قائلا :- أكثر مما ينبغي .. لم أدرك إلى أي حد كنت أحتاجهن حتى رحلن .. لقد كن عائلتي ..
:- وستبقين كذلك .. هديل ستظل ممتنة لك دائما .. وأمل تعتبرك بالفعل كأخ أكبر لها ..
هز رأسه بدون أن يعلق .. فأحست بالارتباك .. هي لم تتوقع منه ترحيبا صريحا .. إلا أن بروده وتباعده يقتلانها .. تمتمت :- سرعان ما سيملأ الفراغ غيرهن ... فأنت لن تتوقف عن مساعدة الفتيات ذوات الحاجة .. صحيح ؟
قال :- لا .. إلا أنني لن أستضيف أخريات في هذه الشقة بعد الآن ...
نظر إلى قطعة القماش التي كان ما يزال ممسكا بها وقال :- فهن يحتجن إلى مكان أكثر جاهزية لمساعدتهن .. مكان قادر على توفير ما يحتجن إليه من حماية وعناية ..
قالت بصدق :- ليس هناك من هو أقدر منك على فعل هذا ..
:- أخبرتك بأنني لن أتوقف عن مساعدتهن ...لقد عرض والدي إنشاء مؤسسة خاصة لأجلهن بمساعدتي ... أمواله هو وإدارتي أنا .. سيخصص مبنى كاملا لأجل الأمر .. وسيتكفل بجميع المصاريف اللازمة ... وأنا لن أرفض عرضا كريما كهذا مهما كانت تحفظاتي حول الرجل .. لن أحرم العشرات من النساء اللاتي ظلمتهن الحياة و نبذهن المجتمع من فرص جديدة في الحياة فقط لأنني لا أتفق معه ..
لقد ناداه بوالدي .... أتراه أدرك ما قاله أم أنها زلة لسان لم يدركها لا أكثر ؟؟
تمتمت :- أرى أن علاقتكما قد تحسنت في الآونة الأخيرة ..
توتر فمه .. إلا أن ملامحه حافظت على حياديتها وهو يقول بجفاف :- هو لا ينفك يطلب مني مسامحته .. وأنا .. لنقل بأنني أستغل الوضع إلى أبعد حد ممكن ..
إلا أنها تعرف بأنه سرعان ما سيفعل ... سيسامحه .. لأنه عصام .. مهما حاول أن يكون قاسيا .. فإنه قلبه يتسع في النهاية ليحتوي الجميع .. حتى والده ..
للمرة الأولى منذ دخولها يرفع عينيه لتلاقيا عينيها مباشرة ... لحظات قليلة مرت .. وكان كل منهما غارقا في مشاعره المتخبطة والعاصفة اتجاه الآخر .. قال بصوت أجش :- كيف عرفت أين تجدينني ؟
:- سألت الفتيان في الأسفل ..
:- غريب أن ترغبي برؤيتي وقد كنت ترفضين تلقي اتصالاتي قبل أسابيع قليلة ..
قالت بإرهاق :- ماذا كنت تتوقع مني يا عصام .. أن أتلقى اتصالك .. وربما أقابلك في مكان ما .. أستمع لتفسيرك لما حدث ذلك اليوم مع أمان .. ثم أودعك وكأننا مجرد صديقين لنعود غرباء من جديد ؟؟
أخفضت عينيها كي لا يرى دموعها وهي تقول :- أنا كنت واضحة بمشاعري معك يا عصام ... وأنت أيضا كنت واضحا برفضك .. وأنا ما كنت لأفرض نفسي عليك مجددا .. أما أن أراك .. أن أتحدث إليك .. أن أتعلق بك من جديد ثم تعود لتبعدني مرة أخرى ... فهذه قسوة .. قسوة شديدة منك ..
لقد كانت على حافة الانفجار في البكاء ... أدركت بأنها يجب أن ترحل قبل أن تذل نفسها أكثر .. تمتمت وهي تتحاشى نظراته :- لقد جئت لرؤيتك ... والاطمئنان عليك .. وها قد فعلت .. وما عاد بيننا ما يقال .. وأنا أعدك .. أعدك بأنك لن ترى وجهي مجددا ..
عندما استدارت لترحل سمعته يقول :- كنت أتوقع رؤيتك أثناء وجودي في المستشفى ..
التفتت إليه حائرة وهو يكمل :- لقد انتظرتك .. ليلة بعد ليلة .... يوما بعد يوم .. أن تأتي لرؤيتي .. للاطمئنان علي .. وأظنك كنت لتأتي لو أنك حقا تهتمين لأمري ...
قالت باستنكار :- آتي لرؤيتك ؟؟؟ ... هل تعرف عدد الأشخاص الذين وضعهم والدك أمام غرفتك مانعين أي كان من الدخول إليها ؟؟
رفع حاجبيه بدهشة .. قبل أن يقول غير مصدق :- هذا غير ...
:- لقد نقلك والدك فور تجاوزك مرحلة الخطر إلى مكان آخر .. مصحة خاصة لا يمكن لنملة ان تتجاوز حصونها والدخول إليها بدون إذن .. لقد قضيت أياما في البحث حتى عثرت عليك ... وأياما أخرى أبحث فيها عن وسيلة أتجاوز فيها الأمن الخارجي الذي لا يسمح لأحد بالدخول إلا بدعوة خاصة من رواد المكان .. وعندما وصلت أخيييييييرا إلى باب غرفتك .. وجدت حارسين شخصيين يخبرانني بوضوح بأن زيارة عصام غالي الإبن .. ممنوعة تماما إلا من أفراد عائلته ..
فتح فمه مذهولا من كم المعلومات التي يعرفها لأول مرة .. من معرفة العناء الذي تكبدته كي تتمكن من رؤيته .. من الغضب والقهر الظاهرين في صوتها .. من الجرح في عينيها وارتعاش جسدها الذين أظهرا مدى الألم الذي تحس به ... لقد عرف أول صحوته من غيبوبته بأن والده قد نقله إلى مصح خاص بالصفوة .. وعرف أيضا بأن والده قد وضح حماية مشددة له خوفا من أن يكون أحد أعدائه الذي كادوا يقتلون أمان قبل فترة قد عرف بحقيقة قرابتهما وحاول إيذائه من خلال تدبير ذلك الحادث له .. كان عليه بذل الكثير من الجهد ليثبت للرجل الذي بدا وكأنه قد كبر بالعمر فجأة بعد وشوكه على فقدان ولديه في فترتين متقاربتين بأن سبب الحادث لم يكن أكثر من كلب ضال قفز فجأة بغباء أمام السيارة ففقد عصام سيطرته عليها أثناء محاولته تحاشيه .. إلا أنه لم يعرف إلى أي حد أخذ والده إمكانية تعرضه للخطر محمل الجد ... لم يعرف أيضا بأنه لم يسمح لأحد .. أي أحد برؤيته ..
في الواقع ... جواد وحده من تمكن من زيارته مما لا يدهشه إذ أن لا شيء إطلاقا بقادر على الوقوف أمام شيء يريده جواد ... لن يستغرب إن عرف بأنه قد ذهب إلى والده مباشرة مطالبا لا طالبا .. برؤية صديقه القديم .. وقد عرف من خلاله عن حال أمل التي كانت إصاباتها سطحية وأقل خطورة من إصاباته .. إلا أنه لم يسأله عن يارا ... لم يجرؤ على أن يفعل حتى وقلبه يصرخ باسمها مع كل خفقة .. لقد آمن حقا بأن كل شيء بينهما قد انتهى .. وبأنه قد خسر يارا إلى الأبد بجبنه وغبائه ... وأن امتناعها عن زيارته أو السؤال عنه .. أو الرد على اتصالاته قبل الحادث كان أوضح دليل على هذا ..
:- آسف ...
رفعت عينيها إليه باضطراب فتابع بخشونة :- أنا آسف ... لم أعرف بكل هذا .. الرجل الذي أنجبني ...... لنقل بأنه مجنون تقريبا .. وأنا لا ألوم أمان أبدا على كل المشاكل النفسية ولاجتماعية التي تعاني منها بسبب حمايته الزائدة لها .. لم أعرف حتى بأنه قد نقلني إلى مكان آخر .. وعندما عرفت .. حسنا .. لم أكن في حالة تسمح لي بالاعتراض إلا أنني أبدا لم أخمن أنه قد منع الناس من زيارتي ..
قالت بوجوم :- لقد وضعك هناك باسم عصام غالي ..
هز رأسه قائلا :- أسمع هذا منك لأول مرة ... إلا أنه اسمي بمفهومه .. حتى وأنا أرفض استخدامه ..
ثم نظر إلى عينيها قائلا :- إلا أنني أستخدمه راضيا بإشارة واحدة منك
رمشت بعينيها وهي تقول :- ما ... ماذا ؟؟
اقترب ببطء وهو يقول :- أنت تعرفين بأنني أحبك ..
حدقت به بارتباك وهي يقترب حتى صار واقفا أمامها ... كرر بإصرار :- يارا .... أنت تعرفين بأنني لم أتوقف قط عن حبك ..
غريب ما يقوله إلا أنه صحيح .. رغم كل شيء .. فيارا كانت تشعر بحبه لها حتى وهي بعيدة عنه وعاجزة عن رؤيته .. حتى وهي يائسة من أي مستقبل معه .. لقد تكونت رابطة غير مرئية إلا أنها غير قابلة للانفصال بينهما منذ لقائهما الأول .... منذ النظرة الأولى ... عرفت بأنها لن تكون إلا له .. حتى لو عاشت ما تبقى من حياتها بدون زواج .. كما لن يكون لامرأة غيرها أبدا ..
:- يارا ..
همست :- نعم ... أعرف ..
:- ماذا عنك ؟؟ هل تحبينني يا يارا ؟؟
ظهر الألم عميقا على وجهها الجميل .. في عينيها الدامعتين وهي تقول :- كيف تطرح سؤالا كهذا ؟؟ عندما عرفت بالحادث .. عندما ظننت بأنك ....... لقد كدت أموت خوفا .. لقد كدت ....
لم يسمح لها بإكمال كلامها .. إذ سرعان ما أصبحت بين ذراعيه .. شفتاه تسكتانها .. تقبلانها بشوق وشغف لطالما حلمت بهما .. غابت تماما عما حولها تحت تأثير الصدمة .. ضائعة تماما بيديه اللتين أخذتا تلامسان شعرها وظهرها وكأنه يتأكد من وجودها فعلا بين أحضانه .. بشفتيه اللتين لم تتوقفا عن تقبيلها حتى بدأت ترتعد ضعفا وعجزا أمامه ... نظر إليها من بين رموشه الكثيفة .. أنفاسه الثقيلة تمتزج بأنفاسها .. قال بخفوت :- إذن ... ما رأيك بهذه الشقة ؟؟
نظرت إليه ضائعة وكأنه يتحدث بلغة لا تفهمها :- الشـ .. الشقة !!
:- أتظنينها تنفع بعد تجديدها كشقة للزوجية ؟؟
تلاحقت أنفاسها وهي تكرر :- زو ... زوجية !!
قال بابتسامة ماكرة وهو ينظر إلى وجهها الجميل الذاهل :- إن ظللت ترددين كل كلمة أقولها ظننتك غير مهتمة بالزواج بي .. تعرفين بأن العشرات يقفن في الصف في انتظار أن أختار إحداهن كزوجة ..
قالت بغيظ بينما كان قلبها يخفق بوجل لهفة للتفكير بالزواج منه :- غريب .. إذ أنني لم أجد أحدا منهن في طريقي إلى هنا ..
:- ألا تعرفين بأنني قد صرفتهن ؟؟ أخبرتهن بأن امرأة واحدة فقط من تحظى بقلبي ... امرأة واحدة من أرغب بها كصديقة .. وكحبيبة .. وكزوجة ..
لم تضحك أو تبتسم .. بل نظرت إليه باضطراب وهي تقول :- عصام ... هل أنت جاد ؟؟ أعني .. إن كنت تمزح فأنا لا أجد كلامك مضحكا ..
اختفت ابتسامته ... فظهر شحوب وجهه مما ذكرها بإصاباته التي لم تشف تماما بعد .. ذكرها كم تحبه .. كم تكره الحزن الذي ظلل ملامحه في هذه اللحظة وهو يقول :- أنا لا أستحقك يارا ... إلا أنني لن أمنحك فرصة الرحيل مجددا ... لقد سمحت لنفسي بخسارتك مرة ... عندما كنت أكثر جبنا وضعفا من أن أقاتل لأجل ما أريد .. ولكن ليس بعد الآن ... أنا لن أتحرك من هنا ... لن أتخلى عن حقي بك حتى تقوليها بنفسك ... حتى تخبريني بكل وضوح بأنك لا تريدينني في حياتك ... بأن الماضي الذي سيبقى دائما نقطة سوداء في كتاب تاريخي يمنعك من ربط نفسك بي ...
قالت باستنكار :- هل تظنني أحكم عليك بناءً على أخطاء لم ترتكبها يا عصام ؟؟ أنت لست مسؤولا عما فعله والديك قبل عشرات السنين .. كما أنك – بالمناسبة – لست ذلك الوحش المخيف كما حاولت إيهامي في المرة السابقة إذ أنني خضت حديثا صريحا مع جواد .. وقد أخبرني بكل شيء عن ندى .. وإن ظننت بأن هذا سيقلل من حبي لك .. أو يمنعني من تقييدك بحبل الزواج الذي قدمته لي قبل لحظات فأنت واهم ..
قال قلقا :- ألا يهمك ما يقوله الناس عني ؟؟
:- أتعرف حقا ما يقوله الناس عنك ؟؟؟ يقولون بأنك عصام المهدي ... رجل كرس حياته لأجل مساعدة الغير .. رجل صادق وأمين .. رجل بألف رجل .. وأي امرأة في الدنيا ستكون فخورة بأن تكون زوجة له ..
القوة التي نطقت بها كلماتها جعلت حبه لها يفيض داخل صدره حتى أحس به يخنقه .. تمتم :- لن تكون والدتك مسرورة بارتباطنا ..
ابتسمت بتسلية وهي تقول :- لا ... خاصة وهي تشك بأنك منحوس بطريقة ما .. وأنت لا تستطيع أن تلومها وفقا للمصائب التي تلاحقك أينما ذهبت ..
ضحك بدون مرح وهو يقول :- ربما عليك أن تستمعي أكثر إلى والدتك .. إذ أنني أشك كثيرا من الأحيان بأنني منحوس بالفعل ..
:- أمي لن تتسبب بأي مشكلة .. خاصة وقد عرفت بأنك ابن عصام غالي .. هي تظن بأنك تستخدم اسم المهدي كتمويه كي تتمكن من القيام بأعمالك بدون لفت نظر الناس والصحافة ..
نظر إليها مليا وهو يقول :- ماذا إن أخبرتك بأن اسمي بالفعل هو عصام غالي ... وأن هوية أبي المجهولة لن تسبب لك أي حرج أثناء عقد قراننا ..
قالت بجدية وبدون تردد :- أنا لا أهتم مثقال ذرة بمن يكون والدك .. وبأي إسم ستعقد قرانك بي ما دمت سأكون زوجتك في النهاية ..
ابتسم ... فكانت تلك أجمل ابتسامة رأتها في حياتها ... كانت ابتسامة رجل سعيد .. وعاشق .. وهو يقول :- فلتعلمي إذن بأنني أريد أطفالا ... وبأنني – وأنا لا أصدق بأنني أقول هذا – لا أمانع بأن اكون عصام غالي لأجلهم ..
أطفال ... أشقاء للين وحنين من رجل تحبه ... رجل تثق تماما بأنه لن يظلم إبنا أو إبنة أنجبها فقط لأنها لم تكن كما يريد ... كان الأمر محيرا ... إذ أنها رغم معاناتها السابقة وعجزها عن إتمام أكثر من حمل لها أثناء زواجها بهاني ... كانت واثقة بأنها لن تفشل هذه المرة وهي محمية بحب هذا الرجل الرائع ..
ابتسمت بإغواء جعل الدماء تغلي وتفور في عروقه وهي تبتعد عنه قائلة :- علي إذن أن ألقي نظرة أكثر دقة على أنحاء الشقة لأقدر الفترة الزمنية التي تحتاج إليها أعمال التجديد التي تحدثت عنها ... إذ أنني لن أنتظر يوما واحد بعد انتهائها قبل أن أنتقل للإقامة فيها ..
راقبها وهي تختفي في إحدى الغرف الداخلية ... فأخذ نفسا عميقا يستعيد من خلالها هدوء مشاعره ... ثم لحق بها .. كما يعدُ نفسه لأن يفعل لما تبقى من حياته
أنت تقرأ
تبكيكِ أوراقُ الخريف(الجزء الرابع من سلسلة للعشق فصول)مكتملة
Romanceرواية بقلم المبدعة blue me الجزء الرابع من سلسلة للعشق فصول حقوق الملكية محفوظة للمبدعة blue me