الخاتمة (القطعة الثالثة ) والاخيرة
كلما يدخل عليها الغرفة يلثم حزنها داخل الظلام العاتم ، فقط تجلس صامتة دون أن تتحدث مع أحد ، كان شديد القلق على التوأم من أن يضرهم شيء من حزنها حتى أتى موعد ولادتها وزاد عليها الطلق في تلك الليلة ،كانت ليلة صعبة للغاية كارثية بمعنى الكلمة .
حدق بالفتاتان ،كلا منهما تملك جمالا خاصا بها ولا يشبها والدتهما ولا ابيهما مطلقا ، ابتلع ريقه بتعب وهو يتصفحهما ،علم الان ان كلام جيهان كان صحيحا بأنها مسؤولية كبيرة ،فهو يذهب الى عمله طوال اليوم ،ووالدته قد انهكها التعب بكبر سنها ، فكر بأن يتحدث مع حسام بعد ان ارهقه التفكير ..خيفة من ان يكبر الأطفال ويبحثوا عن أبيهم ولن يقتنعوا بتلك الأسباب التي سيقولها مهما كانت .
اخبر نفسه انه سيتصل به لكى يسجلهما بأسمائهم ويخرج لهما شهادة ميلاد، ثم سيترك الوضع يمر كما هو ، فإن طلب زوجته وأولاده سيرحب ولن يمانع.
الشيء الذي يشجعه ان حسام قد تغير كثيرا بعد وفات والدته ، أيضا موقفه بالتمسك به كشقيق واعطائه ميراثه المستحق جعله يعلم انه رجلا متكافئ ،كما انه يجب عليه الان ان يتحمل مسؤولية أبناءه .
تنهد وهو يرفع الهاتف ويحدق برقم حسام والقلق ينتابه بعض الشيء من ان يقوم بإحراجه .
_ اكيد امي او مونى عرفوه انها اختي ..
يهمس بها زياد وهو يتنهد ويضغط على ذر الاتصال ، بغتةً صدر صوت رنين جرس المنزل ، فخرج من غرفته لكى يرى من، قامت الفتاة التي تعمل لديهم بفتح الباب ، شيء ما داخله اشعره بالراحة والسكينة حين رأى حسام امامه ،فقال وهو يلين قسماته ويقابله بهدوء مختلف عن اخر مرة رأه فيها .
_ مين اللى عرفك ..؟
مشفتش اختك يعني بقالها يومين ..
تأفف حسام من مقابلته ولم يعطي له وجها ورد عليه باقتضاب
_ انا عاوز مراتي وعيالي ..
اتسعت حدقتاه بفرحة حاول ان يكتمها داخل ملامح جدية ، فابتلع ريقه وقال له ملطفا للجو.
_ هتسميهم ايه ؟؟
الفتت حسام اليه وحدق به بقوة، علم انه يرحب به ، فقال حسام بعتاب هجومى .
_ حتت انك متعرفنيش انها اختك دي هحاسبك عليها بعدين .
ارتسمت ابتسامة على ثغره بعض الشئ وقال ..
_ انا اعتمدت على مونى وامي ...
في تلك الاثناء علا صوت الفتاتان بالبكاء بصوت رن داخل اذناه بالفرحة فلم يعلق عليه زياد ودخل بخطوات واسعة الى الغرفة التي يأتي منها الصوت وعلى وجهه بسمة لم يستطع ان يخفيها تحت وجهه الجدي .
أسرع زياد واوقفه قبل ان يدخل الغرفة مردفًا.
_ استني ما اعرفها انك جيت ..
ابتسم بسخرية وقد ألمه كلماته فقال بحنق .
_ اختك دي مراتي يلا ..يعني شوفتها بكل الأوضاع ..
زفر زياد بغضب من تلك الكلمات فهو يعلم انه يقوم باستفزازه ، هو يريد ان تعود المياه الى مصارها ولا يتم قطع صلة رحم ..فهو الان ابن عمه وزوج شقيقته ، فلم يمنعه حين ازاح يده ودخل الى الغرفة.
رأها جالسة على الفراش بتعب تحمل الفتاتانعلى اقدامها ، رغم اشتياقه الكبير لها الا انه قد نساها تماما حين وقعت عيناه على الفتاتين فخطي مسرعا وأخذ منها طفلة وبقي ينظر اليهما بحب وسعادة وهو يقول متناسيا وجودها ..
_ انا بقي عندي بنتين .. معقولة ..والناس هتقولى يابو البنات ..
تمعن فيهما اكثر ليردف بغرابة..
_ايه ده محدش خاد عيني ليه ؟
التفت اليها ليرنوا اليها بغرابة ليراها شاخصة البصر تحدق به بغضب كبير فلم يؤثر به مطلقا فسعادته تسع العالم باكمله بوجود البنتان، فأردف بسخرية..
_ ولا حتى عنيك ..!!
بس يلا مش مشكلة ..
نسي تماما امر حزنه من زياد والتفت بسعادة له يهتف..
_ طول عمرى كان نفسي في بنت اووى ..
ياختي عليهم...زي القمر ..
_ بقي عندك بنتين دلوقتي وثلاث ولاد..
_تقصد اربع اولاد..
قام بتقبيل احدي الفتاتان فبكت بقوة اثر كثافة شارب والدها الذي قام بغز وجنتيها الرقيقة ، قامت جيهان بسحبها بغيظ منه ولكنه منعها ورمقها بحنق وجذب الفتاة منها فتركتها له خوفا عليها من تمسكه الكبير بها ..فأردف ..
_ دي ريهام على اسم الغالية امى ..والتانية دى حمراء الوجنة ...عشان فيها شبه من البت الصغيرة اللى كنت معجب بيها وانا صغير ..
_ ايه الاسم الوحش ده لا طبعا ..
تهتف بها جيهان بضيق كبير وكأنها تخرج الغضب الموجود بجبعتها في تلك الكلمات ، ليرد عليها بسخرية
_ وانت حد خاد رأيك أصلا ..إنت مالك...
نظر الي طفلته وقال لها
_ أمك دي بجحة أووى..
لم يتوقف حسام عن تقبيل الفتاتين تحت بكاءهم اللطيف ،كان زياد ينظر الى تلك العائلة اللطيفة ويبتسم بشرود فقد شعر بالاطمئنان علي جيهان الان .. حتى تذكر شقيقته إسراء. .
_ اسمع انا عمرى ما هرجع ليك طول ما انت مع أسماء ..انا عمرى ما هكون زوجة تانية ابدا ؟؟
التفت اليها وقال بسخرية محبوبة ولكنها استفزتها .
_ ومين قالك انك التانية ...انت الأولى طبعا ياروحي ..
*****
_ انت تعرف حسام منين ؟ ومين الساحر اللى ربطك بيه ..
تهتف بها أسماء وهى تحدق بهذا العفريت بعجب وبعض الرهبة من هيكلة الضخم والقبيح .
رد عليها العفريت ..
_ حبيبتي ....
_نعم ؟؟ بس انا اعرف ان السحر بيبقي عن طريق ساحر من البشر ..يبقي ازاى ..؟؟
حجظت عيناها بصدمة واردفت
_ حبيبتك كانت انسيه ؟
_ عاوزة تعرفي كل حاجة ليه يا أسماء ..؟ دي اسرار يا حبيبتي ..؟
ازدردت ريقها بصعوبة وقالت
_ فضول ..
_ ولو عرفتك ايه المقابل ..
ساد الصمت قليلا وتلكأت وهى تقول
_ هجبلك اللى انت عاوزه ..بس تعرفني على كل حاجة وتنفذ وعدك انك تخرج الدهب ليا وتنتقم من حسام وجيهان .
نجح العفريت في الاستلاء على فكر أسماء من خلال الوصول الى نقطة ضعفها، ولم يعلم إنها تجاريه لتعرف بقدرته.. فقال ..
_ خلاص انا هحكي ليك كل حاجة
..حفيظة ..جدة حسام ..دي كانت حبيبتي وقربت منها جدا وكنت بجيب ليها اخبار اى حد وبسمع كلامها في كل حاجة واتفقنا اننا نتجوز ..لحد ما قابلت اللى اقوى مني ..واتفقوا انهم يحبسونى جوه حسام تحت الأرض ، بس واحدة من أعوان سناء خرجتني من تحت الأرض ...بس كنت مربوط بحسام ومش هينفع أبعد عنه.... نفس الجنية دي ساعدت ان حسام يوصل لحفيظة عن طريق بنت اسمها أماني بنت مني ..واتفك السحر.. لما أخواتي شافوني جنب السرايا حاكولي على كل حاجة واتفقنا نقتل الملعونة حفيظة .. لكن للأسف حفيظة اتقتلت.. فقتلت مرجانة..
بس بعد ايه ..بعد ما قتلت القبيلة بتاعتي كلها ..
كانت تتابعه بفضول وهى تعرف لأول مرة تلك الأسرار الغريبة فقالت
_ مين هى سناء ؟.. دي ساحرة برضه.. ؟
ومين أماني...؟
زفر العفريت بقوة وقال
_مش هقدر أجيب سيرة سناء بأي حاجة عشان متأذاش لأن حبايبها كتير.
إنت اسألتك كترت أووى وكده انا هطمع...
المهم بعد ما عرفتك كل ده هتجبيلي ايه ؟؟؟ هاه العقل ولا القلب ..!
_ ايه ؟؟
_مالك مستغربة كده ..
تعلم اسماء ان الجن نوياهم خبيثة ، هي تريد ان تقوم باستغلاله حتى تصل الى مرادها فقالت تراوده بخبث .
_ مفيش اختيارات تانية ..
_ فيه طبعا..أنت تقدرى تقدمي ايه ..؟
في تلك اللحظة تغير شكل العفريت ليظهر بجسد رجلا وسيما للغاية حتى تلكأت أسماء وشعرت بالتوتر ..فأردف
_ انا اخدت قلب ناس كتير ..وخانونى في الاخر فالمرة دي هاخد عقلك ..
جحظت عين أسماء وهى ترى هذا العفريت يحتال عليها ، فسري الخوف داخل عروقها بجنون وخفق قلبها بولع ، لتقول بخبث.
_ انا كنت قرأت قبل كده انكم بتعيشوا في جسم الإنسان لسنين طويلة وبتتحكموا فيه
_ ايوة بس صعب جدا ..
_ انا هساعدك ..
_ وجسم مين اللى ناوية عليه .
ازدردت ريقها بتوتر ورفعت بصرها اليه وهمست.
_ حسام ..
علا صوت العفريت بضحكات رنانة وهو يرمقها باتساع عيناه الحمراء ، فظهر لها ان خطتها قد اعجبته فبادلته الضحكات ..
ولكنه توقف فجأة وهو يقول
_ أنا عشت 30 سنة جواه بس مقدرتش أتحكم فيه...
_ متقلقش سيب ده عليا... خليك إنت بس على اتفاقك..
*****
تقف هنادى في نفس المنطقة التي قابلته فيها في المرة الأولى حين كان مع نادين ، شعورا ما يملأها بالغيرة والاشتياق في آن واحد.
زفرت بقوة ثم عادت الى العمل ،وعندما تنتهى تصعد الى الدور العلو (السطح ) حين أخذها اليه من قبل حتى يقوم بحمايتها من ذلك العجوز الذي تطاول عليها قبلا، فيغمرها الحنين بالشوق إليه ، تنهدت بعد ان ألمها قلبها فقد مرت شهور كثيرة ولم يأت بعد ..ندمت اشد الندم على كلامها له ، ليتها استمعت لكلام والدتها ووافقت على الزواج منه ، كان الحنين ليرحمها قليلا ، وكيف تقوم بنسيانه وهى معه تشعر بالأمان في حضرته ، قالت بعد أن تنهدت بألم
_ ياريتني ما كنت قابلتك يا رحيم .
ظهر صوتا رجولي فجأة يقول خلفها..
_ رحيم ولا مالك ...؟
التفتت خلفها لترى صاحب النبرة التي تنتشلها من آلمها وتأخذها الى عالم شديد اللذة بمره وحلاوته .
نظرة واحده من عيناه جعلت اوجاع الليالي المُرة تتلاشي رويدا ..وراحة تعتريها بشعور غنى بالاشتياق يملأها حتى شهدت لأول مرة دمعة هاربة من مقلتيها بسعادة.
****
وبعد عدة ايام
تمشي جيهان بجانب حسام بعد ان رجعا من عند طبيب الأطفال ومع كل واحد منهما طفلة ، تنهدت وهى تخطوا بجانبه على الرصيف بعد ان اصر على المشي قليلا وترك سيارته أمام عيادة الطبيب متحججا بانها معطلة ، تعلم انه قال ذلك حتى يبقي معها لمدة أطول .
كلما تمر فتاة بجانبهم تلتفت تنظر اليه بطريقة اوتوماتيكية غير إرادية تراقبه ان كان ينظر إليهم ام لا ، وفى كل مرة تراه يحدق بجراءة بهن، فصاحت بغضب وهى تقول ، متناسية تماما انها منتقبة وتمشي على الرصيف بجانب الناس.
_ فعلا ديل الهوهو عمره ما يتعدل ..
التفت اليها بغرابة ، حتى فهم ما ترمي اليه ، لينفجر ضاحكا حتى هدا قليلا وقال
_ يا بت جوزك مز .. طبيعي انهم لما يشوفوا واحد زيي يبصولى ..وانا ببص ومش في دماخي حاجة ..بشوفهم بس بيبصوا على ايه ..فضول يعني ..
ابتسم ساخرا وهو يرى نفسه يقوم بالتبرير لها حتى لا تحزن ، فأردف بسخرية محبوبة ..
_ إنت اللي فى القلب والله
لم تستطع ان تخفى ابتسامتها ، حمدت الله انها ترتدي النقاب حتى لا تتبخر كرامتها امامه ويظهر حبها الشديد له بعدم استطاعتها على كتم فرحتها باهتمامه وتبريره ، أسرعت بالخطي وسبقته عدة خطوات ...فقال
_ استني يابت ..خلينا نمشي مع بعض شوية ..
لم تعطي له اهتماما وظلت على خطواتها السريعة وهو خلفها يراقبها بنظرات حب واشتياق ، وحين رأت جيهان فتاة تمشي بجانبها ملفتة لنظر بارتدائها لملابس كاشفة، استدارت تعود اليه وتمشي بجانبه وتراقبه بين الحين والاخر ليضحك بسعادة من غيرتها الشديدة ، فقال ساخرا .
_ والله..العظيم ..انتوا نساوين غريبة ..
تمت بحمد الله
هذه الرواية كتبت بواسطة سارة منصور دوار الشمس...نلقاكم على خير في الجزء الثاني من رواية مئة قبلة مع عدوي تحت عنوان ( عشق من نيران صديقة ) يرجي عمل متابعة للحساب حتي يصل اليكم الجزء الثاني ان شاء الله.
اتمني من كل شخص قرأها ميبخلش بتعليق برأيه بدون تجريح ❤️😘
شكرا على المتابعة ❤️😘
بدأت فى 15 أغسطس2020
انتهت 3 يناير 2022
أنت تقرأ
مئة قبلة مع عدوي "مكتملة"
Любовные романыمحامية ممتازة يضعها القدر فى موقف عجيب فتجبر على الزواج من شاب مراهق من قبيلة بدوية، ترى كيف ستتصرف؟