_١٤_

15.2K 529 70
                                    

_الفصل الرابع عشر_
______

أغلقت المكالمة مع والدتها وجلست تُأنب نفسها على ما تفوهت به، حقا هى لم تقصد أن تجرح والدتها بهذا الحديث، فقط تحدثت بطريقة عفوية مُعبرة عن مدى التخبط التى تشعر به

هى الأن فى غرفة واحدة مع الرجل الذى من المفترض أن يكون أخر شخص تسمح له برؤيتها من الأساس، مع الرجل الذى حطم حياتها وتزوجها بالأجبار وأنتهك جسدها وكانت ينتقم منها على شيء هى لم يكن لها صلة به

ولسوء حظها ذلك الرجل هو نفسه الرجل الذى تشعر بالشفقة والأسئ عليه وعلى كل ما مر به بداية من طفولة بائسة إلى حياة كاملة مدمرة، ولكن هذا ليس مبررا له على كل ما فعله بها، وليس على الأنسان تحمل أخطأ أو أمراض أحدهم النفسية فقط لأنه كان يعاني الصعاب فى حياته

نعم هى تشعر بالكثير من التخبط تجاهه ولكن هذا لن يجعلها تتراجع عن قرارها هو وهى لن يكون بينهم أية حياة فيما بعد، هى إلى وقتنا هذا تخشي التواجد معه فى مكان واحد بمفردهم، يكفيها إنها الأن تجلس معه فى غرفة واحده وتشعر بكثير من القلق، ما بالك إذا جلست معه فى منزل كامل بمفردهم؟

خرج من غرفة تبديل الملابس بعد أن أرتدى ملابسة وهى عبارة عن قميص رمادي اللون وبنطلون أسود وحذاء مشابه للون القميص، بالأضافة إلى إرجاع خُصل شعره متوسطة الطول إلى الخلف وتفوح منه رائحة العطر الطيبة التى واحدها يمكنها لفت الإنتباه

حقا هل هم الأن فى سفرية عمل أم سفرية إستجمام، قطع شرودها صوته الرخيم وهو يتقدم ببعض الخطواط تجاهها مردفا بهدوء:

_جاهزة عشان ننزل

نهضت "ديانة" سريعا من مقعدها وبدأت فى التحرك تجاه باب الغرفة دون التفوه بأية حرف، وكأنها تتحاشى التحدث معه، ليوقفها "جواد" عن السير موجها الحديث نحوها قائلا:

_أسنني شوية عايز أقولك على حاجه الاول قبل ما ننزل

وقفت "ديانة" فى مكانها الذي كان على مسافة ليس بكبيرة بعيدة عنه، وألتفتت ناظرة له لكى تعطيه إشارة لبدأ الحديث، ليعقب "جواد" محاولا تفسير الأمر لها بطريقة تتقبلها هاتفا:

_أحنا هنا مش فى البيت عندنا، والناس هنا ميعرفوش أي حاجه عن موضوع الطلاق اللى أحنا متفقين عليه، وده طبعا عشان نفسية عمتو وصحتها متتأثرش بده، فياريت نكون زوجين طبعين على الأقل قدامهم لحد ما نرجع بيتنا إن شاء الله

كان يتفوه بهذا الحديث وهو يتقرب منها رويدا رويدا مستغلا كل فرصة يمكن أن تقربه منها، عساه أن يشعر بقبولها فى إحدى المرات وحينها لن يضيعها من يده مرة أخرى

لأحظت "ديانة" ما يحاول أن يفعله، حتى إنها لاحظت يده التى حاوطت ذراعيها من الجانبين وكأنه يتصرف بتلقائية منه، لترمقة "ديانة" بنظرات حادة على عكس تلك المشتتة بداخلها مردفة بصرامة مُصطنعة:

ظلمات حصونه الجزء الثانى (الأنتقال من الظلمة إلى النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن