-٣٠-

8.5K 390 37
                                    

-الفصل الثلاثون-

تصويت يا جماعة★

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعًا أستطاع أخيرًا أن يتخلص من جبيرة قدمه وذراعة، ولكنه لا يستطيع بعد أن يتحامل عليهم كثيرًا، لذلك مازال يستعين بذلك العكاز لكي يساعده على السير بشكل أفضل.

وها هو تخلص من قيود قدمة وذراعية ولكن قيود ذاكرته لم يتخلص منها بعد، ولن يهدأ له بال إلا عندما يتذكر كل ما حدث بالضبط.

خرج من غرفته ليجدها تقوم بتحضير الإفطار ووضع الأطباق على المائدة، وبمجرد أن رائته أعتلى وجهها إبتسامه ود مليئة بالحب، وصاحت موجهة الحديث نحوه:

- صباح الخير.

لا يعلم إلى متى سيظل يتألم لكونها تتعامل معه وكأن شيئًا لم يكن، وهو فى داخله متأكد إنه أرتكب ذنبًا كبيرًا فى حقها، لذلك أجابها بإقتضاب:

- صباح النور.

تفحصته بعينيها لتجده يرتدي ملابس خاصة بالخروج من المنزل، لتتعجب مما يرتدي وأضافت مستفسرة:

- أنت لابس كدة ورايح على فين؟

أجابها وهو يجلس على أحد الكراسي الخاصة بالطاولة وأردف موضحًا:

- كنت بفكر أروح أشوف بابا وماما.

جلست هي الأخرى بجانبه وراقت لها الفكرة كثيرًا وهتفت بحماس:

- فكرة حلوة أوي، أنا هفطر وأغير هدومي وأجي معاك.

لم يكن يريد أن يُتعبها، فهو الأن يستطيع التحرك بمفرده دون نساعدة، لذلك عقب بهدوء:

- لو مش فاضية ملوش لزوم.

تركت الطعام من يدها ونظرت له بعمق مُحاولة إظهار ما تحمله بداخلها له مُردفة بصدق:

- مفيش حاجة فى حياتي كلها أهم منك.

عادت لتمسك بالكوب مرة أخرى ولكن يده أوقفتها مُممسكًا بيدها وهتف بنبرة مُترجية أكثر من كونها مستفسرة:

- طب ما تصارحيني يا زينة وتقوليلي أنا عملت إيه؟

سحبت يدها منه بسرعة ونهضت عن الطاولة وهي تُردف بإلحاح:

- يا مالك أنسى بقى أرجوك.

نهض هو الأخر ووقف أمامه بكثير من الألم والمعاناة وحقا لا يستطيع تخطي الأمر، هو يشعر وكأن هناك حاجز ما شُيد بينهم، ولن يستطيع تجاوزه إلا عندما يعلم من أين بدأ، ليصيح بإستياء:

ظلمات حصونه الجزء الثانى (الأنتقال من الظلمة إلى النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن