الفصل الثاني عشر: ما وراء شره

1.1K 116 49
                                    

"آه... كانت ليلة طويلة"
"لم أتمكن من النوم"
"بل لم أستطع... كيف أنام وباب غرفتي مفتوح لأي شخص ليدخل!"
"خاصة من يكرهون وجودي هنا"
فتحت ليامي عينيها ورفعت ذراعيها عاليا، لمحت نافذة صغيرة في أقصى الجدار قرب السقف.
- ليامي (في نفسها): ترى هل أستطيع الوصول إليها... أفضل ما يمكنني الحصول عليه الآن هو رؤية العالم الخارجي مع بعض أشعة الشمس.
أحضرت الكرسي ووقفت فوقه، لكن على الرغم من ذلك لم تتمكن من بلوغ النافذة.
- ليامي (في نفسها): لم أظن أنني قصيرة لهذه الدرجة...
نزلت بسرعة كي لا يراها أحد فيظن أنها تحاول الهرب.
وفي اللحظة التي أعادت فيها الكرسي مكانه وتنهدت تنهد إحباط...
*صوت أقدام*
ما إن التفتت إلى شمالها حتى هجمت عليها فتاة شقراء بسكين.
لكن ليامي لوت يدها وثبتتها على الأرض.
- توغا (تبتسم): صباح الخير.

- توغا (تبتسم): صباح الخير

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

- ليامي: أهاه... صباح الخير.
- توغا: هلا أفلت ذراعي؟
فعلت ليامي ذلك وهي لا تزال تتوخى الحذر تحسبا من هجمة أخرى.
عم الصمت المكان للحظات قبل أن تتجه توغا للباب كي تخرج.
- توغا: يمكنك النزول للطابق السفلي كي تتناولي الفطور إن أردت، باي باي!
وذهبت...
- ليامي: فطور الأشرار هاه... لا أظن، سأبقى في غرفتي.
لكنها سمعت فجأة ضجة هائلة صادرة من أسفل.
- ليامي: ما هذا... أيعقل...
في هذه الأثناء...
- شيغاراكي: لقد أسأتم الفهم هنا، أنتم نفذتم ما قلته لكم ذلك اليوم لأنه لو لم تفعلوا لقضيت عليكم، وليس لأنني سأكافئكم مالا.
ضحك الرجال الخمسة...
- جون: ماذا ماذا؟! هكذا إذا شيغاراكي! تتصرف فينا كما تريد ثم ترمي بنا كالقمامة وقتما تشاء!
- شيغاراكي: يمكنك قول هذا.
هذه المرة غضبوا.
- جون: أنا قائد عصابة والمفروض أن القادة يفهمون بعضهم.
- شيغاراكي: هذه القاعدة لا تنطبق علي.
- جون: ساعدناك في إثارة الضجة في المدينة في آخر هجوم لك كي تستطيع أنت وعصابتك تنفيذ عمليتكم في الغابة، والآن نريد المال.
- كوروجيري: تومورا... هل تريد أن أرسلهم بعيدا؟
- لافي: ماذا قلت أيتها الغمامة المتحركة؟!
لم يكن شيغاراكي سعيدا بإزعاج هؤلاء له في الصباح. تبادوا نظرات حادة بينهم... نظرات تقول أن عاصفة هوجاء ستبدأ الآن.
فجأة نزل أحدهم السلالم بسرعة البرق.
- ليامي (بإشراق): هل هم الأبطال؟!
- الرجال: هيه؟!
...
- ليامي: أنتم لستم هم... (بإحباط) هوه أنا عائدة.
- شيغاراكي: انتظري.
التفتت ليامي إليه.
- شيغاراكي: ما رأيك أن تهتمي بأمر هؤلاء الضيوف؟؟
- جون: أيها ال...
فهمت ليامي ما يقصده ونظرت إلى الرجال الخمسة بهدوء.
- ليامي: إنهم ضيوفؤ (ضيوفك) لا ضيوفي، ثم إنهم ليسوا بهذه القوة.
- الرجال: ماذا قلت؟!!!
اتجهت ليامي إلى كوروجيري لما رأته ممسكا ببعض الأواني.
- ليامي: فطوري رجاء.
- كوروجيري: حسنا.
وسط هذا البرود وقف شيغاراكي عن كرسيه وكأنه يستعد لتصفية أمرهم.
- شيغاراكي: يبدو أنك محقة.
وحدثت مجزرة...
لم تكن مجزرة بمعنى الكلمة لأن إراقة الدم لم تكن حاضرة، فقط رجلان يتحولان لرماد متناثر.
فزع الرجال الثلاثة وقرر جون أن يقاتل شيغاراكي.
- كوروجيري: خذي.
بدأت ليامي في تناول طعامها بلا اكتراث، فأمور الشر لا تعنيها.
لمن شيغاراكي استهان بهم كثيرا، صحيح أنهم ضعفاء لكن قائدهم كان يمتلك ميزة خارقة...
أحدث جون انفجارا في وجه شيغاراكي. صدم كل من كوروجيري وحتى ليامي.
- جون: ما رأيك بهذا! لن أسامح على قتل اثنين من أتباعي...
جعل الانفجار اليد المركبة على وجه تومورا تسقط بعيدا على الأرض.
وفي تلك اللحظة تذكر شيغاراكي الآل فور وان وكونه في السجن الآن لأنه أراد حمايته...
جعل ذلك مزاجه يتغير كليا..
- كوروجيري: هذا سيء...
- جون: ماذا بك شيغاراكي!هل عزت عليك اليد السخيفة تلك؟؟
واستفزه كلام جون أكثر وأكثر...
- ليامي (في نفسها): ميزته الخارقة تشبه ميزة باؤؤو... كلا، لقد صفق بيديه قبل حدوث الانفجار .
- جون: أظنك ستستمع لمطلبنا ال..
قبل أن ينهي جملته أمسك شيغاراكي بعنقه وضغط عليه بشدة، سرعان ما تحول قائدهم لفتات رمادي.
- شيغاراكي (ببرودة القتل): ليتقدم التالي.
دب الرعب في أجسامهم وارتعدت فرائصهم، لم يجرؤوا على الحركة.
- ليامي (في نفسها): لقد تغير مزاجه كليا...
نظرت ليامي إلى كوروجيري، بدا وكأنه يتوقع تماما ما سيحصل.
- رجل : لا... لا...
وسط ذلك الهدوء المخيف وبينما هم يمعنون النظر في قائدهم الذي تحول إلى رماد... أسرع الرجال في اللاستدارة نحو الباب للهرب لكن شيغاراكي باغتهم في أجزاء من الثانية...
لمس الأول...
الثاني...
الثالث...
لم يستغرق منه ذلك سوى ثانية واحدة لكل فرد منهم حتى حولهم إلى رماد أيضا وسط صرخاتهم المدوية... واستقر الغبار على الأرض، أو بالأحرى جثث أربعة رجال.
مهلا... لا يزال هناك واحد منهم...
رجل هزيل شاحب الوجه وكأنه رأى طيف الموت أمام عينيه، مرتعد الجسم ينتظر نهايته...
- شيغاراكي (إلى كوروجيري): اهتم بأمره.
وقعت عينا شيغاراكي على ليامي حين التفت لكوروجيري... رأى في وجهها تعابير الصدمة من قتله لأربعة رجال وسط صراخهم وتحويلهم إلى رماد بطرفة عين.
- ليامي (في نفسها): هذه القوة... إنه مختلف عن قتالي السابق معه، وكأنه... كان يخبرني حينها لا أكثر...
وعندما عاد وعيها للعالم الواقعي رأت نظرات شيغاراكي لها.
- شيغاراكي (يبتعد): تشه...
تضايقت ليامي من تلك "تشه" واستدارت لتكمل طعامها وتعود لغرفتها بسرعة.
- ليامي (في نفسها): يبدو أنني كنت محقة، أعمال الأشرار وتصرفاتهم ستظل دائما لغزا لا يمكن حله بالنسبة لي.
هكذا اقترب كوروجيري شيئا فشيئا من آخر فرد في العصابة التي باتت رمادا...
- جيم: لا! أرجوكم لا! أبقوا على حياتي لن أزعجكم مرة أخرى!!!
لكن كوروجيري لم يبد عليه أنه يستمع... كان يواصل الاقتراب كالآلة التي عليها تنفيذ أمر صاحبها.
- ليامي (في نفسها): أنا آسفة... وددت لو تدخلت لكن أنا أيضا لست أفضل حالا منك... وأنت تظل مجرما كذلك...
وبينما الرجل يبكي ويتوسل حفاظا على حياته توقف كوروجيري.
- كوروجيري: غادر من هنا.
فتح له بوابة نقل بقدرته الخارقة، لم يتردد جيم واو ثانية ليقفز عبر البوابة فهي كانت تذكرة نجاته. أغلقت البوابة.
- ليامي (ببرودة): هاه... ألن يغضب تومورا؟
- كوروجيري: لا بأس، قال لي أن "أهتم بأمره" ولم يوضح هل علي قتله.
...
- جيم: أين أنا... أشم رائحة كريهة...
وجد المسكين نفسه في معمل تدوير النفايات. استشاط غضبا.
- جيم: سحقا... سحقا... سأنتقم! سأنتقم لأخي جون الذي قتلتموه بدم بارد!! سأعود فانتظروا عودتي!!!!!
...
...
مشت ليامي لفي الممر بخطوات بطيئة وهي تفكر في شوتو... ماذا يفعل الآن؟إنه الصباح لابد أنه في الأكاديمية... لكن ماذا يدرسون الآن... هل يفكرون في؟ هل اشتاقوا إلي؟
تفكر وتفكر، لكن لا إجابات لتساؤلاتها، كل ما تراه أمامها هو ذاك الممر الأسود بلا نهاية، وذاك السوار في معصمي يديها.
حاولت إخراج نار أو جليد من يديها لكنها لم تقدر...
حتى القدرة الخارقة التي اعتادت أن تسلي نفسها بها لم تعد موجودة.
لكنها ابتسمت...
- ليامي (تنظر للقلادة حول عنقها): على الأقل أنت معي... إيلاستيئ مان.
تابعت مشيها وهي تفكر في أحداث هجوم الأشرار على الغابة والنيران الزرقاء...
وهي تمشي فجأة مرت باب إحدى الغرف الكثيرة، كان بابها مفتوحا...
ألقت نظرة.
كان شيغاراكي في الداخل، لم تستطع رؤية ما كان يفعله فو كان مستديرا... لكنه كان يمسك شيئا ما بين يديه، يضمه إلى صدره... عندما لاحظ تواجد شخص خلف الباب.
- شيغاراكي: ماذا أتى بك إلى هنا.
- ليامي (تتظاهر بعدم رؤيته): لا شيء... مارة من هنا فقط...
لكنها كانت تستطيع ان ترى البرودة والجفاء في عينيه أكثر من العادة.
- ليامي: أردت أن أسأل عن مستعمل النار الزرقاء في مجموعة الأشرار هذه. أتذأر (أتذكر) أن نيرانا زرقاء اشتعلت في الغابة حينها... وفي الحالة الطبيعية النار برتقالية لا زرقاء.
- شيغاراكي: وإذا؟
- ليامي: ثمة شخص آخر بقدرة خارقة مشابهة لقدرتي، أخبرني عنه.
- شيغاراكي: لن أفعل.
كانت ليامي تتوقع هذا...
- شيغاراكي: تخسرين في النزال وتجدين نفسك وحيدة بلا أبطال يساعدونك على الهرب من هان ومع ذلك تصرين على عدم الانضمام إلينا، لا تتوقعي أن أستمع لطلباتك.
- ليامي: لا تقل إن الاتفاق..
- شيغاراكي (مقاطعا): الاتفاق شيء آخر، أنا لا أخلف وعودي، لكنني لن أبالي بأي شيء آخر، إن أردت حقا معرفة مستعمل النار الزرقاء فابحثي عنه بنفسك أو قبلي الانضمام، حينها فقط تحصلين على أجوبة.
- ليامي: أهاه... لا بأس، أظنني سأستمع لشخص نقض اتفاقا بينه وبين عصابة رجال وقتلهم بدم بارد قبل عشر دقائق من الآن، أمامي.
-شيغاراكي: أخخخخ كم أنت مزعجة.
- ليامي (في نفسها): عفوا؟؟؟؟؟
- شيغاراكي: لم أعد أولئك الحثالة بشيء، أصابهم الخرف فأتوا يستعرضون عضلاتهم أمامي ويدعون أن لهم علي شيئا.
لاحظت ليامي من نبرة صوته أنه بالفعل غاضب جدا، أهو بسبب اليد الصناعية التي سقطت من وجهه؟ لا لا... لماذا يضعها أصلا؟
- ليامي: لا بأس، سأبحث عن أجوبة بنفسي.
فجأة سمع من الخارج صوت ينادي... "مي تشان! مي تشان!"
شعرت ليامي بالقشعريرة وقد قادها تفكيرها نحو شخص واحد...
- ليامي: شي... شيآ... (تاول قول شيغاراكي)
- شيغاراكي: تومورا فقط.
- ليامي: تومورا افعل شيئا لهذه المجنونة! إنها تلاحقني صباح مساء بأداة حادة لأخذ دمي!
- شيغاراكي: ولم أفعل شيئا، إن تمكنت من قتلك أو أخذ دمك فهذا يعني أنك ضعيفة.
حسنا... تلك الكلمات جعلتها تغضب حقا، لو فقط لم تكن مرتدية تلك الأساور لتفعل ضوء الشلل.
- ليامي: جيد!!! لست ضعيفة ولا تظن أني أصبحت أذلئ (كذلك) بعد فقداني للقدراتي الخارقة! أعلمني إن أتى الأبطال لأغادر بأقصى سرعتي، تعرف ماذا؟ لا داعي! سأعرف ذلئ (ذلك) بنفسي حين يأتون.
قال ذلك مغادرة، أغلقت الباب خلفها.
- ليامي (في نفسها): من يظن نفسه... سحقا سمحت له باستفزازي! يا للموقف المزعج...
وبينما هي غارفة في لوم نفسها وجدت عينين براقتين لا تفصلهما سوى مسافة بضع سنتيمترات عن عيني ليامي...
- ليامي (تفقد توازنها من المفاجأة): ت... ت... توءا! (توغا)
- توغا: اسمي توغا لا توءا!!!
- ليامي (في نفسها): خخخ متى أنطق الكاف و"الغا" صحيحة يا ترى...
- توغا: ناديتك مرارا! لم أجدك في غرفتك.
- ليامي (بانزعاج): تناولت الفطور.
- توغا (تنظر لما خلف الباب، تبتسم): هيه؟ أكنت في غرفة تومورا كن؟
- ليامي (تغير الموضوع): ذاهبة لغرفتي، وداعا.
- توغا: مهلا!
لكن ليامي توقفت فجأة واستدارت إلى توغا، وكأنها تذكرت أمرا هاما.
- ليامي: توءا... تتمتعين بميزة أخذ هيئة الأشخاص صحيح؟
- توغا: أهاه!
- ليامي (في نفسها): ممم من المستحيل أن تكون هي من أشعلت النار في الغابة.
- توغا (تبتسم): أجبتك عن سؤالك والآن هلا استمعت لي؟؟
- ليامي (مرتبكة): ما السؤال.
- توغا (بنبرة حادة): فقط أتساءل... كيف تخططين للهرب من هنا؟
لحظة صمت...
- ليامي (تتفادى الموضوع): لا أخطط للهرب، أنتظر مجيء الأبطال فقط.
- توغا: حقا! لكن هذا صعب التصديق... أن تبقي هنا دون مقاومة وأنت تعلمين أنه إن لم يأت الأبطال بعد أسبوع فستجبرين على الانضمام إلينا...
- ليامي (في نفسها): إنها خبيثة بالفعل...
- توغا (تبتسم): هل تخلين عن حلمك؟ حلم إيلاستيك مان؟ حلم أخيك؟
قاطعتها ليامي قبل أن تقول المزيد.
- ليامي: لا معنى لما تقولينه، عدم مقاومتي لا تعني تخلي عن حلمي. أنا فقط أحاول اختيار القرار الأذكى في حالات مماثلة للآن. (في نفسها) ليس وكأنه بإمكاني فعل شيء وأنا بلا قدرات خارقة، وبقد نفذ ما كان معي من قنابل الانفجارات. لا أعلم أين أنا... أي مدينة يتواجد هذا المقر...الهروب محض محاولة انتحار.
اقتربت من توغا أكثر، وهذه المرة كانت في عينيها نظرة باردة... تكاد تجاري برودة عيني قاتل لا مبال.
- ليامي: لا أنصح أن تتفوهي بشيء آخر عن أخي أو عن إيلاستيئ مان، ربما أنا بلا قدرة، لئنني لست ضعيفة.
كانت الرسالة واضحة.
- توغا (ببرودة هي الأخرى): لم تكن هذه ردة فعلك حين تنكرت بهيئة آراشي لأعرف ماضيك، أم أن ليامي اللطيفة لها وجه آخر...
- ليامي: المرة السابقة حادثت "آراشي" زميلتي، لم أقصد محادثة شريرة مجرمة.
- توغا: ومن هو الشرير برأيك؟ ليامي؟
- ليامي: هاه؟
- توغا (تبتسم وتدور حول ليامي): نوع الناس الذي يتصرف بشكل لطيف مع فئة معينة من الناس... ويتصرف مع آخرين بطريقة مختلفة تماما... أكرههم.
- ليامي: ماذا تقصدين؟
- توغا: لا أعرف، أظن عليك التفكير فيه بنفسك... أنت الذكية هنا أليس كذلك؟
- ليامي(في نفسها): ما الذي تقوله...
- توغا: لا أعتقد أن فعل الأشياء التي أحبها يعد جريمة... ماذا عنك! متى يكون الشخص مجرما في رأيك؟
- ليامي: أنا... *مرتبكة*...
- توغا (تبتسم بجنون): أنت مرتبكة... متوترة... لم تتوقعي أن يطرح أحد سؤالا كهذا عليك... خاصة أنك تربيت في بيئة تفاهات الأبطال... لا تستطيعين الإجابة...
- ليامي (مقاطعة): توقفي!
لحظة صمت...
- توغا (تبتسم): سأتوقف! كما تريدين! مي تشان... أراك لاحقا!!
وغادرت... تركت ليامي في حال من الاضطراب.
استدارت ليامي كالآلة عائدة إلى غرفتها تحاول تجاهل هذه المحادثة.
ألقت بنفسها على سريرها مستسلمة وأغلقت عينيها، راحت تفكر:
"ما الذي عنته... بكلامها"
"الشرير هو المجرم... لا فرق"
"كلاهما يسبب الأذى للغير ويخرق القوانين"
"إنه أمر يتفق عليه الجميع... ما الذي قصدته ب^في رأيك^"
"هل كنت... مخطئة في تعاملي معها؟"
مجرد التفكير لي الأمر جعلها تنفعل، تقلبت للجهة الأخرى للسرير وكأنها تطرد الفكرة من رأسها، وقع نظرها صدفة على القلادة حول عنقها.
إيلاستيك مان... كوسوتشي.
"ماذا كنت لتفعل لو كنت مكاني..."
وبلا وعي استعادت ليامي ذكرياتها السابقة معه، أول لقاء... كيف كانت في البداية تحاول تجاهله وكان هو يقف معها ويلحقها...
ستاين...
الشرير الذي قتل أمثر من عشرين بطلا وجرح الكثيرين إصابات بليغة.
كان مجرما... بالطبع.
قتل أعز بطل على قلبها أيضا، إيلاستيك مان.
وهان تذكرت ليامي شيئا...
"كان يعلم أنه ذاهب إلى حدفه لكنه مع ذلك ترك لي رسالة خالية من أفكار الانتقام والضغينة... كان بإمكانه أن يوصيني بالانتقام له لكنه قال "اقبضي عليه وأنهي ما بدأته، وخلصي الأبرياء من شره" "
مجرد التفكير في الأمر جعلها تشعر بنوبة حزن مجددا، لكنها طردتها من قلبها بسرعة كي تبقى قوية.
"قال هاوكس مرة... إن إيلاستيك مان كان يردد لابنته آشا دائما ألا تكره أحدا، أي أحد، بل أن تكره الشر الذي فيه... أن تحاول قتتل ذلك الشر لا صاحبه"
"هل كان ليقول نفس الشيء لي؟"
"يالي من حمقاء... بالبطع سيفعل... لقد أحبني كابنته..."
"أتمنى لو تمكنت من لقائها، حتما قد تمكنت من العمل بهذا الكلام."
"أكره ستاين، مهما حاولت العمل بكلام إيلاستيك مان... مهما حاولت كبح ذلك الشعور... أجد نفسي عاجزة عن تناسي كونه الشخص الذي أرسل إيلاستيك مان بعيدا... بلا رجعة"
"ماذا أقول... ما هذا الكلام..."
غطت نفسها بالغطاء منفعلة مجددا، تخيلت إيلاستيك مان قد سمع آخر ما قالته... كان ليكون منزعجا منها حقا، شعرت بالحزن مجددا.
"أظن أنني لن أكون يوما مثل إيلاستيك مان"
"لن أفهم ما قصده بذلك الكلام، وحتى لو فهمت... لن أستطيع تطبيق مبدئه"
نامت...
الجميع يمر بموقف صعب، هناك طلبة اليواي اللذين ما عادوا شعرون بالأمان التام وقد اختطفت طالبة منهم قبل مدة ليست بعيدة. الأبطال المدرسون يحاولون تدارك الإمور وإعادة الآكاديمية لهيبتها السابقة. الأبطال الذين لا يزالون يحاولون إقناع الشعب عن محاولات البحث عن الطالبة المفقودة، والتي لم توت ثمارها حتى الآن...
- إنديفار: ادخل.
دخل شخص إلى مكتب البطل إنديفار... كان عضوا في المجلس الأعلى للأبطال.
- دايف: مرحبة سيد إنديفار، إنجي.
- إنديفار: مرحبا.
- دايف: جئت أبارك لك، صرت البطل رقم واحد الآن.
- إنديفار (ببرودة): شكرا.
لحظة صمت... لاحظ دايف أن إنديفار بالفعل منشغل جدا مع أوراقه وليس لديه وقت للحديث، أو أنه غير مقتنع بالطريقة التي صار بها البطل الأول فجأة...
- دايف: أخبرك أن لقاء تتويج الأبطال الثلاثة الأوائل الجدد سيحين بعد ثلاثة أيام من الآن. (يبتسم) وبالطبع لا معنى للتتويج ما لم يحضره البطل الأول...
- إنديفار (ينظر لأوراقه): فهمت، بلغ المجلس الأعلى أنني سأحضر.
بدأ دايف ينزعج بعض الشيء...
- دايف: لديك أعمال كثيرة؟؟
- إنديفار: هذه تقارير من تابعي عن المناطق التي من المحتمل أن يختبئ فيها الأشرار.
- دايف: لا زلت تبحث عن ابنتك ها؟
أرسل إنديفار إليه نظرات حادة وكأنه يقول له "بالطبع".
- دايف: أرجو أن يعثروا عليها سريعا... الشعب لا يزال متضايقا من الأبطال لهذا الأمر.
- إنديفار: ما يهمني هو أن تعود سالمة.
- دايف: أكيد، سأتركك الآن علي الذهاب، إلى اللقاء في تتويج الأبطال.
- إنديفار: إلى اللقاء.
...
كان هناك طائر ما على سطح البناية...
لا كان شخصا... شخصا بأجنحة طائر.
كان ينظر للون السماء الأحمر القاتم بنفس لون جناحيه بعينين يعلوهما الجفاء، نظاراته الصفراء تعكس ضوء الشمس فتمنع رؤية عينيه بوضوح... يتأمل ذلك الجو الذي تبدو فيه الطبيعة نفسها عابسة للأحداث الفارطة، فكره كله مركز على شخص واحد... يعلم أنه بعيد جدا عنه الآن.
خفق بجناحيه وقد قرر المضي لمكان آخر، لعله يلمح من أعلى المدينة ضالته، من يدري...
...
- آل مايت (يبتسم): كيف يبلي طلابك؟
- إيزاوا: بلاء حسنا، إنهم يتدربون بجد كل يوم.
- آل مايت (مرتبك): هذا جيد...
لحظة صمت...
- إيزاوا: أعرف ما تفكر فيه، واطرد فكرة أنك المذنب في اختطاف ليامي رجاء.
- آل مايت: هاه؟! كيف...
- إيزاوا: واضح في عينيك آل مايت.
تنهد توشينوري وهو يحاول تناسي الأمر.
- إيزاوا: عملاء المجلس يبحثون عنها، لن أكذب عليك... أنا أيضا قلق بشأنها.
- آل مايت: آل فور وان في السجن الآن، مهما حاولوا استجوابه عن خطط شيغاراكي فهو لا يجيب. أعرف أنهم على الأغلب يريدون تودوروكي أن تنضم إليهم فهم يعرفون قدراتها بعد حادثة ستاين الشهيرة. لكن...
لبث آل مايت ردهة قبل أن يتمم.
- آل مايت: ماذا لو أجبروها على الانضمام، لن نعرف أبدا ما قد يخطر في بال الأشرار، ومن يعرف ما الذي يفعلونه بها الآن...
- إيزاوا: لا أستطيع طمأنتك لأني أن هذا الموضوع يؤرقني أنا أيضا، لكن آل مايت، أنا أثق في مقدرة طلابي، وهي بالأخص... أثق بقدرتها على التصرف. إنها ابنة إنديفار قبل كل شيء.
- آل مايت: أرجو ذلك... حقا أرجو ذلك.
...
الساعة 21:00 ليلا
"ممممم أين..."
تقلبت ليامي على فراشها ببطء وكسل... فتحت عينيها وسرعان ما عاد إليها وعيها، لكنها شعرت بشيء ما على جبينها...
شيء دافئ... وكأناه يد أحدهم...
- ليامي *بانفعال*: واااا ابتعدي "توءا" عني!
لكنها لم تكن توغا... في الواقع كانت تلك يد ليامي نفسها.
انتابتها رغبة في الضحك من الموقف، ابتسمت ابتسامة خفيفة...
- ليامي (في نفسها): يا لسخافتي... كم نمت يا ترى...
كانت الغرفة شبه مظلمة لولا أن القمر كان يرسل بعض نوره فيها عبر النافذة الضيقة قرب السقف.
- ليامي (في نفسها): أيعقل أنه الليل؟؟ ما هذا صرت أنام كثيرا في الأيام الأخيرة... ولا تزال لدي رغبة في النوم أكثر...
كان الأمر غريبا فعلا... شيء ما ليس على ما يرام.
- ليامي (في نفسها): حسنا هه أظنني صرت كيس خميرة مثل ناتسو.
وقفت وأمعنت المظر في القمر، الذي كان ظاهرا لها عبر النافذة.
ابتسمت...
"على الأقل سأبتسم كما أرادني أن أفعل..."
"مهما كانت وصيته صعبة التحقيق"
"مهما كان السير على خطاه محفوفا بالمخاطر"
"سأمضي فيه"
"أعلم أني أستطيع، لقد وثق بي... كذلك وثق بي آخرون"
"لن يجعلني وضع كهذا أفقد اتزاني وقوتي"
نظرت ليدها وكأنها تتخيل شعلة نارها الزرقاء، مع أنها لم تعد تقدر على ذلك حاليا لكن نار عزيمتها كانت وستظل دائما مشتعلة، نار زرقاء مثل نار طويا.
...
خرجت من غرفتها، مشت قليلا في الممر وكأنها تنعش جسمها ببعض التمارين الصحية فقد توقفت عن التدريب منذ مخيم التدريب الصيفي...
مرت بقاعة حيث كان الأشرار مجتمعين، كانت تستطيع رؤية تلك الوجوه التي باتت مألوفة لديها.
كانت تبحث عن توغا... لكنها لم نكن بينهم.
وبينما هي تنظر لهم من بعيد رآها توايس، همت بالانصراف وتقدمت للأمام فلحق بها.
- توايس: هوي ليامي! كيف حالك!
- ليامي (تواصل المشي): بخير.
- توايس: إذا متى ستقررين مرافقتنا في مهماتنا الإجرامية؟ تعرفين أنا متحمس لرؤية قدراتك الخارقة، لم أر قط إنسانا بأكثر من ميزة واحدة قبلك في حياتي.
- ليامي: عذرا توايس، أظن أن هذا الأمر لن يحدث قريبا، أبدا.
- توايس (بإحباط): أووه سننتظر أكثر إذا...
- ليامي: بالمناسبة، هل رأيت تو.. تو...توءا...
- توايس: توغا؟ لا لقد خرجت قبل ساعة من الآن.
- ليامي: فهمت...
- توايس: أنت تواجهين مشكلة في النطق.
- ليامي (منزعجة): آهاه.
- توايس: دعيني أفكر...
- ليامي: هيه؟
- توايس: أسمع توغا تناديك ب "مي تشان" فماذا لو تنادينها أنت أيضا هيمي تشان؟ *يفكر* أو تو تشان... لا لا...
- ليامي (في نفسها، مندهشة): جديا... إنه يتصرف وكأننا في نفس الجانب...
- توايس: هاه أظن أن أفضل ما توصلت إليه هو هيمي تشان. ما رأيك؟
- ليامي (ببرودة): لا أظن.
- توايس (متفاجئ): أه...
مشت ليامي قليلا ثم استدارت وابتسمت له.
- ليامي: ماذا عن "هيمي" فقط؟ أظنه مناسبا.
- توايس (بنشاط): أ مناسب! هيمي... على الأقل قبل أن تتعلمي النطق جيدا.
- ليامي: أهاه (في نفسها) ليس علي أن أكون قاسية... البطل لا يميز في معاملته بين الطيب والشرير، أليس كذلك إيلاستيك مان؟
- توايس: إلى اللقاء!
- ليامي (ذاهبة): إلى اللقاء.
لكنه أوقفها فجأة بنادئه.
- توايس: فقط أخبرك... أنصحك ألا تتحدثي مع تومورا الآن فهو ليس في مزاج جيد.
- ليامي: حدث شيء؟
- توايس: لقد... أه لا تهتمي إلى اللقاء!
قال ذلك وعاد للحجرة... استغربت ليامي، على أي حال لم تكن ذاهبة لغرفة شيغاراكي، ليس بعد ما جرى هذا الصباح...
- ليامي (تبحث): أين هي... فتاة الدم المجنونة... لا... علي مناداتها هيمي.
مرت بذلك الممر بلا نهاية...
صعدت السلالم أيضا...
لكنها تاهت.
- ليامي: سحقا... ماذا أفعل الآن.
رأت غرفة مضاءة أخيرا، لم يكن بابها مغلقا، أطلت بنظرها...
- ليامي: هاه... هذه غرفته إذا.
همت بالابتعاد لكن شيئا ما دفعها لتبقى أكثر، لم تستطع نسيان ما جرى بينهما حين تحدثا في الحديقة قبل أشهر مضت...
- تومورا: من هناك.
- ليامي (تدخل): عذرا على الدخول بلا دعوة.
لم يعرها اهتماما، استدار ليكمل ما كان يفعله... مع أنه لم يكن يفعل شيئا غير التحديق بذلك الشيء في يده.
- ليامي (في نفسها): حتى الغرفة تنبعث منها هالة مظلمة... هذا المكان كئيب جدا.
لبث الهدوء مخيما على المكان للحظات أخرى. صمته ذاك دفع بها لتقترب وتنظر إلام يحدق بالضبط...
- ليامي: هيه.. يد.
- شيغاراكي: وأنصحك أن تبتعدي قبل أن أضيف يدك إلى مجموعتي.
- ليامي (تبتسم): تعني أن هذه اليد لأحد الضحايا؟
التفت ونظر إليها أخيرا، بعينيه الباردتين، وكأنهما ملتا من التحديق المستمر.
- شيغاراكي: يد أختي.
- ليامي: إ...
لحظة صمت.
- ليامي: الأيادي هي لأفراد أسرت...
- شيغاراكي (مقاطعا): لأفراد أسرتي. وأظن أنك تخططين لإبلاغ الشرطة والأبطال عن هذا أيضا حينما تعودين إليهم.
- ليامي: لا تؤن (تكن) سخيفا.
- شيغاراكي: أنت لست خائفة مني.
- ليامي: لماذا أخاف.
وقف شيغاراكي وضرب بيده على ملصق آل مايت الممزق على الجدار، جعله فتاتا.
- شيغاراكي: والآن مثلا.
- ليامي: لست خائفة، مثلا.
قرب يده من وجهها، لا يفصل بينهما سوى سنتيمتر واحد.
لحظة صمت...
- شيغاراكي: والآن.
بقيت ليامي لحظة قبل أن تجيب.
- ليامي (تبتسم): لن أقول أنني لست مترددة في هذه اللحظة... لئن لا، ليس لدرجة الخوف.
ابتعد شيغاراكي عنها وجلس على كرسيه.
- ليامي (بنبرة طفولية): هاه! هذا ؤل شيء؟؟ ظننت أمرا خطيرا سيأتي بعد التهديد.
- شيغاراكي: إلا إن كنت تريدين أن يحدث هذا ^الأمر الخطير^
- ليامي (تدعي الخوف): لا شؤرا. *تنظر ليد أخته* (في نفسها) لماذا أتذكر فيومي الآن...
- شيغاراكي: لم أكن أكره الأبطال وقتها، ولا حتى آل مايت.
- ليامي: أ...
- شيغاراكي: كنت ألعب مع هينا تلك الألعاب البطولية الطفولية، مع أن أبي كان يمنعنا من ذلك ويعاقبني بشدة كلما رآني أنظر لصورة بطل.
تذكرت ليامي إنديفار لسبب ما، عانى شيغاراكي من قسوة والده أيضا... لكن بطريقة مختلفة.
- شيغاراكي (ينظر ليده): وفي ذلك اليوم، حين ظهرت قدرتي.
سكت. لكن ليامي خمنت بالفعل ما حدث بعدها.
- ليامي: لهذا أنت تريد الانتقام من الآل مايت. لأنه لم يحضر لإنقاذ طفل احتاجه وقتها.
- شيغاراكي: ابتسامته تجعلني أشعر بالغثيان، ولا يبرح يقول "أنا هنا!!" وكأن كل شيء بخير.
- ليامي: تعرف... إنه ليس ذنبه أيضا. آل مايت نذر حياته لإنقاذ جميع من تأتت له فرصة إنقاذهم، هو يعلم تماما أن أطفالا يعانون ويطلبون نجدته وهو لا يسمعهم، لئن (لكن) يستمر بالابتسام ليبعث في نفوسهم الأمل... *تتنهد ببعض الحزن* مثل شخص أعرفه.
- شيغاراكي: لن تفهمي، كان لديك بطل ساعدك بطريقة ما... ولم تمري بما مررت به لتحكمي وتختاري الطريق الصحيحة ببساطة.
لحظة صمت...
مهلا، هل قصد للتو أنها لم تعاني في صغرها؟؟
- ليامي (تنظر لجهة الأخرى): أنت منعت من أن تصير بطلا، أنا أجبرت.
- شيغاراكي: لم تكوني تريدين ذلك؟؟
- ليامي (تنتبه لما قالته): لا ليس! لا!! أردت أن أصير بطلة... حلمي منذ الصغر. حرمت من أشياء عدة حينها... بعد ظهور قدرتي.
لاحظ شيغاراكي أنها تنظر لقلادتها كثيرا.
- شيغاراكي: وأدن القلادة عزيزة عليك.
- ليامي: بالطبع هي، هدية من إيلاستيئ مان... قبل أن يفارق الحياة.
عاد شسغاراكي للنظر إلى يد أخته هينا بنفس النظرة الباردة السابقة، حتى جعل ذلك ليامي تتساءل...
- ليامي: أفقدت شيئا؟
لم يجب، تضايقت ليامي نوعا ما لكنها لم تعر الأمر اهتماما.
- شيغاراكي: يد أمي، فقدتها هذا الصباح بسبب أولئك القمامة.
- ليامي: أيه... ألم تلاحظها؟؟
اقتربت ليامي من الدرج وفتحته، أخرجت شيئا...
- شيغاراكي *يمسك اليد*: إنها اليد...
- ليامي: ؤنت (كنت) غاضبا هذا الصباح فغادرت بسرعة... وجدتها على الأرض فتساءلت أيف (كيف) سأعيدها... وضعتها في الدرج حين أتيت إلى هنا صباحا.
- شيغاراكي*يقف بغضب*: لقد خبأتها...
- ليامي: لا لم أفعل! ظننتؤ (ظننتك) فتلاحظها في الدرج.
- شيغاراكي: وما خطب نطقك اللعين.
- ليامي (بانزعاج): قضيت 10 سنين من حياتي عاجزة بلا صوت، لم أتعلم النطق من جديد سوى قبل عام. إن أزعجأ (أزعجك) الأمر فسأرحل.
عاد تومورا للجلوس وكأنه استعاد رباطة جأشه.
- شيغاراكي: ابقي.
- ليامي *بانزعاج*: هاه! والآن تريدني أن أبقى؟ مهلا... تريد أن... أبقى؟
- شيغاراكي(غير الموضوع): لديك ثلاث قوى خارقة.
- ليامي: أهاه.
- شيغاراكي: وعانيت في الماضي بسبب والدك، أي بسبب بطل.
- ليامي (في نفسها): لا يعجبني الأمر...
- شيغاراكي: أقولها لك مجددا، ليامي... انضمي إلينا وانتقمي من الذين آذوك، ساعدينا على إعادة بناء هذا العالم السخيف.
- ليامي: أنا... أريد إعادة بناء هذا العالم السخيف. لئن ليس عبر الجريمة والتسبب في إيذاء الأبرياء تومورا.
- شيغاراكي: خخخ عنيدة.
- ليامي: ماذا عنأ  (عنك)
لم يفهم.
- ليامي: أقصد... ماذا لو أنت تغير الطريق وتعود للجانب الصحيح.
- شيغاراكي: لا تجعليني أضحك.
- ليامي: لا أجعلؤ تضحأ.
- شيغاراكي: عليك تعلم النطق.
- ليامي: دعنا من هذا... لا تزال قادرا على التغير، تومورا. لا تدع الماضي يؤثر في المستقبل فالأوان لم يفت.
- شيغاراكي: يبدو أنك أسأت فهم الأمور... لقد قتلت أختي بلا قصد، وأمي بلا قصد، لكن الغريب أني ارتحت، شعرت براحة لا مثيل لها فقضيت على أبي أيضا.
- ليامي: أنا أيضا...
- شيغاراكي: أنت ماذا؟
بدت ليامي غير واثقة من البوح بما في خاطرها، لكنها شعرت أن عليها ذلك.
- ليامي: مررت بوقت صعب حيث جميع من حولي غدوا أعداء في عيني، حقدت على هذا العالم غير العادل... الذي يميز بين شخص وآخر لأشياء تافهة فتصير أنت الشرير والمجرم في نظرهم بينما أنت لم تؤذهم بتاتا... العالم الذي لا يهتم إلا بالمظاهر الفارغة. ليس لأن والدي العجوز هو البطل الثاني في العالم فإن حياتي سهلة ووردية مثلما يتخيلون...
انجرفت ليامي مع مشاعرها، تذكرت كيف كرهها الكل في المدرسة بسبب اختلافها عنهم كونها بكماء، وكيف نسجوا عنها قصصا باطلة جعلتها تبدو الشريرة فقط لأن قدراتها الخارقة مميزة عنهم... تابعها شيغاراكي باهتمام.
- ليامي: حاول أن أظل هادئة، أن أصبر، لأنني ؤنت (كنت) أعلم إلى أي حد إخوتي يبذلون أقصى جهدهم لجعلي أبتسم ولو مرة واحدة. وفي يوم ما...
- شيغاراكي: في يوم ما؟
- ليامي: هاجمت أول فتاة رأيتها في طريقي، بلا رحمة، أردت قتلها.
- شيغاراكي (مصدوم): هذا صعب التصديق.
- ليامي: أنت تتخيلني من اللذين يقولون "أريد أن أصير بطلة" فقط لأنهم رأوا القتالات الشائقة على التلفاز صحيح؟
لم يجبها.
- ليامي: نسيت ؤل (كل) شيء في لحظة هجومي عليها، من أنا... من الآخرون... إخوتي... شعرت لوهلة أن همومي اختفت فجأة، شعور بالراحة لأن مصدر الإزعاج سيموت مرة للأبد ولن يزعجني مرة أخرى.
- شيغاراكي (يكمل): شعور أنك تمتلك أخيرا القدرة على اختيار المجرى الذي ستسير إليه الأمور وليس الآخرين.
- ليامي: بالضبط... لو لم يتدخل إحدهم لإنقاذ الفتاة حينها...
- شيغاراكي (مقاطعا) : لكانت ميتة الآن بين يديك. وذلك البطل أعادك للطريق الصحيحة إلخ.
- ليامي: أعترف أني لم أنس مشاعر الرغبة في الانتقام من العالم إلى حد اللحظة، لا يزال لدي الشعور الذي يحثني على ألا يجبرني أحد على فعل أو تحمل ما لا أريده. لئن... عندما أخمم في الأمر، أجد أنه لا فائدة.
- شيغاراكي: ما الذي لا فائدة منه.
- ليامي: الانتقام، الحقد، الرغبة في تصحيح أخطاء الآخرين على طريقتي الخاصة... أنا أريد الانتقام من والدي لأنه سبب موت أخي وسبب إرسال أمي للمشفى 10 سنين، وسبب فقداني القدرة على التحدث وحرماني من السعادة. وأريد الانتقام من ستاين وقتله لأنه سلب مني أعز بطل على قلبي، إيلاستيئ مان، آنت (كانت) له إحلام نبيلة، لم يستحق الموت... أريد الانتقام من زملاء المدرسة واحدا واحدا على التنمر الفظيع الذي جعلني لوهلة أقتل شخصا بريئا. إن أقمت لائحة بعدد الأشخاص اللذين أريد الانتقام منهم فقاعها سيصل لمدينة باريس.
استعادت أنفاسها بعد كل ذلك الكلام الذي استنفذ الهواء من صدرها، شعرت بشيء من الراحة لأنها اعترفت بما كان في قلبها.
- شيغاراكي: وما الذي يمنعك إذا، لتففعلي كما فعلت أنا... واجهي من آذوك وأذيقيهم من الكأس نفسها.
- ليامي: لذا قلت أنه لا فائدة... حتى لو فعلت فلن أغدو سعيدة، لن أحقق ما تريده نفسي بالفعل، سأغدو ضعيفة لإني سمحت بمشاعري السلبية بالسيطرة علي ولن أجلب غير المزيد من الألم لنفسي وللآخرين. ثم إنني سأبدو الشريرة والملامة على ؤل (كل) شيء.
- شيغاراكي (بانفعال): ومن أولئك الذين سيلومونك!
- ليامي: إنهم الأشخاص الذين يحبونني.
تفاجأ من جوابها...
- ليامي: أمي، فيومي، ناتسو، تويا، شوتو، إيناري... هاوءس، آل مايت، إيزاوا سنسي، نيزو، ميدنايت، بيست جينيست، فتاة العلاج... أورارآ، مينا، مومو، تسو، هآؤوري (هاغاكوري)، جيرو... ميدوريا، إيري (كيريشيما)، دنئي (دنكي)، سيرو، إيدا، ؤودا (كودا)، باؤؤو... جميع هؤلاء وقفوا معي وتعاملوا معي بلطافة، صبروا على حماقاتي ودعموني دون أن يهتموا للحظة واحدة لما يقوله الآخرون عني.
تنهد شيغاراكي وكأنه محبط.
- شيغاراكي: أنت كان لديك على الأقل عشرة أشخاص دعموك، أنا لم يكن لدي أحد.
- ليامي: غير صحيح.
- شيغاراكي: هاه؟
- ليامي: أنا أيضا ظننت أنني وحيدة ولم أنتبه للذين حولي حتى الأيام القليلة السابقة، أي عندما فقدتهم وصرت أشعر بالوحدة الحقيقية الآن. أنت أيضا... فقط تذأر.
- شيغاراكي: تذكر.
- ليامي: لا فرق... فقط حاول أن تذأر، بالطبع آن (هناك) من أحبأ (أحبك) وساندأ (ساندك) حتى وأنت غير مهتم له.
- شيغاراكي: تعلمين، عليك تعلم نطق الكاف.
- ليامي: أوه هيا! أنت تفهم ما أقول! حتى ولو الجميع رآء (رآك) ولدا خطيرا بسبب القدرة الخارقة، ألم يوجد أحد رأى ما لم يره الآخرون؟
اتسعت عينا شيغاراكي فجأة وكأنه تذكر. شعرت ليامي بالفرح لأنها لربما تمكنت من إعادة بعض الذكريات له، أرادت الاستمرار.
- ليامي: أظن أنه لم يؤن (يكن) شخصا واحدا فقط، الأسرة... عانيت من والدئ (والدك) لئن ماذا عن أمئ (أمك) وماذا عن هيما أختئ (أختك).
اتسعت عينا تومورا أكثر بعد أن تحدثت ليامي عن عائلته، تسارعت نبضات قلبه وقد شعرت ليامي بذلك.
- ليامي: بغض النظر عما حدث بعد ظهور الميزة الخارقة، لابد أنأ (أنك) ؤنت (كنت) سعيدا معهم، ألم تبتسم برفقتهم؟
- شيغاراكي: هذا يكفي!!!!!
لحظة صمت... استعاد شيغاراكي أنفاسه وكأنه أفاق من كابوس، لم تبد ليامي أي ردة فعل.
بضع لحظات أخرى واتجهت ليامي نحو الباب، شعرها كان يغطي عينيها فلم يعرف تعابير وجهها بالضبط، أمسكت بمقبض الباب وهمت بالخروج.
- شيغاراكي: مهلا...
- ليامي: آسفة إن تحدثت في أمور شخصية، أردت أن تعلم، تومورا... أن الأوان لم يفت بعد، لتبدأ من جديد.
صمتت الأفواه وخلت الساحة للأعين لتتحدث، بالنظرات... ثم خرجت ليامي مغلقة الباب خلفها.
وها قد عم الصمت مجددا... وقد عاد هو لكونه وحيدا في غرفته.
لكن صوت ليامي لم يخل من الغرفة، بالنسبة لشيغاراكي... ظل صدى كلماتها يتردد في أذنيه مرارا وتكرارا، لم يستطع نسيان كلامها تلك الليلة، تلك الليلة... شعر بالفعل أن رياح التغيير  تهب بالقرب منه، لكن هل سيتبعها؟ أم أنه سيمشي عكس التيار ويتابع ما بدأه... غير عابئ بما قيل أمامه.

رسالة صغيرة ^-^: عذرا على التنزيل البطيء بسبب الدراسة أحاول أن أكتب متى ما سنحت الفرصة.














ليامي تودوروكي ـ أخت شوتو وطويا الصغيرة// الجزء 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن