💜19💜

755 53 7
                                    






بقي سونغمين بجانب هيونجين النائم حتى طلع الصباح و لم يغمض له جفن و لم تعرف عينه الراحة . هو كان قلقا ، و يشعر بالخوف مما قد يحصل لهيونجين . مالذي حصل في تلك الليلة حقا ؟ هل حقا هيونجين فعل شيئا سيئا و لهذا لم يأت للحديث معه ؟

سلسلة أفكاره السلبية لم تتركه و شأنه و هو يرى حال حبيبه المزرية ، هو حتى لا يتنفس بطبيعية . اللعنة على ذلك اليوم و على تلك الليلة المشؤومة .

مسح دموعه بسرعة حين رآى بأن الأكبر يفتح عينيه فابتسم بخفة يمسح على خده .
" صباح الخير هيونجيني "
همس يطبع قبلة صغيرة على شفاهه و ابتعد ليحدق بملامحة التي أقل ما يقال عنها أنها مصدومة .

هيونجين حاول أن يجلس بصعوبة لكنه فشل فشلا ذريعا . كل شبر في جسمه يؤلم ، عضلاته كلها تحترق .
سونغمين أبقاه مستلقيا و قام بترتيب شعره المبعثر قليلا و انتهى بقبلة جبينه .

الأكبر لم يصدق أيا ما كانت تراه عيناه . هل هو يهلوس مجددا كما حصل معه من قبل ؟ لكنه كان يتناول الدواء و قال الطبيب أنه بخير ، و أن صحته العقلية مستقرة .

غير قادر على فهم أفكاره و ما يدور بداخله ، هو حاول مد يده نحو سونغمين متحققا أن كان موجودا بالفعل لكنه تذكر ما حصل في السابق فأبعد يده سريعا . الخوف كان ظاهرا في عينيه بينما يقوم به رأسه يمينا و يسارا .

" هيونجين– " نطق سونغمين محاولا لمسه مجددا لكنه صفع يده بعيدا و غطى رأسه بيدين مرتجفتين . يتمتم لنفسه أشياء غريبة مثل " أنت لست حقيقيا " أو " ارحلي أيتها الروح الشريرة "

سونغمين أراد البكاء بشدة لكنه تماسك ، تماسك من أجل حبيبه و والد طفله . أبعد الغطاء عن رأسه بهدوء و عادت أصابع تتخلل شعره الأسود و تمسح عليه بهدوء . و لحظه هيونجين لم يدفعه بعيدا هذه المرة .

" أنا هنا جيني ، بجانبك . لا تخف ليس هناك أطياف أو أرواح شريرة ، فقط أنا ، و طفلنا " همس يمسح دموعه العنيدة التي نزلت بغير إذن .
لما كتبت عليه التعاسة ؟ هو حتى لم يفرح بطفله كما يجب .

هيونجين يريد أن يصدق ، حقا يريد أن يصدق لكنه خائف أنه بدأ يجن من جديد . استغرقه الأمر وقتا طويلا جدا حتى استطاع الإندماج في المجتمع مجددا ، و هذا يحصل الآن .

" لا تخدعني أرجوك . لا اريد ان اكون مجنونا "

" لست مجنونا جيني أنا هنا "
لكنه يأبى أن يصدق ، يرفض أن يصدق عينيه و حواسه ، و قلبه الذي سينفجر بفعل لمسات سونغمين . إلا أن لعقله خططا أخرى .

لم يدر الأصغر ما يفعل فذهب ينادي تشان و مينهو ، علهما يستطيعان إقناعه بأنه موجود هناك و ليس مجرد سراب أو خيال .

و لسوء الحظ ، الأمر لم ينجح أيضا . مما قادهم إلى آخر خيار متاح ، أخذه إلى الطبيب .
الهي كم كان أخذه إلى هناك صعبا . هو بقي يصرخ و يتخبط في حين تشان يحمله نحو السيارة رغما عنه . جل صراخه كان عن أنه ليس مجنونا أو أنه لايحتاج طبيبا .

و بمرور دقائق صراخه الحاد و المؤلم تحول إلى رجاء يائس . لما لا أحد يفهمه ؟!

المشكلة بالنسبة لهيونجين حاليا هي أنه لم يعد يفرق بين الحقيقة و الخيال . لا يعلم إذا كان ما يراه واقعا أو طيفا من مخيلته ، ربما كان يحلم ؟!
هو حقا لا يعلم .
إدراكه للوجود لم يعد مستقرا بسبب الصدمات التي تعرض لها و الأرق الذي رافقه في الأسابيع السابقة جعل الأمور أسوأ بكثير .

هيونجين يتمنى بكل جوارحه أن يكون كل ما حصل معه في الأيام السابقة مجرد كابوس مرعب ، و أنه سيفتح عينيه و يجد سونغمين بجانبه يحتضنه كما يفعل دائما .

لكن ليس كل الأمنيات تصبح حقيقة .
و هذه الأمنية من ضمنها .











💜______________________________💜



Published [11.02.2022]

☹️

I̶c̶e̶d̶ A̶m̶i̶r̶e̶c̶a̶n̶o̶ | Seungjin ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن