وجدها مستيقظة على غير عادتها تجلس على الكرسي في شرفة الغرفة شاردة صوب السماء بتدرجات ألوانها الداكنة تتخللها بعض السحب الخفيفة مرصعة بملاين النجوم تلألأ مع إنعكاس البريق الفضي للقمرالمكتمل، ليختلط نسيم الليل العاطر بعبق الأزهار...
لتُعاتب نفسها بصمت على محاولة إقدامها لعملية الإجهاض، فالغرق في الظلام مع اليأس و الشعور بالخيبة هو شعور لا يرحم لينهزم أمام الضياع و يجعل من المرء يُقدم على إتخاذ قرارات متسرعة و بعدها بمدة قصيرة يصبح يتأرجح من الندم و يعيش داخل بؤسه المظلم..
لكن أليس تمكنت من رؤية اللمعان داخل بئر الظلام لتنسحب و تحافظ على جنينها مستعدة لتقديم السلام و الحنان له و تحتضنه بكل بدفء...
نزع سترته سرعان ما فتح أزرار قميصه الأبيض العلوية يسير بخطواته الصامتة حتى وصل إليها فطبع قبلته على رأسها مغمض العينين يستنشق عبيرها الغير متناهي، لتجد نفسها تبتسم بعفوية قد أردف:
-"ليس من عادتكِ البقاء مستيقظة لهذه الساعة"
جلب الكرسي الثاني ليجلس بجانبها أين تنهدت بإحباط:
-"لقد إعتقدتُ حقا أنكَ تخليت عني بهذه السرعة"
في الأصل يده تمسدُ على يدها برفق و نظره ملتصق بها:
-"مستحيل حدوث هذا....يمكنني التخلي على الجميع إلا أنتِ أليس"
بقيت نظراتها نحو السماء لتسأله:
-"لماذا والدكَ يكرهني؟"
إقترب منها أين مرر أنامله على طول فكها و عيونه تفتش وجهها:
-"هو لا يكرهكِ...إنما لديه تفكير مختلف...يرى بأن تماسك عائلات الزعامة سيكون بزواجي من أولغا"
أضافت قائلة:
-"و لماذا لم تخبرني؟"
هنا غيرت مسار عيونها نحوه ترمش ببطء، قد صرح لها:
-"لم أصدق أننا نعيش مع بعض تحت سقف واحد فلم أرغب بجعلكِ تشعرين بالضيق بسبب حركة والدي هذه...كانت مجرد تمثلية من طرفي لكي أتمكن من محاصرة أبي في الوقت المناسب"
إنبعثت من عيونها بريق دافئ مع رغبة عميقة في البقاء معه و هي تتلمس فكه بلطف لتخرج من حلقها تلك الكلمات المتواضعة :
-"تحدثي معي...مهما كان نوع المصيبة أخبرني بها أدريان...لا أريد الشعور بتجربة مماثلة مرة أخرى"
رفع يدها و جعلها تستقر على شفتيه أين قبلها بشكل متواصل:
-"لن أتحركَ بمفردي بعد الآن أليس...لن أتخذ القرارات بدونكِ"
هي تعلم أنه كان يرضي والده و لا يريد خسارته فهو الوحيد الذي تبقى له من عائلته بعد وفاة والدته، و أيضا تفهمت الوضع عندما صرح لها قيامه بتلك التمثلية
أنت تقرأ
The Forbidden Flower
Любовные романы|| الزهرة المحرمة || هوس أدريان || من رماد البراكين سطع جوفه حُب تلك المرأة و من أول نظرة فحاول بناء جسرا يربطه بها لكن حقيقته السوداوية دوما ما تهدم له كل بناء لهذا هي تعتبر زهرته المحرمة لا يمكنه الإقتراب منها و لا يستطيع الإمساك بها و لا حتى الو...