الفصل السادس عشر
تقدم بخطواته داخل الشقة متعجبًا من حالة الصمت التي تسود المكان في هذا الوقت من اليوم.. رمي سلسلة مفاتيحه على المنضدة الصغيرة والتي توسطت الصالة مناديًا بصوته :
- يا ام علاء .. يامّا .. انتي فين يام علاء؟
قال الاَخيرة وهو يتجول داخل البيت باحثًا عنها ..حينما لم يجدها في المطبخ اكمل بحثه عنها داخل غرفتها فلم يجدها ايضًًا ساوره الشك فبحث في باقي ارجاء الشقة بقلق .. وقلبه يحدثه بالأسوء حتى تفاجأ بها تدلف من الباب الخارجي وابتسامة جميلة تُزين محياها:
- حمدالله عالسلامة يامعلم علاء .
تنهد ارتياحًا بصوتٍ عالي قائلًا بتعب :
- انتي كنتي فين بس يامّا؟ قلقتيني عليكي.
ازداد اتساع ابتسامتها وهي تخطو بخطواتها البطيئة قائلة:
- سلامتك يانور عيني من القلق ولا اي حاجة تعكنن مزاجك حتى .
شقت ابتسامة سعيدة وجهه هو يقترب منها من نصف المسافة يلف ذراعه على كتيفها ويقبل رأسها :
- يدوملي يارب لسانك الحلو ده اللي بينقط عسل زيك ياعسل انتي .
ضحكت بسعادة وهي تستقبل قبلاته على رأسها حتى أجلسها على الاَريكة وجلس معها وسأل :
- قوليلي بقى كنتي فين ياقمر؟
- كنت في السطح ياعيون القمر .
- بتعملي إيه في السطح يامّا؟
- حاجة بسيطة ياحبيب قلبي.. طلعت انشف سجادة المطبخ بس على سور العمارة بعد ماغسلتها .
تغير لون وجهه فقال بتوتر :
- نعم!! انتي ازاي تعملي كدة بس يامّا؟ هو انتِ حمل رفع سجادة ولا حتى غسلها.. انتي عايزة تتعبي وتتعبيني معاكي ياست الكل .
قالت بمهادنة :
- براحة شوية يابني براحة.. وسيبني اكمل كلامي .. اولًا انا مطلعتش لوحدي انشرها.. انا كان معايا جارتي وحبيبتي ام ابراهيم.. دي شالتها لوحدها تطلع بيها السلم وانا كنت بساعد معاها على الخفيف كدة .
نظر اليها بلوم قائلًا :
- لكن غسلتيها الاول ياما وتعبتي فيها دا غير انك تعبتي معاكي جارتك كمان.. وانا منبه عليكي من الاول ماتتعبيش نفسك.في شغل البيت.. مش كفاية انك رافضة موضوع اجيبلك خدامة مخصوص.
- يابني وانا مالي بس بالخدامة المخصوص.. ما الست اللي بتيجي في اَخر الأسبوع بتقلب البيت من فوقه لتحته تنضيف.. ودي سجادة المطبخ يعني حاجة خفيفة قوي ومكنش ينفع اسيبها لاَخر السبوع بعد ما اتدلق عليها كوباية اللبن كانت في إيدي من غير قصد. .
نظر اليها بحنان معاتبًا :
- كمان يامّا.. طب كنتي استنيني على ما ارجع واعملك كل انتي عايزاه.. ياإما بقى توافقي على موضوع الخدامة وماتتعبيش قلبي معاكي.. ياشيخة دي نيرمين ال.....استغفر الله العظيم يارب.. عندها بدل الخدامة اتنين .
تغير وجهها فجاة من لفتته قبل ان تغير دفة الحديث لناحية أخرى:
- انا ماليش دعوة بحد يابني .. المهم بقى انت كنت راجع مع الأبلة فجر منين؟
- رفع رأسه مجفلًا :
- هااا
تبسمت زهيرة بمرح قائلة:
- إيه هو اللي هاا؟ بسألك كنت راجع مع الأبلة من فين؟ هو السؤال صعب قوي كدة معاك لدرجادي؟
بابتسامة مستترة هز رأسه :
- بقيتي خبيثة قوي ياحجة زهيرة وعفريتة كمان في كلامك.. يعني البنية قابلتها صدفة ووصلتها بقى معايا.. فيها حاجة دي؟
- امممم .. لأ ياحبيبي مافيهاش حاجة. دا احنا حتى أهل ونسايب.. ولا إيه يامعلم علاء .
نهض فجاة من جوارها يقاوم رغبة ملحة للأبتسامة فقال :
- انا قايم اريح شوية عشان انا حاسك كدة بتلمحي لحاجات ....
ضحكت وهي تنظر لأثره مرددة:
قوم ياخويا قوم .. على العموم مش انا بس اللي خدت بالي .. امها كانت معايا وخدت بالها هي كمان .
............................
أنت تقرأ
عينيكى وطنى وعنواني
Romanceشعرت وكأن ألارض تدور بها ... انقباض قلبها لم يهدأ منذ الصباح .. منذ ان أخبرها والدها .. بالساكن الجديد في الشقة المقابلة لشقتهم كيف ستجاور هذا البغيض ؟ وهذه الذكرى القديمة تعود امامها الاَن .. فى ابشع صورها .. بمجرد النظرة فقط .. فى وجه من احرق صدره...