-٣١-

7.2K 299 9
                                    

-الفصل الحادي والثلاثون-

❈-❈-❈

كانا يستقلان السيارة ويسيرون فى طريق تشعر إنه مألوفًا لها، ولكن ظُلمة الطريق أمامهم لا تساعدها على معرفة إلى أين هم مُتجهان، وصمته هذا يُشعرها بالريبة، وما زاد قلفها هو إصراره على عدم مجيء السائق معهم، لقد أخبرها إنه يريدها أن تستعد للخروج معه ولم يخبرها بتفاصيل.

لتعزم على أن تكسر هذا الصمت الغيريب وتستفسر عن مكان وجهتهم، لتنظر له باهتمام وهتفت بإستفسار:

- جواد هو أحنا رايحين فين؟

قابله بنظرة جانبية وعلى ثغرة إبتسامة خافته ولكنها صادقة مُردفًا بحماس:

- محضرلك مفاجأة.

ضيقت ما بين حاجبيها باستكار وأضافت مُستفسرة:

- مفاجأة إيه!

رفع حاجبه بتلقائية مُمهدًا لعدم إخبارها مكان وجهتهم مُردفًا بتبرير:

- وهتبقى مفاجأة إزاي لو أنا قولتلك!

أدركت إنه لن يخبرها ويُريح فضولها، لذلك ألتزمت الصمت لبضع دقائق وأخرجت هاتفها مُحاولة الإتصال بوالدتها والإطمئنان على صغيرها مثلما تفعل دائمًا، ولكنها لم تجد رد، وقبل أن تُحاول للمرة الثانية وجدته يهتف بتنبيه:

- وصلنا.

رفعت بصرها لمعرفة أين هم، وبمجرد معرفتها أُصيبت برجفة بسيطة سرت فى سائر جسدها وصاحت مُتسائلة؟

- هو أنت جايبنا هنا ليه؟

أبتسم لها بخفة وأجاب بهدوء:

- المفاجأة هنا.

للحظة أصيبت بالتردد وتذكرت أول مرة جائت فيها إلى هذا المنزل وكادت أن ترفض الفكرة برمتها قائلة:

- بس أنا مش...

أمسك إحدى يديها برقة وأضاف بنبرة يملئها الإلحاح:

- عشان خطري أنزلي.

لا تعلم كيف أستسلمت له بهذه السرعة! هل هذا نابع من ثقتها التي نجح فى أكتسبها؟ أم إنها حبه له الذي جعلها تسير خلف رغباته دون تكير! أيًا كان السبب ها هي ترجلت من السيارة وتحركت خلفة نحو أول منزل جمعهم معًا منذ لقائهم في ذلك اليوم.

فتح الباب ودلف فعلت هي المثل خلفة، ولكن الكمان كان مُظلم للغاية، فأمتدت يد "جواد" لتشغيل مفتاح الكهرباء، وبمجرد إنتشار الضوء فى ردهة البيت صاح الجميع مُعايدًا إياها بمحبة كبيرة:

ظلمات حصونه الجزء الثانى (الأنتقال من الظلمة إلى النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن