أبيـَض و أسـوَد || BLACK AND WHITE . K.TH

الـفَصــلُ : الـعَــاشِـــر .

♡ ..قِـراءة ممتِعـة .. ♡

-----------------------------------

" كَان سِجنهُ الحَقِيقِي دَاخِلَ ذِهنهِ .. ففِي الذِّهن يَكونُ النّاسُ إمَا أحرَارًا أو سُجنَاء "

-- أفونسو كروش --

.....................

" مَاذَا إنْ كَانَتْ الْحَقِيقَةُ مَرَّة و مُؤْلِمَة هَل تَوَدِّين سَمَاعِهَا رَغِم كُلِّ شَيِّ ؟ "

سَأَلَهَا و التَّرَجِّي يَسْتَتِر بَيْنَ كَلِمَاتِهِ لَكِنَّهَا نَفَت . . رَغِم كُلِّ شَيِّ هِي تُؤَدّ أَن تكتشف الْغَامِض و تريح قَلْبُهَا و عَقْلِهَا قَلِيلًا . .

مَهْمَا كَانَتْ تِلْكَ الْحَقِيقَةِ هِيَ ستسمعها و ستحاول أَن تتقبلها مَعَ مُرُورِ الْوَقْت . .

" أَنَا جَاهِزَةٌ جلالتك فلتخبرني الْحَقِيقَة الْآن رجاءا "

تَنَهُّدٌ بِخُفِّة ثُمَّ عَدَلَ جِلْسَتِهِ عَلَى الْوِسَادَةِ النَّاعِمَة ليقابلها و أَخِيرًا جَاعِلًا مِنْهَا تَفْعَل الْمِثْل و تقابله فِي جَلَسَتْهَا . .
" أَخْبِرِينِي أَوَّلًا ، مَاذَا تَعْرِفِين عَن وَالِدَيْك مَارِيّ ؟"

قطبت هِي حاجبيها بِاسْتِغْرَاب ثُمَّ ضَحِكَتْ بِأَنْفِهَا قَاصِدِة نَوعًا ما بِفعَلتِها الاسِتهزَاء ثمَّ أَعَادَت السُّؤَال بدورها .

" و مَا دَخَلَ وَالِدِيّ فِي الْمَوْضُوعِ جلالتك ؟ "

رَاقَب تَعَابِير وَجْهِهَا المتسائلة طَوِيلًا ثُمَّ نَظَرَ إلَى الشُّرْفَة عَلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ و لَمْ يَدُمْ تَأَمَّلَه كَثِيرًا حَتَّى عَاد بزرقاويتيه الَيْهَا .

هُوَ حَتْمًا كَان يُفَكِّرُ فِي طَرِيقِهِ مُنَاسَبَةٌ لاخبارها بِالْأَحْدَاث بِطَرِيقِة سَلَسِة و مُنَظَّمَة
لَكِنَّهَا و لغبائها لَمْ تُدْرِكْ هَذَا وَ فَكَّرْت أَنَّه يَلْعَب عَلَى أعصابها بحركاته تِلْك .

حمحمت بِخِفَّةٍ وَ شَبَّكْت ذِرَاعَيْهَا عِنْد صَدْرِهَا لتخبره بجدية قَد رُسِمَت عَلَى وَجْهِهَا فِي الْحَالِ ؛
" مَاذَا هَل غَيَّرَت رَأْيِك ؟ لَا تُؤَدّ إخْبَارِيٌّ ؟ "

" وَالِدَيْك يَا مَارِيّ هُم بِدَايَة كُلُّ مَا حَصَلَ و مَّا سَيَحْصُلُ "

" أَخْبَرَنِي مُبَاشَرَة مَقْصِدُك ، فَإِنَّا لَمْ أَفْهَمْ حَرْفًا مِنْ كَلامِكَ . . لَا تَجْعَلْهُ غَامِضًا وَلَا مَمْزُوجًا بالالغار و حَاوَل مُرَاعَاة عَقْلِيٌّ الْبَشَرِيّ الضَّعِيف و بَسَط الْأَمْر لِي . .
حَتَّى . . حَتَّى كَيْفَ تَعْرِفُ وَالِدِيّ و لَمَّا هَمَّ الْبِدَايَة ؟ لِمَا تَتَكَلَّم عَنْهُمْ مِنْ الْأَسَاس ؟ "