كلاوس يستنشق سُم سيجارته و سحابة الأدخنة تحوم من حوله، تارةً ينفض رأس السيجارة و تارةً يأخذ رشفة من فنجان القهوة
على الشرفة المُطلة لحديقة قصرهِ الفخم مع مائدة الإفطار و الصمت القاتل يحومُ من حولهما، هو يحتسي في القهوة المُرة و هي تشربُ في كأس من الحليب...
يارينا شاردة الذهن صوب النافذة الزجاجية العملاقة تُحاول إيجاد الكلمات المناسبة لتقولها له و عن سبب هروبها منه بتلك الطريقة...لكنه فَجأها عندما وضع فنجان القهوة بقوة على الطاولة يليه ذلك الملف مما جعلها تستعيدُ رشدها و ترفع بصرها نحو الغضب الذي يتلألأ على كامل وجهه، بللت حلقها بالحليب و هي تُبعد نظراتها نحو النافذة مجددا.
سرعان ما تحدث بتلك النبرة الروسية الخشنة:
-"هل كان يستحقُ كل هذا؟"
رمشت غير مستوعبة ما الذي يقصده فهي كانت تنتظر سؤاله حول هروبها، لتردف بقلق:
-"عن ماذا تقصد؟"
ارتفعت نبرته الغاضبة:
-"العاهر الذي هربتِ معه...هل كان يستحق؟ هل أزعجكِ حُبي لكِ لدرجة أنكِ إخترتِ غيري؟"
تغيرت تعابير يارينا لتصبح أكثر جدية، قد شعرت بذلك الوخز داخل قلبها فهو فهم الموضوع من أسوء زاوية أين وضعت كأسها بقوة هي الثانية:
-"لم أخنكَ كلاوس...و لم أهرب لهذا السبب على الإطلاق"
مسد ما بين عيونه يُحاول قدر المستطاع محاربة شياطينه لعدم الخروج و تدمير كل شيء يقع صوب نظره، و مجددا بنفس النبرة القاسية:
-"فقط إعترفي...أنتِ طعنتِ بي يارينا...طعنتني بقوة و لليوم لم أُشفى من هذه الطعنة"
إلتهمها الندم في لمح البصر فبدأت بالسقوط في عتمة الظلام سرعان ما تجمعت بعض الدموع حول مقلتيها و خيوط الشمس التي تسللت على وجهها جعلت تلك الدمعة تلمع عند خدها، فكلامه مع نبرة صوته هذه جعلتها تتأكد أنها حطمت قلعة الحب التي بناها من أجلها و خانت الوفاء.
مسحت تلك الدمعة لتعض شفتها السفلى تحاول إطلاق سراح تلك الكلمات لكنها فقط قالت له:
-"لم...لم أقصد..."
زفر بينما بقي بصره عليها، فسألها شيء واحد:
-"لماذا؟"
لمعت عيونها الغارغة في الدموع أين مسحتها بباطن يدها مرة أخرى قائلة:
-"ل...لقد كنتُ...خائفة..."
تجعد جبينه بإستغراب :
-"مِمَن خائفة؟"
إرتعدت شفتيها لتصرح له:
-"أنتَ"
رمش بثقل و الإستغراب غزّ له ملامح وجههِ لأنهُ لم يفهم مُطلقا ما الذي تقصده بأنها خائفة منه، لأنه من المستحيل أن يقوم بأذيتها و هي تعلم هذا.
أنت تقرأ
The Forbidden Flower
Romance|| الزهرة المحرمة || هوس أدريان || من رماد البراكين سطع جوفه حُب تلك المرأة و من أول نظرة فحاول بناء جسرا يربطه بها لكن حقيقته السوداوية دوما ما تهدم له كل بناء لهذا هي تعتبر زهرته المحرمة لا يمكنه الإقتراب منها و لا يستطيع الإمساك بها و لا حتى الو...