البارت العاشر(قطرات الندي)

52 4 0
                                    

رواية
حب للبيع في شباك التذاكر p10
#بقلم_ashley_hanson

مسكت لوروز الورقة وعيونها بتقفل منها..كانت بتهز راسها مع توسيع عيونها في محاولة تفويق نفسها ...وإيدها بالورقة بتتهز وراسها بتوقع منها...وقفت وراحت علي الكومدينو وصبت مياه وشربت...ورجعت مسكت الورقة وبدأت في قِرائتها
ندي :
لأول مرة مُنذ عدة أيام من معرفتي بالحمل...كُنت في حالة تردد وخوف لمواجهتُه بحقيقة حَملي ، خاصة بعد هروبي من القصرِ بدون سابق إنذار ...مرت أسابيع من الألم والمرض حتي يئِست.. ضاقت بيا الطُرق والسُبل ولم يكن لي سبيل سواه...كانت غُرفتُنا السرية في القبو أسفل المطبخ الخاص بالقصر...لأنه المكان الوحيد الذي لا يزوره أصحاب القصر عادة... وقَفت أمامهُ وخرَجت مني الكلِمات بتلقائية فكُنت أظُن بأنني في مكانة خاصة في قلبه كما كان يقول ..إلتفت إتجاهي مع إبتسامته المُزيفة وقال  : إنتي جاية بعد شهرين من هروبك من هنا  تقوليلي إنك حامل مني ؟؟
فأجبت بكُل عفوية: أنا هربت بعد خبر حملي يا (رأفت)..مكنتش عارفة أعمل إيه ولا أقولك إزاي..الطفل ده إبنك ومحتاج رعايتك وحمايتك وعونك ليا وليه
نظر لي بتحديقة مريبة وكأنني تماديت وخرجت عن الحدود في كلماتي...إقترب لي وقال : أنا مبخلفش ..خصوصاً من الخدم...زي الشاطرة كده تروحي تنزليه عند أي داية بدون أي فضايح وثرثرة معاها عن علاقتك بيا
إرتعبت كثيراً وتغيرت نظرتي له وقبل النطق بأي كلمة إلتفت لي وهو يقول أثناء خلعه لحزام بنطاله  : الفكرة دي غبية ..إحنا منضمنش الفضايح...سيبيني أنا أقوم بالمهمة دي وأريحك من المشاوير والحِمل ده
قام بضربي بكل عنف وقسوة حتي يفقدني الجنين...وكلما صرخت كُلما كانت الضربات تقسو أكثر فأكثر...لم يتوقف حتي نزف كل جسدي...جلس أمامي بإبتسامة بغيضة وقال : مبروك يا روحي ...يلا قومي إرتاحي شوية وأنا هبعتلك الدكتورة تشوفك...شكلك صعب خالص

خرج من الغرفة بكل برود وتركني مرمية علي أرضه... ظللت أزحف حتي خرجت من القصر و في طريقي..وقفت سيارة (فِكرت) الأخ الأصغر وهو الحمل الوديع وملاك القصر والقلب الحنون..ركض في إتجاهي باكياً لحالتي..وضعني في سيارته وذهب بي بعيداً عن القصر لطبيب العائلة المالكة للقصر...تلقيت العناية والرعاية الكاملة وبعد شهر ...أخذني لمزرعة ويليامز والتي هي علي الضفاف الغربية من المدينة..منطقة معزولة تماماً ...تحولت حياتي لجحيم منذ ذلك الوقت وأخذت الغُرفة العُلوية باب سبعة ، كان من المُفترض أن يكون رقم الحظ لي ولكنه كان الحظ السيء ،  وكأنه باب الجحيم ..ف كُنت أعمل ليلاً ونهاراً على إعتقاد بإنني أدفع ثمن إقامتي في تلك الغُرفة اللعينة ، مالكي المزرعة كانوا يخبرونني بإن ذلك العمل هو ثمن تكلفة الغُرفة ، ولم يخبروني بإن ( فِكرت ) كان يدفع لهم الكثير من الأموال لرعايتي ولثمن الغُرفة ف قد كُنت أقتطف الخُضروات والفاكهه بشكل دوري ويومي كُل نهار ..وأقوم بغسلها وتقطيعها والبعض منها نقوم بصُنع المربى وتخزينها في قوالب زجاجية ، كُنت أعمل وكأنني صائمة
ذات يوم حاولت أن أتناول بعضاً من الفاكهة...كان الجوع يقرصني وكأنني مسممة ...مددت يدي في إلتقاط قطعة من الفاكهة ووضعتها في فمي بلهفة ...وحين أنزلت يدي من بين شفتاي قامت السيدة المالكة للمزرعة بضربي على أصابعي بقوة ..حاملةً لمطرقة الطعام وظللت أعمل بيدٍ واحدة لفترة  ، ثُم قالت بقسوة ( متتعديش على أكتر من الوجبة اللي بتاخديها في اليوم )
لم تكُن تُكفيني تلك الوجبة ، نظراً لإنني أحمل طفل داخل أحشائي ، كُنت اشعر بالجوع بإستمرار وخاصةً في مُنتصف الليل
وإذا راودني التفكير بها من جهة أخرى ف قد كان رقم ٧ هو رقم حظي لمرة واحدة في الإسبوع حين يزورني ( فِكرت )  حاملاً أثمن وأقيم الأقمشة وهو يوم الجمعه
كان يقضي معي النهار بأكمله ، وذلك هو اليوم الوحيد الذي أحظى به بالرعاية الحقيقية وأتغذى جيداً بأشهي الوجبات
كانت سيدة المزرعة تشعر بالغيرة عندما ترى ( فِكرت ) يُحضر لي تلك الأشياء القيمة ، ف كانت تجعلني أعمل الوقت إضافي ولم تكُن تدعني أحصُل على الراحة سوى في أوقات النوم حتى لا أجد وقت لتطريز هذه الأقمشة الثمينة . وكأنها تُريد أن تحرمني السعادة
وفي كُل الأحوال لم تكُن لي ، كُنت أُطرزها لطفلي القادم
ف( رأفت) لم يكُن يعلم بإنني مازلت أحتفظ بالجنين ، وكان الوحيد المؤتمن على سري هو ( فِكرت )
وفي يوماً من الأيام ، كان يوم حظي . والذي هو يوم زيارة ( فِكرت لي ) ، لم يكُن أحد مالكي المزرعة في ذلك اليوم يجرؤ أن يجعلني أعمل أو أن يُناديني ، كان اليوم بأكمله لي ، وفي المساء ، كُنا نجلس أمام الحطب المُشتعل ، وانا أطرز الأقمشة وأستمع إلى حديثه وهو يتحدث، وعلى غير العادة عرض علي الزواج بطريقة غير مُباشرة ، نظرت له لثوانِ وضحكت !
كُنت أعتقد أنه يمزح ، وهو ضحك معي ولكن عيونه كانت حزينة أنني لم انظر إلى الأمر بجدية
وبعدها جاء موسم الصيف ، وبدأت أشجار العُنب الأحمر داخل مزرعتهم تُزهر
ف بدأنا في عصرها وصناعة النبيذ وكُنت أعمل ليلاً ونهار حتى ....

حب للبيع في شباك التذاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن