القبلة الثانية والعشرون

293 9 0
                                    

                القبلة الثانية والعشرون
جحظت عيناها من واقع كلماته واتهامها بالسرقة بتلك الطريقة فهتفت تدافع عن حالها مسرعةً
_ ايه ؟؟ أسرق ..أنا كنت...
رد عليها مقاطعا باندفاع  هجومي
_ كان قلبي حاسس انك بتجرى ورى الفلوس أنتم كلكم شبه بعض  وعملالى فيها بتصلي ... أكيد طبعا بتصلي عشان ربنا يغفر ليك بلاويك السودة .. يا ناقصة  .
كانت تنصت اليه بصدمة والشعلة تزداد إنارة داخل قلبها بالنار حتى ولج الغضب داخلها فانفجرت عن مكنونها وقالت بنبرة حادة وعيون متسعة بغيظ
_ وانت مالك بحياتي ..أنا حرة ..!!
وبعدين الشنطة كان طالع منها فلوس وبعدلها ..
وبعدين أنا لو عاوزة اسرق ..كان زمانى أخذت الفازة الدهب اللى في الصالة وهربت من زمان ..
كانت تتابع اندهاشه من نبرتها الغاضبة فسحبت شهيقا وأردفت
_أنت مجنون ولا مخك فوت من ساعه ما حبيبة القلب جتلك وباستك ..
ثم أردفت بصوت مبحوح نتيجة ارتفاع صوتها وهى تشير اليه بسبابتها باحتقار
_ وبعدين مش انت اللى تحكم عليا بالغلط  يا بتاع النسوان  اقصد يلي تستغل واحدة بضعفها في الضلمة عشان تغتصبها ..
الله اعلم اغتصبت كم بنت لحد دلوقتى ..وكم واحده خلتها حامل بدون وجه حق .
بتحلل الحرام لنفسك وعايش وداير
حسبي الله ونعم الوكيل فيك ..ربنا ينتقم منك ..دمرت حياتي .
كانت تصيح بتلك الكلمات بقهر رغم شعورها بألم فى حنجرتها حتى احمرت وجنتيها بشدة ، هي لا تعرف كيف أتتها القوة الهجومية التي جعلته يصمت تماما ، خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها بقوة حتى اهتزت الجدران وتراقصت الدلايات المعلقة بغرف النوم وصدر عنها أصوات اصطكاكها ببعضها، واتجهت صوب غرفتها وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة وكأن النبرة التي تحدثت بها كانت تخرج من قلبها حتى تسرع في ضخ الدم الى رئتيها .
علمت انها هرمونات الحمل التي قامت بإشعال قوتها الداخلية  ، لم يمر الكثير من الوقت حتي تسرب الخوف الى عروقها وهى جالسة على فراشها وتفكر فيما قامت بفعله فقد شكت أن حسام بصمته هذا يخطط لشئ ما لكي يؤذيها،
ندمت على عنفها معه ، فهى كانت تخطط الى كسبه فى صفها، تبادر فى ذهنها أسماء فجأة فدق قلبها بالخوف والتوتر.. فمعني تلك القبلة التى رأتها على قميصه انها تنوي الرجوع اليه، وبالتأكيد ان رجعت ستقوم بطردها فورا وتدمير مستقبل طفلها.
                ****
لا شيء يؤلم أكثر من جعل الانسان  يقتل كرامته لبعض الوقت لحاجته الضرورية، تنهدت وهى تعدل من ثيابها الكاشفة أمام المرآة وتنظر الى نفسها بشفقة وهى تمشط شعرها ، خطت الى غرفته وهى تقوم بالعض على شفتاها لكى يبتعد عنها ضميرها الذي يعيد كرامتها الى الحياة، قامت بفتح الباب فتحة صغيره لتراه نائما على فراشه ويوليها ظهرها، فدخلت اليه وجلست بقربه على الفراش وهى تقول بعد ان  تنهدت
_ انا اسفة على اللى قولته .بس انت استفذتني ..أنا عمرى ما اخد حاجه مش بتاعتي مقدرش اقبل على نفسي حاجة زي دي .
يشعر بصدقها بعض الشئ فان كانت تريد شيئا لأخذته منذ الوهلة الأولى عندما اتاح لها ذلك منذ الصباح فقد صدم عندما راقب تصرفاتها عبر الكاميرات  ووضعها للحقيبة داخل غرفته دون تصفح ما بها  ، ولكن لايزال الشك قائما داخله بأمر ملامستها للحقيبة عند عودته الى المنزل  فهل فكرت طوال اليوم وحاربت ضميرها لكي تسرقها؟ 
فلو لم تقترب منها ودخلت الى غرفته مرة اخرى كان ليتأكد من صدقتها.
لم يقم بالرد عليها فقد تلذذ وهو يرى انها تحاول ان تهدأ الوضع وتركن كرامتها على الجانب
الاخر، فأردفت بعد أن وجدته لا يعقب على اى شيء من كلامها ولا يزال يوليها ظهره فى الفراش.
_ بلاش يعني نمسك الغلط على بعض ونلتمس العذر لبعضنا ..
هااه  ؟.
تقول كلمتها الأخيرة وهى تجلس بجانبه على الفراش ولا تعلم فرط السعادة التي تولد بداخله وهو يراها بذلك الضعف أمامه  بعد أن شعر ببعض الخوف الحاذر  منها قبلا بسبب ردها العنيف. بسطت يدها تقربها من كتفيه لكى تربت عليه ولكن التوتر يعيق تفكيرها فظلت يدها معلقة في الهواء ، لمح كفة يدها من طرف عيناه تقترب من كتفيه فارتسمت ابتسامه على ثغره والتي لم تطل البقاء وهو يرى انسحاب يدها بعيدا، فملأ الغضب كيانه وهتف مسرعا لكي يجعلها تكره نفسها .
_ امشي دلوقتى مش طايقك .
جحظت عيناها من تصريحه فهى كانت على وشك ان تبتعد عنه ، انتفضت واقفة وخطت خارج الغرفة ثم رجعت خطوتان  وهى تلتفت اليه، لتقف على عتبة الغرفة وهى تقول .
_ أنا راحة الصعيد بكرة أزور اختي ..
اتسعت حدقتاه فانتفض من الفراش جالسا وهو يحدق بها ويقول متسألا .
_ ايه الصعيد ؟؟
وبعدين انت من امتي عندك اخت؟
_ ايوة طبعا ليا اخت ..ولا نسيت لما حكتلك ..
رفع احدي حاجبيه وهو يتصفح علائم قسماتها ثم قال
_ استني يومين ونروح سوي ...عشان عندي مصلحة هناك ..
منشوف بالمرة اختك دي ..
هي شبهك كدا .؟؟
قلب العبوس محياها وخرجت مسرعة دون ترك أي تعليق وهى تغلق الباب خلفها بقوة وتهمس بحنق
_حقير .
                  ***
استيقظت أمانى من غفلتها التي استمرت يومان لتجد انها نائمة بجانب سلطان وفى مكان غريب  ،تصفحت بعيناها ما حولها لتعلم انها بخيمة، انتفضت بتعب جالسة وهى مليئة بالعرق حتي شعرت بالتقذذ من نفسها، حاولت أن تتذكر أي شيء ولكن عقلها ضعيف الادراك بسبب التعب الشديد الذي تمر به، عيناها تغلبانها على النوم مهما تحاول نفض الفكرة من رأسها وتقاوم ولكنها غفلت مرة أخرى لتسقط نائمة على ذراع سلطان الذي فاق على الفور والتفت بعيناه اليها وهى نائمة على ذراعيه، ظل ساكنّا للحظات ومن ثم تحرك في نومته لكى يجعل أمانى تنام براحة، لا يعلم لما سبب القلق القوي الذي يحتشد قلبه بتلك الدرجة اتجاهها ، فهو لم يرى منها سوي المعاملة السيئة ، ربما يشعر بالشفقة قليلا مما مرت به ولكن مهما حدث يعلم ان لها يدا بغياب مالك .
ظل يراقبها وهى نائمة بسكينة ويتصفح قسماتها بدقة وهو يهمس قائلا
_ ليه تلعبين بالنار وتدعبسي في أشياء اكبر منك .. سحر وشعوذة .
أصحاب الوشوش البريئة ليش يحملون وجهين دائما.
تنهد وهو يتملل على الفراش ويحمل هما قابعا في صدره على غياب أخيه تسأل في حيرة عندما التقى به فى المدينة لما فقد ذاكرته يعلم انه نفس الشخص ولكن لهجته ،ملابسه ، كل شيء تغير في مهلة قصيرة، هل سقط عليه سحرا هو الاخر بفضل اعمال الشعوذة التي تضررت منها امانى ؟
ولكن أمانى لا تصل الى تلك القوة السحرية لكي تجعله ميتا أمام أعيننا فى ذلك اليوم المشؤم  ، فقد هجمت عليها مجموعة من الجن فانقلبت حياتها لأسوء .فهي مجرد ضحية هي الأخرى وان كان لها يد فرؤيتها بتلك الطريقة يوحي بوجود رأس أفعى تحرك كل شيء، فهل هى الارنبة كما أخبرته جنية المقابر؟ .
فى تلك الاثناء تذكر كلام الجن الضوئي عن وجود جنية قمرية وانها اليد المدبر لما يحدث لأمانى ، يعلم انها نفسها التي ظهرت له في المقابر كما انها التى تلبست حلويات فى ذلك اليوم..
ظل يفكر طويلا حتي توصل الى ان تلك الجنية تحوط أمانى بسبب تلك التصرفات الغريبة التي كانت تعتريها بعض الأوقات ففطن ان كان يريد ان يصل اليها ويتواصل معها فالبوابة هي أمانى.
                   ****
خرج سلطان من خيمته بعد أن تجاوزت الساعة العاشرة ليلا عندما فقد الأمل في استيقاظ أمانى هذه الليلة،  تخللت حبات الرمال الباردة اقدامه العارية وهو يسير نحو شجرته في مكانه المفضل  .
تنهد وهو يثني بركبتيه على الأرض حتى جلس مستندا على الشجرة و يفكر بأمر أمانى والجنية الملعونة وظل شاردا لدقائق وهو رافعا بصره على البدر المكتمل، تفاجئ بوجود رياح دائرية كالإعصار ولكن لا توجد به جاذبيه لكي يسحب ما حوله  تأتى من جهة القمر وتنزل نحوه بسرعة شديدة، حدق بها بلوعة  فقد رأى هذا المشهد من قبل في المقابر  فعلم أنها الجنية القمرية .
انتفض واقفا وعيناه مضيقة بالكثير من الأسئلة فقد تمني لو يقابلها ولم يعلم انها ستتحقق بتلك السرعة، خرجت من الرياح جنية ذات الشعر الطويل وعلى رأسها تاجا يسرق بيرق العينان من شدة توهجه، نظر اليها بقسمات  تهجم على محياها بنار الغضب وهو يهتف بصوت مرتفع .
_ مين هو يلى عمل السحر لأخوى مالك ..يا.... مرجانة .
كان ينطق باسمها ببطئ مما جعلها تتأكد انه يعلم ان لها يد فى تلك الأمور، فابتسمت ابتسامة جافة بملامح بريئة قبل أن يتحول بياض عيناها الى سواد قاتم يملأ جفنيها بطريقة مرعبة ، ردت عليه بصوت هامس يصل فحيحه الى أذناه بكل سهولة رغم انها تقف مبتعده عنه قليلا .
_قولتلك قبل كده يا حبيبي .. أمانى .
_ مستحيل ...
تنهدت الجنية وهى تقترب منه بخطوات لحوحة
_ هتصدقني لو قولتلك الارنبة ..
_ حفيظة ؟؟
_  ..تقصد سناء....
كانت تهتف بكل كلمة وهى تلتف بدائرة حوله وتغير من قسمات وجهها بملامح أمانى
يحاول أن يستعيد رباط جأشه وهو ينصت اليها حتى يصل الي مبتغاه فقال
_ سناء ؟ مين هى
ارادت ان تبقي معه لوقت أكثر فهو يجعلها تهيم عشقا وكم تحب هذا الشعور فأطالت الحديث وهى تقول...
_ ..كانت ساحرة زي حفيظة ..واصحاب جدا عشان كده جوزت بنتها منى لابن اخت حفيظة السيد...بس الصحوبية اتقلبت عداوة كبيرة... وهقولك على سر...محدش يعرفه غيري..
حفيظة هى اللى قتلتها.
.
اقتربت الجنية من أذنا سلطان بحذر حتي لا تقوم بلمسه وتختفى وأردفت
_انا اللى طلبت منها..عشان ابقي صحبتها واساعدها يبقي لازم تقتل روح  بدون حق.
تتخيل انها صدقت لما قولتلها كلى كبدها ني عشان افضل معاك على طول ..
صدقت الهبلة... 
هاهاههاها...
صدم سلطان من كلامها وظل ينصت اليها بانتباه فقد انهزم امام فضوله ، فأردفت..
_ دي عيله كلها قتلاين قتله  ..
تعرف ابوك مات ازااى...؟؟ 
التفت اليها سلطان بعيون مندهشة بشدة فعلمت انه لم يعرف بعد،  فضحكت الجنية حتي تردد صوتها كالصدى فقالت بسخرية
_ لا مش هقولك...
مالك اللى هيعرفك..
وصدقني ساعتها عمرك ماهتقدر تبص فى وش اماني تاني.
انقلب معالم وجهها الى الغضب وتغير شكلها الى عهدته وهى تردف
_متخليش طيبتك تخليك تشوف امانى مسكينة، هى خليفة سناء الارنبة واللى هتمسك السحر بعدها وعلى فكرة حوليها جن كتير بيقدهم قرينة سناء...  وهما السبب فى اللى حصل لمالك اخوك...
هتف سلطان بعد ان شعر انها تقوم باستفزازه..
_ وليش أمانى تأذي مالك ..
_ ياحبيبي ..عشان الفلوس ... وناوية عليك ..
رد سلطان مقاطعا
_ وينه مكان مالك ؟
_ ان قولتلك مكانه . ايه هو المقابل ؟
_ وش تبي ؟
ابتسمت بخبث واقتربت اكثر منه وهى تهمس
_ أنت ..!!
_ انا ..؟
كانت نظرات الجنية كفيلة ليستوعب ما ترمي اليه من نيتها السيئة ، فعاد الى الوراء مبتعدا عنها عدة خطوات وعلى وجهه علائم الازدراء  يعلم انها خبثة ولن تجعله يصل الى وجهته حتى تصل الى ما تريد
_ انت ما بتقدري حتى تلمسيني ..كيف يحصل اللى في عقلك ..
_ عشان كدة بعثت جن يهلك أعضاءها وتفقد كل قوتها وانا أسرق جسمها ..ونبقي مع بعض
جحظت عيناه من تفكيرها الشيطاني فملأت قسماته بالغضب ورد عليها بنبرة عالية
_ تريدي تسمعي موافقتى على كلامك المعلون ده  ..انا بحذرك ابعدي عن أمانى ..وابعدي شياطينك والا ..
تغيرت قسمات وجهها الى الغضب وتغيرت نبرتها لتصبح حادة وهى تقول
_ والا!!!! ... انا وبس.
هقتل كل شخص فى حياتك يقرب منك
سواء كانت امانى او مراتك الاولى.
قالتها وهى تختفى داخل دائرة الاعصار وعيناها قابع بها الظلام بوجه مريب .
شعر سلطان برجفة داخل قلبه من رؤيتها بهذه الملامح المرعبة ، علم انها قد تمكنت منه وشعر بنيرانها حتى تركت داخل قلبه خوفا شديد مع ارتجاف اطرافه  بسبب اهماله لصلاة اليوم وانشغاله بأمر أمانى ، ذهب مسرعا لكى يؤدي الصلوات مع قراءة الاذكار .
                  *****
تجلس مونى في الظلام داخل غرفتها وهى تتصفح الساعة التي سرقتها من معصم زياد باشتياق مؤلم ، فقد عادت الى حياتها البائسة من جديد والتي لا تملك بها طعم أو لون .
تنهدت بحسرة على ما سببه لها والدها من ألم فإن لم يكن له يد بقتل شقيقه كانت ستكون زوجة لزياد الأن، قامت من الفراش وعلائم وجهها مليئة بالحزن والبؤس وتوجهت الى غرفة والدتها، بسطت يدها على مقود الباب تقوم بفتحه لتجد والدتها جالسه على الأرض وتقوم باستخدام وسيلة لإزالة الشعر، حدقت مونى بذهول لثوان ثم دلفت اليها  وهى تبتسم بسخرية وترمي بجسدها على الاريكة المقابلة للفراش وهى تقول
_ والله انت دماخك رايق ياماه  ..وزوجك ميت ..لمين ..تزيني خلجاتك ..وانت ياحسرة ..
شعرت منى بالتوتر من دخول ابنتها عليها بتلك الطريقة دون استأذان فردت عليها بضيق مختلط بالاحراج
_ لازم أكون زينة حتى لو لنفسي ..
مطت مونى شفتاها بسخرية وهى ترمق والدتها بنظرة بحنق، ران الصمت بينهما لدقائق ، ثم خرجت والدتها عن صمتها
_ الولد ده جرب منك ..؟
رفعت مونى رأسها واستدارت بجزعها الى وجه والدتها تحدق بها بغرابة ثم تهتف
_ ليش قولتى كِده ..زياد محترم ..مش زي بتوع اليومين دوول ..
صدرت ضحكة رنانة من فِيه منى على ابنتها ، تعلم انها جريئة وهى من تفكر بالاقتراب منه فردت ساخرة .
_ الحمد لله انه فلت منك ..أكيد غير رأيه ..مش وش سلكان يابت سيد.. بس الواد بحج جمر وشكله غلبان  وعلى رأي المثل  المنحوس منحوس ولو  جابو على راسه فنوس .
صمتت هينة ومن ثم أردفت بجدية
_ولاد عم ابوك طماعنين في السرايا ..منهم ابن الحداد عاوز يتزوجك ..
ردت مونى مقاطعه
_ على جثتي.  وبعدين هما طمعانين فى السرايا...
_ وايه يعني لما نخسر جزء من السريا عشان نخلص منك ..أوعاك يابت تفكرى ان في حد من البلد يفكر فيك ..لا تنسي سمعه ابوك اللى ورثناها من بعده ولا حد راح يفكر فيك ولا في ولاد حلويات .
أنى نفكروا لو نخسر السرايا عشان نخلص منكم كلياتكم .
وأنى أروح مصر لعند هنادي .
اتسعت حدقة عيناها وتبادر في ذهنها فكرة فقالت مسرعة الى والدتها .
_ والله دماخك ده وازن واصل وتعجبيني .. تعالى نروحوا لهنادي ونعيشوا معاها ونسيب السرايا .
_ واااه عجلك  مفوت يا بت  ...اذا كان انت الأولى يلي نريد نخلص منيها واصل  تقولى أخدك معي ..؟ مستحيل ..طفحت المر  منك ومن ابوك وماعاد فيا حيل .
_ ابوس ايدك  ياماي   ؟؟ عاوزة اروح لزياد ..
_ مش بقولك مفوت ..الواد ماصدق ياعيني يخلص منك ترجعيلوا تاني
مفيش كرامه عندك...
تهتف بها منى وهى تذهب الى الخارج وتحمل ما بعثر منها من قطعة السكر المذابة المستخدمة لازالة الشعر .
فهتفت مونى ..
_ مستحيل أتزوج ابن الحداد .
فصاحت مني بسخرية وهى تسير فى رواق السرايا وتتجه الى الخلاء
_ بلاها ..خليك جاعده جنب حلويات ..واخواتك  ..صحيح خلف طين  .
                           ****
استيقظت صباحا على صوت زقزقة العصافير الآتية من شرفتها، بسطت يدها على جانب فراشها لتراه خاليا ففتحت عيناها المغلقتين بحسرة فكانت ليلتها الأولى بدون أبنائها ، تساقطت الدموع من مقلتيها وهى تهمس
_ اهدي يا هنادي ..اشتغلى وانجحي عشانهم ..
ابتلعت غصتها بمرارة وهى ترتدي ملابسها وذهبت مسرعة الى العمل، عقدت حاجبيها بعبوس وهى تفكر بحجتها الجديدة لمديرها ، فبالتأكيد سوف ينهرها بسبب غيابها المتكرر .دلفت داخل منطقة العمل لتري رحيم واقفا أمام المدخل الخاص بالشركة والظاهر انه يترقب وصولها، راقبته بتوجس من بعيد وظلت واقفة ترمقه بنظرات عبوس وتتذكر صفعة نادين  .خطت مسرعة دون أن تنظر اليه بجانب بعض العمال تخفى نفسها بحشدهم. لمحها وهى تدخل وسط زملائهم  فى العمل داخل المصعد فتابعهم مسرعا حتى وقف بجانبها في الخلف  لتجحظ عيناها وهو واقفا بهذا القرب  فقد اعتقدت انها نجحت بالهروب منه ،ابتسم لها وهو يقول
_ مجتيش ليه بقالك يومين ..
شعرت بالحرج فقد انتبه اليهما كل من بالمصعد فاستدارت تنظر اليه واهدابها ترفرف بتوتر فلم تجد كلمة تخطر فى ذهنها لكي تقولها فالتفتت الى الجانب الاخر دون ان تقوم بالرد عليه ، فأردف بتساؤل وهو يرمقها بغرابة
_انت لسة خايفة من العجوز ده ..
ده أن علمته الأدب لما جه امبارح ..
هو معتش هيدور عليك متخافيش
طول ما أنا موجود .
جزت على أسنانها وهو يتحدث معها بصوت مرتفع أمام زملائها في العمل وكأنها طفلة صغيرة جبانة ، فكانت تخشي أن تظهر في وضع غير لائق أمامهم حتي لا يتبادر فى عقلهم انها فى علاقه مع هذا الشاب،فصاحت به بحنق شديد دون وعي
_ وانت مالك ..بتدخل في شؤن غيرك ليه ..أنت بينك وبيني حاجة؟  عشان تكلمني كده..
رمقها بنظرات غرابة وهو يحدق بها وهى منفعله، فازدردت ريقها وقد عاد وعيها فشعرت بالاحراج ممن حولها فاستدارت الى الجهة الاخرى بعيدا عن وجوههم. لانت ملامحه قليلا والتي لا تتناسب مع حدة وجهه وهو يقول
_ أنا اسف أنا كنت بطمنك بس ..يا أنسة هنادي أنت زي أختى طبعا.
استدارت اليه وهى تنظر الى طريقة تحدثه الهادئة بتفاجئ  وكأنه قلب الطاولة عليها بشهومه كرجل لطيف، فظهرت همهمات ونظرات من زملائها اليها بحنق، فانصدمت من شخصيته  وعلمت انه شديد الخبث يلعب بالكلمات، فهتفت مسرعة
_مدام هنادى ..لو سمحت .
جحظت عين رحيم وهو ينصت الى تصريحها فقد قالتها من قبل ولم يصدقها ولكن إصرار قسماتها يجعله يشك ان كان الامر صحيح، وقف المصعد أمام الدور المخصص بالشركة فخرج الجميع الا هو ..بقي يرمقها بنظرات خاطفة وهى تذهب من أمامه .
                               *****
دلفت جيهان الى السيارة في المقعد الأمامي وهى لا تصدق أنه وفى بوعده بالفعل سريعا وانهم سيذهبون الى الصعيد .
_ جيهان أنت ليه لبستيهم تقيل كده الجو مش ساقعه لدرجادي .
تهتف بها والدة حسام بحنق وهى تشير الى أولاد حسام الثلاثة، فردت عليها جيهان بتماسك وقد وصل الغضب الى ذروته فتلك السيدة لا تتوقف عن النقد عندما تراها، حتي وضعتها فى حالة نفسية تخنقها.
_ عشان السفر والجو ممكن يقلب ساقعه بليل،  لم تعلق والدة حسام عليها وبدأت بخلع السترة من على الأولاد وهى تزفر بضيق، فدخل حسام الى السيارة بعد أن اشترى من البقالة بعض المسليات للأطفال،  وهو يرى والدته تقوم بازاحة سترات الأطفال فقال بغصب
_ الجو بارد بره ياماما.. انت بتعملى ايه..!!
_ لا ده حر يا بني..
هتفت جيهان بحنق دون وعي
_ مش عشان انت حرنانة يبقي كلنا زيك..
استدار حسام الي جيهان يحدق بها بغضب شديد فصاح بها
_ لما اتكلم مع امي متدخليش انت فاهمه..؟ 
أمي تعمل اللى هى عوزاه..
استيقظ الطفل الصغير النائم فى حجر جيهان اثر ارتفاع صياح حسام  يبكي بقوة، فحدقت جيهان بعبوس ودهشة وعلى وشك ان تبكي  من عصبيته، فرفعت طفلها الى صدرها حتي يكف عن البكاء وتربت عليه وتنظر من النافذة لكي تخفى الدمعة التى سقطت من مقلتيها والتى لمحها حسام ، كما رأت ابتسامة حماتها من مرآه نافذة السيارة.
قاد حسام السيارة بهدوء وقسماتها تلونت بالعبوس حتى وصلوا امام بيت شديد الثراء بلونه وفخامته، فالتفت  حسام الى جيهان التي تجلس بالقرب منه وهو يقول بنبرة أمر .
_ ارجعي اعدي ورى جنب العيال .
في تلك اللحظة ظهرت شابة في منتصف العقد الثاني أمام نافذة جيهان وتبتسم الى جيهان بسمة مصطنعة لزجة،  قامت بفتح باب السيارة وهى تشعر بالاهانة وركبت بالخلف بجانب الاولاد وحماتها، وبقت تنظر الي حسام بعبوس طوال الطريق وهى تستمع الى كلمات الفتاة اللزجة معهما ، فهمت من كلامهما أنها ابنه عمه وخطيبة زياد، وانها أتت معهما لقضاء بعض الوقت في الصعيد .
_ حقيقي أنا فرحانة أووى يا آبيه انى هخرج معاك  .
لم تشعر جيهان بنفسها وهى تقول بسخرية
_ ومع النموس والدبان والروائح العطرة .
استدارت الفتاة اليها وهى تقول بتساؤل  وترمقها بنظرات ازدراء بين الحين والأخر بين ابتسامتها المصطنعة.
_ انت شكلك اول مرة تزوري الصعيد ؟
حدقت جيهان بها من خلف نقابها وشعور الغضب يملأها بالتقزز فظلت صامته  ولم ترد عليها، فأردفت الفتاة بنبرة ساخرة بعض الشئ وهى تقلب انظارها بين حسام وجيهان   .
_  مكنش أتوقع تتجوز بالسرعة دي بعد قصة الحب الرهيبة اللى كانت بينك وبين أسماء با آبيه
انتبهت جيهان الى حسام والى رده ليأتى اليها بطريقة غامضة .
_ ظروف الحياة يا نيلي .
_ااه ...واضح ان ربنا هداك أخيرا عشان تختار منقبة.
تهتف بها نيلي وهى تنظر الى جيهان التي تجلس بالخلف وتبتسم بسخرية خلف نقابها .
_ نعمة وفضل الحمد لله
يهتف بها حسام وهو يركز على الطريق.
هنا خرجت ضحكة قوية ساخرة من جيهان  فقالت نيلي
_ واضح ان مراتك مش عجبها الكلام
التفت حسام الى جيهان  رافعا احدي حاجبيه وهو يقول لنيلي بنبرة ثقة
_ مفيش وحدة بتشوف جوزها محترم ياقلبي.. الا اذا..
انتبهت جيهان الى تلك الكلمة فانقلبت علائم وجهها الى الضيق وهى تغمغم
(اعوذ بالله)
لترد نيلي وهى لم تفهم مايرمي اليه حسام
- انا بشوف زياد محترم جدا... 
همهم حسام ساخرا على كلماتها وهو يحدق بالطريق  و يفكر بأمر شقيقه زياد وما فعله من وراءه ،  فأردفت نيلي لجيهان
_ مفيش حد غريب هنا ..عشان تلبسي النقاب يعني .
وصل إحساس النفور من تلك الفتاة البغيضة الى جيهان و لأن القلوب عند بعضها فكان الاحساس متبادل بينهما.
فردت جيهان بحنق
_  ..طب وبالنسبة لشباك
شعرت نيلي بالحرج والضيق منها فقالت وهى تعيد انظارها الى نافذة السيارة المقابلة لها بتوتر  .
_ أنا بس كنت عاوزة اشوف ذوق حسام .
ابتسم حسام من فوره وقال معلقا علي كلماتها وهو ينظر على الطريق امامه بانتباه .
_ عمرك ماهتتغيرى يا نيلي من صغرك لما تعوزي حاجة بتفضلى تلفى وتدورى عشان توصلي للى عوزاه..على فكرة زياد بيحب الدوغرى ..
_ ايه يا آبيه انا بحب ادلع على الكل .
_ على العموم انا حذرتك ..وأنت حرة .
علمت جيهان من محادثة حسام انه يقوم بتغير الموضوع ربما لأنه لا يريد أن تري وجهها ، لكن لماذا ؟
طوال الطريق يتحدثا ولا يملا أبدا وتحاول جيهان أن تلتقط كل كلمة تخرج منهما رغم دردشة الأطفال المزعجة مع جدتهم وبكاء صغيرها ومتطلباته بعض الأوقات .
كم شعرت بكره تلك الفتاة وكم تمنت لو لم تأتى معهم  كانت الأمور ستكون هادئة بعض الشئ ، فكل كلمة تصدر منها الى حسام تجعلها تزداد كرها وبغضا، فخرجت عن شعورها وهى تقول بتأفف
_ ممكن تسكتوا شوية ..مش عارفة انيمه  .
انتبه حسام الى كلماتها وهو يرفع بصره الى مرآة سيارته الامامية ، لايري اى شيء من ملامحها لكن يكاد يقسم أن وراء تلك القمشة قسمات نارية بواقع نبرتها التي يظهر منها الغيظ، فارتسمت ابتسامه بسيطة على ثغره وهو يشعر بغيرتها الشديدة عليه فهتف..
_ جيجي ارفعى النقاب خلى نيلي تشوفك .
جزت على أسنانها قليلا فمن هو حتي يقوم بأمرها أن ترفع النقاب ، استسلمت عندما رفعت بصرها اليه في المرآة بعند  ووجدت عيناه تأمرها دون كلمة حتى شعرت بتهديد .
قامت برفع نقابها تحت تحديق نيلي  الساخر والذي انقلب بدهشة وهى ترى جمالا خصبا مما تشنجت عيناها لبرهة بصدمة فوقعت الغيرة في قلبها وظلت صامته طوال الطريق .
                              ****
ارتفع القمر ناسخا ضوء الشمس المنعكس عليه على الطريق، نظرت جيهان خارج النافذة بعد أن نام الجميع الا هي وحسام الذي  كانت عيناه متسلطة على الرصيف بحذر في تلك الأجواء المظلمة .
كان طريقا زراعيًا مليء بالنخل الطويل والأشجار، فتحت النافذة ليتسلل الهواء رافعا نقابها في مهب الرياح ، وتخلله النسمات المليء برائحة أوراق الشجر ، لم تلثم تلك الرائحة منذ زمن طويل فتذكرت الحياة في الملجأ فقد كان يقع بين طريق زراعي طويلا .
تنهدت وهى تتذكر شقيقتها الصغيرة اسراء متسائلة عن أحوالها وبما تفعله الان، عادت ببصرها الى طفلها النائم على حجرها تتفحصه بنعومة ، ثم رفعت بصرها أمامها لتتلاقى أعينهما لوهلة داخل مرآة السيارة.
همس اليها ..
_ قربنا نوصل  صحيهم .
عضت على شفتاها وهى تحدق به بغصب لم يراها بل يستشعره من بعيد، وبعد دقائق، استيقظ الجميع استعدادا للوصول ماعدا نيلي التي كانت غافلة في نومها وتستند على نافذة السيارة، لمحت جيهان تلك الأشجار المرتفعة التي يتوسطها سرايا ضخمة ويبدو أنها مر عليها الزمن طويلا لكن لم تفقد رونقها ولا هيبتها .
خرج الجميع من السيارة دون نيلي  فأشار  اليهم حسام بأن يدخلوا الر السرايا فجذبتهم والدته الى الداخل ،وبقت جيهان تنظر الى الخلف وهى تحمل طفلها وتحدق بحسام الذي ذهب الى مقعد نيلى وقام بحملها بين ذراعيه بخفة ،ارتجف قلبها في نفس ذات اللحظة وتوقفت عن الخطي قدما وراء والدة حسام وبقت تحدق به وهو يحملها الى الداخل ولا تعلم ان حسام ينظر اليها بسعادة من طرف عيناه ، شيء ما داخلها يخبرها أن تثور وتقوم بقذفهم بحجارة او أي شيء يؤلم ولكن طفلها يمنعها عن اى هجوم فعضت علي شفتاها بغيظ، وخطت خلفهما الى داخل السرايا .
تنهدت بحنق وهى تضع طفلها على الاريكة ثم تقوم بنزع عباءتها ونقابها وتلقيهما بجانب طفلها ، وهى تزفر بشدة حتى احمر أنفها الصغير ، ولم تنتبه الى الذي يخطوا خلفهم حتى هتفت والدة حسام بسعادة
_ زياد حبيبي .
استدارت جيهان دون وعي  الى المكان الذي كانت تحدق به والدة حسام لتشهق بصدمة وهى تراه واقفا في وجهها ونظراته المتصفحة المتفاجئة عندما انتبه لها بتساؤل فتدلى فكها السفلى بصدمة وهو يقول بغرابة  .
_ مدام جيجي ..!! بتعملى ايه هنا ..
ارتفع حاجبا والدة حسام بذهول وهى تقول 
_  انت تعرفها ؟؟
_ أكيد طبعا ..دي بتشتغل في ..
قاطعه حسام عن التحدث وهو يقول و ينزل من على الدرج متفاجأ هو الاخر من معرفة زياد لجيهان ورؤيته لوجهها .
_ زياد ... نيلي فوق ..أطلع شوفها .
حدق به زياد لثوان ثم قال له وهو يلتفت الى جيهان الذي شل لسانها وبقى قلبها يخفق بجنون ..
_ لما أعرف مدام جيجي هنا ليه ؟؟
رد حسام بنبرة رجولية وهو يحدق بقوة داخل عينا زياد  ، بعد ان تذكر حواره معه عليها فى المشفى.
_ مراتي ..
_  مراتك ؟؟
ران الصمت لدقيقة كاملة، كان عقل زياد لا يستوعب عما مر به مع جيجي وامر حملها وربطه فأفعال حسام فقد سأله قبلا عليها اذا كان رأي وجهها  ام لا، وهل هي جميلة؟، تسأل هل كان يختبره؟؟! ولما قام بجعلها تعمل بالمشفى وتحت يديه..؟
وهى حامل!!!!!
اراد الهجوم عليه بكل تلك الاسئلة ونهره على وضع امرأته تعمل وهى مريضة،  فقد فقدت وعيها قبلا وهو من حملها الى الطبيب، ولكن فهم من قسمات حسام  أنه لا يريد أن تعرف والدته بأمر عمل جيهان بالمشفى معه ولم يعلم زياد ان قلب حسام يتواثب خوفا  حتى لا يظهر جهله أمامه بأنه لم يكن يعرف انها تعمل بالمشفى .
فبقت عينا زياد  تجرى بين  جيهان  وحسام تنتظر اجابة  ، تمنت جيهان لو قامت الأرض ببلعها الأن ، فانتفضت مسرعة عندما سمعت صوت طفلها يبكي فأخذته وصعدت مهرولة  الى اعلا الدرج  تبحث عن أي غرفة تختبئ بها لبعض الوقت، وعندما صعدت وجدت الكثير من الغرف ، كلما تقوم بفتح غرفة تجد أنها مليئة بالغبار ويستحيل الجلوس بها ، حتى وجدت غرفة مرتبة فدخلت بها وجلست على الفراش وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة اثر الصدمة ، وبقت تتضرع الي ربها بأن لا يخبر عن امر حملها لحسام فهى ليست مستعدة بعد .
فجأة فُتح باب الغرفة عليها فدق الرعب في عروقها وبقت تنظر الى من يدخل وصرير الباب يجعل قلبها يخفق بجنون  ، تنهدت وهى ترى سيدة  قد رأتها من قبل مع حسام  وموني عندما كانت تراقبهم بتوجس  .
كانت الاضاءة خافتة فى الغرفة عند مقدمة الباب، فلمحت حسنية فتاة تجلس على الفراش بقرب السهارة المضيئة  فعلمت انها جيهان، فقد اخبرها حسام ان تذهب لتبحث عنها وترى ان كانت تريد اي شئ، فكما يبدو انها هى وزياد فى السرايا منذ ايام قليلة.
_ العواف عليك يا بتي... 
_العواف عليك ياخالة
قامت  جيهان من الفراش  لكى ترحب بها   ولكنها شعرت انها على وشك ان تفقد وعيها فجلست على الفراش مرة آخرى وأردفت وهى ترى ان حسنية تخطوا اليها
_ اهلا بيك ياحجة ..لو سمحتي عاوزة اشرب ..لو تقوليلي على مكان المطبخ .
توقفت حسنية عن الخطي في منتصف الغرفة وقالت لها بحنو
_خليك جاعده جنب ابنك وأنا أچبهالك يابتي .
وبعد عدة دقائق عادت حسنية ومعها ابريق من الماء ، واقتربت من جيهان وقدمته لها  ، رفعت جيهان بصرها الى حسنية فلم تنتبه الى دخولها للغرفة فقامت من الفراش لكى تشكرها ، جحظت عين حسنية وهى تحدق بجيهان عن قرب والى عيناها الواسعة التى تحمل بها المحيط الازرق، فارتعشت شفتاها وسقط منها ابريق الماء متحطما على الأرض واقبلت تصيح برعب .

...يتبع ..
#مئةقبلةمع_عدوي
#سارةمنصوردوارالشمس

مئة قبلة مع عدوي "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن