الـفَصــلُ : الـثـَـالـث و الـعِشــرُون

144 16 3
                                    

♡ ..قِـراءة ممتِعـة .. ♡

______________________

" أَنَّ السَّعَادَةَ فِي مَعْنَاهَا الْوَحِيد الْمُمْكِن :
هِي الصُّلْحِ بَيْنَ الظَّاهِرِ و الْبَاطِن ، هِي الصُّلْحِ بَيْنَ الْإِنْسَانِ و نَفْسِه "

- مُصطَفى مَحمُود -

_____________

.....

رُفِعَت أُصْبُعَهَا أمَامِه تَحْذَرُه و هُوَ رَفْعُ يَدَهُ يَنْزِلُهُ مَنْ أمَامٍ وَجْهَه قَائِلًا :
" اغارثا ثقي بِي أَعْلَم مالذي أَفْعَلْه . . . كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سيأخذ مَا يُرِيدُهُ و سَتَكُون النِّهَايَة مُرضية لِلْجَمِيع "

" أَتَمَنَّى ذَلِك . . سأذهب إذْن فلدي أُمُور عِدَّة لأنجزها . . سَأزُورُك لَاحِقًا عَزِيزِي حَسَنًا و تَذَكَّر . . . أَنَا اراقبك هَاتِه الْمَرَّة "
اقْتَرَبَت و طُبِعَت قَبْلَة سَطْحِيَّة عَلَى شَفَتَاه بَيْنَمَا هُوَ لَمْ يَتَحَرَّكْ و ظِلّ وَاقِفًا يُرَاقِب حراكتها الْمُعْتَادَة تِلْك .

صَفَّقَت بِيَدِهَا و انْطَلَق كَلْبُهَا يَجْرِي نَحْوَهَا ثُمَّ هِيَ مَشَتْ إلَى خَارِجٍ القاعَة .

. . . .



قادنا ذَلِك الْجَاسُوس مِنْ الْغَابَةِ حَتّى دَخَلْنَا إلَى الْمَدِينَةِ . . ثُمَّ هُوَ أَحْضَر لَنَا عَرَبَة أحْصِنَةٌ قادتنا إلَى مَرْكَز الْمَدِينَةِ أَيْنَ تَعِجّ بِمُخْتَلِف أَنْوَاع الجنيات . .

كُنْت أَطَلّ بِرَأْسِي مِنَ النَّافِذَةِ و شِفاهِي لَا تُؤَدّ الِانْطِبَاق لِشِدَّة دهشتي . .

الْمَدِينَة . . . خلَابَة بِالْفِعْل و بِهَا الْكَثِيرِ مِنْ الْأَلْوَانِ و الْحَيَاة عَكْس زابادا ،
شُعَب ذَوِي بَشَرَة شاحبة و عُيُون مزرقة بِشَعْر أَبْيَضَ أَوْ رَمادِيّ أَوْ حَتَّى الْأَشقر الْفَاتِح . . يَعْمَلُون بِجِدّ رُفْقَة مَلامِح صَارِمَة صُلْبَة و يَبْدُو أَنَّهُم يمقتون تِلْك الْحَيَاة بِشِدَّة .

لَكِنْ هُنَا الْعَكْس تَمَامًا . . جنيات بِمُخْتَلِفِ الأنْواعِ و الْإِحْجَام . . أَلْوَان بشرتهم مُخْتَلِفَةٌ . .

زَرْقَاء فَاتِحَة كخاصة جونغكوك و بَعْضُهُم بِاللَّوْن البنفسجي و الْآخَر بِالأَخْضَر . . لَكِن يُوجَدْ مِنْهُمْ مَنْ يمتلك بَشَرَة بَيْضَاء كخاصة الْبَشَر . . ستظنهم بَشَرًا للوهلة الْأُولَى لَكِنَّ عِنْدَمَا تنتبه لطولهم أَو آذَانِهِم المدببة ستسحب رَأْيِك حِينِهَا . .

أبيـَض و أسـوَد || BLACK AND WHITE . K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن