خذلان

16.8K 1.3K 410
                                    

  صباح الفل يا قمراتي💖

هوت على اول مقعد رأته عينها، عينها اللتان لم تتوقفا عن البكاء منذ أن خرجت مهرولة من منزل مازن.. يا اللهي لما جميع الأمور الطبيعية التي تحدث للجميع، لسبب ما تصبح مستحيله معاها..
لما يدُمر اليوم التى ظلت تنتظره منذ اسبوع، ضحكه خافته ساخرة انفرجت من ثغرها تحدق بها بشماته، كأنها تنطق، يا اللهي انظروا الى تلك المسكينة التي ظنت نفسها طبيعية وأنها ستحظي بخطبة مثل باقي اقرانها.. يا للحزن كم انتِ بائسة يا فتاة.

نظرت إلى هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين منذ أن تركتهم وفرت هاربه كـ سجين يفر من تنفيذ الاعدام، ظلت تركض بقدم من هلام لا تعلم اين تذهب لكنها كل ما أرادته هو الابتعاد عن هنا فقط..

ظلت تركض وتجاهد أن لا تستلم لأفكارها، أو للحق هي أفكار لعنتها التى ظلت تردد "يسر الحزينه التي ظنت انها وجدت ملاذها وامانها، ظنت انها تستطيع الفرح وقد تناست انها ملعونه.. أخبرتك مراراً وتكرار عزيزتي انا فقط من تشاركك قدرك إلى الابد.. أخبرتك أن الجميع يسعي إلى استخدامك لأجل مصلحته فقط.. هو فقط.. لذلك هيا لا تعظمِ الأمر أمامك و استسلمي لي "

هزت راسها بالرفض سريعا وكأنها تراها، بعدما نهضت لـ تركض برؤية مشوشة من كثرة البكاء، اخذ صدرها يعلو ويهبط وصداع شديد داهم رأسها.. تبًا انها تريد الخروج، هى امهر من يستطيع استغلال الفرص، هرولت إلى أحدي المقاعد العامة أسفل شجرة كبيرة لترتمي فوقها تكوب وجهها بين كفيها وهي تهمس "لا..لا.. مش هستسلم"

صدح الصوت الآخر اللاذع فى رأسها ليشعرها ببرودة قارصة تجتاح قلبها، وكان هناك قبضه من جليد قد اعتصرت فؤادها لتسبب إليها برودة مميته، همست بنبرة كـ فحيح الأفاعي مجددًا"هيا عزيزتي، أنتِ مازلت صغيرة لتواجهي هذا الألم الساحق، انا أشعر بـ فؤادك يحترق من الالم، اتركيني انا اعالج لكِ الأمور، هيا لا تتشبثِ بحياتك اللعينة تلك، هيا لا تكوني عنيدة "

"لا.. لــا "صرخت بها بصوت مبحوح تخرج به كل قهرها، تنفست بصعوبه تلتقط أنفاسها التي كادت أن تتوقف من صراخها، اخذت تتطلع حولها لحسن حظها لم يرها احد، ولحسن حظها أيضا قد توقفت الاصوات، يا اللهي قد صمتت صوفيا.

رفعت أقدامها لتسند رأسها عليهم ثم انفجرت فى البكاء حتي تعالت شهقاتها لم تكترث كل ما ارداته فقط البكاء.

"البعيد بني ادم براس خرتيت، انت غبي يالا رايح تسجل الدكتوره فى مرض مراتك!! " صاح مازن بعدم تصديق وهو يسير فى غرفته برأس يكاد ينفجر من الغضب، فـهم قد ركضوا خلفها ليبحثوا عنها إلا أنهم لم يجدوها لذلك عاد الاثنين بخيبه كبيره، ينتظرون عز وليلى قد يكون حظهم اوفر.

"ثواني هي يسر عندها انفصام فى الشخصيه؟!" هكذا هتف سيف بعدما عاد من توصيل أمه و أبيه إلى الأسفل ليستقلوا سيارتهم بعدما نهضت نسمة تصيح بغضب أن تصرف يسر هذا غير لائق وأنها لم تري الادب بحياتها.

Fantastic Five🦋 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن