القبلة الثالثة والثلاثون
صعق من تحدث شقيقته وهى تمسك بمعصم بذلته الزرقاء برجاء وتهتف
_ مالك مصدوم إكده ، احنا مش اغراب يخوي ،احنا اخواتك .
جز على أسنانه وبعيون متسعة مليئة بالغضب رد عليها بهجوم
_أخوكى ف عينك ... لو ممشتيش من قدامى حالا انت والعيال دي هتندمي ..على اللى هعمله فيك .
شعرت بأنه جريء جدا من لفظته لهذا الكلام وكأنه ليس اخاها بالفعل ،فضيقت عيناها بخبث ثم تغيرت قسماتها الى ثقة فابتسمت بخبث واضح فاقتربت منه تحدق بوجهه بتحدي وتقول بنبرة هادئة مليئة باستفزاز .
_انت مفكر يعني عشان دكتور مخك زين ..وهتلعب علينا ومش هنجدروا عليك ..
تؤتؤتؤ ..
تشير بسبابتها بالنفى بسخرية وتردف
_ لو ما وفجت ..يبقي تجول يارحمن يارحيم ..الورجة يلي وجعت منك هتروح للجسم وتخيل معي ياخوي لما البنك يعرف انك من الورثة ...كل أملاكك دي هتتسحب منك عاد ..فخليك زين ..عشان نحبو بعض ونبجي سند .
ازدرد ريقه وهو يتذكر انه بحث عن تلك الورقة ولم يجدها في كل مكان ، فحاول أن يهدأ قليلا ويفكر بأمر ما لكي يتخلص من هذا البلاء الذي سقط عليه بغتة ، وبرغم الغضب الكبير الذي يستوطن قلبه من تلك الفتيات حاول ان يلين قسماته وهو يقول بعد أن فطن أنه قد سقط في البئر بسبب تلك الورقة ويجب عليه ان يجدها حتى لا يتم تدمير مستقبله المرهون .
_ أنا ممكن اسبكم تباتوا لحد ما تلاقوا مكان تعيشوا فيه.
ذهلت مونى من طريقته في التحدث الهادئة بعد ان كان على وشك الانفجار في وجهها ، فهل يتلاعب بأعصابها ؟ ام ينوي بهن شرا ، فردت عليه .
_ ماتهبطش نفسك الورجة مش معايا ، ولا مع اى واحده فينا ، هى فى يد امينة لو حس انك اذيت حد فينا هيوجب معاك جوى .
_ ايه اللى خلاك تقولى كده ..؟
يهتف بها وهو يقوم بفتح باب شقته ويشير لهن بأن يدخلوا ، فترمقه موني بقلق فطريقته لا تطمئن أبدا ولكن حاولت ان تطمئن نفسها فيدها هي من تحمل الضربة الأكثر وجعا .
وحين دلف حسام داخل الشقة مع أخواته ، كانت والدته تنتظره في الصالة فقد اشتاقت له كثيرا فهو متغيب منذ فترة طويلة وهى لا تقوى على الفراق والجلوس بمفردها مع الاولاد فرمقته بغرابة وهو يدخل عليها مع الفتيات لتقول بتساؤل
_ مين دول يا حسام ؟؟
اقترب منها ورد عليها بهدوء
_ تعالى معايا أفهمك كل حاجة.
ثم وجه انظاره الى مونى وأردف
_ اعدوا هنا لحد ما أرجع .
ردت عليه وهى تميل برأسها بايجاب
_ خد وجتك .. إحنا في بيتنا يعني مش أغراب .
****
وبعد أن حكي حسام كل شيء لوالدته لم تبعد بصرها عنه وظلت تحدق به بغرابة لتهتف
_ قصة ولا فى الخيال ،أنا مكنتش متوقعه انك تلاقى اهلك بالسرعة دي ..
يعني زياد يبقي إبن عمك... ؟
والبت دي أختك ؟
سبحان الله!!!!
بس انت متأكد من أللى بتقوله ده ؟
_ اكيد
_دي مصيب كبيرة ..!!
أنت لازم تاخد بالك ..
تهتف بها والدته وهى تقوم والغضب يملأها وتتجه الى الفتيات ولكن حسام أوقفها وهو يعانق يدها بدفء ويقول بهدوء
_ متخافيش عليا ...أنا عارف انا بعمل ايه ..
ومتعرفش زياد باي حاجة دلوقتي خالص.
رفعت بصرها اليه وهى تفكر بشكل كبير فيما استمعت له فقلبها يدق بخوف شديد عليه ، لمح حسام خيالا يتحرك من طرف عيناه فى زاوية الغرفة فاستدار اليه فلم يجد شيئا ،
ففى تلك الاوان الاخير يشعر أن احد ما يراقبه دائما ، فالتفتت الي والدته لينتبه الى أرق شديد حول عيناها فقال
_ أنت مالك كده .؟ أنت تعبانه يا أمى ..
ارتسمت ابتسامه على محياها برقه وهى تشعر بالسعادة من سماع كلمة أمى رغم قلقها الشديد حوله ،فقالت وبعض الدموع تتجمع داخل عيناها مما تزيد بريقها
_ بس أنا ارتحت انك ملكش ام غيري في الدنيا دى .
بسمة مفاجئة علت على ثغره لم يكن يتوقعها رغم الألم بداخله ليهتف وهو يرفع يدها ويقبلها بامتنان
_ أنت امي وحبيبتي وكل حاجة .
تذكرت لبرهة جيهان من كلمة حبيبتى فقالت بلهفة .
_ أنت عرفت جيهان راحت فين ؟؟
ازدرد ريقه بتوتر وهو يتذكر غفوتها على فخذ زياد فتنهد ببعض الحنق لتردف والدته
_ انا متأكده ان فيه حاجة غلط ..مستحيل جيهان تعمل حاجة زى دى ...دى بتصلي ومش بتسيب ولا فرض وبتقرأ قران ..لا لا ياحسام قلبي بيقول ان البت دى مظلومة ..واكيد حد غصبها على حاجه .
اختار ان يصمت ولا يعقب فلا يريد أن يفتح حوار عن جيهان ،فلم يخبرها بما حدث مع زياد حتى لا يحدث لها شيء بسبب الصدمة الكبيرة ، فان كان ما تتحدث به صحيح فلما اذا اتجهت الى زياد ولم تأتى اليه وتخبره بأنها مظلومة .
زفر بغضب فجأة وقال
_ لو سمحتي يا ماما متجبليش سيرة البت دي تانى ..أنا فيا اللى مكفيني .
وبعدين مش إنت بتكرهيها وكنت بتخليني أبعد عنها.
طأطأت والدته راسها وهي تتذكر جيهان ومساعدتها لها واستماعها إلى تذمرها ولم تشتكي أبدا أو تخبر حسام باي شي، تعلم انها تغار ولكن لم تتمني أبدا أن تحدث كل تلك الامور وتخرج من المنزل.
اتجه صوب الباب تحت نظرات والدته فقالت بعد أن عزمت على تغير الحوار بسبب الضغط الذي يمر به.
_ طب واخواتك دول هتعمل معاهم ايه ؟؟
توقف عن فتح باب الغرفة ليلتفت اليها ويقول
_ يومين وهتصرف معاهم ..متتكلميش معاهم ولا تردي على اي سؤال واحده فيهم ..دول بنات مش سالكة .
قام بفتح الباب ليندهش من وجود شقيقته الملقبة بجيهان تقف امامه ، لم يريد أن ينطق بأى حرف من أسمها فقال بتبلد
_ نعم ؟؟
_ كنت عاوزة أتكلم معاك ..
تنهد وهو يري ان بحوزتها كيسا اسود صغير فأشار اليها بأن تذهب خلفه ، وحين دخلا الى غرفته تحت انظار مونى الذاهلة قال
_ خير ...؟
رفرفت اهدابها بتوتر ومن ثم قالت وهى تخرج صورة صغيرة قديمة من الكيس وتقدمه له
_ دى سنية
مامتك
دق قلبه بعنف فسحبها من يدها وحدق بها بقوة يتفرس ملامحها بصدمة كبيرة ، فكانت صورة طبق الأصل من تلك الفتاة التي تزوره في أحلامه منذ الصغر فهل كانت والدته حقا ؟
حاول ان يتمالك نفسه وقال
_ طب بصي يا جيهان ...
توقف عن لفظ ذلك الاسم فجز على اسنانه وأشار لها بالخروج من غرفته ، وبقي يحدق في الصورة بتمعن .
****
كانت منى تجلس في السرايا ولم تخرج منها مع ان اليوم هو اخر يوم في المكوث بها ويجب عليها ان تذهب لأى مكان اخر حتى لا يطردها البنك عنوة ، فتنهدت وهى تجلس على الكرسي وتراقب مالك نائما امامها والحياة تهرب من جسده فقد نزل وزنه بشكل كبير حتي أختفى بريق وجهه واصبح ضعيفا للغاية مما يظهر انه على وشك الموت .
فجأة صدر صوت لفتاة شابة تنادي من بعيد وتقول
_يا ست مني...
تبادر بذهنها انها تقف في الأسفل عند باب السرايا ، فوقفت واتجهت الى نافذة الغرفة تبحث بعيناها لتلمح ابنة الداية المسؤولة عن توليد النساء بالقرية ، فذهلت من قدومها اليها وتساءلت عن السبب بداخلها .
فاتجهت الى بوابة السرايا وحين رأتها وجدت هنادي تقف بجانبها فأشارت لها بأن تصعد الى مكان أولادها ، والتفتت إلى الفتاة وهى تقول
_ إيه اللى جابك يا بت فى الساعة دي ..
ردت عليها الفتاة بلهفه مليئة بالخوف ..
_ الحجينا يا ست منى ..امى بتودع وتريدك في حاچة مهمة جوى ، تجول انه خاص بسيدى نصير .
تفاجئت منى مما تقول ومن تعب والدتها المفاجئ وهى لم تتجاوز الأربعين عاما ، فشعرت بالفضول الشديد من هذا الأمر الذي يخص سيد نصير، فاتجهت فورا معها الى مسكنهم .
رأت أن الداية تلتقط أنفاسها بسرعة وتعب شديد وهى نائمه على الفراش، بسطت اليها الداية يدها لكى تمسكها برجاء وتقول بصوت متقطع
_ أنا لازم اجولك وصية امي اللى وصتني عليها جبل ما تموت ..كان مفروض جتلك من بدرى بس المرض دمرنى يا ست منى ..
_ على مهلك متتعبيش حالك ..؟؟
سعلت الداية بقوة وحاولت أن تلتقط انفاسها بصعوبة ،وحين هدأ السعال قالت بصعوبة شديدة وهى تستمد القوى
_ السر دِه من زمان .. سيدي سيد جاب ولد .. على يد امى ....
من سنية بت خالتك،و ماتت بعد ماولدت عاد
ستي حفيظة هددتها ما تجيب سيرة لأي مخلوج والا هتج... .
كانت منى تنصت بصدمة وعيناها على وشك الخروج من مكانهما ، وتحدق بتلك المرأة الذي غر فاه وذهب بريق عيناها فجأة وهى تفقد حياتها .
****
رجعت مني الى السرايا وقد وصل القمر الى نصل السماء فقد تأكدت الأن مئة بالمئة ان حسام هو ابن سيد نصير ، صعدت الى غرفتها وجلست بها طوال الليل مستيقظة ولم يرف لها جفن ابدا ونست وجود هنادي وأولادها كما انها نست مالك .
بدأت الشمس في الظهور صباحا بأشعتها البرتقالية المميزة مصاحبة لتلك النسمات اللطيفة .
استيقظت هنادي على صوت ابنيها فعدلت من جلستها على الفراش و تتثاءب بإرهاق اختفى مع مراقبتها لطفليها بسعادة ، نزلت من الفراش واتجهت اليهما وهى تبتسم بحب وعاطفة وتقول
_ صباح الخير يا حبايب قلبي.
هنا تصلبت قسماتها وانقلبت رويدا الى القلق حين وجدت تلك الدمية في يد طفلها الأصغر وبداخلها إبر حادة ، هرعت بسرعة الى يده وجذبته منه عنوة تحت صراخه الشديد وبقت تحدق بها بولع ، لتتأكد انها نفس الدمية التي ألقتها من الشرفة في كيس اسود قبلا، فهتفت بصياح
_ مين اللى جبلك دي ..؟؟
كان الصغير مبتدئا في لفظ بعض الكلمات فرد عليها وهو يراقب غضبها الشديد بعيون مليئة بالبراءة
_ يايا نيا نيا
لم تفهم منه شيئا مهما تدقق في الاستماع اليه ، فتبادر في ذهنها ان احد من شقيقاتها أو زوجة ابيها كما جاء بخاطرها ان احدهم يلعب بالنار مثل ما كانت تفعل جدتها حفيظة .
فجرت الى الجناح الأخر الخاص بشقيقاتها من الأب ،فلم تجد أحد مهما تبحث وتنادي بأعلى صوتها فرأت فى كل غرفة خزانة الملابس فارغة تماما ، فهرعت الى غرفة والدتها تبحث عنها بقلق كبير ف الى اين ذهب الجميع ؟!
قامت بفتح غرفة والدتها بسرعه وهى تقول
_ ماما... فين....
صعقت حين وقعت عيناها على والدتها والى هذا الرجل الذي يبدو أنه فى منتصف الخمسين يجلس على الفراش وبأسفل قدميه تجلس والدتها مني على الأرض تقوم بمسح قدميه بالمنشفة وعلى محياها السعادة .
فتدلى فكها السفلي لأسفل وقالت وشفتاها ترتعش
_ بتعملى ايه ؟
التفت اليها منى بصدمة وانتفضت واقفة وعيناها جاحظة ولم تجد ما تقوله ، لم تستطع هنادي ان تنظر اليها وهى ترتدي تلك الملابس الكاشف بعض الشئ أمام ذلك الرجل الغريب ، فسحبت اطفالها اللذان تجمعا حولها وخطت مسرعة الى غرفتها والدموع تهرب من عيناها بحسرة ، فكيف لها ان تتوقع ان والدتها سيئة الى هذه الدرجة حتي تأتى برجل غريب الى غرفتها !!
وبعد عدة دقائق
كان تجلس بغرفتها شاخصة البصر أمامها وتفكر بأمر والدتها ولما فعلت ذلك ،تعلم حق المعرفة ان والدها كان ظالما فى حقها جدا فهل لجئت إلى تلك الطريقة السيئة ولعبت من ورائه ؟ ،ام انها تزوجت فى السر بعد موته؟
فتح باب غرفتها من قبل والدتها فجأة وباد عليها الخوف والقلق الشديد فقالت لها وهى تبتلع ريقها ..
_ متفهمنيش غلط يا بتي ..
ادارت هنادي وجهها إلى الجهة الأخرى فلا تريد النظر فى وجهها حتى لا تلين قليلا وتتذكر كم قام والدها بضربها أمامهن دون رحمة، فتجد لها سببا لفعلها السيء ،قامت بفرك يديها بتوتر حتي إنها شعر انها بحلم وغير واعية بما تمر به ، ولكن الفضول قام بهزيمتها فالتفت اليها وهى تهتف بهجوم
_ مين الراجل ده ..؟؟ وعرفتيه ازاى ..؟
لم تعلق والدتها عليها بأى كلمه فقد شعرت بالحرج الشديد فصمت لدقيقة كاملة تمر بها بصراع نفسي قوى فأردفت هنادي بصياح دو العبء الى طفليها وهما يشعرا بالخوف من اجوائهما و يمسكون ملابسها بيديهما الصغيرة .
_ انطقى ميين ده ..
_ ابوك...
يهتف بها ذلك الرجل بنبرة متملكة ممزوجة بالحنين وهو يدخل الى الغرفة فجأة ، لتستدير اليه منى بصدمة وتهرع اليه وتشير بيدها بالنفى حتى لا يتكلم ، فأزاح يدها برقة وهو يحدق بها لكى تطمئن ، واتجه صوب هنادي التي ترمقه بصدمة فقد ظهر انه الغفير القديم الخاص بالسرايا والذي كان يلعب معها ويحدثها بلطف حين يلتقى بها ، تذكرت أخر ذكرى تجمعهما في الماضي حين اعطي لها حلوى واخبرها انه سيسافر الى بلاد بعيد وسيعود قريبا ولكنه لم يعد ، لم تفهم معني كلمته لتبقي تحدق به بعدم فهم ليردف
_ أنا ابوك ...يا هنادي ..
انتفضت جسدها بقوة وهتفت بصراع كبير يقوم داخلها
_ يعني ايه ...أنا بنت حرام ..
_ لاه ..متجوليش أكده ..
تنهد طويلا وأردف والدموع تلتمع داخل عيناه .
_ انت بتي ..وبت مرتي ..انت كنت اهنه امانه ...
وانى ناوي استردها ..
_ ايه ؟؟
حدقت به بصدمة كبيرة وهو يقترب منها ويفرد يديه الاثنان لكى يعانقها فأردفت بصياح ..
_ أبعد عني ..أنتوا كدابين ..
حاولت مني ان تبعده من أمامها وتمنعه من ان يتحدث بأى كلمه ، ولكنها فشلت حين قال
_ لاه هي كبرت لزمن تعرف كل حاجة ، لحد امتى هفضل بعيد عن بتي ..
اسمعيني ..ياهنادي ..
أنت بتى ...من مرتى الأولى ..ومني يلي ربتك ، مكان بتها اللى ماتت ..وانا عمرى ما هنسي ليها المعروف دِه ابدا ..
جحظت عيناها وهى توجه انظارها الى منى وتقول بعدم تصديق
_ يعني انت كنت بتخونى ابوى لما كان عايش .
_لاه ...مانتى فاهمه اى حاجه ولا راح تفهمي ابدا.
تهتف بها منى بحسرة ليقاطعها الرجل عن التحدث وهو يقول
_ اهدي يا بتي ..اني راح احكيلك كل شيء ..ما تتدخلى يا مني ..
جذب الرجل ايد هنادي لكى تجلس ولكنها لم تشعر بالأمان ابدا من يده وبها شيء يذبذب كيانها بالخوف .
****
جلست هنادي على الفراش وبجانبها اطفالها ينامون بعمق وعيناها تهيم في سقف الغرفة وهى تتذكر كلام الرجل
( انت بتى ..بت فاطمة أخت سيد يلي ماتت وهى تولدك ، خالك سيد أخدك يربيك مع أمانى .. وماحد عرف نهائي لان البت يلى ولدتها منى ماتت فربيتك مكانها ..
وانى ما كنت عارف ،منى هي اللى جالتلى لما رجعت من السفر ..والله مانى مصدج نفسي ..)
التفت بوجهها الى الجانب الاخر وقامت بهز وجهها بالنفى وهى لم تصدق بعد ما استمعت اليه من ذلك الرجل ، فجأة رأت خيال على سقف الغرفة يتحرك فنظرت الى الاتجاه المقابل ،رأت ان الدمية ملقاه على الأرض فقد نستها تماما ، اتجهت اليها قامت بإمساكها وخطت ناحيه الشرفه وما ان قدمت على رميها جحظت عيناها وهى ترى حشد من الناس في الظلام يحملون على اكتافهم مالك وكانه جسدا دون روح ، فوثب قلبها وهرعت اليه وهى تصيح ..
_ رحيم...
وحين وصلت اليه وجدته ملقى على الأرض بمفرده يلتقط أنفاسه بصعوبة .
قامت بهزة بقوة لكى يفق وهى تبكى دون وعى ، صدر صوت همسات حولها فلم تعبئ لها وظلت متمسكة بكلتا ذراع مالك وتقول
_ رحيم ...ايه اللى حصلك ؟
توقفت عن البكاء عندما رأت عيناه تفتح ببطء شديد ويحاول ان يتحدث ، لم تستطع أن تحمله من على الأرض ولم تجد حلا سوي الذهاب الى والدتها منى التي كانت بصحبه زوجها الغريب ويتحدثا بأمور جدية في غرفتهما .
_ رحيم واقع على الأرض ومش عارفه اشيله ، تعالوا ساعدوني ..
وقفت منى بفزع أثر دخول هنادى فجأة عليهما مرة أخرى وتصيح بقوة، ردت عليها منى بغرابة
_رحيم مين ؟
_مالك
جرى الرجل وراءها هو ومنى وما ان وصلا لم يجدوا اى اثر لمالك ، لم تصمت هنادى وبقت تبحث في الأراضي الزراعية معهما حتى وصلا الى المقابر ، تفرق كل واحد منهم عن الاخر يبحث عنه، لمحت هنادي على مقبره ما جسدا على الأرض يشبه هيكل مالك فجرت اليه وهى تهتف باسم رحيم ..
جحظت عيناها وهى ترى سيدة عجوز يلمع جسدها بنور ازرق حولها فارتعدت هنادي ورجعت خطوات الى الخلف بخوف ، فقالت السيدة العجوز
_ اوعي تسيبي عيالك في السرايا لوحدهم ..
انت مش خايفه عليهم ..؟
ظلت هنادي تحدق بها بخوف حتى عادت الى وعيها ورجعت الى السرايا بسرعة وقلبها يخفق بجنون .
تنهدت براحة حين وجدت اطفالها مكانهما ينامون بعمق ، دلفت عليها مني وهى تقول
_ انت شكلك كنت بتحلمى مالك في الاوضة نايم ..ومتحركش من مكانه ..
شعرت هنادي بالراحة وقالت وهى تتذكر ما حدث
_ اوعى تفتكرى انى هصدق كلامكم ..
ردت منى عليها وهى تحدق بالدمية الخارج منتصفها من جيبها بصدمة حتى انها لم تنتبه إلى كلماتها الهجومية.
_ منين جبتي العروس دى.
أنزلت هنادى بصرها إلى الموضع الذي تشير إليه منى فاخرجتها هنادى من جيبها بصدمة لترمقها منى بفزع وهى تردف
_ سحر اسود ..
سحبتها منى من يدها وبقت تحدق بها بعجب كبير وقالت تحت نظرات هنادي الصادمة
_ حلويات ..!!
انا دلوجت عرفت ايه اللى بيحصل لمالك ، والله جلبى كان حاسس .
_بس مرات أبويا ماتت
****
ينام في أحضان والدته على الفراش وتقوم بالمسح على شعره كما كانت تفعل وهو صغير .
وتقول
_ تعرف يا بني ..أبوك مكنش بيعرف ينام غير لما اهرش له شعره ..
سبحان الله كان هو برضه يعمل معاك كده لما ورثت العادة دي منه .
رفع حسام بصره الى والدته بحسرة ليراها تحدق به بنفس النظرة فربتت على ظهره واردفت
_ أنت كنت ابننا الغالى ...ولو مكنش بينا دم موروث بس كان روح وما أدراك ما الروح ..أنت خت مننا حب مش اقل من اى واحد بيحب ضناه ..
أنت ذات نفسك متقدرش تنكر حاجة زي دي ..
دفن وجهه في صدر والدته وذاد من عناقها ردا على كلماتها التي كانت كالبلسم يشفي الشروخ حين يلامسه .
فجأة علا صوت هاتفه بالاتصال فأخرجه من جيبه وقام بإغلاقه دون النظر الى من يتصل ، وبقي في أحضان والدته ليله كاملة ، ولم يزوره أي كابوس كما عهدها في نومه.
وفى الصباح الباكر ، استيقظ ليجد أنه وحيدا في الفراش فبحث عن والدته بعينه فى كامل الغرفة فوجدها تصلي صلاة الضحي بالمصحف الشريف ، فبقي يراقبها حتى مرت اليه ذكرى جيهان وهى تصلي .
وعند انتهاءها من الصلاة اتجهت اليه فرمقها بعجب وقال بسعادة
_ ايه القمر ده ..وشك منور على الاخر كانك عشرين سنه .
_ يا واد يا بكاااش ..
تنهدت وهى تجلس بجانبه وحدقت به بحب جارف ثم ربت على ظهره وهى تقول
_ مش عارفه ليه حاسه النهاردة باحساس غريب كده .. زي ما تقول قلبي مخطوف ..
_ سلامه قلبك ..
_ بقولك ايه يا بني ..
انا عارفه كلامى ده هيضايقك ...بس انا حلمت ان جيهان بتعيط جامد ... انا متأكده ان البت دي مظلومة ...اهل القرآن يا بني ميعملوش غلط .. وهى جاية فى الصور عنيها مقفولة.
إحنا بقينا فى زمن كل حاجه بتحصل.. يعنى ممكن تكون مجبورة او حد منومها..
_ مش شرط عنيها تكون مقفولة تبقي مظلومة
ماهى يمكن تكون متكيفة.
زفر حسام بشدة من كلامها ، وحاول ان يلهي نفسه بأى شيء فرفع هاتفه الى بصره ليجده مغلق فأعاد فتحه ، قالت والدته بصوت هادئ وهى تعيد التربيت على ظهره ..
_ انا وصيتي ليك ..أنك ترجعها ..وتربي عيالك معاها ..وانك تبعد عن مقصوفة الرقبه أسماء ..
رفع بصره اليها وهتف بقلق دون أن يعلق على كلامها الذي قام باستفزازه.
_ أنت بتقولى ايه ...ربنا يطول بعمرك يا ست الكل ..بعد الشر عليك ..
تنهدت وقد ملأ الحزن قلبها فهى تتمني ان يزيد عمرها حتي تطمئن عليه وتراه سعيدا مستقرا بحياته ،فقالت له
_ دي حاجه كلنا هنمر بيها ...وفى أي وقت يجي ..اوعى تزعل يا حسام لو حصلي حاجة ..
قلبي مش هيرتاح ..ابدا ...لو زعلت ..أنا عوزاك سعيد ..
ربنا يبعد عنك ولاد الحرام ..ويقرب منك الخير وأصحاب السعد يارب ..
دق الخوف في قلبه وهو يستمع الى كلماتها التي جعلته يشرد بعيدا، فاقترب منها يعانقها بقوة ، دعي الله في داخله ان يحفظها له ويزيد في عمرها وتكون بجانبه طوال حياته .
بغتة علا صوت الهاتف منبأ بإشعار رسالة فلم يعطي له بالا.
وبعد عدة ساعات ،ذهب الى الخلاء وأخذ حماما باردا واتجه الى العمل بسيارته ليعلو صوت رنين الهاتف ،رفع الهاتف الى اذناه ليأتى اليه صوت زميل له يخبره بنبرة مصدومة .
_ الحق يا حسام ماهر وقع من البلكونه وهو في الطوارئ دلوقتى.
ضغط على مكابح السيارات بهلع فجأة لتتوقف السيارة وتصدر صوت قويا مما انخلع قلب من حوله برعب .
جاءته مكاملة أخرى في تلك اللحظة من أسماء ، فقام بالضغط على الفتح ، ولكن الاتصال انقطع فجأة، تواثب دقات قلبه بعنف لا يعرف ما هذا القلق الغريب الذي ينتابه بتلك القوة .
أعاد الاتصال بأسماء ولكن هاتفها يعطي له انه مغلق ، رأى اشعار رساله صوتية قادمة منها في أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ، قام بفتحه بسرعة فوجد انها بعثت اليه تسجيلا صوتيا ..فقام بتشغيله ودقات قلبه تخفق بجنون داخل اذناه ، فصدر صوت أسماء وهى تقول داخبها
_ انت طلبتني اجي هنا ليه ..؟ أنا مش قولتلك معتش كلام بينك وبيني ؟
ظهر صوت ماهر ولكنه كان مبهما لعدة ثوان ثم وضح في المقطع وهو يقول
_ ..فين الأوراق اللى سرقتيها يا تيت ..
علا صوته في ذلك المقطع بطريقة هجومية وهو يردف
_هو ده اتفاقنا ..
بغتة صدر صوت صياح يأتي منه داخل التسجيل وصوت أسماء تلهث بقوة ...ثم انتهي المقطع عند تلك النقطة .
هنا علا صوت رنين هاتفه باتصال قادم من أسماء ،قام بفتحه بسرعة ليأتى صوتها وهى تبكي بخوق وقلق .
_ الحقني يا حسام ..أنا قتلت ماهر ... قتلته عشان احميك منه ..انت لازم تتحمل المسؤلية ..
علا صوتها ببكاء ممزوج بتوتر كبير فقال لها بعد أن ابتلع غصة داخل حلقه .
_ جبت الورق ...
_ مش هتاخده منى الا ما تخبيني ..أنا خايف يقبضوا عليا .
_ طب أنت فين دلوقت ..؟
ادار السيارة بسرعة كبيرة وذهب في طريقه اليها .
****
كان وليد يمر بفترة ليست بجيدة عندما ذهبت ناهد ، ولم يستطع بعدها ان يتحدث مع اى أحد في المنزل ، ولا يعود من عمله الا في الليل الثقيل .
وكل ذلك ولم تشفق عليه ناديه لوهلة معتقدة أنها مجرد فترة وستمر بوجعها ،قالت احدي بنات نادية وهما متجمعين فى غرفة والدتهن .
_ معقول يا ماما كان بيحب اووى ناهد كده ..لدرجه انه ميسألش على اى حد فينا كده لكم يوم ..ده بيتهرب كل لما يشوفني ..ومش عاوز يتكلم معايا ...
أنا خايفة اووى ليكرهنا ..
ردت نادية بغيظ على ابنتها وبقلبها سكينا يذبحها بالغيرة
_ بس يابت ...كده احسن ..ده واحده من إياهم ..شيفه خالك زي القمر وعاوزة تاخده مننا وتطردنا بره ...احمدي ربنا انها مشت ..
مش شايفه كانت لابسة ازاى عشان تغريه ..وتستغله ..
رمقت كل منهن الأخرى والخوف يتسرب داخلهن من زواج خالهن بامرأة تحتكره لها فقط .
فقالت الأخرى
_ بصراحة كده يا ماما وانا راجعه من المدرسة ..شوفتها واقفه على عربية كبدة ..بتشتغل عليها ..
جحظت عينا ناديه بقوة وهمست مسرعة ..
_ وطي صوتك ..ليسمعك ...
بس انت متأكده أنها هي ..
مالت الفتاة راسها بايجاب لتقول الثالثه
_ ماهو ..خالوا كده كده هيتجوز ..يا ماما ..سواء ناهد او غيرها ..
احنا مفروض مكناش نقف قدام سعادة خالوا ..ده صعبان عليا اووى .
وهو اصلا باين عليه فاهم ..وناصح ومش اى واحده تضحك عليه ويسبنا يعني ..ده بيحبنا اووى .
لم تشعر ناديه بنفسها وهى تأخذ الكتاب الموضوع على جانب المكتب المقابل لها وتلقيه على فخذ ابنتها وتقول
_ أنت أصلك مش فاهمة حاجة ...بالرغم ان خالك باين عليه انه مقضيها الا انه أهبل وممكن أي واحده تضحك عليه ...ده لوله انه بيحكيلي على كل حاجه ..وبنصحه كان سبنا من زمان .
انا عوزاكم تقربوا منه اووى الفترة دي ..عشان ينساها بسرعة .
مالت الفتيات رأسها بايجاب والفتاة الثالثة عيناها تميل الى اتجاه غرفه خالها بقلق .
وما ان جن الليل ، اتجهت الفتاة الثالثة الى غرفة خالها بتوجس ، وجلست بجواره على الفراش تعلم انه مستيقظ ويفتح هاتفه الجوال تحت الفراش ولا يريد أن يتحدث معها فهمست بتوتر وهى لا تعرف ان ما تفعله صحيحا ام لا ..كل ما تعلمه انها لا تريد أن تخسر خالها الحبيب.
_ ناهد بتشتغل على عربية كبدة جنب المدرسة .
انتفض وليد من الفراش وبقي يحدق بها بعجب ، فقال وهو يحاول أن يخفى فرحته .
_ عرفتي منين ..
رفعت يدها على فمه لكي يخفض نبرته وأشارت اليه بان يصمت .وهمست ..
_ ده سر ..
هز برأسه بايجاب وبعيناه لمعه فسرتها على ان ما قالته والدتها حقيقيا بالكامل بأنه طفلا يتعلق بأى أحد بسهولة .
قام وليد من الفراش واخرج نقودا واعطاها الى ابنه اخته كمكافئة على اخباره وقبل رأسها بحنان ،فهمست بحزن
_ خالوا انت ممكن تسبنا ..بعد ما تتجوز ناهد ..
رمقها بغرابة تحت الإضاءة الخافتة فقال وهو يضع يده على كتفها لكى تشعر بالأمان
_ أنتو حته مني .. يبقي ازاى هسبكم ..وانا مسؤل عن كل واحده فيكم ..
وبعدين انا مش هتجوز ناهد ؟؟؟
أنا بس خايف عليها .. وعاوزها جنبنا عشان نطمن عليها.. وتفتكر أهلها
_ معقول ..يعني انت مش بتحبها ..
لم يستطع ان يجيب على هذا السؤال فهو الاخر لا يعرف ما حقيقه مايشعر به ، يعلم انها تذكره بدفء والدته لذا يريدها ان تكون مقربه منهم، فأردفت الفتاة بتعجب
_ انت مش شوفت نفسك كنت مهموم ازاى لما مشت ..
انت كنت حزين اوووى يا خالوا ..
جلس بجانبها على الفراش وبقى تائها فقال
_ انا فعلا مش حاسس بحاجه غير اني عاوز اطمن عليها ..زيكم كده .. صدقيني
_ يعني تقبل ان ناهد تتجوز حد تاني ..
استشعر كلامها فملأ قلبه بالخوف وبعض الضيق فأردفت
_ لو مش عارف حقيقه مشاعرك ..أنا ممكن اساعدك .
التفت اليها وبقي يستمع الى ما تقول
_ اللى بيحب حد مش بيقبل يشوفه مع حد غير وبيوحشه اووى .
ملأ القلق كيانه فهل حقا يملك لها حبا ؟
فقال بصوت مرتفع قليلا
_ انت ليه بتفكرى في حاجات اكبر من سنك ...أنا مش ممكن اتجوز ناهد فعلا ..!!
اشارت اليه بان يصمت فتذكر همساتها حتي لا يستيقظ احد ، فمال برأسه بايجاب وهو يرمقها بغرابه وعقله شاردا في واد أخر.
****
وصل حسام الى مكان أسماء الذي اخبرها به وارتدت ملابس أخرى حتي تخفى نفسها ،هرعت اليه تحضنه وهى تبكي بحسرة ، لمح بيدها الأوراق التي طلبها منها والتي يمكنها ان تزج ماهر بالسجن لمدة طويلة، فقد علم من مصدر انه لا يزال على قيد الحياة رغم تحطم عظامه بالكامل ،بسط يده لكي يأخذ الأوراق منها لكنها منعته وهى تقول
_ انت لازم تخبيني عشان محدش يلاقيني ..
رد عليها بجدية
_ وهتفضلي طول عمرك مستغبيه ؟؟
جحظت عيناها من رده، فقالت بصياح
_ بعد كل اللى عملته عشانك ..؟
_ وأنا ايه اللى يخليني اضمن انه عشاني ..وانت أصلا اتخليتي عني وعن ولادك عشان الفلوس .
هتفت بصياح
_ انت لا يمكن تأخد الورق ده غير لما تأمن ليا مستقبل ..أنت تقدر تعمل اى حاجه
مش ليك معارف ..!!
رمقها بغرابة فهى لا تزال تلك الفتاة الخبيثة التي تهرع الى مصلحتها فأردفت له ببكاء وهى تتلوى كالحية الماكرة.
_ لو مش عشاني ..يبقي عشان أولادنا .
أرجوك يا حبيبي .
تنهد بقلق وقال
_ ماشي يا أسماء ...بس لو عملتى اى حركه كده ولا كده ..ساعتها مش هعتبرك ام اولادي ..
زادت من عناقها له وهو يفكر الى اين سيأخذها .
****
عزم زياد على الرجوع الى القاهرة حين فشل في إيجاد أي شيء خاص بشقيقته اسراء ، لم يستطع مصارحة جيهان بذلك واكتفى باقناعها انه سيجدها في اى لحظة بحجة ان الدنيا صغيرة وليست مستعصية على إيجاد احد بسبب تطور الأجهزة الذكية .
دخل من شارع مختصر بسيارته حتي يصل إلى المدينة بشكل اسرع، فوجد عربة تقف فى جانب الطريق تبيع الطعام ويجتمعون حولها الكثير من الناس فقال وهو يحاول أن يوقف السيارة في ركن ما في الشارع .
_ بصي يا حبيبتي ..الناس دول ..متجمعين ازاى على عربية الكبدة ...اكيد طعمها يجنن ..أنا هنزل اجبلنا منها .
هزت جيهان رأسها بالنفى بتعب شديد فحالتها تدخل في الأسوء يوما عن يوم ، لم يعبئ لردها وذهب الى العربة ووقف لنصف ساعة حتى وصل الى صاحبة العربة ، حدق بها بعجب وهى ترمقه بغرابة فهو ينظر اليها بطريقة غريبة دون ان يتحدث فقالت
_ تطلب ايه ياباشا ..عندنا كبده اسكندراني ...تستاهل بوقك .
_ انا شوفتك فين قبل كده .. ؟
ظلت تحدق به وقلبها يتواثب بلهفة فهل يعرفها حقا؟
.فقالت بعد ثوان بأمل
_ أنت تعرفني ياباشا؟
ظل يحدق بها طويلا حتي اشتكي الرجل الذي وراءه من وقفه لفترة فقال وهو يميل رأسه بإيجاب
_ أيوة افتكرت لما روحت الصعيد ...وانت شاورتيلي على سرايا الغول ..
فى تلك اللحظة عادت اليها ذكري مقابلته لها وفى اذناها يردد صوت امرأة عجوز
(الغدار غدار ولو قدملك ازهار...)
هنا وقعت عيناها على عجوز طاعنه فى السن تقف بعيدا وترنوا اليها بابتسامة .
يتبع ...
#سارةمنصوردوارالشمس
#مئةقبلةمع_عدوى
أنت تقرأ
مئة قبلة مع عدوي "مكتملة"
Romantikمحامية ممتازة يضعها القدر فى موقف عجيب فتجبر على الزواج من شاب مراهق من قبيلة بدوية، ترى كيف ستتصرف؟