الفصل 16: ليامي وإيري، اللقاء الصامت

1K 105 26
                                    

كانت تمشي تائهة.
ما هذا المكان؟ لا تعرف
لم يكن حولها سوى الفراغ... ظلت تمشي وتمشي بغير هدى.
فجأة ظهر، ذلك الرجل العظيم الذي غير حياتها يقف أمامها الآن. لكن مهلا... لم يكن مبتسما.
- ليامي: إيلاستيك مان أنا... أنا آسفة... أنا...
- إيلاستيك مان (مقاطعا): لا عليك.
- ليامي: ح... حقا؟
- إيلاستيك مان: أجل انسي الأمر، حطمت أغلى ما لدي وانتهى الموضوع... إنه خطئي، ما كان علي إعطاء القلادة لك، ما كان علي الثقة بك.
لم تشعر بالقدر الهائل من الدموع التي نزلت من عينيها في تلك اللحظة.
- ليامي: توقف أرجوك! مهلا لا!
لكنه كان قد أدار ظهره لها ومضى للأمام... جرت وراءه وهي تناديه لكن مهما حاولت كانت تشعر وكأنها لا تقترب منه بل تبتعد مع كل خطوة.
- ليامي (تنهض من السرير): توقف!!!!!!!!!
كان حلما، حلما مزعجا.
بل كان كابوسا.
إنها المرة العاشرة، التي تستيقظ فيها تبكي فزعة من نفس الكابوس كل مرة. مسحت دموعها وحاولت العودة للنوم، الليل كان لا يزال ساريا على الأرجح... لكنها لم تستطع إغماض جفنيها، كل ما تفكر فيه القلادة المحطمة.
- إيلاستيك مان: لماذا حطمتها.
- ليامي (مرتبكة): لقد... كان حادثا! لم أقصد! أنا...
- إيلاستيك مان (مقاطعا): يكفي، لا أريد أن أسمع صوتك بعد الآن.
- ليامي: لا!!!
لتستيقظ مجددا بفزع شديد... كابوس آخر.
- ليامي: هذا يكفي... يكفي!
لأول مرة شعرت بضيق شديد، شعرت بنفس شعور الذنب الذي اختلج قلبها بعد تضحية إيلاستيك مان في حادث ستاين، لكن هذه المرة كان الندم أكبر لأنها عجزت عن حماية الذكرى الأخيرة المتبقية منه، خانت وعدها مع هاوكس.
عادت للنوم وهي تكره نفسها.
"ما الذي ستفعلينه الآن، ابنة إنديفار"
"ذهب ذلك الشيء الذي كنت تهتمين له جدا"
"اختفت ذكرى معلمك بسببك"
"أتوق لأرى حركتك التالية"
نهضت ليامي بسرعة من الفراش من هذا الحلم، على الأقل لم يكن نفس الكابوس الذي ظل يكرر طول الليل.
لكن من كانت تلك المرأة ذات الشعر الأسود... ما الذي عنته بكلامها.
"إنه وهم من عقلي لا أكثر"، هكذا عللت ليامي الأمر.
إنه الصباح.
لكن ليامي لم تأبه، لم تعد تهتم لشيء بعد ما حدث الليلة الفارطة.
في الواقع، لم تعد تظن أنها قادرة على الابتسام بعد الآن.
فقط ما الذي يفعله شوتو الآن... ترى هل يتصور حجم الألم الذي تمر به أخته في هذه اللحظة؟
فجأة انعكست أشعة النور في "ذلك الشيء" فأبرق لمعانا قويا، لفت انتباه ليامي فوجهت نظرها إليه بعينيها الميتتين. لتتسع عيناها من الصدمة التي رأتها في تلك اللحظة...
- ليامي: ال... القلادة؟! سليمة تماما!!! ما هذا...
قفزت من على السرير وتناولتها، السلسلة التي كانت قد كسرت أجزاء صغيرة هي الآن سليمة كما كانت من قبل! أيعقل أن كل ما جرى ليلة أمس كان حلما؟
- ليامي: لا... ما حدث أمس كان حقيقة.
كيف إذا؟!
دخلت توغا فجأة بدخولها العفوي المعتاد.
- توغا: ليامي!!! فكرت أنك ستكونين حزينة مما جرى أمس فقررت زيارتك!!! إيه... القلادة؟!
- ليامي: أجل... ليست محطمة. أأنت من أصلحتها؟
- توغا: لا لست أنا. هذا غير متوقع... (بابتسامة عريضة) لكن لا بأس! هذا جيد صحيح؟ هيا نذهب لنتناول الفطور!
قبل أن تتاح لليامي مهلة لاستيعاب ما جرى جرتها توغا معها بسرعة نحو الخارج، في اتجاه الطابق السفلي.
- توغا (تبتسم): رفاق انظروا من معي!!!!!
- ليامي (محرجة): توغا!!
مهلا، لم يكن هناك أحد بالمكان.
- توغا: هيه... قبل دقيقة كانوا هنا. يبدو أنهم غادروا بالفعل.
لاحظت ليامي صحن الإفطار الذي تركه كوروجيري لها كالعادة فذهبت لتناوله.
- توغا: خسارة، أردتك أن تسمعي ما كانوا يقولونه.
لحظة صمت.
- توغا: ألن تسألي ما الذي كانوا يقولونه؟
- ليامي: ليس مهما...
لم تبد بخير البتة، كانت لا تزال تفكر في إمر القلادة وكيف أنها كسرت بسببها... كانت تفكر في ذلك بينما تضع في فمها لقم الطعام الذي بات بلا مذاق بالنسبة لها.
- توغا: هيا... لا أحب رؤيتك حزينة.
- ليامي: هيمي، أرجوك، يكفي.
- توغا (تتنهد بإحباط): هاه... لا بأس. (في نفسها) لا أعرف لم تتصرف هكذا بعد أن أنهت أمر ذلك الوقح بضربة واحدة ليلة أمس، المفروض أن تكون سعيدة...
ما إن أنهت ليامي طعامها حتى صعدت السلالم عائدة لغرفتها، مشت في الممر وعيناها تركزان على الأرض وهي مستسلمة للكوابيس التي ظلت تحلم بها تلك الليلة أن تسيطر على نفسها.
إنها ترتدي القلادة العزيزة عليها الآن، إنها حول عنقها في هذه اللحظة، لكنها لا تزال تشعر أنها محطمة... لا تزال محطمة، أحد ما أصلحها، لكن السبب في تحطمها كانت ليامي... هكذا فكرت.
كانت في ضياع تام.
- ليامي (تدخل الغرفة): ت... تومورا؟
أجل، التفت هذا الأخير ونظر إليها بنظرته الباردة المعتادة، لكنه كان يريد قول شيء ما هذه المرة.
نظر إلى القلادة، لاحظ بالفعل أنها باتت تعلم أنها سليمة الآن.
- ليامي: لا تقل إنك...
- تومورا (ينظر للنافذة): أجل أصلحتها بعد أن غادرت.
كان ذلك مفاجئا، لدرجة جعلت ليامي تعجز عن الكلام.
- تومورا: بشأن الأمس، كان قرارا متسرعا أن أجعلك تحضرين اجتماعاتنا، خاصة أن قلة اهتمامي بأمر ذلك الحثالة سبب ما حدث.
لم تبد ليامي أية ردة فعل، مما جعل تومورا يتابع كلامه.
- تومورا: أعلم إلى أي حد يهمك أمر القلادة، لحسن الحظ لم يكسر غير السلسلة فكان من السهل إصلاحها.
قال ذلك وهو يفكر في الآل فور وان، لسبب ما كان يشعر أن ليامي تشبهه في علاقتها مع إيلاستيك مان، وعلاقته هو بالآل فور وان.
لترفع ليامي نظرها إليه فجأة وتنظر إليه بوجه مشرق.
- ليامي (تبتسم): شكرا، شكرا لك.
"قام بإصلاحها مع أنه لم يكن عليه فعل ذلك"
"أنا ممتنة له، على الأقل قد أستطيع النوم بهناء الليلة"
"مع أن هذا لا يغير من الحقيقة شيئا"
"حقيقة أنني أخلفت بوعدي، لم أستطع الحفاظ على ذكراه بينما هو ضحى بحياته من أجلي"
- شيغاراكي: لا داعي لتلومي نفسك لهذا الحد.
- ليامي (في نفسها، متفاجئة): كيف عرف...
- شيغاراكي (يحك رأسه): أنتم الأخيار تتأثرون بقيمكم جدا... على أي، لا أستطيع إجبارك على حضور اجتمعاتنا لكن، لا أزال أريدك أن تذهبي معي إلى مكان اليوم.
انتبهت ليامي لما سيقول، بينما بدا عليه بعض الانزعاج والارتباك.
- شيغاراكي: المكان...
- ليامي (مقاطعة): لا بأس.
لم يستطع تومورا إخفاء تفاجئه من قبولها السريع. ونظرت ليامي إلى قلادة إيلاستيك مان وقد بدأ وعيها يعود إليها، ماذا كان ردة فعل إيلاستيك مان لتكون لو علم بما جرى؟ ما كان ليغضب، هو ليس من نوع الأشخاص الذين يتعلقون بالأشياء المادية أكثر مما ترمز إليه... كانت تتذكر جيدا اليوم الذي ظل فيه كلاهما يبحثان عن القلادة الضائعة في كل الأرجاء فلم يجداها، حينها لم ييأس كوسوتشي بل واجه الأمر بابتسامة قائلا أن القلادة ليست أغلى من صاحبها نفسه.
"كنت محقا، إيلاستيك مان، وها أنا أستفيد من نفس الدرس الآن"
ابتسم شيغاراكي.
...
بينما هما يمشيان... قررت ليامي أخيرا التحدث.
- ليامي: تبدو منزعجا، جدا.
لم يرد، مما زاد من شك ليامي في أنه بالفعل هناك أمر ما يجري.
نقلهم كوروجيري إلى مكان ما حتى ليامي لم تكن تعرف الوجهة بالضبط.
حينها فقط قرر تومورا التحدث.
- شيغاراكي: حين غادرت الاجتماع بعد ما حدث مع ذلك المدعو جون، قدم شرير آخر غير متوقع. لنقل... إن الأمور غدت مزعجة جدا حينها.
- ليامي (في نفسها): هاه.. أخيرا قرر التحدث. لكن لا يبدو أنه يريد التكلم في الموضوع أكثر (إلى شيغاراكي) وأخمن أن وجهتنا هي...
- شيغاراكي (مقاطعا): صحيح.
استنتجت ليامي بالفعل أين هم بالضبط... أنفاق مبنى تحت الأرض، كان مرتبا ومنظما جدا... بدهي، إنه مقر الشرير أوفرهول.
تقدم إليهما شخص مقنع بنفس القناع الغريب الخاص بأوفرهول، كان تابعا له.
- الشرير: اتبعاني رجاء.
بعد مدة من المشي وصلا أخيرا لمكتب رئيس هذا المقر، الشرير أوفرهول.
- تومورا (يدخل): جعلتني أمشي في أنفاقك هذه نصف ساعة، لست نملة كما تعلم. (ينظر للمكان) المكان لا يروق لي.
- أوفرهول: أفضل هذا الترتيب على أن يكون المكتب مكتظا وغير منظم.
تفحص الشرير ليامي بنظراته كمن ينظر لدخيل.
- أوفرهول: ابنة إنديفار التي يبحثون عنها انضمت لعصابتك ها.
استدارت ليامي على الفور كي لا تنظر لأي أحد منهم، وهي تحاول السيطرة على أعصابها.

ليامي تودوروكي ـ أخت شوتو وطويا الصغيرة// الجزء 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن