لبسين فى بعض

22.3K 1.6K 435
                                    

انتهى عز من تصفيف شعره أمام المرآة ثم ارتدى نظارته الطبية سوداء اللون، ليتطلع إلى حالته فهو شاب متوسط الطول بشرته قمحاويه اللون تتميز بعيون بنية تتشابه مع خصلات شعره إلا أنه يُخبئها أسفل نظراته الطبية، جسده ليس بالرياضى الممشوق، لديه دهون فى منطقه البطن قليلا؛ من الطعام فـ نقطة ضعفه الوحيدة، نظر خلفه على الأريكة بأسف فقد فرغ البيت عليه مرة أخرى، ذهب الثلاثة وتركوه وحيداً على الرغم أنه قابلهم منذ يوم واحد إلا أنه قد ألفهم واعتاد وجودهم فى البيت، أكثر ما يكره فى حياته الفراق وجلوسه فى المنزل وحيدا وقانون الحياة أكثر ما تبغضه فى الحياة يترك الجميع ويأتي خصيصاً لك انت.

لذلك ذهب إلى عمله بملل وهو يتمنى أن يعود و يجد أحدهم فى المنزل، فقد اتفقوا على الرجوع إلى منزله أن شعروا بقلق أو اعترض طريقهم أحد من رجال الأمس.

أنهى عمله ذلك اليوم سريعًا وعاد فوراً فى التاسعة مساء المعاد المتفق عليه، وضع المفتاح فى ثقب الباب وأخذ نفس متأملاً قبل أن يفتح الباب ليتحطم تأمله عند وجد المنزل فى ظلام دامس كما تركه فى الصباح.

دلف بأحباط شديد ممزوج بثقل، ارخى جسده على أريكته المفضلة ليستمع بعدها إلى صراخ أحد ما، انتفض مفزوع يشغل الانوار، ثم عدل نظارته وهو يبتلع ريقه بخوف ويمسك بيده الاخرى عبوة كحول، إلا أنه تلاشي خوفه و قلقة ليحل محله فرحة عندما رأى فارس يتمدد على الأريكة ويمسك كتفه بألم بينما نظر له الاخر بغضب وهو يتذمر

"يا أخي كنت هتكسر دراعي" تحدث وهو يمرر يده الأخرى على موضع الالم.

"يخربيتك قطعت خلفي، قافل النور ليه" تذمر عز وهو يقبض بيده على قبله الذى ينبض بذعر اثر خوفه.

"جيت فتحت ملقتش حد فقولت اريح شوية" أجاب فارس بعد أن اعتدل فى جلسته وأخذ يمرر يده على ذراعه.

"مفيش حد منهم جه ؟" تساءل عز بعد أن جلس إلى جواره ليهز له الآخر رأسه بالنفي، فعاد عز يتساءل مره اخرى "وانت جيت ليه ؟ "

"وحشني اكلك" سخر الآخر لينظر له عز بـ تبرم جعله يتنحنح قبل أن يجيب بجدية"روحت لقيتهم قاعدين فى الشقة اللى كنت مأجرها بقالى اسبوع، طبعا مش صعب اعرف جابوا العنوان منين" اومئ له الآخر بتفهم.

ثم هرول الى المطبخ لتحضير وجبة خفيفة لصديقه العزيز، لم يمر كثير بمجرد انتهائه من تحضير الطعام وجدوا باب المنزل يطُرق بعنف يليه دخول مازن بوجه غاضب يصيح"ادينى مش عارف اقعد ف الفندق اللى كنت حاجز فيه بسببك، روحت لقيتهم واقفين هناك" صاح بمجرد رؤيته لفارس يجلس على الأريكة.

وبعد فترة قصيرة شرح لهم مازن رؤيته لثلاثة رجال فى انتظاره أمام الفندق الذى كان قد حجز به قبل قدومه إلى هنا واخبار العاملة على سؤالهم عنه منذ الأمس، بمجرد رؤيتهم له هموا على اختطافه إلا أنه فر منهم بسهولة بسبب جسده الرياضى.

Fantastic Five🦋 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن