الفصل الرابع والثلاثون
- والحل كان إيه بالظبط؟
قطبت بحيرة فجر تسأل عمتها التي تبسمت قائلة براحة:
- الحل بتاعه ياحبيبتي كان النجدة اللي جات من عند ربنا.. الدكتور منذر قالي كدة بالمفتشر.. مدام كدة كدة ابوها هايقتلها يبقى تخرجي من عندي تبلغيه بوفاتها وسيبي كل حاجة بعد كدة عليا وانا هاتصرف.
سالتها مذهولة :
- ودا اتصرف ازاي بقى ؟
- عرف يتصرف بمعرفته وجاب جتة بنية ميتة بقالها شهور في تلاجة المستشفى وماحدش يعرف لها أهل .. وطبعًا في التغسيل والكفن ماحدش حضر معايا ولا حتى ابوها اللي ربنا وحده عالم كانت حالته ازاي ساعتها.
قالت الاَخيرة بنبرة حزينة فاأكملت على قولها فجر:
- ياعيني.. دا تلاقيه افتكر ان هو السبب في موتها .
اردفت فوزية :
- مع إن الدكتور منذر كتب في تقرير شهادة الوفاة انها حمى شديدة لكنه برضوا فضل عايش بعقدة الذنب ناحيتها لحد دلوقتي.. ياللا بقى.. ماهو مكانش في حل غير كدة.. اصله ياحبيبتي كان بين نارين.. يايجوزها ابن عمها يايقتلها ويتنقم لشرفه حسب اعتقاده.
- طب وانتي روحتي فين بعدها يافاتن؟
اشرق وجهها بابتسامة جميلة تجيب:
- انا ياستي اخدني على جمعية خيرية هو كان عضو فيها هناك في المحافظة.. فضلت مستخبية فيها وتحت رعايته بالشهور .. عرف حكايتي وساعدني بحنيته وطيبة قلبه اني اتخطى الحزن اللي عشش جوايا وارجع انسانة طبيعية بالتدريج ..امي كانت بتيجي سرقة فيها عشان تشوفني.. المهم اني فضلت في الجمعية دي لحد اما جه اليوم اللي قالي فيه انه مسافر وراجع على بلده في اسكندرية.. ساعتها الدنيا دارت بيا وخوفت قوي لايسيبني وينساني.. اصلي كنت زي الغريق اللي اتعلق بقشاية.. وكان هو ألاَمان بالنسبالي.. مااتكسفتش منه وانا بنهار قدامه عشان مايسبنيش.. فكان رده انه طلب يتجوزني عشان يقدر ياخدني معاه ويسافر بيا.. وانا وافقت واتجوزتوا.. قعدت تقريبًا سنة على زمته وهو مراعي حالتي النفسية من غير ما يلمسني.. لحد اما روحتلوا بنفسي وطلبت حلالي منه.. عشت في حضنه احلى سنين عمري.. وربنا رزقني بعدها بكام سنة بعبد الرحمن اللي كمل فرحتي وسعادتي كمان.
رغم ارتياحها بما سمعته من حكايتها ولكنها لم تقدر على كبح سؤالها الفضولي :
- بس انتوا قولتوا انه كان في الأربعينات.. يعني تقريبًا ضعف عمرك.. فرق السن الكبير ده معملش حاجز مابينكم .
هزت رأسها بالنفي قائلة بابتسامة:
- ابدًا يافجر.. هو كان ذكي ودايمًا متفهم وضعه معايا.. دا غير انه خلاني أكمل تعليمي.. منذر اساسًا كان واهب نفسه للعلم.. طب هاتصدقيني لما اقولك اني كنت اول بخته.. على فكرة انا جوزي كان دكتور كبير ووصل انه بقى مشارك في مستشفى استمثاري مشهورة هنا في السنتين اللي فاتوا دول.. امال انا ايه اللي جابني على القاهرة؟
- كان!! لهو راح فين بالظبط؟
قالتها بتوجس لتفاجأ بتغضن ملامح وجه الاثنتان قبل أن تجيبها بحزن:
- ماهو للأسف بقى.. ان عمر السعادة ما بتدوم.. جوزي من ست اشهر بس يافجر اتوفى بسكتة دماغية.
ارتشعت شفتاها وزاغت عيناها بينهم وكان وقع الخبر على رأسها كالصاعقة
...............................
أنت تقرأ
عينيكى وطنى وعنواني
Romanceشعرت وكأن ألارض تدور بها ... انقباض قلبها لم يهدأ منذ الصباح .. منذ ان أخبرها والدها .. بالساكن الجديد في الشقة المقابلة لشقتهم كيف ستجاور هذا البغيض ؟ وهذه الذكرى القديمة تعود امامها الاَن .. فى ابشع صورها .. بمجرد النظرة فقط .. فى وجه من احرق صدره...