-٢٥-

8.9K 344 27
                                    

-الفصل الخامس والعشرون-

بعد مرور عشرة أيام..

جميعنا نمر بأوقات عصيبة، أوقات نتمنى محيها من ذاكرتنا، الكثير من الحزن، الألم، الضيق، الوحدة، الخذلان، الضعف، الانهيار، البكاء، المزيد من البكاء، ولكنها تمضي، لا يُهم كيف مضت؟ المهم إنها مضت وها نحن مازلنا أحياء، والحياة دائما تستمر سواء شِئت أم أبيت، ولذلك علينا الأستمرار والتعلم من أخطاء الماضي، والأهم أن لا نُكررها مرة أخرى.

فى الأيام العشرة الماضية كان الجميع يُراجع حسباته من جديد، لنبدأ بـ"جواد" الذي تأكد من حبها له، بل وأعترفت بذيك أمام أم عينيه، هذا كان حقا كافيا بالنسبة له، حتى ولو أستغرقت سنوات عدة بالتفكير فى أمر رجوعها له، يكفي إنه تأكد من حبها له وإنه أستطاع إكتساب محبتها بعد أن برع فى زع كرهيته فى قلبها.

ولكنه لم يتوقف عن إفتعال الأسباب لإقترابه منها طوال الأيام الماضية، بداية من إجرئات المشفى الموجود بها "مالك"، مرورًا بعملهم سويا بالشركة التي أهملوها طوال فترة سفرهم ويليها غيبوبة "مالك"، والمزيد من التقرب لها فى المنزل أيضًا وهما يتشاركان اللحظات الجميلة بينهم وبين رضيعهم الذى أكتسب من العمر ما يزيد عن الخمسة أشهر.

ومع كل لحظة أو مكان يجمعهم ينتهز الفرصة فى التقرب منها والتعرف على ما يحلو لها وينال محبتها وإعجابها، لقد تعرف عن أطعمتها المفضلة، وذوقها فى أختيار ملابسها، والاماكن التي تُحب الذهاب لها، حتى أصدقائها المقربين، الأن بات يحفظ جميع تفاصيلها، ولن ينسى أن يستغل كل هذه الاشياء فى التقرب منها وكاد كان.

أما عن "ديانة" بالرغم من إنها بالفعل أعترفت له بحبها الدفين داخل قلبها، إلا إنها تشعر بالتخبط وعدم الأستقرار على قرار مُعين، لقد لاحظت مُحاولته المتكررة طوال الفترة الماضية فى التقرب منها والفوز برضائها، لن تُنكر إعجابها بطريقته المرحة والمليئة بالعاطفة وهو يلهو مع رضيعهم ويسقطه فى نوبات ضحك لطيفة للغاية، يبدو إنه سيكون أبًا رائع فى المستقبل.

حتى هي لم يُقصر فى حقها وكان يُحاول التقرب منها بأي شكلًا كان، لقد لاحظت اسئلته المتكررة عنها فى الفترة الماضية بطريقة لا تُثير ريبتها، يبدو وكأنه يُحاول التعرف عليها من أول وجديد، وقد راقتها للغاية تلك الطريقة، على الرغم من إنها عاشت مثل تلك الاشياء مع "أدهم" فى بداية تعرفهم على بعض، إلا إنها لم تكن مُتحمسة وسعيدة كتجربة الأمر معه.

أما عن "مالك" و"زينة" فكلهما يشعر بالتشتت والضياع، هي تريد نسيان كل شيء سيء مر عليهم والتشبث بأخر ذكرى جميلة لهم معا، والبداية منها مرة أخرى وكان شيئًا لم يكن، وهذا على عكسه هو تماما، إنه يريد تذكر ذلك الجزء التي تسعى هي لنسيانه.

فكلما نظر إلى عينيها يتذكر نظرة خيبة الأمل والإنكسار التي كانت تنظرها له، لماذا تلك النظرة محفورة فى عقله هكذا، ما هي الجريمة التي أرتكبها فى حقها وهي لا تحاول إخفائها عنه! سيتذكر، بالتأكيد سيتذكر، وإن كان حقا فعلما لا يُغفر، سيعاقب نفسه بما لا تتحمله.

ظلمات حصونه الجزء الثانى (الأنتقال من الظلمة إلى النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن