Part 25:إضطراب المشاعر

35.7K 1.5K 775
                                    

تركض حافية الأقدام داخل غابة تكسوها الثلوج... تلهث بشكل هيستري تستنجد في الأكسجين الذي يبدو أنه تجمد من شدة الصقيع فلم يعد يصل إلى رئتيها...
أصبحت غير قادرة على الشعور بأقدامها بسبب برودة الجو القارس... تسقط وسط كومة الثلوج و تنهض مجددا فالخوف قد قيد لها أضلاعها و ما يزيد هلعها هو صوت عواء الذئاب الذي يقترب منها بسرعة جنونية.. تنظر خلفها كل مرة و لا تجد أي شيء.. فقط الثلوج البيضاء التي غطت كل شيء لا ترى أمامها سوى طريق واحد تحاول الوصول إلى نهايته لكنه يبتعد في كل مرة تقترب منه... مما جعل دماء جسدها تتجمد... فجأة يظهر أمامها شخص ببذلة سوداء قاتمة وسط بياض الثلوج..

تصطدم به و تسقط أرضا...لتشاهد بركة الدماء من حولها و تحيط بها من كل زاوية... تحاول إغماض عيونها لكنها تشعر بوجود ذلك الرجل الذي نزل إليها و يمسكها بقوة من فكها لتشعر بألم قبضته... تفتح عيونها العسلية الغارقة بالدموع و تدريجيا تستطيع رؤية تلك العيون الزرقاء الداكنة حولها إحمرار بارز يوحي بالغضب... سمعته... لقد سمعت تلك الكلمات التي إصطكت أسنانه بشدة و هو يقول بفحيح و بأنفاس باردة كالصقيع : لقد وجدتكِ أليس...

لتيستفيق من مكانها... و صدرها الذي يعلو و ينخفض بسرعة... جسدها بأكمله يتعرق و في نفس الوقت يرتجف بشدة... مع جفاف حلقها بأكمله تنظر كالمجنونة حولها في غرفتها لكنها لا تجد أي شخص ماعدا صوت نسمات الريح التي تداعب في ستائر غرفتها بخفة...مع ظلال الاغصان مرسومة على سطح أرضيتها...

أخذت ذلك الكأس الذي كان بجانبها و تحاول تبليل حلقها بالمياه و هي ترفع خصلات شعرها المبللة بالعرق عن وجهها و تهمس قائلة :

-"إنه... إنه... مجرد كابوس..."

رمت نفسها على السرير مرة أخرى تنظر في السقف تحاول أن تهدئ قدر المستطاع و أن تجعل من نبضات قلبها تنخفض من هذا الخفقان الجنوني...

نظرت إلى الساعة بجانبها الأيمن و كانت لاتزال الساعة الثلاثة فجرا أغمضت عيونها و تنهدت :

-"سأحاول أن أنام قليلا.. فالصباح... هو يومي الأول في العمل...."

ساعة.... ساعتين.... أربع ساعات... و هي تتقلب في ذلك السرير لتنهض منه... مباشرة نحو الحمام لأخذ دوش فعلى الاقل يجعلها صاحية بشكل مؤقت في هذا اليوم بالأخص هو اليوم الأول لها في عملها الجديد...

نظرت لحالتها المتدهورة نحو المرآة و رأت بوضوح ذلك التعب الذي بدأ يظهر على وجهها فالكوابيس لم تتوقف منذ وصولها إلى كندا... فحاولت تغطيته ببعض الكريمات لتخفيف... بطبع لكي لا تجعل والدتها ترى ذلك التعب حول عيونها الذابلة...

إستجمعت قوتها المتبقية و رسمت تلك الإبتسامة المزيفة و الشخصية المرحة و نزلت إلى مائدة الإفطار لتقابلها أماندا:

-" صباح الخير عزيزتي..."

ابتسمت بشكل مزيف و متقن:

-"صباح الخير أمي...صباح الخير خالتي إيلين"

 The Forbidden Flower حيث تعيش القصص. اكتشف الآن