Part 19:باقة الورد

38.3K 1.4K 355
                                    


و كأنها قطعة من الجنة قد سقطت على هذه الأرض الخلابة التي زُينة ببزوغ الربيع في كل شبر منها، من لونٍ أخضرٍ و وردي...برتقالي مع بنفسجي، فهذه الغابة بدأت تستعيد في جمالها و ألوانها الذي تم سلبُهُ من قِبل الشتاء القارس و القاسي و بياض الثلوج...

و ما زاد جمالا هذا الجزء من الغابة هو أنه تم وضع الورد الأبيض في كل شبر منها مع الأقمشة الشفافة الوردية التي تم لفُها على بعض الأشجار و الأماكن هنا و هناك...

عدد من الكراسي قد وضعت عليهم بعض الزينة منفصلين ليشكلون طريق طويل مزين بالحرير الأبيض ببساط عليه الورد الأبيض... ليؤدي إلى طاولة عقد الزواج لشاهدين و القسيس و مكان للعرسان بطبيعة الحال..

رائحة الياسمين قضت كليا على المكان

يارينا عندما كانت صغيرة كانت دائما ما تُحدث كلاوس بأنها تتمنى أن تقيم زفاف باللون الأبيض و الوردي الفاتح و عدد قليل من المقربين على الهواء الطلق مع تفتح أزهار الربيع كانت تخبره أنه سيكون هو العريس و هي العروسة و فقط

وقتها كانت صغيرة جدا لكن عندما تُفكر في أي شيء تضع كلاوس في المقدمة و بجانبها، صحيح أنها أخلفت بوعدها عندما هربت لكن قلبها كان معه و فكرت فيه رغم كونه بعيدا...

أحيانا الخوف يجعلنا نقوم بأمور نندم عليها و هذا هو ندم يارينا على تركها لكلاوس في تلك ثلاث سنوات، لكن ليبقى الماضي مطوي في الماضي و حان بدأ صفحة بيضاء.

فببساطة كلاوس نفذ لها بالحرف الواحد تلك الأمنية الصغيرة.. و لهذا انتظر قدوم الربيع لطلب يدها و تجهيز العرس في هذه الأرضية الجميلة في وسط الغابة مع أجواء نسمات الربيع و عبير الأزهار...

في حين في غرفة العروس لاتزال تلك الشقراء تبكي و لم تتوقف لدرجة أنهم أعادوا لها وضع مساحيق التجميل لمرة الثالثة...

تنهدت أليس بيأس :

-"يا إلهي يارينا...إنه يوم فرحكِ و ليس يوما للبكاء"

لوحت يارينا بيدها لتلقي بعض النسمات عاى وجهها:

-"لا أعلم لما أبكي حتى..."

أومأت أليس بقلة حيلة و هي تضحك :

-"عزيزتي... إنها دموع الفرح...لكن حقا هذا يكفي أنتِ منذ ساعتين لم تتوقفي عن البكاء..هل ترغبين بأن يراكِ كلاوس بعينين منتفختين...حتى الصور لن تظهر بشكل جميل"

مسحت شلال الدموع لتردف بحزام:

-"حسنا... لقد توقفت"

تقدمت كريستينا و هي تحمل بعض من مكعبات الثلج عبر كيس بلاستيكي خشن و هي تقول :

-" إجعليها حول عينكِ لتخفيف من الإنتفاخ يارينا"

أمسكت عنها و هي تبتسم:

 The Forbidden Flower حيث تعيش القصص. اكتشف الآن