💜18💜

794 55 26
                                    








كان هيونجين يضرب الباب بكل ما له من قوة ، و يصرخ حتى التهبت حنجرته ، دموعه ترفض التوقف عن النزول .

مينهو و تشان قاما بحبسه في غرفة الضيوف حيث لا يوجد أي شيئ سوى الجدران و السرير ، حتى النافذة مغلقة بقضبان حديدية حتى لا يحاول الإنتحار مرة أخرى .

فبعد أن غادروا مكتب الطبيب ذلك اليوم ، هو ذهب مباشرة إلى الحمام و قام بقطع معصمه عدة مرات بعنف حتى تشوه جلده . الجروح كانت عميقة و تنزف بغزارة ، و صراخه الأليم يملأ الشقة مفزعا تشان و مينهو حتى الموت .

هم لا يستطيعون التواصل مع سونغمين بسبب فيليكس و جيسونغ .
لا يريدان أن يسامحه ، فقط يريدان أن يراه كي يهدأ قليلا فحاله هذه خرجت عن السيطرة .

" أريد رؤية سونغمين أرجوك " همس بعد أن خارت جميع قواه ، و لم يعد قادرا حتى على الوقوف .
" أتوسل اليك أريد سونغميني " بقي يتمتم لنفسه حتى فقد الوعي خلف الباب الموصد .

حين انتبه عشان أن الوضع صار هادئا حيث يقيم هيونجين ، حمل المفتاح و فتح الباب سريعا ليجده مغمى عليه بتلك الحال .
قلبه ينزف حزنا حين يشهد حالته تلك ،

حمله بهدوء و وضعه على السرير و غطاه جيدا ، وضع أمامه الماء و دواءه ثم خرج من هناك .

مينهو الذي كان في غرفة المعيشة أوقفه حين رآه حاملا مفاتيحه و متجها إلى المخرج .

" إلى أين تذهب في هذا الوقت هيونغ ؟! "

" إلى سونغمين ، لن أسمح لهيونجين أن يقتل نفسه بهذه الطريقة ، راقبه أثناء غيابي و تأكد أنه أكل و تناول دواءه "
نطق بسرعة بعد أن انتهى من ارتداء حذائه و غادر الشقة عازما على جعل سونغمين يلتقيه .

مر ما يقارب الشهر بعد تلك الحادثة و هما لم يريا بعضهما و لم يتحدثا أبدا .
لم يحاول سونغمين الإستفسار و لم يحاول هيونجين التبرير .
هذا غير مقبول .

هو يعلم أنه في منزل فيليكس لكنه لم يرد اخبار اسود الشعر فهو حتما سيذهب إلى هناك و يقوم بشيئ غبي .

لم يستغرقه الأمر أكثر من عشر دقائق ليصل الى منزله ، و كان سريعا برن الجرس . صحيح أن الوقت متأخر لكن هل يهتم ؟
هو سيأخذ سونغمين رغما عنه كي يرى هيونجين حتى لو اضطر لاستعمال العنف .

بعد ما بدى كدهر من الإنتظار ، فتح فيليكس الباب أخيرا بنظرة انزعاج ، و مازاد انزعاجه هو أن تشان من كان يقف وراءه .
لكن قبل أن يستطيع قول أي شيئ الأكبر اقتحم المنزل و راح يجول بعينيه باحثا عن سونغمين

" ياا !! ماذا تظن نفسك فاعلا ؟ " صرخ صاحب النمش يلحقه إلى غرفة المعيشة .

" أحاول ابقاء صديقي على قيد الحياة " قال و كأنه أكثر شيئ بدهي في الوجود .

و بسبب الجلبة القادمة من الخارج سونغمين ذهب ناحيتهم ليرى تشان هناك .

" هيونغ ؟ مالذي أتى بك ؟ " سأل بتردد ، فالوقت متأخر ، و هو لم يتحدث معه منذ فترة الآن .
لكن فجأة شعر بشيئ ينغز قلبه ، هل حصل شيئ سيئ لهيونجين ؟

" هل حصل شيئ ما لهيونجين ؟! " سأل و الخوف يغلف نبرته المرتجفة . هل تأذى ؟ ماذا يعقل أنه حصل ؟

" حصل الكثير ، و هو يريد رؤيتك لذا أرجوك سونغمين ، أتوسل اليك تعال معي . لا تقترب منه ، ولا تتحدث معه إن شئت . فقط دعه يرك و لو من بعيد " الأكبر ترجاه يائسا ، حتى انه كاد يبكي . مجرد التفكير في الأمر يهشم قلبه .

لم يتطلب الأمر أكثر من ذلك لسونغمين كي يذهب و يرتدي حذاءه تحت نظرات صديقه المندهشة .
" مالذي تنتظره هيونغ ؟ لنذهب ! "
صرخ بعد فتحه الباب ليلحقه الأسترالي بابتسامة صغيرة ، فيليكس أيضا لحقهما فقط للضمان .

و هكذا الثلاثة صاروا في طريقهم نحو شقة الأكبر ، حيث هيونجين قد استعاد الوعي ، لكنه لم يتحرك من مكانه .
بدى جثة أكثر من كونه انسانا . جفونه لا تغمض الا حين يفقد الوعي .
الأرق صار رفيقه ، و أصبح يجوع نفسه و يرفض تناول الأدوية و الفيتامينات .

مينهو اكتفى بالجلوس أمامه و التحديق به بشرود ، هذا أسوأ بكثير مما كان عليه من قبل .
أخرجه من شروده صوت الباب الأمامي ، و الخطوات المستعجلة نحو الداخل ، و لم تمر ثواني حتى اقتحم سونغمين فزع الغرفة .

كان سيتكلم ، لكنه رآى تشان الذي نفى برأسه و أشار له بأن يخرج و يترك لهم بعض الوقت على انفراد .

سونغمين انحنى بهدوء أمام السرير ، عيناه تذرفان الدموع بالفعل على رؤية شكل حبيبه الشاحب و المنهك . لم يتصور أبدا أن هذا قد يحدث .

" هيونجين ، هيونجين أنظر إلي " همس يمسح بيده على خده بهدوء و حذر جاذبا انتباهه .
لم تعد للأكبر قوة لا للحديث و لا للبكاء ، هو فقط حدق به و بعينيه البراقتين .
سونغمين بخير ، و بصحة جيدة ، هذا هو الأهم .

" هيونجين ، تحدث معي أرجوك . ماذا حصل لك ؟! لما انت هكذا ؟! " هو لم يستطع تصديق ذلك . كيف أصبح جثة في شهر ؟

مازال الصمت هو الجواب لذلك انحنى و نقر شفتيه بخفة ليعود و ينظر نحوه بمقلتيه الدامعتين
" لست غاضبا منك بعد الآن ، لقد سامحتك هيونجيني أرجوك ، تحدث معي "

لكن الواقع أنه فقد صوته بسبب كل ذلك الصراخ ، و كل ما فعله هو احتضان يده التي كانت تمسح على وجهه و اغماض عينيه .

سونغمين هناك ، و هو بخير .
هو يستطيع النوم الآن .









💜____________________________💜

Published [04.02.2022] 21:17

I̶c̶e̶d̶ A̶m̶i̶r̶e̶c̶a̶n̶o̶ | Seungjin ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن