💜16💜

759 56 8
                                    



في اليومين المواليين ، هيونجين عاش الجحيم .
هو لم يعلم ماذا يفعل بنفسه . لا يستطيع التواصل مع سونغمين ، ولا يستطيع تذكر ما حصل في تلك الليلة . هو لا يعلم متى شرب أو لماذا شرب في المقام الأول .

هو يظن أن سونغمين مفقود ، أين قد يذهب حبيبه الحامل في مثل هذا الطقس البارد ؟! هو بات غير قادر على النوم ، أو البكاء .
كل ما يريده هو إيجاد سونغمين و معرفة أنه بخير .

" هيونجين ، كل شيئا على الأقل قبل ان تخرج " نادى مينهو الذي كان يضع الإفطار على الطاولة حين رآه في غرفة المعيشة ، لكن ما قابله كان التجاهل التام ، ثم واصل هيونحين طريقه نحو باب الخروج . فبعد مغادرة سونغمين هو لا يريد البقاء وحيدا في منزلهم الموحش

هو هكذا يخرج من الصباح الباكر كي يبحث عن سونغمين ، ثم يعود خائبا بعد منتصف الليل ليرمي نفسه على السرير و يحدق بالسقف حتى طلوع فجر اليوم الجديد .

" هل تظنه بدأ يجن مجددا ؟! " همس مينهو يأخذ مكانا على الطاولة مقابلا انسان الذي رمقه بنظرات حادة .
" لا تنظر إلي هكذا ، لقد سألت فقط . أنظر إلى حاله التي آل إليها ، إن بقي هكذا فحتما هو يعود لرؤية الطبيب "

تنهد الأسترالي بثقل ، هو يعلم أن كلام مينهو صحيح لكنه لا يريد لذلك أن يحصل . هو يتذكر ماذا حصل له قبل ست سنوات عندما غادر سونغمين أول مرة . فبعد استيقاظه من الغيبوبة هو أصبح كالمجنون يبحث عنه ليل نهار في مكان . و بعد أن فقد الأمل ، هو صار يحاول الإنتحار مرة أخرى ، لكن دون جدوى .

كانت أياما صعبة على الجميع ، و هاهو شبحها يعود كي يطفو على الواجهة .
هناك عاصفة يتعب ولا مجال لإيقافها .

" أرجو ألا يحدث ذلك مجددا ، لا أظنه سيصمد هذه المرة " قال تشان أخيرا ليغادر إلى عمله دون حتى أن يلمس طعامه .
هذه المشكلة تؤثر عليهم جميعا .







💜







بقي سونغمين يسير في غرفة المعيشة ذهابا و إيابا ، يعض على أصابعه من التوتر .
هو لم يشعر هكذا منذ زمن طويل . فبعد أن أخبره فيليكس عن حال هيونجين الذي ذهب ليستفسر منه عن أي خبر حول حبيبه .

وجهه المشرق قد انطفأ و أصبح أكثر شحوبا من الأموات ، بياضه المخيف أبرز السواد الذي رافق جفونه المنتفخة قليلا ، و بريق عينيه قد زال و اضمحل .

هو متردد ، هل يجب عليه رؤيته ؟!
هل يجب أن يتحدث معه و يتنازل هذه المرة ؟!
لكنه خانه ، خان الثقة التي وضعها به و كسر قلبه .

" كثرة التفكير لن تحل شيئا ، هذا يشعرني بالجوع فقط " تمتم لنفسه مع عبوس واضح ، و هو في طريقه إلى ثلاجة الأسترالي لعله يجد لنفسه فيها شيئا يؤكل .

و بالفعل هو وجد مثلجاته المفضلة موضوعة هناك على الرف تناديه كي يأكلها ، لكنه لم يأخذها . لم يتجرأ على مد يده كي يأخذها و هو يعلم أن هيونجين لا يأكل .

أغلق الثلاجة بهدوء لتنزلق دموعه مبللة حدوده التي احمرت بسرعة بسبب حبسه لشهقاته .
هو يشتاق لهيونجين كذلك ، إلا أنه لا يمتلك الشجاعة لمواجهته ، ليس بعد على الأقل .











💜____________________________💜


Published [13.01.2022]

كيف حالكم يا جماعة ؟!

I̶c̶e̶d̶ A̶m̶i̶r̶e̶c̶a̶n̶o̶ | Seungjin ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن