القبلة التاسعة
ظل يراقب عيناها الثلجية الخائفة من قربه ، كلما يلمح ضعفها وخوفها منه يجعله يطمع أكثر بها .
_ مش حلوة يعني .. مفيش غير عنيك بس .. والباقي
...ممممم
اقترب يونس منها قليلا ببطء وهو لا يزال يجلس بجانبها وهى نائمة على الفراش بتعب قاتل ولا تستطيع تحريك اى طرف من جسدها العليل .
قام بأغلاق عيناه وهو يقترب اكثر ولم يعد بين شفتاهما سوى طريق لمجرى الأنفاس ، وقف قليلا وهو يتابع أنفاسها الخائفة تجرى على كامل وجهه ويستنشقها بالكامل داخل رئتيه ،فابتلع ريقه وهو يتلذذ برعبها منه ، فتح عيناه لتتلاقى في أعين جيهان الجاحظة فارتسمت ابتسامة على شفتاه بخبث وهو يقول بغرور.
_ ريحتك مش لطيفة على فكرة .
دق قلبها بعنف وارتعشت يدها ، والغضب يدور حولها ويخبرها أن تقتلع مقلتيه بسكين حاد دون أي رحمة ..
لم تستطع أن ترفع يدها بسبب ثقل جسدها بطريقة غريبة ،حاولت ان تقبض كفه يدها ، لكن هيهات.. فلا تشعر بأعصاب جسدها بالمرة .
رمي يونس نفسه بجانبها على الفراش ببرود ليكون بجانب طفلها الصغير ويمسك يده الصغيرة متفحصا إياه، ويقول وهو يرفع بصره اليها لتتلاقى بطرف عيناها .
_ ابن مين ؟؟ .. ..
عضت جيهان على شفتاها بغضب واصدرت صوت يشبه الأنين الصارخ المكتوم .
رفع يونس نفسه من الفراش وأخذ وضعيه الجلوس بجانبها تحت حسرة عيناها وقال ..
_ مش عاوزة تقولى لييه ؟؟
الحاجة دي مش بستخبي .. وخاصة عليا ..
.. كدا كدا هعرف مين اللى مرات ماهر خانته معاه..
لم تشعر بنفسها وهى ترفع رأسها لتبثق عليه فمن اين أتتها تلك القوة حتى تنجح بقبض كفه يدها بذلك الغيظ وترفع يدها لتدفعه من وجهه ، لكنه قام بإمساكها مانعا إياها وهو يردف بابتسامة لم تعجبها مطلقا.
_ .محروقة ليه كده. (ابتسامة )
هنا علا صوت الطفل بالصياح ..فأردف يونس وهو لا يزال بجانبها وهى نائمة على الفراش ويقترب من وجهها المليء بالعبوس بالكره والغضب .
_ أكيد .. العدو .. دايما او الصاحب .
تجمدت في مكانها وانسابت اعصابها وهى تنصت اليه ، وقد تجمعت الأفكار والأمل في عيناها من جديد.
ابتعد عنها وخطي خارج غرفتها ووقف أمام باب غرفتها وينظر اليها بابتسامة تجمع بها الخبث القابع داخله ،حتى قرأتها بعيناه بأنه يراها القشة التي ستقسم ظهر البعير ، فتأكدت ان بين يونس وماهر عداوة ..
وبرغم غزو أفكارها ..الا انها تائهة فيما قاله بأنه دائما العدو أو الصديق... فهل قام ماهر بأخذ نطف اصدقاءه..؟
ولكنها لا تعلم اي صديق له أو عدو.****
تجرى مونى بأقصى ما تملك من قوة في ذلك الطريق الكبير الفارغ والذي لا ينتهي أبدا مهما تهرول به ،تنظر خلفها خشية من أن يمسكها ذلك الرجل الذي تريد عائلتها ان تزوجها منه .
تنظر الى أقدامها لترى انها تجرى ببطء شديد يتعارض مع انفاسها شهقت وهى تحدق بجسدها والى ذلك الفستان الطويل الأبيض الذي ترتديه .
ترفع الفستان الى أعلا وتعض على شفناها لكي تضغط على نفسها وتجرى بسرعة ..
وفجأة سقطت على الأرض وهى تلهث بقوة ،حاولت إن تقف بيدها والدموع تنهمر من مقلتيها السوداء .
_ حب على يدك .. متجربش مني .. مش عاوز اتجوز ..
أقترب الرجل منها وقام بمسك معصم يدها بقوة وأقبل يقبل وجهها بنهم .. تحت صياحها وشعورها بالنفور ..
_ لاه ..لاه ..
تهتف بها مونى بحسرة ، لتستيقظ وهى تشهق فى الفراش في غرفة مظلمة وجانب صغير بها إضاءة خافضة .
_ صحيتي !!
يهتف بها أحدا ما بجانبها ، فتلتفت بزعر الى الجانب الذي لامسها به أنفاسه ..
علت الإضاءة فجأة .. لتنصدم برؤية ذلك الوجهه الجميل الذي يريحها دائما ..
لا تعرف كيف لموجة الصرع التي عمت قلبها بالخوف .. اختفت في ثوان معدودة ..وعندما تلاقت اعينهما .. هل تحبه لتلك الدرجة ؟
_ عمر ...!!!
تهف بها مونى وهى تحتضنه وتتنهد براحة ..وتردف
_ الحمد لله كان كابوس ..
دفعها عمر من كتفيها لتعود الى حافة السرير ..
تنظر اليه بصدمة .. وتتفحصه جيدا وهو يرتدي قميصا بلون البني مفتوح الصدر وبنطال اسود ..
جحظت عيناها وهى ترى تلك العلامة المحفورة بصدره ذات علامة اكس .
ابتلعت ريقها وهى تتفصحه وتقول بشغف ..
_ وااااه والله زيين هالجمال .. رباني يابوي ..
وحشيني .. يابن حسنية .. جولى وينها امك ..
ينظر اليها عمر بطريقة غريبة قشعرت بدنها فتلك العينان لم تكن مرتكزة على وجهها بتلك الطريقة من قبل ..
هنا شعرت بألم حاد برأسها فتألمت وذكريات أمس عادت اليها ..
فكادت تقع على الأرض فرفعت يدها لتمسك بشئ يحاول سندها من أن تقع ..
فقامت بوضع يدها على ذراع عمر ، فتلاشي ذلك الوجع تدريجيا وهى تقوم بتصفح صدره المرسوم البارز بالعضلات وخاصة معدته ..
_ معقول الواحد ينولد أكده .. كنت عارفة ان ربنا هيعوضني في يوم من الأيام .. يلا مفيش حاجه كاملة .. أنا العجل وانت الجسم ..يا مزز
_ عقل ؟؟؟ فين العقل ..
رفعت مونى بصرها الى وجهه عمر فكانت قامتهما متقاربه جدا .
_ عمر ..ياابن جلبي أن تتكلم ..
حتى صوتك ... والله زييين ..
كيف الناي ؟؟؟
كيف يعني الشفاة العسل دي تخرج منها ؟..
اكيد حلاوة ..
أجولك .. الأول ..
نظرات متصلبة باردة ، بها بريق القمر في ليلة ممطرة مع أوراق الشجر الأخضر الذي يسكن على أطرافه قطرات الندي في الصباح .
علا صوت رنين جرس المنزل بصوت قوى رنان ، فخرجت من شرودها بعيناه، فقام عمر بسحبها وهو يقبض على معصمها بقوة ،شعر مونى بألم حاد لكن عقلها عائم في التساؤلات .
خرجت من تلك الغرفة البالية على شقة كبيرة باللون الأبيض لا تملك نافذة واحده رأسها يدور ويدور وعيناها تستكشف ما حولها من أثاث فخم مهدئ للأعصاب .
قام عمر بفتح الباب فدخل اربعة رجال، تنظر اليهم مونى وعقلها لا يستوعب مايحدث .. علمت انه حلما .. كما الحلم السابق ..الا ان الحبيب داخله .
وبرغم الأشياء الغريبة التي تحدث به الا أن به عمر .. وذلك يكفى لجعله حلما جميل جدا، فظلت تنظر اليه بهيام الحب الشهى ، ولم تنصت الى كلامهم حتى فتح رجل منهم دفتر وقال بعض الكلمات الصادمة ..
حتى وصل الى كلمة
_ موفقة بالجواز ..
توقف عقلها عن التفكير وعاد الشريط الى الوراء في ذلك الحلم المزعج .. فتساءلت .. هل هما حلمين .. متناقضين ..
فقالت بدون وعي بصوت هز جدارن الشقة بالكامل.
_ موافجة ..
وبرغم تلك النبرة الغريبة والكلمات التي تصدر من عمر أمامها لا تفهم محتواها لشدة سحرها بنبرته الرجولية ..
فقالت ..بدون وعى
_ حلم جميل يابوي .. مش عاوز اصحي منه نهائي.
تهتف بها مونى أمام عمر بعد أن خرج الجميع ..
فرد عليها بنظرة غريبة
_ تقصدي الكابوس ..
_ ليه تجول أكده يا حبيب الجلب .
تهمس بها مونى وهى تلقى نفسها في أحضان عمر وهو يضع يده خلف ظهره، فوصل الى أذناها صوت أنفاسه التي تشبه الفهد عند الهجوم على الفريسة .
لم يمر ثوانى حتى قام عمر بدفعها على الأرض بقوة حتى اصطدمت بالطاولة ..
_ غبائك سهل عليا حاجات كتير يابت سيد ..
ودلوقتى جه وقت دفع الثمن غالى ..
يقولها عمر بغضب وبدأت نبرته تميل الى الحقد والغيظ وهو يرفع هاتفه الى أذناه ..ويقوم بفتح الميكرفون الخاص بهاتفه ..
علا الرنين.... ، تتابعه مونى بشرود وهى عائمة في بحر الأحلام .
ظهر صوت من الهاتف تعرفه جيدا مما جعل مونى تخرج من شرودها .
_الو .. الو ..
_ أخبار الصغيرة ايه ..
.... ران الصمت لثوان...
_ مين .. وجبت رقم تلفونى منين ؟
_ همك على رقمك، ومش على اختك الصغيرة ...
طول عمرك مصلحجيه يا ...... نمرة.
_ نمرة؟؟
شهقت أمانى .. وعقلها يخبرها بالداخل ((محدش كان بيقولى الاسم ده غير ...!!))
ابتلعت ريقها بصعوبة وارتعشت شفتاها بالخوف وجربت حظها بالنطق باسمه بعد مرور خمسة عشر سنة وهى تعلم أن ما تقوله عبث .
_ زياد ؟؟
_ لا أصيلة ..يابنت سيد ..
اسمعي الصغيرة معايا .. لو عيزاها تغيرى العقد وتعطيني المزرعة ..
لا تستوعب أمانى ماتسمعه ، فكيف يكون زياد الذي مات قبل خمسة عشر عاما وأمامها ..
سقط الهاتف من يدها ومخيلتها تعود بها عندما كانت في العاشرة ..
عندما كانت تلعب في المزرعة مع صديق طفولتها زياد الابن الغير شرعي... لعمها ...
لم تنسي تلك الواقعة ابدا طوال حياتها عندما كانت تسحب العقد من يد زياد الذي سرقه من والدتها في الخفاء وكل ذلك أمام البحيرة السوداء التي تقبع امام المقابر .
لم يتجاوب معها زياد فقط كان عنيفا بتمسكه بالعقد وهى كانت الطفلة العنيدة،
لم تتوقف عن التمسك بالعقد حتى قام زياد بدفعها بعيدا حتى سقطت من على منحدر حديدي الخاص بالعمال وسقطت في البحيرة .
لم تنسي نظرته لها في ذلك اليوم وهو يراها تغرق أمامه تحت استنجادها .
رأت الموت بعينها وهى تشعر أن الماء يسحبها لأسفل..
بريق من الأمل لمس كيانها مع يده التي اخترقت الماء لكى تسحبها الى أعلى، حتي أخذها الى سطح البحيرة وقام برفعها من أسفل لكى تصل الى المنحدر وتتسلقه، لم تشعر بقدمها وهى ترتعش خيفة من الموت في تلك الساعة التي مرت بها، دهشت عندما رأت والدها ينتظرهما على المنحدر .
فقام بمسكها ودفعها إلى الخلف حتي تكون وراءه .. وحدق بزياد بنظرات لاهبة لم تخرج من مخيلتها الى الأن .
_ انت بطل ياواد يا زياد ...
يهتف بها سيد نصير .. بعيون تملك بريق المجد والسلطه ..ثم تتحول نبرته الى اعتيادها الشيطانى ..
_ والابطال مشاعرهم صاحية ... وانا رجالتى جلبها ميت ..
يهتف بها سيد وهو يقوم برفع عصاه الحديدية وينزل بها على رأس زياد الذي كان يتابعه بصدمة ..ويدفعه تحت صياحه المتألم إلى البحيرة ..
_ يابووي .. عملت فيه ايه .. هيموت ..
_ انجرى ..يا وش الفجر .. موت اربع رجال بسببك وبسبب فضولك يامجرمة ... أنت اللى موتيهم بغبائك .
سقطت أمانى على الأرض وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة فمشهد موته أمامها وغرقه وصرخات استجاده .. ظلت تحلم بها لسنوات.
ذهبت الى حمامها وقامت بغسل وجهها عدة مرات حتي تفق من بداية نوبتها التى تخشي ان تصيبها الأن..
شعرت بأحد يقوم بلمسها من الخلف ، فالتفتت بزعر الى الوراء وشهقت وهى ترى يد محروقه تتسلل على جسدها ، فرفعت بصرها لأعلى وهى على وشك فقدان الوعي ..
فلم تجد شيء ، اعتقدت أنه مجرد تخيل ..عدلت من جلستها ودخلت إلى غرفتها وقلبها يتواثب .. لكن ظهر أمامها خيالا كبيرا ويخرج منه رجلا محروق الجسد ..
فصاحت بأعلا صوتها ..وفقدت الوعي..
***
بعد غلق المكالمة .. التي أجراها .. صدم زياد من رده فعل أمانى فلم يكن يتوقعه أبدا ،فلم تعطي له أي أهمية مطلقا ولا شعر بخوفها على شقيقتها .. ..
حاول كتم غيظه وظل يحدق بمونى بغضب كبير وعيون مليئة بوهج الجحيم .
أما عن مونى فكانت تتابعه بعدم فهم فما قصته ، وتغيره الكامل بتلك الطريقة ومن اين يعرف شقيقتها أمانى ؟.
مر شريط حياتها عندما أتى اليهن في السرايا وما رأته منه إلا الأن ، نظرته لها لم تكن لشخص غبي ، بل كانت ..غريبة منذ البداية ..
مشهد مقابلتها له تحت الشجرة .. والقاء الصخرة على ذلك الشاب المعتوه .
وتقبيله لها بتلك الطريقة ..
شهقت بعد أن توصل أنها كانت كالدمية في يده منذ البداية .
فقالت بغضب وهى تحدق في عيناه بجراءة .
_ وااه ..انت مستحيل تكون ابن حسنية ؟؟
أنت مين .. وليه جبتيني هنا .
لو فاكر انى ضعيفة تبجى أهبل .. أنت متعرفنيش ..
أنطق ..
ران الصمت بينهما قليلا، لتردف موني
بتبصلي كدا ليه ؟
اقترب منها زياد وأمسكها من يدها بقوة واخدها إلى تلك الغرفة المظلمة .
فتركت نفسها له وجعلت خطواتها خفيفة لكى تصل الى معلومة أو اى شيء،
قام زياد بإدخالها الى تلك الغرفه وهو يقوم بدفعها من يدها لتبتعد عنه عدة خطوات وهو يقول .
_ اسمعي يابت ...
الأيام اللى جاية دي هي اللى هتحدد مصيرك ..
خليكي قاعدة في الاوضة دي زي الشاطرة .
أي حركة كدا ولا كدا .. هتدفعى التمن غالى ..
شعرت مونى وهى تنظر الى تعبيرات وجهه وهو يتحدث انه ارنب لطيف يتجسد بظل فهد، فلم ترى أن تلك القسوة تليق به ، ام إن أصحاب الوجوه البريئة برية من الداخل... ؟ ، بادلته بنظرة لا مبالاة، فلم تشعر بالخوف منه مطلقا وهى تقول
_ هتعمل ايه يجي ياواد ...
أوعاك تفتكر انى خايفة .. ومنك أنت ..
لا ياحبيبي مش أني ..
وبعدين أنا معنديش حاجه أخسرها .
حدق داخل عيناها بصدمة ، فلم يكن يعرف أن تلك الفتاة جريئة إلى تلك الدرجة ..
هنا لمعت عيون مونى بفكرة ، فاستيقظ عقلها وهو يقول لها ..
((( يابتتتت ياهبلة .ده أكيد واحد ابوك ضحك عليه بشوية فلوس .. بصي للجانب الإيجابي ... اتزوجتي من واحد مزز وعيونه خضرة يعني انت الكسبانه .. هيعملك ايه يعني ..
.. هاهاه ..
خليك ناصحة .. واضحكي عليه ..
شكل البيت نضيف ومن عيلة نضيفة ... والله يفتح النفس .. شقة ولا في الاحلام ... سايريه واصل )))
ابتسمت مونى بخباثة وهى تتطلع عليه وتنظر الى أنحاء جسده ، وتستمع الى افكارها .. بحماس .
شعر زياد بأن عينها تحدق به بإعجاب ، فبرقت عيناه أكثر واقترب منها حتى يخيفها فكيف لها أن تكون بذلك البرود وهى مخطوفة من رجل غريب .
_ بجولك ايه يازياد ... متخلينا نتفج ونتعاون ...جولى أنت عايز ايه من الأخر .. وانا اساعدك ..
قهقه زياد بصوت مرتفع ورفع احدي حاجبيه وقال ..
_ أدمرك ..وأدمر أهلك واحد واحد ..
_ بس ياحبيبي الشغل دِه كان زمان .. شغل ابيض واسود خلينا في الجديد ..ياعسل ..
جولى تريد فلوس صح ..؟؟
التقت أنفاسه بغضب ونظر اليها نظرات لاذعة مليئة بالحقد .. فهو يريد أن ينتقم منها وجعلها هي وعائلتها يقبلون قدميه حتى يتركهن وشانهن .
_ أنت فاكرة ان معرفكيش يابت ..
_ الله . بنت طالعه من بوقك زي الجشطة .
_ أنت فاكرة ان معرفش .. تربيتك ..ولا أصحابك اللى كنت بتقبليهم على الشجرة .. طبعا ما هو واحد زي ابوك لازم .. يجي له ابتلاء .. وينفضح في..
ردت عليه مقاطعة... بسخرية
_ انت بتجول فيها ..ياريت ياخويا .. ماانت شايف شباب الدوار كلاياتهم مش حلوين ..
بلاش قله أدب على الفاضي
...أنا عمرى مابوست حد غيرك .. يا عمورى .
شعر ببعض الحرج من كلامها وجرئتها ،يعلم انها تقوم باستفزازه مهما يحاول ان يضايقها ..
تسارعت أنفاسه بالغضب .. فقال لها بثقل ..
_ ابوك مات بسرعة ليه يا صغيرة .
_ سلامتك عنيك الحلوين ياخوي .. كل ده وصغيرة ..
وبعدين أنت تعرف إن ابوي تعبان ..
ساد الصمت لثوان وهى تتابع عيناه التي تحولت من العصبية الى برود تام ..
فهتفت بعصبيه
_ عملت ايه في ابوي ..
في تلك اللحظة شعر زياد انه نجح في قهرها ..فاقترب خاصة من وجهها وقال وانفاسه تلمس كامل وجهها ..
_ قتلته بالسم ..اللى قل بيه ابويا .
عيناه وشفتاه كلما تنظر اليهما ترى فيهما طيبة ونسيج خيالي لذيذ يخرج مع أنفاسه مما يشعل قبلها أكثر ..
_ كذاب
تهمس بها مونى وهى تتابع ملامحه بسعادة وتبسط يدها وتقوم باحتضانه من خصره، صدم زياد من فعلها الجريء ، علم ان تلك الفتاة ليست هينة ابدا وان ذلك الجانب لن يخيفها فعيناها لا تخاف الأمر الأهم أنها في حوزته مسجونة ،وبها سيصل الى مبتغاه .
قام بإبعادها عنه وخرج من تلك الغرفة وقام بإغلاقها بالمفتاح ..
تحت كلماتها ..
_ تصبح على خير يا أرنوبي ..
جلست مونى على الأرض ، وقامت بإطلاق تنهيدة طويلة بعد أن تصفحت تلك الغرفة المظلمة ، لتقول بغرابة .
_ ياترى انت مين يا عمر وحكايتك ايه مع اختى وليه اتزوجتني .. شكلك غلبان .. بس ياخوفى .. يطلع وراك كبير .
تهمس بها مونى بينها وبين نفسها وهى تخرج يدها من جلبابها الأسود وتتذكر وهى تقوم بمعانقته بخطفها لمحفظته من بنطاله،
قامت بإفراغ محتوي المحفظة لتشهق وهى ترى ان عمره.
_ زياد يونس العتابي
موليد 1994 ...
اومال ليش باين عليه حاجه وثلاثين ..أأف ليش حظي بشع إكده ،هجول لنفسي السن مو مشكله أنغام زوجها اصغر منيها بعشر سنين .
***
لم يزورها النوم في تلك الليلة ، ظلت مستيقظة حتى صعدت شمس الصباح بنور متجدد نشيط مثل حماسها الكبير ..
شعرت أنه قريبا ستعرف من هو أب طفلها ، فبرغم خوفها الشديد من يونس ومن عيناه الجريئة الا أنه يمكن ان يجعلها تصل الى هدفها .
جهزت الفطور للأطفال وجعلتهم يتناولون الطعام ،ارتدت ملابسها بعد أن تأكدت من خروج يونس ، وذهبت الى المشفى .. وهى تدعوا الله ان يبعد عنها ذلك المعتدي .
وظلت تردد اذكار الصباح وهى تمشي داخل المشفى وتحاول أن تتماسك من ارتعاشه جسدها وهى تتذكر ذلك اليوم..
أوقفتها ممرضة عند عبور القسم الخاص بالتوليد . وقالت لها
_ حد قالى أنك بتسألى على المتاجرة بالحيوانات المنوية في المستشفى والمتبرعين ..
جحظت عين جيهان وهى تستمع الى الممرضة، فقالت بلهفة ..
_ ايوة ايوة أنا اللى بسأل .. تعرفي حد .. ؟
_ بصي انا معرفش متبرعين .. أول حاجة الفلوس ... وطلما أنت هتدفعى المبلغ أللى هيطلب .. يبقي تسألى الأستاذ وليد أو حسام .. هما اللى بياخدوا العينات من الناس في المختبر .. ممكن يشوفلك حد .
بس خدي بالك ده سر ..ومتعرفيش أي مخلوق نهائي أنى عرفتك حاجه زي دي .
تهتف بها الممرضة وهى تمد ذراعها الى جيهان لكى تعطي لها المال مقابلا لإفشائها سر صعب الوصول الى أي شخص .
هلت السعادة على وجه جيهان بطريقة كبيرة ، شيء ما بداخلها يخبرها أنه لم يعد الا خيط واحدا وستكتشف فهى ستعمل لدى حسام وبالتأكيد سيخبرها أن علم مأساتها ، وبالرغم من أن جيهان لا تملك من حطام الدنيا شيء الا أنها أخذت الساعة التي في معصمها وأهدتها الى الممرضة التي كانت تتابعها بذهول حتي تغيرت قسماتها إلى غضب شديد .
هرولت جيهان الى المكتب الجديد التي ستعمل به، وجلست مع الممرضات ، رحبن بها، وطلبن منها ان تتناول الطعام معهن ..ففعلت .. وكشفت عن وجهها أمام الممرضات .. فنظن اليها بغرابة وإعجاب كبير انقلب فى نهاية الأمر إلى غيرة شديدة، فبادلتهن بتظرات سعيدة ولم تعطي اهتمامها لنظراتهن .. فهى لأول مرة تشعر بالحماس للعمل مع ذلك الطبيب .
_ شوفوا الى حصل يانسوان ...
تهتف بها أحدى الممرضات .. فتستمع اليهن جيهان دون انتباه..
_ فاكرين ..لما ظهر إشاعة ان دكتور يونس طلق مراته ... طلعت حقيقة مش اشاعه ...
شهق الجميع .. فانتبهت اليهن جيهان بقوة .. وهم يتحدثن بصوت منخفض ..
فردت احدي الممرضات ..
_ ياختي انت اخبارك قديمة أوى ..
أومال لو عرفتى ان دكتورة أسماء بتاعة الجراحة اتجوزت ماهر ..هتعملوا ايه ...
_ يلاهويييي.. شكلها كانت مقسمة العمل ...
ضحكت الممرضات الا جيهان .. كانت منصدمة ... وذكرياتها تهجم على عقلها عندما ذهبت الى ماهر .. وخرجت تلك الفتاه من مكتبه أمامها .
أردفت الممرضة ..
_ ده ياختي حظها حلو .. تطلع من حضن ده ... على ده ..
_ ياختي شوفتى شكلها عامل ازاى ... النسوان الحلوة اللى زيها حظهم نار.
_ بس استني يابت .. يعني دكتور يونس .. سنجل دلوقتى ...
_ لييه ناوية ...؟؟؟
_ياحلاوة ياولاد ...
ظلت الممرضات تدخل الى المكتب وهن يتحدثن بتلك الأمور .. وجيهان غارفة في حياتها التعيسة الماضية ..
فكل ما تدفعه الأن من ثمن ..كان لماهر اليد به ..
_ ربنا ينتقم منك ياماهر ..
تهمس بها جيهان بدون وعى .. فتسمعها احدى الممرضات وهما ينظرن اليها بغرابة ..
في تلك اللحظة ..
دخل عليهم الطبيب .. الذي جعل جيهان عيناها تقفز من مكانهما بلوعة ..
فيقف لوهله ينظر اليها .. ويشير الى أحدى الممرضات .. بالدخول اليه ..
ظلت الممرضات تضحك وتتقافز من السعادة .. وقامن بوضع مساحيق التجميل والعطور ..
دخلت احدي الممرضات اليه ولم تمر ثوانى حتى رجعت بعيون عابثة وتشير الى جيهان لكي تدخل هي ..
دق قلبها بعنف وخوف شديد ، لا تتوقف عن الدعاء لكى لا يكتشف أمرها ..
برغم صدمتها الكبيرة، فقد أخبرها ماهر انها ستعمل لدى حسام ، هل قام بتحويلها الى يونس عندا معها ؟..
_ وقفه ليه بعيد ... تعالى ادخلى ...
يهتف بها يونس وهو يجلس على مكتبه ..الى جيهان.
تنحنحت لكى تجعل نبرتها مختلفة عن نبرتها معهم في المنزل ..
_ المفروض انى اروح لدكتور حسام ...
قال يونس مقاطعا وهو يبتسم اليها بغرابة وسخرية ..
_ دكتور حسام عنده ممرضات كتير
وثانيا مش هيعجبك ...
أنا احسن منه بكتييير ...
فا أنا طلبت أخدك عندي ..
رأت جيهان في نبرته انحراف ، خاصةً في اختيار كلماته اللعوبة بعناية .
_ بس أنا مش مرتاحة هنا ..
_ محدش بيرتاح في شغله ... يا جيجي..
متقلقيش ..!!
انا مش زي وليد ..أنا حنين و بحب أطبطب ..
هنا دخل وليد الى المكتب وهو يقول دون ان يرى جيهان ..
_ ... أسماء اتجوزت ماهر ..
أنت تقرأ
مئة قبلة مع عدوي "مكتملة"
Roman d'amourمحامية ممتازة يضعها القدر فى موقف عجيب فتجبر على الزواج من شاب مراهق من قبيلة بدوية، ترى كيف ستتصرف؟