الـفَصــلُ : الثَــامِـن و الثَــلاثُـون

184 15 44
                                    


♡ . . قِـراءة ممتِعـة . . ♡

__________________________

" ينتَهي الانسَانُ عِندما يُشفقُ على نفسِه "

- إندرِي تَاركوفسكي -

_____________

.....

الْمَكَان لَمْ يَكُنْ غَرْفَة جُلُوسٍ أَوْ أَيُّ شَيّ كَمَا فَكَّرْت . . .
و تايهيونغ كَان مكبلا بسلاسل حَدِيدِيَّةٌ ضَخْمَةٌ عَلَى الْجِدَارِ الصخري الصُّلْب .

عارِي الصَّدْر و قَد جَلَسَ عَلَى الْأَرْضِيَّة بِتَعَب و يَدَاه كَانَتَا مربوطتان عَالِيًا فِي الْجِدَارِ . . .
سِلْسِلَة حَدِيدِيَّةٌ أُخْرَى حاوطت رِجْلَهُ الْيُمْنَى و قَد لَاحَظَت شَعْرِه المبلل الَّذِي يُغَطِّي أَعْلَى وَجْهُهُ وَ رَأْسَه المرتخي . . .

يَصْدُر أَصْوَات متألمة شَبَّه صَارِخَة فَتَعَجَّبْت هِيَ مِنْ مَا تَرَاهُ الْآن و اِقْشَعَرّ بَدَنِهَا .
" تايهيونغ ؟ "

تمتمت بخفوت و أمَالت رَأْسِهَا تُحَاوِل رُؤْيَتِه .
" جَلاَلَةُ الْمَلِكِ ! "
نَادَت عَلَيْهِ لَكِنَّهُ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَلَا يَكُفُّ عَنْ إِصْدار تِلْك الْأَصْوَات الْمُتَأَلِّمَة .

" كلُود ! "
رَفَعَتْ صَوْتَهَا أَكْثَر و صمْت هُو فَجْأَة . . .
رَفَعَ رَأْسَهُ ببطئ شَدِيدٍ إلَى أَنْ قَابَلَهَا وَجْهَه .

صَاحَت بذعر و سَقَط السِّكِّين مِنْ يَدِهَا و سَقَطَت هِيَ الْأُخْرَى تزعف للوراء بِخَوْف . . .
مَا هَذَا الَّذِي تَرَاهُ . . .

هُوَ لَا يَرْتَدِي قَنَاعَه !!
و أَخِيرًا هِي اسْتَطَاعَت رُؤْيَةِ مَا يُخْفِيه تَحْت قَنَاعَه ذَاك .
اِرْتَجَف قَلْبُهَا ثُمَّ تَوَقَّفْت عَنِ الْحَرَكَةِ و شَعَرْت بِجَسَدِهَا يتيبس .

" ارحلي . . "
قَال بِصَوْتِه المختنق يُنَاظِرُهَا و لَم تَجَرُّؤٌ عَلَى التَّحَرُّك و لَا إبْعَاد نجميتيها عَنْ مَا تَرَاهُ الْآن . . .

ذَلِكَ النِّصْفُ مِنْ وَجْهِهِ وَ الَّذِي لطالما أَخْفَاه تَحْت الْقِنَاع . . .
اتَّضَحَ أَنَّهُ أَسْوَدُ بِالْكَامِل و كَأَنَّه تَعَرَّض لحريق و تفحم بِشِدَّة أَوْ حَتَّى . . . لَطَّخ بِشَىْء نَجِسٌ أَسْوَد قَاتِمٌ . . .
و بِه نُدُوب غَرِيبَةٌ !

خَصَلَات شَعْرِه تبللت بِفِعْل تعرقه الشَّدِيد . . .
عُيُونَه الذَّابِلَة و الْمُرْهِقَة كَانَت تَسْتَقِرّ عَلَيْهَا . . . و رُؤْيَتِهَا مَذْعُورَةٌ مِنْ شَكْلِهِ آلَمَتْه كَثِيرًا ،
و كَأَنَّهَا قَدْ زَادَتْ الطِّينَ بَلَّةً . . .

أبيـَض و أسـوَد || BLACK AND WHITE . K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن