القبلة الثانية
وضعت يدها على وجهها بصدمة وعيناها تلتمع بالدموع وبرغم الألم الشديد بوجنتيها إثر الصفعة لم تنتبه له بل انتبهت لليد التي ترتفع لأول مرة عليها.
_ بترفع إديك عليا يا حسام.
جلس قبالتها يتابع نظراتها الصادمة، والمتحسرة، وقد شعر بالندم في الحال فقال وهو يقترب منها لكي يعانقها متأسفا
_أنا أسف يا حبيبتي سامحيني أنا..
ردت عليه مقاطعة وهي تقوم بإبعاده عنها
_ انت كل يوم عاوز تصدعني
كفاية حرام عليك أنا عندي ولاد وبشتغل وبتعب وانت مش بتقدر كل ده ليه
_ انت زوجة فاشلة.
قالها وهو يخرج من الغرفة الخاصة بهما الى غرفة الأطفال، وقد تحولت قسماته الى الغضب بشكل كبير، فكلما يقترب منها لكي يجلس معها تتحجج وتتهرب وهي تعلم انه يحبها أكثر من العادي وأكثر ما يشعله هو ثقلها عليه ، فهو يريد أن يدفن رأسها داخل صدره كلما يراها من شدة الاشتياق.
ضربت بأقدامها الفراش وهي جالسة عليه بغضب ورفعت هاتفها أمام عيناها تكتب مشكلتها بعصبية على منتدى الأزواج كشخصية مجهولة.
(أنا وجوزي بنحب بعض جدا واخدين بعض عن حب مشكلته معاياة انه عوزني على طول معاه أعد أكلمه وأشاغله وأنا بشتغل وعندي ولدين لازم أصحي كل يوم الصبح أجهز ليهم الفطار وكل ده إجهاد عليا ولما رفضت أعد معاه عشان مصدعة ضربني بالقلم. قولولي أعمل ايه ضروري انا نفسي أعيش مرتاحة)
انتظرت رد الأعضاء عليها لكي تجد حلا لتلك المشكلة، فقد أصبح الأمر صعبًا عليها وعلى عملها، فكثرة السهر ليلا تجعل أعصابها ترتخي قليلا ولا تستطيع أن تقوم بعمل جراحة طبية كإمساك المقص وباقي أدوات الجراحة.
وبعد دقائق قليلة انهالت عليها التعليقات من النساء وبدأت في قراءتها وهي تضحك، تتحسر، تبتسم.
(حطي له منوم في الاكل)
(ده مش طبيعي أكيد بتعاطي حاجة غلط معقول فى راجل عاوز مراته تعد تناغشه وتتكلم معاه ... ده أكيد منسون )
(رجالة فاضيه... مش حاسين بينا)
(رجالة لكاكه مبيجيش من وراهم غير وجع الدماخ)وبعد الانتهاء من قراءة التعليقات جاءتها فكرة أن تشترى بعض المشروبات التي تجعله يغفو فى النوم وبدأت في البحث على المواقع عن تلك الأصناف.
***
في الصعيد
جلس على أريكته وهو يضع يده على رأسه بحسرة وعقله يخبره أنه هو من ظلم نفسه كثيرا وأن ما يحدث له غضب من رب العالمين.
تذكر ماضيه الكريه بالكامل وكم كان يعشق المال وكم كان ينتظر الولد لكي يهب له اسمه وكل أمواله.
حتى أنه قام بأمور سيئة لأشقائه الاثنان فالأصغر الذي يليه قام بوضع السم داخل طعامه بدون علما لأحد وقام بطرد زوجته وأولاده الشباب.
وأصغرهم مات مريضا بمرض ابيه المتوارث وهربت زوجته مع بناتها خوفا منه، فكان هذا لصالحه. لكن لم يرزق بالولد، مهما تزوج الكثير من النساء في القرية، لا يأتي له سوى البنات حتى أصبح لديه ثمانية بنات وثلاث زوجات شرعيا .
ظل طوال حياته يأخذ فتيات اهل القرية والنساء الذين يولدون ذكورا يتزوجهم عرفيا مقابل إعطاء المال الوفير لأهلهم وإن علم أنها تحمل في بنت يطلب منها أن تقوم بإنزالها والا تفقد حياتها هي وأهلها.
والعجيب أن كل امرأة تلد الذكور لزوجها، لا تحمل منه الا في فتاة.
حتى جاء له المرض المتوارث بالعائلة مرض القلب، ومرض فى جسده يمنعه عن الزواج ، فلم يعد يستطيع أن يقترب من أي امرأة لأجل قلبه الضعيف وأيضا لفقدان رجولته.
طرق بيده على رأسه نادما على كل أفعاله ويريد الان ان يصلح الأشياء التي قام بتخريبها ،فوظف رجال يبحثون عن أولاد أخيه الذي قتله بالسم، فبعد هذا العمر الطويل، لم يبقي له أي شيء ف هذه الدنيا، خسر كل شيء حب بناتن وزوجاته وحتى والدته التي جنت بالصياح طوال الليل ولم تعد تترك غرفتها الا في الليل الثقيل لتتحدث بأمور ولغة مبهمة.
أراح جسده على الأريكة وهو ينادي ابنته التي تصرخ مع أشقائها بإزعاج.
_ . اسكتِ جالي المرض يبت ناوية على جلطة كمان.
دخلت سيدة في العقد الخامس وقسماتها تميل الى الغضب وهي تقول وتشير بأيديها بغضب
_ ايه يا سيد مالك بتشتم فيا إكده أنا عملت فيك إيه كمان.
_ مش انت يا تييت مش انت
منى الصغيرة الجحشة خليها تخرس.
جزت على أسنانها وهي تنظر اليه باستحقار فقد كانت زوجته الاولي والتي كانت فريسته الأولى في هذه السرايا.
خرجت من الغرفة وهي تغمغم.
(الله يا خدك وينتقم منك قادر يا كريم، يا رب ما تخدني غير لما أشوفه ميت قدامى مشلول)
وأردفت وهى تخرج الى صالة السرايا الضخمة الى ابنتها التي كانت تسب وتقوم بلكم اشقائها من أبيها.
_ مونى مونى إسكتي يا بت حرام عليك. تكفرينا بصوتك التخين ده.
عندما سمعت مونى كلام والدتها قامت بالضربة القاضية على إخوتها واسقطتهم أرضا ونظرت الى والدتها بعينها السوداء اللامعة وملابسها الكاشفة وتقول بصوت أجش
_ مليكش دعوة يا ولية روحي شوفي أللى وراك بعيد عنى.
في تلك اللحظة دخلت الخدامة القديمة بالسرايا التي كانت تعمل بالسرايا ومعها شابًا ممسكةً به وتقول
_ يا ست الستات يا بنت الأكابر.
ردت عليها الزوجة الأولى مقاطعة
_ حسنية؟ كنت فين يا مرة
_ كنت بدور على زوج ولادي يا ست الأمرة.
فقالت مونى وهي متحمسة
_ حسنية!
توقف شفتاها عن الكلام وهي تنظر الى هذا الشاب الوسيم الذي مع حسنية يبدو في منتصف العقد الثالث، عينان واهجه،بشرة لامعه صافية، متوسط الطول.
شردت به وهي تعض على شفتاه بنظرة غريبة. تعلمها والدتها جيدا.
_ اسمحيلي أشتغل شهر بس يا ست منى على بال لما اسافر القاهرة أعالج إبني.
تهتف بها حسنية وهي تبعد ابنها الى الجانب الأخر بعيدًا عن مونى التي تنظر اليه بحماس.
_ كمان عاوزة ابنك يفضل معانا.
في تلك اللحظة لمعت عين مونى فاشتعل الحماس داخلها.
فكان هذا الشاب أجمل ما رأت عيناها. فنظرت الى والدتها تنتظر إجابتها.
لكن الرد الصادم جاءها من حسنية وهي تقول
_ ده مجنون يا ست منى متجلجيش، عجله مفوت بعيد عنك.
_ خلاص. أجري شوفي شغلك في المطبخ واحبسي الولد ده في بيت الكلاب القديم اللي جنب السرايا.
وانت يا بت انجري البسي خلجاتك.
اشارت مونى بلا مبالاة الى والدتها وعيناها تتابع عين ذلك الشاب الذي يحرك عيناه يمينا ويسارا كالمعتوه.
فتحطمت أمالها به. وهي تقول
_ يامه القمر على الباب .
بس كيف ده يكون عجله مفوت. والجحش اللي ماشية معاه عاجل دنيا غريبة.
***
_بيسمع كلام أمه ياجيهان، ومش يصدقني ده إن خلاني أكلمه أصلا، شوفي استحملته أربع سنين بعيد عنى عشان في الغربة، عشان يبني لعياله، لكن أمه بتاخد كل فلوسه. تعالى شوفي بيتها أحسن منى كل شوي عزال جديد. ولا إخوته. فلوسه كلها اللي بيتعب عشنها بقاله اربع سنين بح.
وانا مش بيفكر حتى يكلمني غير كل فين وفين. وانا خدامة ليهم بعملها كل حاجة وفى الأخر يقلى يا فحلة يا تخينة ويضربوني في ظهري
كسروني أكتر لما شوفتهم يعملوا كدا عشان انا يتيمة ومليش حد يدافع عنى وهو نفسه لو شاف جوز أخته قالها كلمة وحشة بياكله بسنانه أنا تعبانة اووى ياجيجي.
تهتف بها شقيقة جيهان في الهاتف الخلوي، وتقول كل كلمة وقلبها يبكي متألمًا على حالها وحال ابنيها.
فترد جيهان عليها ببكاء متماسكة وهي ترى أنها وأختها يدفعون ثمن أخطاء لم يرتكبوها فقالت لها تهون عليها قليلا.
_ متزعليش يا إسراء. حقك عليا يا حبيبتي. بس اسمعيني هو تصرفاته كدا عشان في الغربة ومش شايفك وبعيده عنه، وذكرياتكم مع بعض بسيطة جدا. هو ها ينزل إمتي..
_ كمان شهرين. بس تعرفي. هيفضل زي ما هو.
تعرفي أخر مرة قعد معايا أمتي ؟ في الولد الأخير يعني من يجي أربع سنين.
أخر مرة قالي يا تخينه وأنه بيقرف مني.
_ طب ما تخسي يا اسراء وضبطي نفسك أنا لو مكانك والله البس أحسن لبس واخس ولما يجي أعمله العجب عشان يعرفني على حقيقتي وان كلام أهله غلط.
بصي هحاول أجيلك نروح لدكتورة تخسيس.
_ دكتورة؟ معيش فلوس. وهسيب العيال لمين.
أنا هخس مع نفسي بقي وأمرى لله.
_ أوعى تستسلمي.. عشانك وعشان ولادك.
_ ابني قعد يعيط لما شاف نينته ضربتني.
تعلم انه ليس بيدها شيء فهي الأخرى تعيش بعذاب، متزوجة نعم، لكنها وحيدة تتحدث مع نفسها.
شعرت أنهم كالغزلان يعيشوا في وادى الذئاب.
فقالت جيهان بحسرة
_ احنا نعمل اللي في إدينا قبل ما نندم على أي فعل نأخذه خلينا نستني لما هو ينزل ونشوف هنعمل ايه.
أغلقت جيهان الهاتف مع شقيقتها بعد أن أعطت لها النصائح لكي تتجنب الضرب وبعض المشاكل.
وبقت تنظر الى الهاتف وهي مستلقيه على الفراش بمفردها في الغرفة وتبكي على حالها هي وأختها.
فلمحت مشكلة عضوة على المنتدى المتزوجين الخاص بالنساء.
فبدأت بقراءتها
(أنا وجوزي بنحب بعض جدا واخدين بعض عن حب مشكلته معاياة انه عوزني كل يوم أعد معاه واكلمه وأنا بشتغل وعندي ولدين لازم أصحي كل يوم الصبح أجهز ليهم الفطار وكل ده إجهاد عليا ولما رفضت عشان مصدعه ضربني بالقلم. قولولى أعمل ايه ضروري انا نفسي أعيش مرتاحة)
انهمرت الدموع من عيناها وهي تقرأ كل كلمة، فكم تتمني لو كان زوجها بنفس تلك الشخصية، كانت لتكون الأسعد في العالم. فكتبت تعليق على هذا المنشور. وهي تبكي متحسرة.
(شيء جميل إن جوزك يكون بيحبك عشان كدا عاوز يكون قريب منك على طول، حاولى تعرفي قيمة الشخص اللي معاك عشان ناس كتير تتمني يكون زوجها بطريقة دي، أنا عارفه انك زعلانه عشان هو ضربك، بس اعتقد عشان انت قاسية معاه، صلحي نفسك بسرعة قبل ما يروح منك)
لم تمر دقائق حتى جاءها تعليقات من بعض الفتيات التي تتهمها بأنها منحازة الى الرجال وبدون كرامة.
لم تتوقف الدموع عن النزول وبقت ترسم لها من بحرها عالم خاص بتلك الشخصية التي قرأت عنا وتتجسد في روح زوجها وهو يجالسها في خيالها.
فابتسمت وهي تقول
(يا رب اهديه واجعل في قلبه الحب ليا)
***
بعد مرور سنة كاملة
ارتفع نجمها المتألق بالنجاح ولم يعد لها الوقت الكافي لكي تجلس بغرفتها فبقت تنام في المكتب الخاص بها حتى تتمكن من انتهاء عملها.
جاءها اتصال من شقيقتها هنادي في ظلام الليل.
فرفعته الى أذناها بسرعة، ليأتي صوت زوج شقيقتها وهو يصيح في الهاتف
_تعالى خدي أختك من هنا قبل ما أرميها فى الشارع
قالها ثم أغلق الخط ليجعل قلبها ينبض بجنون وخوف على شقيقتها، فأسرعت في الليل ذاهبة الى منزل شقيقته، وما إن رأتها كانت الأجوبة على كل اسئلتها المتلهفة داخل دموع أختها وكسرتها.
فقالت أماني بغضب الى زوج شقيقتها
_ عملت ايه في أختي يا تيت.
_ إيه ! إنتوا اللي جاين من تحت الجاموسة أنا ايه اللي خلاني أجي أتجوز من عندكم يلى معندكمش شرف.
أختك يا أبله بتغير هدمها وسايبة الشباك .
_ اخرس. إحنا انضف منك ومن سلالتك وعارفة كويس نوياك.
_ أطلعوا بره بدل ما أرميكم انتوا الاثنين .
جزت أمانى على اسنانها بتوعد وخرجت من المنزل بصحبة هنادي وأطفالها الاثنان وأدخلتهم في سيارة أجري أمام المنزل ورجعت الى زوج أختها وبثقت فى وجهه وقامت بسبه.
_ انا أعرف أربيك إزاى عشان تقرب من أختي يا تيت.
لم تتوقف هنادي عن البكاء بصمت وعلى قدميها ابنيها الصغار وما إن وصلوا الى شقة أمانى قالت لها
_ بصي أرتاحى وبكرة نتكلم معلشي بقي عشان الشقة بايظة، مش بفضي أنضفها.
_ أمانى هو كذاب أنا..
_ خلاص يا هنادي أنا عارفة
شوفي بس أنا هعمل فيه إيه في المحكمة.
_ و أبويا؟
_ مش يعرف حاجة خالص الوقتي.
تنهدت أماني وهي ترفع نظارتها أمام شقيقتها.. وتتوعد بالسب الى زوج هنادي.
وفى اليوم التالي.
قامت أمانى بتجهيز الفطور بحب والقلق يغزو عقلها فلم تتحدث هنادي معها بأي شيء منذ بداية زواجها، كانت تعتقد أنها سعيدة
لم يمر الوقت من تفكيرها الا وشعرت بالندم على عدم زيارتها دائما فكانت على الأقل ستشعر بحزن شقيقتها.
_ كان عوزني أفطر في رمضان يا أمانى.. قد إيه هو إنسان مريض
تهتف بها هنادي وهي تقف خلف أمانى التي التفتت اليها بدهشة.
فأردفت هنادي والدموع تنهمر من عيناها بكثرة.
_ كنت خدامة تحت رجليهم مش عاوزة أفتكر أي حاجة، أنا بس عاوزة أطلق منه.
تجمعت الدموع في عين أمانى وهي ترى أن هنادي قد تحاملت على نفسها، فهي كانت الأخت الهادئة التي تتحدث بعينها قبل لسانها التي كان شغفها الحب والعاطفة وكانت أكثرهم رقة ومحبة.
فكيف لتلك الفتاة أن يكون قدرها صعب الى هذه الدرجة أهو تسرع أباها في الموافقة على الزواج بدون بحث مسبق؟
مالت رأسها بالإيجاب وهي تأخذها في أحضانها وتقول
_ والله ما هسيبه غير لما يركع ليك عشان تسامحيه. وبكرة تشوفي
_ مش عوزه أشوفه نهائي نفسي أنساها وأنسي ضربه ليا.
انا بقيت خايفة على طول أنا.
_ أنا معاك يا بنتي متخافيش أختك شاطرة. وتجيب أجله في لحظة.
مر الصباح كاملا وهي تجرى بأقدامها في المحكمة وبيديها خمسة عشر قضية موجهه الى زوج شقيقتها وهى تقول بتوعد
_ والله ما هسيبك يا تييت
فجأة علا صوت هاتفها منبأ باتصال فرفعته الى أذناها وهى تزفر بشدة وتقوم بالرد.
_ إلحجي ياأمانى أبوك بيموت***
تحمل ولدها الصغير وهي تقوم بإرضاعه والدموع تنزل من عيناها على ما بدر من زوجها، اعتقدت أنه سيتغير عندما يأتى له بطفل، لكن الحال على ما عليه، بل أسوء.
المعاملة الباردة التي تصدر منه اليها هي نفسها مع ولده الصغير، لا تشعر بأي دفئ ابدا منه ولا لولدها .
فمسحت دموعها وذهبت اليه وأقبلت تطرق الباب فلم يأتي اليها أي استجابة، فطرقته بعنف.
حتى جاءها بغضب وهو يفتح الباب
ويقول
_أنا مش قولت لك ميت مرة، تفضلي في أوضتك متجيش خالص هنا.
أنت مصممة تخليني أعذبك.
_ حرام عليك ابنك سخن مفيش عندك أي خوف خالص.
زفر بشدة وقام بسحبها داخل غرفته وهي يلقيها على الأرض حتى سقط منها الطفل فصرخت بحسرة وهى تهرع اليه ببكاء.
فقال.
_ إسمعي بقي الولد ده مش إبنى، لو قولتي ليا أبني دي تاني هاروح أرفع عليك قضية شرف.
_انت بتقول ايه أنت اتجننت.
_ لو مش مصدقة امسكِ الورقة دي.
وضعت الطفل على الفراش واقبلت تنظر في الورقة بصدمة وخوف.
فأردف.
_ الولد ده جه بالتلقيح و مش مني أنا أصلا مبخلفش زي ما الورقة بتقول وعملت كده عشان أخلص من الزن بتاعك.
صرخة داخلها على وشك الخروج لكنها كتمت بقلبها ولم تمر عبر حنجرتها وسكنت داخلها.
وبقت على الأرض خائرة القوى متشنجة اللسان.
_ ليه ظلمتني. ليه إتجوزتنى وإنت مش بتحب تقرب مني ليه.
_ عشان كنت حلوة وعاوزك تكوني ليا وبس ...لكن الوقتي زهقت منك. ومعتش طايقك.
كل ما تشوفيني جاي من الشغل لا أعد معايا لا احضني.
طلعتي مخك فاضي
أنا بكرهك.. وبقرف منك.
ومعتش قادر ابص في خلقتك.
وقفت على قدميها بصعوبة وهى تعافر لكى تصل اليه وتقوم بصفعه ويدها ترتعش وتهتف
_ طلقني يا تيييت طلقني يا ظالم منك لله.
قام بدفعها بعيدا وهي تصرخ ببكاء بصوت مبحوح ويقول وهو يبثق عليها.
_ انت طالق بالثلاثة.
***
تضع زيوت خاصة بالتنويم وبعض الوصفات في كامل أصناف الطعام لكى ينام و يتركها ، لكن لم يعمل أي مفعول معه برغم أكله كل الطعام، بل انقلب بالسلب عليه واصبح مستيقظا أكثر ولا يتوقف عن الكلام المعسول .
ويظل يطلب منها ان تجلس بقربه وتحكي له ما حدث معها طوال اليوم فكم يحب صوتها بهمساته.
إلا ذلك اليوم عندما قامت بوضع العطور وهيئت نفسها بأجمل الملابس، ووقفت أمامه تحت نظراته المليئة بالحب والعاطفة بكل لغاته ومشاعره._ وقفت تبعت ليه العينات للأستاذ ماهر.
تهتف بها وهى تجلس بقربه تحت نظراته المعجب والتي انقلبت إلى بعض الغضب
_ وانا بقول ايه التغير الكبير ده، أتاري عشان المصلحة.
_ يا حسام يا حبيبي إحنا بيجيلنا مدخل كبير من الحاجات دي، ودى مسألة إنسانية متبقاش صعب ما انت كنت زمان بتبعله على طول ايه اللي حصل؟
_ أنا مش هستفاد حاجة من كل ده وفى البداية أنا وفقت عشانك بس دلوقتي ....
رد أسماء مقاطعة بهجوم
_ بس أنا هستفاد ولازم توفر لي كل حاجة. فيها ايه يعني لما تعمل خير لناس محتاجه
_ أنا مستغرب فيك يعني مش غيرانه ولا بتفكري يكون ليا أولاد من ستات تانية.
_ هو يعني انت شايفهم ولا تعرفهم ولا هما يعرفوك أصلا.
حاولت أن تلين قليلا من نبرتها فرفعت يدها تمررها على خصلات شعره بنعومة وتقول بدلال لكي تيقظ فيه الشخص الحساس العطوف._عشان خاطري بقي يا حبيبي.
تهمس بها وهي تقبله فى جبينه بنعومة ليبتسم لها ويهمس.
_ أهم حاجة عندي سعادتك يا روح قلبي.
يتبع ...#سارةمنصوردوارالشمس
أنت تقرأ
مئة قبلة مع عدوي "مكتملة"
Romanceمحامية ممتازة يضعها القدر فى موقف عجيب فتجبر على الزواج من شاب مراهق من قبيلة بدوية، ترى كيف ستتصرف؟