تم تجهيز تلك المائدة الملكية بمختلف أصناف الطعام في منتصف القاعة التي يحيطها الزجاج من كل جانب، مع لمعان الأنوار المُعلقة على الجدران تضيف لمسة شتوية دافئة.
بقيت أليس شاردة صوب زجاج النافذة العملاقة تشاهد سقوط حبات الثلج ببطء و هدوء، فالأمطار تُصدر صوتًا عندما تنزل على الأرضية مما يجعل الشخص يستمتع بإيقاعه الفريد، في حين الثلج يختلف كليا عن المطر فهو يسقط دون صدور أي صوت و ليس له أي إيقاع أو حتى نغمة واحدة مما يجعل عقل الإنسان يدخل في سكون و يصبح تفكيره فارغا تماما مثلما يحدث لأليس في هذه الأثناء...
تقدمت منها إحدى الخادمات و هي تضع في الوسط إناء الحساء الساخن فوقه القليل من الجبن المبشور، لتقول لها بصوت خفيض و هي تُشير بيدها:
-"الطعام جاهز سيدتي...لقد أضفت بعض الأصناف الجانبية مع الطبق الرئيسي، فكما تعلمين يزداد الشعور بالجوع عندما يصبح الطقس باردًا...أرجوا أن تنال هذه المائدة إعجابكِ"
بنسبة لأليس يُعتبر الطعام أهم شيء في هذه الحياة، لكن إنقطعت الشهية عنها في هذه الفترة بسبب ما تَمُرُ به فلم تتقبل بعد فكرة مكوثها في هذا القصر الذي تمتلكه المافيا، كانت ستُخبر الخادمة أن لا شهية لها لكن سرعان ما تذكرت ردة فعل أدريان حول رغبته في قتل الخدم الذين أمرهم بالعناية بها عند غيابه..
بلعت ريقها قد أومأت لها قائلة:
-"شكرًا لكِ...يبدو شهيا بمجرد نظر إلى جميع هذه الأصناف"
ابتسمت لها براحة، فحياتها مُعلقة الآن بين يدي أليس، لتردف لها:
-"بصحتكِ سيدتي"
ابتعدت الخادمة عن مجال أليس لتتناول العشاء براحتها، لكنها جلست في أقصى اليمين عند ذلك الكرسي، انتبهت أليس لهذه الحركة و علمت أنها بقيت في نفس القاعة معها كنوع من الحيطة و لتأكد على أنها حقا تتناول الطعام...
لن تنكر أليس أن كل ما يدخل في فمها تنبهر لمذاقه اللذيذ لقد عادت شهيتها بعد القضمة الثانية، ناهيك عن الحساء الذي جعل الدفئ يسري في جسدها بالأخص مع هذا الجو البارد...
بينما منغمسة في الأكل، حدثت نفسها:
-"لا يمكنني الإضراب على الطعام إذ كان يقوم بتهديدي عبر قتل الخادمات هنا....عليّ إيجاد شيء ما يجعله ينفر مني من تلقاء نفسه"
لا يمكن للإنسان أن يُجبر شخصا ما على الوقوع في الحبُ، فالمشاعر تتحرك من تلقاء نفسها و يخفق القلب حُبا بإرادته المطلقة و لبس بالإجبار...
أدريان يعلم هذا جيدًا لكنه مُصمم على خلق تلك المشاعر داخلها و لو لجزء من الثانية، كان قادر على جعلها تعود إلى كندا من أجل لقاء عائلتها ثم يُعيدها إلى روسيا بطريقته الخاصة...
أنت تقرأ
The Forbidden Flower
Romance|| الزهرة المحرمة || هوس أدريان || من رماد البراكين سطع جوفه حُب تلك المرأة و من أول نظرة فحاول بناء جسرا يربطه بها لكن حقيقته السوداوية دوما ما تهدم له كل بناء لهذا هي تعتبر زهرته المحرمة لا يمكنه الإقتراب منها و لا يستطيع الإمساك بها و لا حتى الو...