تمكنت من منع تلك الدموع من النزول و هي تشاهد كيف تغير مصيرها بين ليلة و ضحاها، كان من المفترض أنها في كندا مع عائلتها تُقدم لهم الهدايا التي جلبتها من روسيا، و تنغرس في حضن والدتها و تعبث بشعر أخيها لتستفزه مثل العادة، و تسرد مغماراتها على الخالة إيلين...
لكن اليوم وقعتْ في شباك هذه العيون الزرقاء الباردة التي تنظر صوبها كأنها تخترق جميع القلعات التي قامت ببنائها طوال حياتها مبتعدة عن بنى جنس آدم
بالرغم من نبرته الهادئة و ثبات معالم وجهه لكنها متأكدة حول فوران غضبه نظرا لبروز عروق يده و كيف ترتعد عيونه الساحقة...
لم يشاء أدريان أن تصل بهم السبل إلى هذه النقطة فكل شيء عمل من أجله تبخر في الهواء من اليوم الذي قام بمنعها من العودة إلى وطنها...
لكنه قد أساء تقدير إمكانياتها في التخطيط فحركتها الفطنة في الهروب جعلته يقرر الانتقال إلى الخطة الإحتياطية...فإجابة أليس واضحة و هي رفضه...
أمسكها من معصمها مما جعل شهقة قصيرة تخرج من حلقها يسير بها إلى الخارج، مما أدى إلى بقية رجال الشرطة إفساح الطريق لهما...
إلتفت من خلفها كما لو أنها لاتزال تأمل في حدوث معجزة ما، فترى بوضوح كيف عاد الضابط إلى مكتبه كأن شيء لم يحدث رفقة بقية عناصر الشرطة، في حين رجال أدريان ينسحبون بشكل منظم من أجل الذهاب إلى مواقعهم للحماية...
تصاعدت دقات قلبها و إرتعش جسدها لثواني معدودة تحاول كبح هذا الخوف و عدم إظهاره، فهي تعلم أنها ستعود إلى ذلك القصر دون رجعة، ستكون في حصن المافيا الروسية، و سمعتها لوحدها كافية بجعل تلك الأفكار تسطو على دماغها دون توقف فلا أحد يمكنه تغير الصورة الدامية لكيفة تصفية أعمال العالم السفلي...
ترجم أدريان حركات جسدها المتوترة كونه ممسكا بمعصمها لكن حتى هذا لم يمنعه من إستمراره في السير بسرعة مع جعلها تدخل السيارة غصبا...
كان ينتظر في صراخها مع التهجم عليه لدرجة أنه كان مستعد لحملها على كتفه إذا لازم الأمر....فتفاجئ بهذا الكم من الهدوء الذي يحوط حولها....فقد كانت مجرد ملامح صارمة و عصبية مرسومة على وجه أليس...و هذا أرسل لأدريان شعلة من الإعجاب و الإثارة
دعس على البنزين و هي بجانبه في مقعد الراكب تنهدت بيأس و معدتها تتأرجح من التوتر الممزوج بالرعب رغم أنها تخفي هذا، لكنها تعرف ما الذي سيُقدم عليه بعدما إكتشف خدعتها، فهو ليس بذلك الغبي حتى لا ينتبه أنها إستغلت عاطفته و مشاعره القوية و إستخدامها كبطاقة للوصول لمبتغى هروبها....يعني لو لم يكن نفوذ أدريان قوي صدقوني كانت ستتمكن من الهرب و التوجه إلى السفارة الكندية، و من هناك يهتمون بأمر إعادتها...
لم يقل أدريان شيئا على طول الطريق لكن أليس ظلت تلقي نحوه بنظرات خاطفة تحاول فهمه لكن تعابيره كان متشدد يحوم حولها الغضب، أما عينيه فكانتا فارغة من أية مشاعر تُذكر، مما زادت من عصبيتها فالجهل مما سيفعله بعد قليل هو الذي جعل موجة الأفكار السوداوية تغزو دماغها..
أنت تقرأ
The Forbidden Flower
Romance|| الزهرة المحرمة || هوس أدريان || من رماد البراكين سطع جوفه حُب تلك المرأة و من أول نظرة فحاول بناء جسرا يربطه بها لكن حقيقته السوداوية دوما ما تهدم له كل بناء لهذا هي تعتبر زهرته المحرمة لا يمكنه الإقتراب منها و لا يستطيع الإمساك بها و لا حتى الو...