_٦_

21.2K 562 83
                                    

الفصل السادس
____

من منا لم يشعر يوما أن هناك أخطاء من الماضى تلاحقه وكأنها لا تريده أن يتناسها أبدا!!، تريد أن تظل مرسخة فى عقله وتضغط عليه بشتئ الطُرق، إما أن تقتله ندما وخذيا من نفسه!! أو تجعله يعود لها من جديد لتصبح أكبر وأقوى إلى أن تقضى عليه نهائيا، ولكن هل ستكون أنت أقوى من تلك الأخطاء وتتصدى لها!!، أم ستستسلم وتجعلها هى من تقضى عليك؟!..

رفع "إياد" نظره إلى مصدر الصوت الذى هو متأكد بالفعل أنه مألوف له للغاية، ولكنه مُشوش وغير قادر على تميزه، أو بالأحرى يتهرب من ذلك التخيُل الذى ضرب فى رأسه، ولكن بمجرد أن وقعت عينيه عليها حتى تأكدت شكوكه، ليهمس بصدمة وهو ينهض من مكانه متمتما:

_ ميار!!

أندفعت تلك الفتاة مُلقية بشفتيها على وجنة "إياد" مقبلة إياه بلهفة وشغف معقبة بحماس:

_ وحشتينى أوى يا إياد

وكأنه صُلِب بماكنه تأثرا بتلك القبلة التى ذكرته بأشياء كثير كان يظن أنه قد نساها منذ سنوات طويلة، ولكن لم تكن تلك الذكريات أهم لديه من "ملك" الذى سريعا ما نظر لها خوفا من أن تلاحظ شيئا مما يدور فى رأسه وكأنها ستقرأ أفكاره!!، ليحول نظراته إلى تلك الفتاة مرة أخرى معقبا بقليل من التوتر:

_ وأنتى كمان يا ميار

صاحت مرة أخرى مُصرة على فتح حديث طويل معه، نعم وكيف لها أن لا تفعل هذا وهى من فترة قليلة فقط أخبرها أحد أصدقائهم أن "إياد" أصبح شريكا فى مجمع شركات "الدمنهورى" وهى بالطبع لن تضيع تلك الفرصة مرة أخرى، ولن تجعله يفلت من بين يديها:

_ أيه يا أبنى طول الغيبه دى ومحدش بيسمع عنك حاجه!!

حاول "إياد" بقدر المستطاع أن يغلق هذا الحديث من قبل حتى أن يبدأ حتى لا تنزعج "ملك" الذى من المؤكد سوف تقتله بسبب قبلة العاهرة تلك، ليعقب "إياد" بإختصار:

_ معلش مشاغل بقى

لاحظ "ميار" ما يحاول "إياد" فعله ولكنها لن تسمح له بذلك، لن ينتهى هذا الحديث إلا عندما تريد هى بعد أن تصل إلى ما تريده، لتضيف بدلال وهى تقترب منه أكثر:

_ أه، سمعت إنك بقيت شريك جواد الدمنهورى، هو عامل أيه صحيح!!، لسه مقفل زى ما كان ولا فك شويه

تنهد "إياد" بملل نجح فى إخفائه حتى لا يبدو وقحا معها ويثير شك "ملك" نحوهما، ليضيف بإفتضاب:

_ أنتى عارفه بقى جواد شخص عملى وملوش فى الرفهيات والمرقعه

أمتعضطت ملامح وجه "ميار" متذكرة تلك المرة التى حاولت فيها التقرب من "جواد" أو على الأقل التواجد فى الدائرة المحيظة لها، ولكنه قد صدها بطريقة فظة ومهينة جدا لها وكأنها قذارة يخشى أن تنجسه، لتزفر "ميار" بحقن محاول إخراج تلك الذكريات من رأسها مصطنعة إبتسامة مرحة قائلة:

ظلمات حصونه الجزء الثانى (الأنتقال من الظلمة إلى النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن